الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معددا ما يقرب من 129 اسما وخمسة ألقاب معللا فى كل ذلك سبب التسمية، واللقب، وكذلك يرجع بالتسمية إلى أصلها اللغوى يستعين به فى التفسير والتعليل.
عن أسماء مكة يقول المؤلف: «عدد الأسماء ذات الدلالة الباهرة التى أطلقت على مدينة مكة المعظمة فى الكتب المقدسة كثيرة وهى: «مكة، بكة، بلد، قرية، أم القرى، بلدة، البلد الأمين، صلاح، باس، البساسة، ناسة، الساسة، حاطمة، رأس، كوثى، عرش، عريش، عرش، قادس، القادسية، سبوحة، حرام، البلد الحرام، المسجد الحرام، معطشة، برة، رتاج، رحم، أم رحم، أم الرحمة، كوثى، أمينة، أم الصفا، مروية، أم المشاعر، متخفية، البلدة المرزوقة، تهامة الحجاز، طيبة، مدينة الرب، عاقر، فاران» ،وعددها خمسة وأربعون اسما جليلا. ولها ثمانية ألقاب جليلة مثل «المشرفة، المكرمة، المفخمة، المهابة، الوالدة، النادرة، الجامعة، المباركة» .
سبب إطلاق هذه الأسماء على مكة:
ورد فى أقوال علماء اللغة أن اسم مكة المكرمة يطلق على هذه المدينة المقدسة فقط أو مجموع الحرم الشريف، أى المناطق الواقعة داخل المواقيت المحدودة، وسبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى أسباب متعددة: على قول أنه مأخوذ من معنى «النفض» وكأنها تنفض جميع الآثام، وعلى رأى آخر أنها تنفض الظلم وتهلك أهل الجور، وعلى رأى ثالث أن الأرض المقدسة قليلة المياه، وسكانها كأنهم يمتصون المياه من أراضيها بأفواههم ..
أو أنه مأخوذ من لفظة «مكاكة» التى تعنى النخاع والمخ فى وسط العظام، وكأن مكة كعبة الله فى وسط الدنيا وخلاصتها، وعلى قول، أن الأرض المباركة بيت الله تمتص ذنوب العصاة وأوزارهم وتخرجها ثم تمحوها، وكأنها تمتص النخاع من العظام، وكانت هذه البقعة مشهورة بقداستها حتى قبل الإسلام وإبان مجئ الإمبراطورية الرومانية وكانت تذكر باسم «مقربة» وتعرف به.
بكة: وهناك اختلاف حول هذا الاسم وعند البعض أن مكة وبكة اسمان لمسمى واحد ومترادفان، وبما أن حرفى الباء والميم متقاربان من ناحية النطق والمخرج الصوتى كان كل واحد منهما يحل مكان الآخر، ويدعون أن مكة وبكة اسمان لمسمى واحد؛ مع أن «بكة» في نظر البعض هو اسم المدينة المقدسة «مكة المكرمة» ،وعند البعض الآخر أنه اسم البقعة الجليلة الكعبة المشرفة فقط.
والقول الصحيح أن مكة هو اسم الأماكن المباركة داخل حدود الحرم خارج المسجد الحرام، وبكة هو اسم البقعة التى عليها بيت الله وحرم المسجد الحرام المبارك.
وحسب قول ابن عباس أن سبب إطلاق اسم مكة أنها كانت تذل الملاعين والجبابرة الذين يعادونها.
أم القرى: وسميت بهذا الاسم لكونها أقدم بقعة على وجه البسيطة وقول الشاعر يؤكد أن أقدم الأراضى هى هذه البقعة المباركة. وإن كان هذا دليلا لا يتسرب إليه الشك وسندا كافيا لتصديق تسميتها «بأم القرى» ،إلا أن كون مكة المكرمة قبلة الجميع وامتيازها على بلاد الأرض كلها بالفخامة والعظمة ولاحتوائها على الكعبة الشريفة وخلو الأرض من تراب بقعة الله المباركة يجعلها جديرة بإطلاق هذا الاسم عليها وتبعا لهذا التوضيح لابد وأن يكون (أم القرى) هو اسم الأرض المقدسة التى تقع ضمن مواقيتها.
