الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظم
تقوم الدار بحجر فوق حجر
…
وبذاك اللون أو بلون آخر
محل برعم تفتح فى روضة الخليل
…
أنار به للخليل الجليل
ونادى أبو قبيس فى العلاء
…
قائلا سمعت منه ذاك النداء
إن طوفان هذه الدنيا مسح
…
وهذا البيت للسماء تفتح
ذلك البيت وجبريل الذى أنزله
…
إن لدى حجرا وديعة أحمله
وبيعتى حتى تسلموها
…
وفى موضع شئتم ضعوها
(فتوح الحرمين).
ارتفعت جدران البناء المبارك للكعبة المعظمة، وعند ما رأى إبراهيم-عليه السلام-أنه فى حاجة إلى استخدام إسقالة عثر على حجر واستخدمه في مكان الإسقالة وهذا الحجر الشريف هو الحجر القيم الذى غسلت فوقه رعلة بنت عمرو بن جرهم حماها إبراهيم عليه السلام.
ويعرف هذا الحجر المبارك في ساحة المسجد الحرام باسم مقام إبراهيم الآن وقد استخدمه إبراهيم-عليه السلام-إسقالة عند بناء البيت وارتفعت جدران
البناء السعيد لبيت الله وكان المقام الشريف المذكور يرتفع مع ارتفاع البناء وعند ما ينزل إبراهيم إلى الأرض كان يعود إلى هيئته الأصلية.
وقد ذكر شكل وصورة الأبنية التى أقيمت فوق المقام الشريف المذكور فى الصورة الأولى من الوجهة السابعة.
وعند ما وصل ارتفاع جدران الأبنية الشريفة لبيت العزة إلى تسعة أذرع ترك حضرة الخليل سقفه مفتوحا وألحق جانب باب المعلا إلى أرض المطاف وصنع سقفا من الخشب متصلا بالبيت والمسمى بحظيرة أغنام إسماعيل. وحفر حفرة كبيرة العمق ثلاثة أذرع فى الأرض التى تقع جهة يمين الداخل فى بيت الله، لكى يوضع بها الهدايا التى ترسل من الأطراف والأكناف وبذلك أتم بناء كعبة الله المعظمة سنة 3574 ق. م.
والمكان المسمى حظيرة أغنام إسماعيل يطلق عليه الآن اسم «حجر إسماعيل» وهذا المكان الشريف هو مدفن السيدة هاجر.
ويروى المؤرخون الكرام أن البقعة السعيدة للكعبة المعظمة ظل بابها دون مصراع ولما مر بها الملك الحميرى قام بأداء الحج والزيارة ولما رأى باب الكعبة بدون مصراع ركب بابا خشبيا عليه مفتاحه كما علق فوق البناء المقدس كسوة مزينة، كما جاء بيانه فى الصورة الثالثة من الوجهة الرابعة.
وفى أثناء قيام سيدنا إبراهيم-عليه التحية والتكريم-بحفر أساس الكعبة المعظمة رأى حجرا بين أحجار الأساس القديم وكان مكتوبا عليه العبارة البديعة التالية «أنا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لها اسما من أسمائى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته» .وترجمة هذه الفقرة المترجمة للعربية باللغة التركية» أنا الله صاحب مكة خلقت الرحم وجعلته اسما من أسمائى وهو الرحمن. وكل من يتصف بهذه الصفة ويعمل بمقتضاها أجزيه جزاء حسنا، وكل من يخالفها أعاقبه أشد العقاب».
ويروى «الإمام الواقدى» أن الحجر المذكور حجر أخضر اللون وكتب عليه السطور الآتية ونقلها على أنها من جملة تدقيقاته.
السطور التى نقلها إلينا الإمام الواقدى هى:
1 -
السطر الأول: «لا إله إلا أنا رب البيت مغلبها وهى قرار ومرخيها وهى قفار» .
2 -
السطر الثانى: «لا إله إلا أنا رب البيت مهلك الطغاة ومفقر الزناة ومخزى تارك الصلاة» .
3 -
السطر الثالث: «أنا الله لا إله إلا أنا رازق من لا حيلة له حتى يعلم من له حيلة أن لا حيلة له» .
