الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموجود من الطعام، وبعد الطعام غسلت له جسمه المغمور بالنور فوق هذا الحجر، فسر وقال: «قولى لإسماعيل ألا يبدل عتبة بيته بعد الآن وأقرأك السلام، ثم قفل راجعا وترك أثرا فوق الحجر الذى وطأت قدماه الشريفتان توأم السعادة.
فقال لها شارحا وموضحا ذلك الشيخ ذو السمات الجليلة هو أبى ويقصد بقوله:
لا تغير عتبة بيتك. يأمرنى بأن أقضى بقية عمرى معك واتجه إلى الحجر الذى ترك فوقه أثر قدميه فقبله ووضعه فوق مكان مرتفع قليلا.
وقد أصبح ذلك الحجر المبارك التى غسلت فوقه رعلة والد زوجها فى ذلك اليوم هو الحجر المبارك الذى صعد فوقه إبراهيم عند بناء الكعبة المعظمة، وهو الآن فى مكة ومحفوظ داخل شبكة من حديد. وقد ذكر هذا الحجر فى القرآن الكريم باسم (مقام إبراهيم)،واشتهر بين الناس بهذا الاسم والحجاج الكرام يزورونه بكل لهفة وحماس. وما زالت آثار قدمى إبراهيم-صلى الله عليه وسلم،فالحجاج يضعون ماء زمزم عليه ويشربونه تبركا والحجر المذكور والحجر الأسود. هما ياقوتتان سعيدتان من يواقيت خزانة الجنان وقد أزال الحق-سبحانه وتعالى نورهما المشع، لأنهما لو ظلا محتفظين بنورهما الذى تفضل الله بإنزالهما به من الجنة لأضاء نورهما ما بين الشرق والغرب.
مسألة:
اختلاف العلماء فى مسألة الذبيح الهامة
عند ما أمر سيدنا إبراهيم بذبح فلذة كبده كان سيدنا إسماعيل حسب أحد الأقوال، قد بلغ الثالثة عشرة من عمره. وقد اختلف العلماء فى الذبيح هل هو إسحاق أم إسماعيل؟ كما أن الآيات القرآنية الخاصة بهذا الموضوع مشتبه فيها وأعلن بعضهم أن الذبيح هو إسحاق، وقال الآخرون إنه إسماعيل.
ورغم أن مؤرخى اليهود والنصارى يسوقون مجموعة من الأدلة، ويؤيدون العلماء الذين قالوا إن الذبيح هو إسحاق، فإن جماعة الصحابة الكرام والتابعين منهم عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وعبد الله بن عمر وكعب الأحبار
وسعيد بن جبير ومسروق وأبو الهذيل والزهرى وعبد الله بن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو الطفيل عامر بن واثلة ومقاتل وعبد الله بن مسعود وقتادة وعكرمة وعباس بن عبد المطلب «رضى الله عنهم أجمعين وكذلك كبار التابعين مثل: الإمام جعفر الصادق وسعيد بن المسيب ومجاهد والحسن البصرى والشعبى رحمهم الله، يذهبون إلى أن إسماعيل-عليه السلام-هو ذبيح الله كما أن ابن كثير قد حكم بصحة الرأى القائل بأن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام.
لأن أصحابه يستندون بالاتفاق إلى أقوال صحيحة فيما يعلنون أما بالنسبة لنا نقول: «إن كون إسماعيل-عليه السلام-المقصود بالذبيح قد بلغ إلى درجة اليقين بالأدلة العقلية، لأن سيدنا إبراهيم بلغ السادسة والثمانين من عمره ولم يكن قد أنجب ولدا بعد، لذا كان من الطبيعى حسب النزعة البشرية أن تكون ولادة سيدنا إسماعيل زينة الوجود موضع حب والده لهذا ابتلى إبراهيم فى أعز شئ عنده، ولأن السيدة سارة كانت عاقرا وانكسر فؤادها لمولد إسماعيل فخر العالمين وقد أدى هذا إلى صدور أمر الذبح الجليل والإشارات الإلهية حول ولادة سيدنا إسحاق ويعقوب زدلة قاطعة لكون الذبيح إسماعيل عليه السلام.
إذ أن سيدنا إسحاق لو كان قد ذبح، لكان يلزم ألا تتشرف الدنيا بسيدنا يعقوب، وبغض النظر عن هذا فإن الأمر المؤكد أن سيدنا إسحاق لم يقطن مكة والكعبة المعظمة وكان مقيما فى الشام. كما أن قرون الكبش السماوى قد ظلت معلقة في ميزاب كعبة بيت الله حتى حادثة ابن الزبير المؤلمة وقد انتقلت مهمة حراستها إلى أولاد وأحفاد إسماعيل بطنا تلو بطن وكل هذه الأحداث أدلة كافية لإثبات أن سيدنا إسماعيل هو ذبيح الله.
وقال مولانا الصنهاجى نقلا عن الإمام الثعلبى: «بينما أنا فى مجلس سيدنا معاوية بن أبى سفيان ودار الحديث طويلا فى القيل والقال بين بعض الناس حول الاختلاف فى قصة الذبح، فخاطبهم سيدنا معاوية قائلا: «كنت ذات يوم فى حضرة المجلس النبوى الرفيع-عليه أفضل التحية-وجاء واحد من الأعراب