الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحث السابع
في قوله في (المحصول): أو بالنسبة إلى ما يكون خارجا عن المسمى
، ولم يشترط أمرا زائدا، وهذا القدر لا يكفي، وإن كان قد يكفي.
أما أنه لا يكفي؛ فلأن الخارج عن المسمى قد يكون عارضا، ولازما خفيا، فلا يدل اللفظ عليه، ولابد من اشتراط اللزوم البين في دلالة الالتزام، وهو كون اللازم لا ينفك عن المسمى في الذهن.
وأما أنه قد يكفي؛ فلأنه إنما قسم فيما ينشأ عن الدلالة اللفظ، ومتى لم يكن اللازم بينا لا ينشأ فهمه عن اللفظ، بل عن أمر زائد غير اللفظ، فلا ينسب حينئذ إلى اللفظ، بل لذلك الزائد، والكلام إنما هو في دلالة اللفظ، لا في دلالة غيره، فلا حاجه إلي هذا التقيد؛ لأنه مندرج في العبارة المذكورة، وعلي التقديرين فلابد من بيان اللزوم البين، سواء ورد إهماله على المصنف أم لا.
فأقول: الحقائق أربعة أقسام:
متلازمة في الذهن، والخارج.
ولا متلازمة في الذهن، ولا في الخارج.
وفي الذهن فقط.
] وفي الخارج فقط [.
فالأول: كالسرير والارتفاع [فقط]، فإن السرير إذا وقع في الخارج لزمه الارتفاع من الأرض، وإذا تصورناه في الذهن وقع معه في الذهن الارتفاع من الأرض، فهما متلازمان فيهما.
والثاني: كالسرير، وذلك أنه لا يلزم من وجود أحدهما وجود الأخر خارجا، ولا ذهنا، فإنا قد نتصور أحدهما، ونذهل عن الآخر.
والثالث: كالسرير، والإمكان، فإن الإمكان] يلزم [السرير في الخارج، فلا يوجد إلا وهو ممكن، ويستحيل خلاف ذلك، فهما متلازمان في الخارج، مع أنا قد نتصور أحدهما، ونذهل عن الأخر، فليس متلازمين في الذهن؛ لأنا نعني ب (اللازم) ما لا يفارق.
والرابع: كزيد إذا أخذ بقيد كونه نجار السرير، فإنا إذا تصورناه من جهة كونه نجار السرير استحال ألا نتصور السرير مع أنه لا ملازمة في الخارج، وكذلك السواد إذا أخذ] بقيد [كونه ضد البياض، وتصوره من هذا الوجه استحالة ألا يتصور البياض مع التلازم، بل هما متنافيان، وهذه الملازمة نشأت عن أخذ السواد بقيد هذا الاعتبار، أما السواد من حيث هو سواد لا يلزم من تصوره] تصور [البياض.
إذا تقررت هذه الأقسام الأربعة، فأعلم أنه يندرج في دلالة الالتزام منها اثنان:
المتلازمان في الذهن [والخارج].
والمتلازمان لا في الذهن، ولا في الخارج.
فإنه متى حصل الشعور بأحد هذين إنما يكون لقرينة ماضية، أو حاضرة، أو غير ذلك مما هو زائد على اللفظ، فالدلالة منسوبة لذلك الزائد لا للفظ، فلا يقال: أن اللفظ دال على ذلك] العارض [.
(تنبيه)
الملازمة قد تكون:
عقلية: كالزوجية للاثنين.
وشرعية: كالجزية للكفر.
وعادية:] كالارتفاع والسرير [.
] وقد تكون قطعية كالزوجية [، وقد تكون ظنية ضعيفة جدا، كما إذا كانت عادة زيد إذا أتانا جاء معه عمرو، فمتى تصورنا أحدهما انتقل الذهن للآخر لأجل ذلك الاقتران، وإن لم يحصل إلا مرة واحدة، والمرة الواحدة لا توجب ملازمة بين الشخصين في الخارج ولا نقطع بها، بل قد تكون كلية كالزوجية للعشرة، وقد تكون جزئية كملازمة المؤثر للأثر حالة وجوده في زمن حدوثه في تلك الحالة فقط، والكلية في علم المنطق ما