الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جعل الأرض القاحلة جنة
…
جمع الدر وأصبح نعيم الجنة
ليس وردا ولكن نسيم سحره ينفح عطرا
…
ليس خمرا ولكن حانته تموج بالضجّة
ليس زرعا ولكن بيدره يهب الحب
…
ليس عرشا ولكن طوباه وارفة الظلال
ليس بستانا ولكن ثمره موفور
…
ليس سهلا ولكن زرعه مخضوضر
ليس زهرة حمراء مشتعلة ولكن فيه نبراسا
…
فى قلبه جراحات من الحسرات
حدود حرم الله ومواقيت كعبة الله المكانية:
قال المؤرخون: إن حدود الحرم الشريف لكعبة الله، تبلغ ستة أميال من ناحية الشرق، وثمانية عشر ميلا من ناحية الغرب، واثنى عشر ميلا من ناحية الشمال وأربعة وعشرين ميلا من ناحية الجنوب.
أما مؤلف «تاريخ خميس» ،فقد قال:«لقد قست بنفسى بقياس المسافة، ووجدتها ثلاثة أميال من طريق المدينة المنورة وتسعة أميال، من طريق شعب آل عبد الله بن خالد الواقع ناحية جعرّانة» .
وفى قول آخر: «عشرة أميال وسبعة أو تسعة أميال من طريق عرفات المسمى بطن نمرة» .
وكتب مؤلف «نخبة الدهر» فى كتابه المذكور:
أنها ثلاثة أميال من جهة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وعشرة من طريق جدة، وأحد
عشر ميلا من طريق الطائف، وستة أميال من ناحية العراق. والأرض التى خارج هذه الحدود ليست من الحرم
(1)
».
وهذا الاختلاف لم يكن فيما يتعلق بتحديد أماكن ومواقيت مكانية أو تعريف نقاطها وإنما فى مقياس المساحة، لذا فالمساحة بالنسبة لكل واحد منهم تخضع لحسابه وكلها صحيحة بالنسبة لحساب كل واحد منهم.
ويقول على بن بلبان الفارسى الحنفى مؤلف الكتاب المستطاب المسمى «عمرة السالك فى المناسك» نقلا عن الإمام الأزرقى
(2)
:إن ميقات أهل المدينة عند التنعيم وهو مكان قريب من «بيوت تغاره» الواقعة جهة المدينة على مسافة ثلاثة أميال من مكة المعظمة.
ويقول: الإمام مالك رضى الله عنه: إن أهل المدينة المنورة يحرصون ويبدءون فى التلبية من قرية ذى الحليفة.
وهذا المكان اللطيف يقع عند البئر المسمى بئر على ومسجد الشجرة وهو على مسافة تسع-وعلى رواية عشر-مراحل من مكة المعظمة من ناحية المدينة المنورة ويقول البعض عن سبب تسمية بئر على أن الكرار-عليه رحمة الله- قاتل الجن هناك، لذا أطلق على هذا البئر اسم بئر على، لكنها رواية مختلقة لا أصل لها.
و «ذو الحليفة» أبعد مكان عن مكة من ناحية الميقات وهى أطلال قرية مشهورة، وقد أراد رسول الملك المتعال أن يحرم أهل المدينة هناك تعظيما لأجرهم
(1)
الجبال والوديان والصحارى.
(2)
الإمام الأزرقى هو الإمام أبو الوليد محمد بن عبد الكريم المكى، المعروف بالأزرقى وهو من أعلم العلماء وهو أول من كتب عن تاريخ مكة. وتلاه فى كتابة التاريخ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهى. وثالثهم سيد تقى الدين محمد بن أحمد بن على الحسينى وبعده الحافظ نجم الدين عمر بن محمد بن فهد الشافعى، ثم الشيخ عز الدين بن عبد العزيز وهو ابن الحافظ نجم الدين وآخرهم القطب المكى. وقد كتب كل منهم كتابا فى التاريخ باللغة العربية أما القطب المكى فى تاريخه فقد نقل وروى بالذات عن الشيخ عز الدين ونقل وروى بالواسطة عن سائر المؤرخين.
وثوابهم وقد ذكر «ابن بلبان الفارسى» فى صدد تعريفه وتعيينه لميقات أهل اليمن أن المكان الذى يحرم عنده اليمنيون هو منطقة «أضاة اللبن» الواقعة على مسافة سبعة أميال من مكة المفخمة من جهة اليمن، وقد ركز هناك علمان لتعيين هذا المكان الذى يبدأ عنده ارتداء ملابس الإحرام.
و «أضاة اللبن» لا بد وأنه الموضع المسمى «يلملم» على مسافة مرحلتين من مكة المعظمة. ومكان إحرام المصريين هو مدينة «رابغ» القريبة من الجحفة ميقات أهل الشام. أما المكان الذى يحرم منه أهل نجد فهو أعلى ربوة فى تهامة، أما الذيت يتوجهون للحج عن طريق الشام الشريف فإنهم يحرمون في المكان المسمى جحفة، وجحفة هذه أطلال قرية تقع على مسافة خمس مراحل وعلى قول ست مراحل من مكة المكرمة، والاسم الأصلى لقرية جحفة كان على وزن مهيعة، ذلك أن جماعة من العمالقة سكنوا فيه وذات ليلة اجتاحهم السيل وقضى عليهم تماما، لذا أطلقوا على سكان أطلال هذه القرية اسم جحفة.
قال ابن بلبان الفارسى: رغم أن الرواية تقول إن الحجاج القادمين من طريق العراق يحرمون من نقطة «ثنية الهيك» الواقعة على بعد سبعة أميال من مكة المعظمة، إلا أن الإمام مالك قال-كما جاء فى كتاب-أحسن المسالك: إن قوافل حجاج العراق تحرم من موقع قرية قرن وهو المكان المسمى قرن المنازل. وقد استقر حول المكان المذكور جماعة «قرن» التى انفصلت من قبيلة «مراد» وحضرة «أويس القرنى»
(1)
من أفراد هذه الجماعة.
وإذا قرئ لفظ قرن بسكون الراء فهو اسم جبل، وإذا قرئ بفتح الراء فهو اسم طريق يقع بجوار الجبل المذكور، وتقع مكة المشرفة شرق الجبل المذكور بمرحلتين. ورغم أن الإمام الفاكهى قد ذكر أنه يوجد جبل باسم قرن على بعد
(1)
سيد التابعين: له ذكر فى صحيح مسلم وكان-رحمه الله برّا بأمه، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه:«من لقبه منكم فمروه فليستغفر لكم» ،الحديث. لقى الله شهيدا يوم صفين مع على رضى الله عنه. ترجمته مطولة فى الإصابة 118/ 1 - 120 رغيرها.