الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشريف أخرجت الكسوة الحمراء للمقام الشريف وفرشت فى صحن مسجد قريب من باب أجياد وخيطت جيدا ثم أخرجت الستارة السوداء المحفوظة داخل المقام الشريف ووضعوها بجانب سبيل المؤيد. وعلقت الكسوة الحمراء فى سقف كعبة الله وربطت فى الحلقان الجديدة وذلك فى وقت العصر. وكانوا يربطون الستارة من قبل ذلك بمسامير يغرسونها داخل أبنية بيت الله.
رؤيا غريبة
قدم أحد الصالحين الكرام من بخارى لزيارة الحجرة المعطرة النبوية فى المدينة المنورة إلا أنه مرض فى مكة المكرمة فى أثناء تجديد الكعبة واضطر لأن يبقى هناك.
وقد رأى فى منامه النبى-صلى الله عليه وسلم-وقد لبس قميصا أبيض وقال له:
«طب نفسا
…
ولا تتألم ولا تحزن
…
إن زيارتك قد قبلت
…
نحن هنا منذ أن شرع فى تجديد أبنية كعبة الله ولن نغادرها حتى يتم تجديد مبانى كعبة الله».
حكاية أخرى
قد رأى أحد الصالحين فى رؤياه كثيرا من جنود الجن فخاطب واحدا منهم:
إنكم كتيبة من طائفة الجن ما سبب بقائكم فى الحرم الشريف؟
فأجابه قائلا: نحن من طائفة الجن. وبما أننا مسلمون قد أمرنا بخدمة بيت الله، لأجل ذلك دخلنا الحرم الشريف لنقوم بالعمل! قائدنا فى المدرسة الداودية.
وكنا هنا منذ الشروع فى بناء البيت ولن نترك هذا المكان حتى ينتهى العمل فى أبنية بيت الله. انتهى.
وفى يوم الاثنين السادس والعشرين تمت خياطة بقية الستارة الداخلية وعلقت فى مكانها. وقدم أمير ينبع سيد على ابن الدراج مع رسول والى مصر محمد على باشا حاملا الخلعة لأمير مكة المعظمة.
وكانت الأحزمة الحديدية، والميزاب الشريف الذى كان مطليا بالمينا البنفسجى
فوق الفضة والتى أرسلها السلطان أحمد سنة ألف وعشرين حفظت فى دار رضوان أغا فى أثناء تجديد المبانى الكريمة، وفى يوم الأربعاء الثامن والعشرين أخرجوها حاملين إياها بالتسبيح والتهليل والتوقير والتعظيم، وركبوها فى مكانها فى البيت المعظم. وكان الأشراف والعظماء والأعيان والعلماء الكرام وأهل مكة فى أثناء ذلك قد اجتمعوا فى المقام الحنفى حيث كانوا يشاهدون كيفية وضع الميزاب الشريف، ولما تمت العملية عادوا وهم يدعون لسلطان العصر.
وفى يوم الخميس التاسع والعشرين من شعبان نزعوا معظم الأساقيل وقد انتهوا من جميع الأعمال الخاصة بالطلاء والتبييض ورص الحجارة والرخام، وفى الجمعة الثلاثين من شعبان هيئوا أحواض الكلس وخمروه. وفى غرة رمضان ومع طلوع الشمس نشروا ستارة كعبة الله السوداء أمام باب الصفا ونظفوها جيدا ثم رفعوها إلى سطح كعبة الله فى حضور أمير مكة والأشراف والأعيان والقضاة والعلماء والفقهاء وشيخ الحرم وقاضى مكة المكرمة وصعد رضوان أغا مع العمال فوق السطح الشريف وألبس الكعبة الشريفة الستارة وربطها من أطرافها الأربعة ربطا جيدا، ثم أحضر ستارة باب المعلا للكعبة الشريفة من مقام إبراهيم وعلقها فوق الباب ذو الفيوضات الإلهية.
وبعد ذلك ترك خادمو البيت الستارة الشريفة من فوق السطح حتى وصلت إلى أرض المطاف. ثم أحضر عشر خلع بأمر رضوان أغا وألبس الشريف عبد الله اثنين منها كما ألبس منها الباشا الوالى وحامل مفاتيح الكعبة وناظر الأبنية السعيدة سيد محمد الأنقروى أفندى وأعطى خلعة للشخص الذى عينه ثم ألبس الباقى لرؤساء العمال من البنّائين والنجارين.
وفى ليلة الأحد اليوم الثانى من رمضان أوقدت قناديل بيت الله وفى يوم الأحد فرشوا رخام السطح الشريف كما تم فى نفس اليوم جميع الأعمال الخاصة بالشادروان.
وفى يوم الاثنين الثالث من رمضان جاء من قبل والى مصر الوزير موسى
باشا، رسولا يحمل خلعة سلطانية ورسالة إلى الشريف عبد الله وجمع الشريف عبد الله الأشراف والعلماء والفقهاء فى ساحة الحطيم الكريم ليلبسه الخلعة السلطانية أمام الناس ثم قرأت الرسالة السلطانية وأمر بفتح بيت الله. ودخل الناس داخل كعبة الله حيث صلوا صلاة الشكر ودعوا للسلطان بطول العمر ثم تفرقوا.
وزار الرسول الذى حمل الخلعة من مصر، رئيس المعماريين يوسف أغا والمهندس المصرى عبد الرحمن أفندى والشريف عبد الله بناء على دعوته وكان معهم حامل مفاتيح بيت الله قارئ الأدعية أبو السرور ورئيس المؤذنين. وقد ألبس كل واحد منهم خلعة من قبل الإمارة الجليلة.