قال عبد الله بن عباس، وهو أعلم الناس (أطلق اسم أم القرى على مكة لأنها أعظم بلاد الأرض شأنا وكرامة ولأن الأرض قد بسطت من التراب الذى تحتها).
أما ابن عادل فقد وضح الموضوع فى تفسيره قائلا: إن موضع الكعبة المعظمة كان غثاء قبل أن يخلق الله-سبحانه وتعالى-الأرض والسماوات وعند ما بدأ خلق مكوناتها خلق الأرض وبسطها من تحت الكعبة قبل أن يخلق السماء، وهذا هو سبب تسميتها «بأم القرى» لأنها هى الأصل.
والفصل الثانى يصف لنا منازل مكة وبيوتها وطرز أبنيتها، وكذلك فرش البيوت ومتاعها فيصف لنا المبانى بعضها مبنىّ من الحجارة والطوب، وبعضها أكواخ مصنوعة من الأعشاب والحصر يطلق على الواحد منها عشة.
ثم يتحدث عن طبيعة الجو والمناخ في مكة وحرارته المرتفعة التى من جرائها يذهب السكان إلى حديقة «المعلا» ويذكر لنا كذلك الخضر والفواكه التى تخرجها أرض مكة المعظمة ويبين أى هذه الفواكه ضار بسكان البلاد الباردة الذين يزورون البلاد الحارة وينبه إلى ما لا يجب تناوله فى الأراضى الحجازية ومنها:
الخوخ: وهو صعب الهضم.
المشمش: فهو يصيب من يتناوله بإفراط بالإسهال.
التين: ينبت فى الطائف وهو لذيذ الطعم لكن الإفراط فى تناوله يسبب الفتور.
السفرجل: وهو لذيذ الطعم، طيب الرائحة، إلا أن أكله قبل نضجه ضار.
الكمثرى: والإفراط فى أكلها يصيب المعدة بالضعف.
التفاح: مذاقه مزز من-ذو مزازة-وإذا طهى بالسكر وأكل منه الإنسان قدرا معتدلا فإنه يساعد على الهضم.
البرقوق: وهو يوجد بالطائف واسمه «برقوق مردم» ،وأكله غير مرغوب لأنه يسبب الإسهال.
العنب: يرى الأطباء أن الطازج منه يبرد الدم ورغم أن ضرره أقل من الفواكه الأخرى فإن الإفراط فى أكله يسبب إسهالا مؤلما.
اللوز: وهو بطئ الهضم، لكن له منقوع يمنع الحرارة ويسكن الألم.
التوت: لا يوجد بها إلا التوت الأسود وهو سريع التلف.
العناب: يجلب من الشام، وهو مفيد لمرض الصدر.
البطيخ: وأكل البطيخ فى الأيام الحارة يرطب الجسم ويسكن فورة الدم.
الشمام: أكله يسبب أحيانا تعبا فى القلب، لذا ينصح بعدم أكله طالما كان غير ناضج.
البرتقال: ثمر طيب يجلب من مصر، وشرب عصيره لا مثيل له فى خفض الحرارة، وإزالة جفاف الحلق، وتنقية الدم.
الرمان: فائدته كبيرة إذا ما شرب معصورا، فشرب الحامض منه يرطب الدم ويسكن السخونة، ومع هذا فإن أكل الحلو منه ببذور يفسد المعدة.
الموز: ويشبه فى الطول والعرض الخيار الروسى الطازج والذى يسمى الخيار البرى أفضله ما يزرع فى الأراضى اليمنية. والموز الذى يزرع فى منطقة الحجاز ويستساع أكله بعد نزع قشرة الناضج منه مع السكر، والإفراط فى أكله مضر لصعوبة هضمه.
ويتعرض المؤلف فى الفصل الثالث لسبب تسمية البيت المعظم باسم الكعبة حيث بين أنه فى الزمن الماضى كان يمنع أن ترتفع الأبنية أعلى من البيت المعظم فيما يبنى حوله من أبنية، واستمر هذا الاعتقاد حتى دخول الإسلام الجزيرة العربية، ولذا فلم تظهر فى مكة لعدة قرون أبنية تعلو البيت المعظم لذا أطلق اسم الكعبة على البيت المعظم.
