الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم يقسمون هذه الأجزاء على عشرة سهام وهذه السهام هى 1 - فذ 2 - توام 3 - رقيب 4 - حلس 5 - نافس 6 - مسبل 7 - معلى 8 - منيح 9 - سقيح 10 - وغد.
وبناء على أصول لعبة الميسر يجعل ويفرز لكل سهم أنصبة معينة وتترك بعضها من غير نصيب وكان لفذ نصيب واحد وللتوأم نصيبان وللرقيب ثلاثة أنصبة ولحلس أربعة ولنافس خمسة ولمسبل ستة ولمعلى سبعة وتترك سهام منيح وسقيح وغد بدون أنصبة.
ويذبح المقامرون الأغنياء هذه الإبل ويقسمونها أنصبة حسب حصص الأسهم المذكورة، ويضعون كل نصيب فى مكان معين ثم يضعون السهام فى جراب أو إناء بعد أن يخصص لكل مشترك جرابا باسمه، ثم يسحبون بواسطة رجل موثوق سهما من جراب كل مشترك ويعطون نصيب كل واحد منهم حسب ما جاء فى السهم.
والشخص الذى أصابه سهم من السهام التى لا نصيب لها لا يأخذ شيئا من لحوم الإبل ولكنه يجبر على دفع نصيبه من ثمن الإبل.
وبعد سحب القرعة وجمع نقود الإبل وتوزيعها وتسليمها إلى أصحابها، يقوم كل واحد منهم بتوزيع كل اللحم الذى كسبه على الفقراء مباهيا مفتخرا.
وكانوا يذمون الذين لا يشتركون فى اللعبة ويصفونهم بالبخل والتقتير، بل وينشدون قصائد الهجاء فى ذمهم. «انتهى»
خازن الآلات والأموال:
هذه الوظيفة عبارة عن نظارة الخزانة
(1)
العامة وكانت الأموال والأسلحة التى تدخر للحرب توضع تحت عهدة هذا الموظف، وظهرت شوكة الإسلام حينما كانت هذه الوظيفة فى عهدة حارث بن قيس بن عدى بن سهم من بنى سهم بن عمرو بن هصيص، ورفعت حجب الكفر والظلام عن الأنظار.
رفادة:
على وزن إفادة وتأتى بمعنى المسئول عن نفقات أصحاب الحرف وكانت وظيفة هامة وذات مكانة وقد ابتدعها قصى بن كلاب بن مرة.
(1)
يطلق عليها بيت المال أيضا.
وكانت قريش بناء على تصويب ابن كلاب وترتيبه تجمع مقدارا من النقود وتشترى بها التمر والزبيب والحبوب وتقدمه تحية لقوافل الحجاج فى مواسم الحج.
وكان فقراء الحجاج حتى زمن قصى بن كلاب يعانون من مشكلة كبيرة، لهذا فكر ابن كلاب بينه وبين نفسه فى سبيل لحل هذه المشكلة وقرر ترتيب هذه الرفادة.
إذ جمع رجال قبيلته يوما وقال لهم يا معشر قريش إنكم تسكنون حول كعبة الله وتتميزون بلقب سكان أهل البيت، وتتمتعون بالإقامة داخل حدود بلد الله، لذا فأنتم مدينون بإطعام الحجاج الذين يأتون استجابة لدعوة الله.
ولكى تظهروا للضيوف القادمين مظاهر الاحترام على الشكل اللائق بهم، عليكم أن تسارعوا فى مد موائد المآدب لفقراء الحجاج فى كل عام أما إقامة هذه المآدب فيكون بتخصيص مقدارا من المال سنويا وإعطائه إلى وكيل الصرف ليشترى به البضائع اللازمة لإطعام الحجاج. وبما أنه كان نافذ الكلمة بين القبائل العربية فقد استحسن اقتراحه وهكذا وضع نظام الرفادة الشامل النفع وبناء على ذلك أخذت قريش تجمع فيما بينها النفقات اللازمة لهذا الغرض، وكأنها ضرائب مفروضة، وتسلمها لابن كلاب، وهو بدوره يتولى توفير البضائع اللازمة لإطعام فقراء الحجاج فى مواسم الحج وهكذا برزت مظاهر كرمه واحترامه للحجاج.
وقد بعث النبى صلى الله عليه وسلم ونظام الرفادة فى يد الحارث بن عامر بن عبد مناف.
وقد أطعم الحجاج فى السنة التاسعة الهجرية بواسطة أبى بكر الصديق وقد أطعم الحجاج فى حجة الوداع بلا واسطة.
وقد قام سادتنا الخلفاء الراشدين بمراسم الرفادة على الوجه الأكمل فى سنوات خلافتهم.
إن نظام الرفادة أو عادة إطعام الفقراء من الحجاج قد انتقلت إلى الخلفاء العباسيين وإلى سلاطين البلاد الإسلامية وكانت تتم بواسطة ولاة ولاية الحجاز الجليلة فى سوق منى فى مواسم الحج.
حكى المرحوم تقى الفاسى من مؤرخى مكة المكرمة ومن الذين شاهدوا رأى العين إقامة سماط الرفادة وكتب فى كتابه «تاريخ مكة» وقال: كانت الرفادة فى الجاهلية وفى صدر الإسلام وأوائل الدول الإسلامية من الأصول المقررة والمرعية وقد رأيت أنا أيضا إقامة موائد الرفادة. كان الطعام الذى سيقدم إلى فقراء الحجاج يطبخ فى صحراء منى السعيدة ويطعم الحجاج إلى نهاية الحج، وذلك بناء على أوامر السلاطين وقد ألغى هذا النظام فيما بعد ولكننى لا أعرف تاريخ إلغائه ولا أتذكر فى عهد من من الحكام قد ألغى.
وظلت عادة الرفادة ملغاة إلى يومنا هذا إلا أن القائمين بإمارة مكة يقومون بتوزيع مختلف أنواع الأغذية ومقدار كاف من اللحوم على جنود السلطان وخاصة الحجاج الفقراء الموجودين فى منى منذ عودتهم من المزدلفة حتى يوم توجههم إلى مكة المكرمة.
وفى الليلة الثانية للعودة من المزدلفة تقام احتفالات كبيرة أمام خيام شريف مكة ووالى الحجاز ويتم إطلاق الألعاب النارية خارج خيام المحمل الشامى والمصرى ليبعث الفرح والسرور فى قلوب الحجاج ذوى الابتهاج بمشاهدة هذه المناظر. وفى اليوم الأول من عبد الفطر يقوم شريف مكة كرما منه بمد سماط المآدب الرفيعة إلى رجال الأهالى وموظفى الدولة الموجودين وقد بلغت هذه المآدب من الفخامة ما يفوق الوصف.
وقد حضرت مأدبة سنة 1289.قد مدت مائدة يطلق عليها «السماط» فى غرفة مستطيلة وتزينت بكل ما يمكن توفيره من أنواع الأطعمة اللذيذة والفواكه النادرة وقد جلس حولها أمير مكة ووالى المدينة والضيوف.
وكانت المائدة ترتفع عن الأرض مقدار قدم ونصف قدم وكان طولها 39 قدما وكان عرضها تسعة أقدام.
وترك للمدعوين حرية اختيار الطعام الذى يرغبون فى تناوله حسب الأصول وبالتالى كان كل شخص حرا فى القيام أو الجلوس وفق رأيه.