الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحاجة يتردد في حصولها، والأرب، والإربة، والمأربة من الإربة؛ وهي العقدة، والحاجة معقودة بنفس الإنسان.
واللبانة من تلبن بالمكان إذا أقام به، والتلاوة والتلية من تلوت الشيء إذا قفوته، والأشكلة من الشكال، والشهلاء من المشاهلة، وهي مراجعة القول.
(قاعدة)
قال الأدباء: الاشتقاق قسمان:
اشتقاق أصغر، واشتقاق أكبر.
فالأصغر هو ما كان من المصادر عند البصريين كاسم الفاعل، واسم المفعول، واسم المكان، واسم الزمان، واسم الآلة، والفعل الماضي والمضارع، ونحوها.
والاشتقاق الأكبر ما كان من غير ذلك نحو الجمال من الجمال ونحو ذلك وهو ما يكون من جميع الحقائق نحو: استنوق البعير، واستنسر البغاث من الناقة، والنسر، واستحجر الطين، ونحو ذلك.
(سؤال)
يرد على حد المصنف للاشتقاق أن الصالح مشتق من الصالحين، فإن التثنية والجمع والمفرد فيها قيود للحد، وليس أحدها مشتقا من الآخر،
بل الجميع مشتق من المصدر، وكذلك الأمر والنهي ليس أحدهما مشتقا من الآخر.
والماضي والمضارع واسم الفاعل وسائر الصيغ المشتقة يلزم أن يكون كل واحد منها مشتقا من الآخر.
أمثلة ما ذكروه، ولنذكر لكل واحد منها ثلاثة أمثلة، حتى إذا ورد على بعضها سؤال، أو تصحيف حصل المقصود بالآخر.
الأول: زيادة الحركة علم من العلم زاد في الفعل حركة اللازم، وضرب من الضرب، وقتل من القتل.
الثاني: زيادة الحرف نحو جارح من الجرح، وتالف من التلف، وغاضب من الغضب، وغاصب من الغصب.
الثالث: زيادتهما نحو عالم من العلم زاد حركة اللام والألف، وضارب من الضرب، وقاتل من القتل.
الرابع: نقصان الحركة نحوه: أسود من السواد قدمت الألف التي بعد الواو، ونقصت حركة السين، وأبيض من البياض، وأصبح من الصباح.
الخامس: نقصان الحروف: كتب من الكتاب، حسب من الحساب، وذهب من الذهاب.
السادس: نقصان الحرف والحركة نحو: سر من السير، نقصت حرك الراء للأمر والياء لالتقاء الساكنين، وبع من البيع، وضر من الضير.
السابع: زيادة الحرف، ونقصان الحركة نحو: يغضب من الغضب، زاد حرف المضارعة، ونقصت حركة الغين، ويهرب من الهرب، ويهرم من الهرم.
الثامن: نقصان الحرف، وزيادة الحركة نحو: حي من الحياة، نقصت تاء التأنيث، وتحولت الألف ياء؛ لأنه أصلها، وكثر من الكثرة، نقصت تاء التأنيث، وتحركت التاء الوسطى، وكلا وخذا من الأكل، والأخذ، سقطت الألف الأولى، وتحركت الكاف، والخاء، والألف الأخيرة ضمير التثنية لا من الفعل المشتق.
التاسع: زيادة حرف، وحركة نقصانهما نحو: أحمر من الحمرة، زادت الألف، وحركت الميم ونقصت التاء وحركت الحاء.
(سؤال)
بقى زيادة حرفين نحو: معلم، فإن (اللام) مشددة بلامين وحرفين، وحركة: نحو: مضروب من الضرب [.
وزيادة حرفين ونقصان حركة نحو: غضبان من الغضب، وزيادة حرفين وحركة نقصانهما نحو: (مسبار من السبر الذي هو الاختبار، ووجدت من المشتقات أمثلة كثيرة على غير ما ذكرتم لم أطول بذكرها، فإن كان رحمه الله أراد الحصر، فهو باطل بما ذكرته، وأن أراد التنبيه فقط، فكان
يكفيه الإشارة إلى أصل زيادة الحركات والحروف، ولا حاجة إلى التطويل في ذلك.
وأجاب بعض الفضلاء عن ذلك بأن قوله: في الحرف والحركة أراد جنسهما إذا اجتمعا قلا أو كثرا، وعلى هذا الحصر ثابت، والألف واللام في الحرف والحركة في كلامه لاستغراق الجنس، فاندفع السؤال، ولذلك قال في آخر كلامه:(فهذه الأقسام الممكنة)، فدل ذلك على أنه أراد الحصر، خالفه (الحاصل) في أقسام فقال: زيادة الحرف ونقصانه وزيادته ونقصانه، وكذلك في الحركة، وفيهما معا، فعمل لكل واحد من الثلاثة زيادته ونقصانه ولم يعمد زيادة الحرف، ونقصان الحركة، كما في (المحصول).
وفى (التحصيل) أجمل فقال: بالحرف، أو الحركة، أو بهما بالزيادة أو النقصان، أو بهما معا، ولم يبين لا عين تسعة ولا غيرها، وكذلك (المنتخب)، وسكت التبريزى عنه بالكلية.