وفضائل الكعبة المكرمة أكثر من أن تحصى فهى بيت الله، وقبلة كل المسلمين فى شتى بقاع الأرض وكذا هى مربط حبهم، وهى أفضل كل بلاد الدنيا ويقارن المؤلف بين منزلة مكة ومنزلة المدينة المنورة فيقرر بناءا على الحديث الشريف أن مكة أجل منزلة حيث قال صلى الله عليه وسلم إن الصلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام وكذا هى أعلى مكانة لأن ماء الحياة الطاهر تفجر من هذا النبع، وأن نور الإسلام الذى أشرق على هذا الكون من ذلك البرج الرفيع.
كما أن الكعبة المباركة هى مهبط الوحى الجليل ومجمع الأنبياء، وفيها قال سبحانه وتعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (96) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً} (سورة آل عمران:
الآية 96) ومن الطريف جدا فى هذا الفصل حديث المؤلف عن البيئة القاسية الصحراوية لمكة المكرمة ووقوعها فى مكان غير ذى زرع، فالمؤلف يذكر كذلك خمس حكم هى:
الحكمة الأولى: أن مجاورى البيت الحرام يقطعون الأمل من التعلق بغير الله وذلك بإظهار التوكل التام عليه سبحانه وتعالى تقدست ذاته.
الحكمة الثانية: عدم طمع أحد من الأكاسرة ملوك الدنيا والحكام الجبابرة، فى الإقامة حول بيت الله، والواقع أن أحدا من جبابرة الزمان والأكاسرة ملوك الدنيا لم يتمكنوا من السكنى بجوار كعبة الله.
ولا يمكن لهؤلاء الجبابرة أن يجدوا المتعة واللذة الدنيوية التى يسعون إليها فى واد غير ذى زرع. وهكذا طهر الله-سبحانه وتعالى-الكعبة الشريفة ونزهها من لوث بنى البشر الذين يعبدون الدنيا.
الحكمة الثالثة: حتى لا تتحول الكعبة إلى متجر لأنها خلقت للحج والزيارة فقط.
الحكمة الرابعة: لتقديس مكانة الفقر وشرفه.
الحكمة الخامسة: من أجل إبراز أن كعبة المعرفة لا تحل إلا فى قلب خال من حب الدنيا وزخرفها.
ويتحدث المؤلف فى الفصل الخامس عن الإقامة فى مكة المكرمة وحكم ذلك لأن كثرة الإقامة في مكة يفقدها الحرمة الموكلة إليها ويورد في ذلك آراء وأقوال فقهاء الإسلام فيقول: «ولما كان أخذ إيجار المنازل من الحجاج الذين يفدون إلى مكة ليس حلالا لذا كان الأوائل يأخذون ثمن الإيجار في السر والخفاء حتى أن
عمر بن الخطاب أمر أن تترك أبواب بيوت مكة مفتوحة فى موسم الحج حتى يسكن الحجاج فى المنازل الخالية، كما كانت لعمر بن عبد العزيز أوامر مشددة إلى أمراء الإمارة الجليلة مكة المكرمة بألا تؤجر بيوت مكة إلى الحجاج.
وقد أجاز الإمام محمد والإمام أبو يوسف أن تباع بيوت مكة مع الكراهة، إلا أن الإمام الأعظم قال إنه مكروه في كل الأحوال».
ويتحدث الباب الثانى-والذى تضمن ثلاثة عشر فصلا-عن بناء الكعبة وتجديدها فيتحدث الفصل الأول عن أوليات بناء الكعبة الشريفة منذ الأزل فيذكر أن بعض الأقوال ترجح أن بداية بناء الكعبة كان من الملائكة المشرفين. وفى الفصل الثانى يتحدث عن بناء الكعبة لأول مرة حتى خاطب الله الملائكة بأنه سوف يجعل فى الأرض خليفة فبينوا المعارضة ثم ما لبثوا أن تابوا وتضرعوا إلى الله أن يغفر لهم ولاذوا بالعرش العظيم فأمرهم الله أن يطوفوا بالبيت المعمور وأن يقام بيت مقدس على وجه الأرض لذا أرسل سبحانه وتعالى عددا من الملائكة لإنجاز هذا الأمر وخاطب الملائكة بقوله «شيدوا على وجه الأرض بيتا معظما، وعند ما يطاف بالبيت المعمور في السماء، يطوف أيضا أهل الأرض بهذا المقام الرفيع الذى ستقيمونه على وجه الأرض» .
