الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب تلقيب بيت الله بالألقاب الجميلة
المشرفة:
وذلك لأن مدينة مكة المشهورة هى أشرف وأجمل وأفضل من كل البلاد.
ويكفى دليلا على أن هذه المدينة المقدسة أشرف الممالك وأسعدها على وجه الأرض، أنها كانت مهد إشراق نور سيد الكونين، وأنها مطاف طوائف الموحدين.
مكرمة:
وذلك لأنها كرمت بالذكر الجميل فى الكتاب المبين، ولأنها كانت مزارا لجميع الرسل والأنبياء وكل الأولياء والصالحين لصدور الأمر الإلهى بزيارة كعبة الله الكائنة داخل مكة السعيدة والحج إليها.
مهابة:
حيث لا يجرؤ أحد من الملحدين على دخول حرم الله، وبما أنّ الملاحدة والجبابرة ذوى المهابة يخافون كعبة الله ويتحاشونها؛ لذا سميت بهذا الاسم.
والدة:
حيث إنها مرجع الحجاج والزوار بعد قضاء مناسك الحج.
نادرة:
اتساع مكة تلك البلدة المقدسة من حين لآخر سبب تسميتها بهذا الاسم.
وحسب ما يروى أن هذه المدينة المباركة تمتلئ أحيانا كما تمتلئ بطون النساء بالحمل، وبدء الامتلاء والزيادة فى شهر رجب الشريف أو فى شهر ربيع الأول، ففى بداية هاذين الشهرين تبدأ المدينة فى الاتساع، وتزداد كل لحظة حتى اليوم الثالث عشر من شهر ذى الحجة، وبعد ذلك يعود الحجاج ذوى الابتهاج فوجا تلو فوج.
فى الواقع أن من يرى كثرة سكان مدينة مكة المعظمة فى غير أيام الحج يظن أن الحجاج الذين يغدون إليها من أجل أداء فريضة الحج لن يجدوا داخل المدينة
مكانا للإقامة والاستراحة، وأداء العبادات والطاعات داخل دائرة الفيوض الباهرة لحرم المسجد الحرام، ولكن عند حلول موسم الحج ومع تدفق وفود الحجيج من البر والبحر، يرى أنهم يجدون أماكن للراحة والإقامة فى بيوت الأحياء ويقيمون الصلاة بلا عناء فى كل أرجاء الحرم الشريف، ويطوفون حول كعبة الله المقدسة فى جماعات كبيرة ويعبدون الله خفى الألطاف، أدرك أنه كلما ازداد زوار تلك البلدة النادرة اتسع الحرم الشريف حسب الحاجة.
ومهما زاد عدد الحجاج فلا يبقى فى مكة المفخمة شخص واحد يبيت فى العراء، والحجيج يستطيعون أن يؤدوا العبادات فى حرية تامة وراحة كاملة داخل حرم بيت الله الموقر مثلهم مثل السكان والمجاورين الذين يقيمون فيها فى غير أوقات الحج. وهذا الواقع حقيقة مسلمة.
وقد وصلت-أنا الفقير جامع هذه الحروف-إلى مكة المشرفة فى منتصف شعبان الشريف سنة 1289،وعند ما رأيت ازدحام الحرم الشريف تصورت أنه لن يكون هناك مكان لإقامة الصلاة لمن سيأتى بعد ذلك من الحجاج.
حيث بلغ الزحام فى هذه البلدة المكرمة مبلغا عظيما، حتى إنه إذا ألقيت إبرة فى الأسواق والأماكن التجارية لن تسقط على الأرض من شدة الزحام. ولم يعد هناك مكان واحد خاليا داخل المسجد الحرام ليجلس فيه إنسان، وبعد مرور فترة قصيرة تبينت أن ضيق مساحة البلدة لا يمكن أن يمنع الحجاج من الطواف والزيارة فصححت أفكارى.
وقرب حلول ساعة الخير والبركة للوقوف فى عرفات، وقد إلى مكة المكرمة كل أسبوع ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف حاج وزائر وسكنوا فى دور الأحياء المختلفة ووجدوا أماكن لأداء الطاعات والعبادات فى فخر وسرور.
كانت السنة المذكورة سنة الحج الأكبر وتجاوز عدد الحجاج خمسمائة ألف حاج حسب تخمينى وقد أدى جميعهم مناسك الطواف والعبادة بدون مشقة، كما أدوا