وفى يوم الثلاثاء الرابع من رمضان صعد البناءون فوق سطح البيت وحلوا الأساقيل ووضعوا أنقاضها منها فى مكان قريب من رباط الغورى كما انتهوا من ملء شقوق الحجارة وطلاء الجدران وشرعوا فى تجديد محراب المقام الحنبلى. ثم أخذوا فى فرش وتركيب قطع الرخام التى تتصل بأرض المطاف مبتدئين من الركن اليمانى ومتجهين نحو الحجر الأسود، وفى يوم الاثنين العاشر من رمضان هدم المهندس المصرى عبد الرحمن أفندى جدار المقام الحنبلى وبناه من جديد.
وفى يوم السبت الخامس عشر من رمضان تفقد رئيس المهندسين آق شمس الدين أفندى والمهندس المصرى عبد الرحمن أفندى مع رضوان أغا دار السيدة خديجة-رضى الله عنها-لإصلاح ما يحتاج للترميم منها وهدموا المقام المالكى وجددوا بناءه بالحجر الشبيكى.
وفى يوم الأحد السادس عشر من رمضان رفعت الآلات والأدوات التى كانت فوق حجر إسماعيل وحفرت الأرض بدءا من جهة مقام إبراهيم من الباب إلى الباب الآخر من الحطيم الكريم وذلك لتجديد وإصلاح جدران الحجر
(1)
وفى أثناء
(1)
فكلمة الحجر التى جاءت مضافة إلى إسماعيل تقرأ بكسر الحاء وسكون الجيم.
الحفر أخرجوا كثيرا من الحجارة. ويحتمل أن تكون هذه الحجارة من بقايا الجدران التى بناها عبد الله بن الزبير. وقد كتب الإمام الأزرقى فى تاريخه إن الحجاج الظالم قد دفن الحجارة المتبقية فى جوف الكعبة.
وبعد ما تم إصلاح وترميم حجر إسماعيل رفعت الأساقيل وجمع كل ما على الأرض من لوازم البناء وكومت تحت القباب التى فى باب إبراهيم ثم كنست الجهات الأربعة للبيت الحرام ومسحت بالماء. وقد هدمت جدران الحطيم وشرع فى بنائها فى يوم الاثنين السابع عشر من رمضان وانتهى البناءون من بنائها يوم الخميس العشرين من رمضان كما غطوا الجهة التى فى مقام إبراهيم بالرخام.
وقد كتبت على قطعة رخام منها أسماء الخلفاء العظام، والسلاطين الذين جددوا ورمموا الحطيم الكريم، وكان جدار الحطيم الذى تهدم بناه سلطان مصر الغورى فى القرن العاشر.
وفى يوم الأحد الثالث والعشرين غطى البناءون جدران الحطيم الداخلى المقابل للكعبة الشريفة.
وفى يوم الاثنين الرابع والعشرين من رمضان نقلت قطع الأخشاب التى بقيت أمام باب إبراهيم. إلى جهات باب الزيارة، وبعد ذلك رمم الرصيف الذى بين المطاف الشريف والحرم اللطيف.
وفى يومى الثلاثاء والأربعاء الرابع والعشرين والخامس والعشرين من رمضان ركبوا الباب الحديدى الذى يؤدى إلى سلالم سطح الكعبة الشريفة.
وفى يوم الخميس السادس والعشرين من رمضان أسدل المهندس محمود أفندى أمام الحجر الأسود ستارة وأخذ يملأ الشقوق التى حول الحجر الأسود ويثبته وفى يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان تمت الأعمال التى فى داخل الكعبة.
وقد تفقد سادة البلاد وموظفو الحكومة الأماكن التى بنيت والأشياء التى
صنعت وشاهدوا جمالها الظاهرى ورصانة المبانى وقدروها حق قدرها. وسدوا الباب الغربى الذى ظل مفتوحا لذلك اليوم بالحجر الشبيكى وكتبوا محضرا يبينون فيه أن الأبنية السعيدة قد تم العمل فيها على أحسن وجه من الرصانة والجمال.
وأبلغوا ذلك إلى والى مصر العام.
وخلع السلم الموقت الذى كان قد صنع لنزول النجارين والبناءين وصعودهم أثناء البناء. وأخذوا بعد ذلك يصيغون داخل القبة الكبير-هذا المكان الآن ساحة دار الكتب التى نقلت إلى داخل المدرسة السليمانية-وانتهوا منه فى ذلك اليوم.
ونزعوا العمود الذى يحمل قبة سقاية العباس-هذا المكان الآن ساحة الدار المؤقتة الذى أدخل ناحية باب السلام-وبما أن أسفل ذلك العمود كان قد بلى غيروه بالحديد وصنع البناءون القبب الشمالية من المسجد الحرام ثم غيروا كسوة الكعبة القديمة والستارة التى على الباب وألبسوها الستارة الجديدة كما علقوا الصفحة (1) فوق باب الكعبة وقد تمت هذه العمليات إلى آخر رمضان الشريف.
قد كتبت على الصفحة البنفسجية المذهبة المعلقة فوق باب كعبة الله الآية الآتية: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (96) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (آل عمران:97،96).
كما كتب تحتها التاريخ الآتى:
تاريخ اللوح
اللوح ذا لما استرم مجددا
قد بدل السلطان أحمد عسجدا
قيدا له من حديد ذو جدا
الله أنعم بالمجدد أيدا