وفى الفصل الثالث يتعرض المؤلف لذكر وقائع بناء الكعبة للمرة الثانية والذى قام بهذا العمل هو أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام؛ذلك أن سيدنا آدم لم يستطع سماع صوت تسبيح الملائكة وتهليلهم بعد هبوطه بمدة، فاغتم لذلك بذلك فعرف ما فى ضميره حضرة علام السر والخفايا وجأر بالشكوى قائلا:«يا إلهى لا أسمع صوت تسبيح وتهليل الملائكة الكرام» .
وبناء على هذه الشكوى صدر الخطاب الشريف من الله عز وجل: «يا آدم إن الزلة الصادرة منك هى المانع أن تجد أساسه وتقيم عليه بيتا مباركا، وقام سيدنا آدم بتعلية الأساس للبيت الشريف إلى أن ظهر فوق الأرض، واستخدم في هذا الأحجار التى جلبتها الملائكة الكرام من جبال لبنان وطور سيناء، وطور زيتا، والجودى، وحراء، ثم وضع فوقه البيت المعمور الذى جئ به من الجنة.
أما تجديد البيت للمرة الثالثة فكان من نصيب أبناء سيدنا «شيث» بن سيدنا آدم عليهما السلام-وأولاده وأحفاده، ذلك أنه بعد غرق الأرض فى الطوفان العظيم زالت آثار البيت الحرام ولكن بعد انحسار الماء ظهر الأساس القديم للبيت الشريف وقام أحفاد شيث-عليه السلام-بتعميره وتجديده من حين لآخر.
وفى الفصل الخامس يستعرض المؤلف بالتفصيل ترجمة سيدنا إبراهيم الخليل- عليه السلام-من بداية مولده ونشأته ثم مرورا بنبوته، ثم ما حدث له فى الحريق العظيم وكيف أنجاه العظيم-جل شأنه-من هذا الخطر العظيم، وكذلك يحدثنا عن قصة سيدنا إسماعيل وواقعة فدائه بكبش عظيم من قبل الحق سبحانه، بين لنا فيها كيف كان خلق الأنبياء تجاه ربهم وهى الطاعة الأصيلة، الطاعة الواثقة فى قدرة الله ورحمته وكيف أطاع إسماعيل أمر ربه وأمر أبيه بتكليفه بذبحه وكيف صبر الإثنان على هذا الأمر واحتملاه.
ومن الطريف بمكان فى هذا الفصل حديث المؤلف عن بئر زمزم وأسمائها وسبب إطلاق هذه الأسماء على زمزم الشريف، فقد أحصى العلماء لبئر زمزم ثلاثين اسما وبينوا سبب إطلاق كل اسم منها وهنا أمثلة على ذلك:
1 -
زمزم: سبب التسمية قوة ماء البئر وتدفقها فزمزم اسم للبئر، وليس للماء الشريف.
2 -
همزة: ومعناها الضرب إيماء إلى أن جبريل الأمين قد ضرب الأرض بكعبه أو بجناحه على قول آخر فانفجر ذلك الماء.
3 -
شباعة عيال: لأن أهل الجاهلية اعتادوا أن يشبعوا أولادهم حتى يرتووا.
4 -
مضنونة: وسبب التسمية لأن المنافقين لا يشربون منها حتى يرتووا.
5 -
بشرى: لأن الله-سبحانه وتعالى-بشر المؤمنين الذين يشربون ويرتوون من هذا الماء تكتسب بطونهم نورا وينجون من نار جهنم.
6 -
ميمونة: وسبب التسمية أن شربها سبب لليمن والبركة، كما أنها اتباع للسنة الكريمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
7 -
مؤنسة: لأنها تؤنس سكان حرم كعبة الله.
