الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فائدة)
للعلماء في موضوع اللفظ الذي يسمى أمرا ثلاثة مذاهب.
قيل: الطلب يفيد الاستعلاء.
وقيل: يفيد العلو.
وقيل: لا يعتبر القيدان، بل الطلب فقط، وهو قول جمهور المتكلمين، كما أن الخبر يسمى خبرا مع الاستعلاء والعلو، ومع عدمهما، كذلك الأمر بجامع الوضع.
والفرق بين الاستعلاء والعلو، أن الاستعلاء هيئة الأمر من رفع الصوت، وإظهار الفهم، والترفع، والعلو هيئة للأمر من جهة منصبه، كالسيد مع عبده، والوالد مع ولده، والملك مع رعيته، وسنقرر مدارك هذه المذاهب في (الأوامر) إن شاء الله تعالى.
وقوله: إن احتمل التصديق] والتكذيب [فهو الخبر، فينبغي له أن يقول:] إن الخبر ما احتمل التصديق والتكذيب) [لذاته؛ لأن الخبر قد لا يحتمل التصديق لأجل المخبر عنه، كقول القائل: الواحد نصف العشرة، وقوله في التمني، وما معه يسمى بالتشبيه هذا لفظ وضعه المصنف من قبل نفسه للقدر المشترك بين هذه الأقسام بخصوصه؛ لأن كلها منبهة على الطلب في الرتبة الثانية كما تقدم، فآثر أن يجعل لها لفظا متواطئا يخصها عن غيرها.
(سؤال)
فسر المركب بما يدل جزؤه على معنى حالة التركيب
، ثم قسمه ها هنا إلى ما فيه طلب، وقسم الطلب إلى الأمر، والمقسم إلى المقسم إلى الشيء يجب
صرفه على ذلك الشيء، فيلزم صرف المركب على الأمر، مع أن قولنا قم، واجلس، ونحوه، ليس لفظه يدل على جزء المعنى حالة التركيب.
جوابه على ما تقدم من أن المقسم إلى المقسم إلى الشيء، إنما يجب صرفه عليه، إذا كان التقسيم في الأعم مطلقا.
أما في الأعم من وجه فلا.
والتقسيم أعم من كونه في الأعم مطلقا عموما مطلقا؛ لوقوعه في الحيوان المقسم إلى الأبيض والأسود، وتقسيم الأبيض والجير مع عدم صرف الحيوان على الجير والقار في الطرف الآخر.
(تقريره): مثل دلالة الاقتضاء بشرط مدلول اللفظ، يحترز به عن المعاني المخلة بالفهم، وهي الخمسة الاحتمالات، كما عدها في مسألة التعارض، أو العشرة كما عدها في مسألة أن اللفظ لا يفيد اليقين إلا بعشرة شروط، وسردها هنالك، ولم يذكر في الموضوعين دلالة الاقتضاء؛ لأنها لا تخل بإرادة مدلول اللفظ؛ لأنها شرطية، والشرطية امتازت بدلالة الاقتضاء، ومثلها القاضي عبد الوهاب بقوله تعالى:} فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم {] الشعراء: 63 [.
يقتضي أنه ضرب؛ لأن الانفلاق مشروط بسببه والضرب سببه، وكقوله تعالى:} وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون فلما جاء سليمان قال: أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم