الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتعالى-أما صناديد النماردة فكانوا قلقين من تزايد عدد المسلمين وأخذوا يبحثون عن وسيلة للقضاء على حضرة إبراهيم-عليه السلام-وإبعاده من كل بابل وما حولها.
وأخذ النماردة يؤسسون الجمعيات فى كل مكان ويوسعون دائرة الشر ويعملون على تقوية أنفسهم حينئذ عثر النمرود على حضرة الخليل، وقال له:
«يا إبراهيم! أصبحت إقامتك هنا غير مأمونة الآن، وربما ستكون خطيرة، لذا يستحسن أن تهاجر إلى مكان أمين تقيم هناك فترة وتستريح.
ووافقت فكرة الهجرة فكر إبراهيم أيضا فترك مدينة بابل متجها إلى مصر، وعند دخول حضرة إبراهيم إلى الحدود المصرية علم أن شرفه وعرضه لن يسلم من اعتداء فرعون. وبناء عليه وضع السيدة «سارة» فى داخل صندوق فى أثناء دخوله إلى مصر ولكن الموظفين المنتشرين خارج المدينة وداخلها كسروا هذا الصندوق بالقوة، وأخرجوا السيدة سارة رضى الله عنها.
ولما أعجبوا بحسنها الأخاذ وجمالها أبلغوا فرعون بالأمر وتكفل به الجواسيس الذين كانوا معهم إذ أسرعوا إلى فرعون قائلين: قد جاء إلى مقر عرشك رجل وزوجته تمتاز بجمال فريد وحسن لم ير أو يسمع عن مثله حتى هذه اللحظة وسهلوا له استدعاء إبراهيم.
وبناء على هذا أحضروا إبراهيم-عليه السلام-وزوجته إلى فرعون.
إخطار:
كان فراعنة مصر فى ذلك الوقت يقيمون فى بلدة منف. وكانوا يأخذون الرسوم والضرائب من المسافرين الذاهبين والقادمين بواسطة حراس الطرق وفق نظم موضوعة.
رغم وجود أقوال كثيرة ومختلفة حول السن التى كان بلغها حضرة الخليل عند هجرته إلى مصر، فإن صاحب تاريخ العالم قد قبل الرواية التى تخبر أن سيدنا
إبراهيم كان فى السبعين من عمره، كما اتفق المؤرخون على أن فرعون مصر فى ذلك الوقت كان «سنان بن علوان» من أبناء سام بن نوح عليه السلام.
ومع هذا يدعى صاحب «بدائع الزهور» أن اسم فرعون الملك هو طوطيس «انتهى» .
عند ما رأى فرعون جمال سارة وحسنها-رضى الله عنها-سحر بهذا الجمال الذى وصف بأنه قطعة من نور السماء. تحركت رغبته الشهوانية، استدعى خليل الرحمن وسأله ما صلة سارة بك؟ وسرعان ما أدرك نيته تجاه أمنا سارة.
ولم يكن فى ذلك الوقت فى مصر من يعبد الله الحق، لذا خاف إبراهيم عليه السلام-من تعرض «سارة» لسوء فأجاب قائلا: «إن سارة أختى وبهذا كان يريد أن يلمح أن سارة أخته فى الدين ولم يكن هنا أحد يعرف حقيقة الأمور.
وإن كان فرعون اقتنع بأن سارة أخت إبراهيم من بطن واحد إلا أنه قرر فى قرارة نفسه ألا يمنعه هذا الأمر من ارتكاب ما صمم عليه، وأمر بأن يخرج إبراهيم من قصره. وتدخل «سارة» إليه فى خلوته، وبدأ رأسا تنفيذ ما فى نفسه قائلا:«وإن كان إبراهيم أخاك فأنا لست أخاك» ومد يده إليها وتوهم أنه سينال منها. وبما أن زوجات الأنبياء مصونات لا تمسهم أيادى الأجانب والأعداء فلما أراد أن ينفذ ما يريده وإذا بجدران القصر المشيد وأسقفه تهتز وإذا باليد التى مدت إليها تشل
(1)
رأى (سنان بن علوان) هذا الحادث الشريف المخيف المرعب فاستولى عليه الخوف والفزع وطلب من السيدة سارة أن تدعو الله لتعود يده إلى حالتها الأولى. وأخذت السيدة «سارة» تدعو إلى الله وتبتهل فترة دون أن تنظر لما ارتكبه فرعون مصر. وإذا باليد التى شلت وجمدت تعود إليها الحياة كما كانت من قبل.
(1)
سنان بن علوان هو أخو ضحاك من ملوك القبط واسمه عند البعض «صاروق» وإن الشخص الدنئ الذى أراد أن يسيئ إلى سارة هو «حلاون» ملك الأردن.