ومن الأشياء الهامة التى تعرض لها المؤلف فى هذا الفصل اختلاف العلماء فى مسألة الذبح، فعند ما أمر سيدنا إبراهيم بذبح ولده فلذة كبده، كان سيدنا إسماعيل حسب أحد الأقوال فى الثالثة عشرة من عمره، واختلفت الأقوال على حد قوله بينه وبين أخيه إسحاق هل الذبيح هو إسماعيل أم إسحاق وبعد أن يقارن بين أقوال الشيوخ والعلماء يقر فى النهاية الرأى الراجح وهو أن الذبيح كان سيدنا إسماعيل.
ويتحدث المصنف فى الباب الثالث عن عدد المرات التى تم فيها توسعة المسجد الحرام وكان أول توسعة للمسجد الحرام فى عهد الخليفة عمر الفاروق رضى الله عنه فقد كثر عدد المسلمين فاشترى عمر-رضى الله عنه-الأكواخ والدويرات التى حول المسجد والملاصقة له وضمها إلى المسجد الحرام لكن هذا التوسيع لم يف بالغرض مما أدى إلى ضم بعض المنازل الأخرى إلى الحرم الشريف، وفى هذه الحالة اعترض أصحاب المنازل وذهبوا إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وفاوضوه فى هذا الأمر، فقال لهم: «لم يبن بيت الله فى وسط بيوتكم، بل أنتم الذين بنيتم حوله وضيقتم الساحة المقدسة لكعبة الله الحرام.
والتوسعة الثانية للمسجد الحرام كانت فى عهد الخليفة عثمان بن عفان-رضى الله عنه-بعد سيل «أم نهشل» ،وأراد سيدنا عثمان توسعة ساحة المسجد الحرام بشراء كثير من المنازل التى تحيط بالمسجد الحرام.
وحدثت التوسعة للمرة الثالثة فى عهد الخليفة أبى جعفر المنصور حين أراد أن يجد الجهة الجنوبية من الجدار الذى يتصل بمسيل الوادى، ولكنه تركها على حالها حينما رأى أن تعميره غير قابل للإصلاح فاشترى المنازل القريبة
من الجدار الشرقى وهدمها وألحق أرضها بالمسجد الحرام وبنى فى أماكنها مئذنة لا مثيل لها.
وفى الفصل الرابع يحدثنا أيوب صبرى باشا عن التوسعة الرابعة والتى تمت على يد محمد المهدى العباسى ذلك حين رأى فى أثناء حجه أن المسجد الحرام فى حاجة إلى التوسع حين كان مسافرا للحج وزيارة الروضة الشريفة.
ويحدثنا المصنف فى الباب الرابع من الكتاب عن الكعبة المشرفة، وتزيينها وكسوتها، وستائرها فاستعرض فى هذا الباب عمليات تزيين الكعبة على مدى العصور، وكذلك نوع القماش الذى كانت تصنع منه الستائر، وكسوة الكعبة وشرف من نالوا هذه الكرامة بأن أهدوا هذه الكسوة إلى الكعبة الشريفة وبيت الله الحرام.
أما وصف المسجد وحاله التى كان عليها فى العهد القديم فهذا ما يعرضه المؤلف فى الباب الخامس فيوضح أن البيت الحرام حين وضع قواعده سيدنا إبراهيم الخليل-عليه السلام-لم يكن حوله بيوت ولا منازل ولا محال.
ثم يتحدث فى الفصل الثانى عن أعمدة المسجد الحرام وعددها فيبين أنه كان للمسجد الحرام قبل تجديده 496 عمود بإخراج أعمدة دار الندوة، سبعة وعشرون منها فى أبواب المسجد،469 تسعة وستون وأربعمائة، ثمانية وثمانون عمودا من تلك الأعمدة فى الجهة الشرقية، وخمس وأربعون ومائة منها فى الجهة الشمالية، وسبعة وثمانون منها فى الجهة الغربية وسبعة وثمانون من أعمدة الجهة الشرقية كانت من قطعة واحدة من الرخام وعمود كان من الطوب اللبن المحروق.
وفى الفصل الثالث يستعرض المؤلف عدد شرفات المسجد الحرام وصفتها فالشرفات جمع شرفة وهى نوع من أنواع الزينة فى المبنى وتطلق على الأماكن البارزة والعالية فوق جدران القلاع.
وكان للمسجد الحرام قبل التجديد عدد أربعمائة من الشرفات الكاملة وسبع