وبعد أن فرغ إبراهيم-عليه السلام-من بناء كعبة الله المقدسة رفع يديه وابنه إسماعيل-عليه السلام-متجهين إلى أبواب رحمة الله راجين منه-سبحانه وتعالى-أن يكون ما قاموا به رهن قبول معطى العطايا.
وبعد هذا نزل جبريل-عليه السلام-باسطا أجنحته وقال «إن عملكم قد حاز القبول عند الله» ثم تقدمهما وعلمهما مناسك الحج.
وأدى إبراهيم-عليه السلام-مقتديا بجبريل-عليهما السلام-فريضة الحج، وثبت جميع شروط الحج ومناسكه فى خزينة حافظة ثم ودع ابنه إسماعيل- عليه السلام-عازما على العودة وصعد فوق قمة جبل الرحمة ونظر مرة إلى جهة بلاد الشام وأخرى إلى ناحية مكة المعظمة السعيدة وتذكر جودة جو الشام ولطافة هوائها وعذوبة مائها ومر بخاطره حرارة الحجاز الشديدة المتعبة فتأسف على بقاء ابنه فى هذا المكان الذى تحيط به الحجارة ودعا له طويلا. ثم ضغط برجليه على المهماز قاصدا ناحية الشام. وفى هذه الفترة صدرت الإرادة الإلهية «أذن فى الناس بالحج» وهكذا أمر بدعوة الناس إلى الحج فأخرج رجليه من المهماز وقال مخاطبا ربه: «يا ربّ قد فرضت طواف البيت على عبيدك وأمرت عبدك المطيع هذا بدعوة هؤلاء جميعا لينالوا من هذه المائدة العامة نصيبهم ولكننى كيف
أستطيع أن أدعو هؤلاء جميعا حتى يؤدوا مناسك الحج والطواف آتين من الشرق والغرب» فتلقى هذا الجواب ذا الحكمة: «يا إبراهيم؟ فإذا ما دعوتهم بصيحة عالية فإننا نوصل صوتك إلى آذان الخلائق كلهم» .
حينئذ اتجه للجهة اليمنى من باب الكعبة السعيدة حيث كان قد ترك المقام الشريف وصعد فوق الحجر حتى صار مساويا للجوهر وسد أذنه بأصابعه وصاح متجها إلى الشرق والغرب: «يا عباد الله إن الله-سبحانه وتعالى-أمركم أن تحجوا إلى الكعبة الشريفة التى أمرنى ببنائها وأن تطوفوا حولها، فأسرعوا إلى إيفاء هذا الغرض تكونوا قد استجبتم للدعوة الإلهية التى تستوجب المغفرة.
وبهذا القول البليغ ذاع الأمر الإلهى وأعلنه على العالم وقد سمع نداء الخليل سواء من كان حاضرا فى وقتها أو من كانوا فى أصلاب آبائهم أو فى أرحام أمهاتهم والذين قدر حجهم فى العالم الأزلى من الأمة واستجابوا قائلين «لبيك» .
رواية: قد سر حضرة الخليل من استجابة الأمة المحمدية قائلين «لبيك» وقال «يا ربّ إننى أريد أن أستضيف هؤلاء» وبالأمر الإلهى أخذ قبضة من تراب الأرض ونثره إلى الجهات الأربعة وفى الأماكن التى أصابها التراب المنثور ظهر الملح وإن هذا المعدن سيكون وليمة مقدمة إلى أهل الأرض إلى يوم القيامة بطلب من إبراهيم وباستجابة الله-سبحانه وتعالى-لدعائه وحيا.
وإذا قيل ألم يكن قبل ذلك ملح؟ يجاب عليه أن الله-سبحانه وتعالى-علق ظهور المعادن لسبب ما وكان نثر إبراهيم-عليه السلام-التراب سببا فى ظهور الملح. «محاضرة الأوائل» .
كان أول من أحس بصيحة دعوة إبراهيم أهل اليمن وعند البعض أن جرهم كان أو أول من سمع الدعوة ومع ذلك فجرهم من أهل اليمن.