الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من عمره وأن سيدنا إسحاق قد ولد بعد هذه الواقعة بسبع عشرة سنة، وحسب رواية بدائع الزهور، ولد بعد عشر
(1)
سنوات وأنه مات سنة سبع وثلاثين بعد المائة.
ولما أدرك سيدنا إبراهيم أن ما رآه ليس وساوس الشيطان صدع بالأمر، وقال لزوجته هاجر وقد عقد على إنفاذ حكم الله وقضائه-هيأ إسماعيل بغسل رأسه وتمشيط شعره وإلباسه ملابس جديدة بعد أن عطر كل أعضاء جسمه بعطور ذات رائحة طيبة ثم خاطب فلذة كبده بقوله:«يا بنى هات حبلا وسكينا حادا لنذهب معا لإحضار الحطب من ذلك الجبل وحسب قول بدائع الزهور «لنذبح شاة» وأحضر سيدنا إسماعيل الحبل والسكين اللذين أمر والده بإحضارهما وصحبه معه إلى المكان المسمى مذبح إسماعيل فى منى.
فى هذا الوقت ظهر إبليس ذو الوساوس متوهما أنه وقت غواية وإضلال إبراهيم عن طريق زوجته فذهب إلى هاجر وقال لها: «هل تعلمين أين أخذ إبراهيم إسماعيل؟ فلما ردت قائلة: نعم أخذه إلى الجبل لنقل الحطب، قال لها» لا أخذه للذبح».
فردت عليه قائلة: إن إسماعيل محبوب من والده، حتى إن والده ينفر من الذين يعادونه ويبغضهم حاشا أن يرتكب هذا الفعل غير المشروع.
فقال لها: «ربما يذبحه ظنا أنه أمر الله؟ ردت السيدة هاجر-رضى الله عنها- وقالت: «ما دامت هذه هى إرادة الله الحكيمة فهو ملزم بتنفيذها إذن فليعمل على تنفيذ أمر الله «ولم تفتنها غواية الشيطان!.
نظم
ولما تخوف الشيطان فى الحال
…
التقى بأمه للإضلال
(1)
الرواية الثانية أقوى من الرواية الأولى.
فقال لها لا تفعلى وإلا ندمت خذى حذرك
…
خليل الله يجعل القربان ولدك
فهجمت فى الحال بما وجدته قريب
…
أما شمس عقلها فأوشكت على المغيب
اتجهت بحينها والقلب إلى الرب
…
قائلة الق إلى سمعا هذا أولى وأنسب
الحذر من أن تبعدى تلك الروح من يدك
…
لا نطفى: سراج الأنبياء
لا ترضى أن يذهب معه حيث شاء
عند ما أدرك الشيطان أنه لن يستطيع أن يضل السيدة هاجر ذهب إلى إسماعيل.
وقال: يا إسماعيل لقد حملك أبوك إلى الجبل لكى يذبحك، فأجاب إسماعيل: إنى أطيع أمر الله وأوافق على رأى والدى العزيز وأخضع لما يقرره فانصرف الشيطان عنه.
وغشى اليأس الشيطان بسبب عجزه عن خداع إسماعيل-عليه السلام فأسرع إلى حضرة الخليل وقال له متسائلا:
«أيها الشيخ مضئ القلب إلى أين أنت ذاهب؟ وماذا تتصور أنك فاعل؟ فلما أجابه حضرة الخليل «لدى أمر هام وأنا ذاهب لإنجازه» فقال له: أتظن أن الشيطان يضلك عن طريق الرؤيا ويفسد عليك عقلك وإحساسك ويدفعك لقتل ابنك فإذا انخدعت بوساوسه وما يلقيه فى نفسك فإنك ستفقد ثمرة فؤادك الذي هو برعم بستان مناك!! ولا شك أنك ستتجرع كأس الندم وستضل عن طريق السلامة».