المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب مبتدإ الخلق - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٨

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ السِّيَرِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الخَلقِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ البَعثِ والتَّنزيلِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الفَرضِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ على النّاسِ، وما لَقِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِن أذَى قَومِه في تَبليغِ الرِّسالَةِ على وجهِ الاختِصارِ

- ‌بابُ الإِذنِ بالهِجرَةِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الإذنِ بالقِتالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَسخِ العَفوِ عن المُشرِكينَ، ونَسخِ النَّهيِ عن القِتالِ حَتَّى يُقاتِلوا، والنَّهيِ عن القِتالِ في الشَّهرِ الحَرامِ

- ‌بابُ فرضِ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في عُذرِ المُستَضعَفينَ

- ‌بابُ مَن خَرَجَ مِن بَيتِه مُهاجِرًا فأَدرَكَه المَوتُ في طَريقِهِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الإقامَةِ بدارِ الشِّركِ لمن لا يَخافُ الفِتنَةَ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ أن يَموتَ بالأرضِ التي هاجَرَ مِنها

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّعَرُّبِ بَعدَ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه في الفِتنَةِ وما في مَعناها

- ‌بابُ أصلِ فرضِ الجِهادِ

- ‌بابُ مَن لا يَجِبُ عَلَيه الجِهادُ

- ‌بابُ مَن له عُذرٌ بالضَّعفِ والمَرَضِ والزَّمانَةِ(2)والعُذرِ في تَركِ الجِهادِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ لا يَجِدُ ما يُنفِقُ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ عَلَيه دَينٌ فلا يَغزو إلَّا بإِذنِ أهلِ الدَّينِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ له أبَوانِ مُسلِمانِ أو أحَدُهُما فلا يَغزو إلَّا بإِذنِهِ

- ‌بابٌ: المُسلِمُ يَتَوَفَّى في الحَربِ قَتلَ أبيه، ولَو قَتَلَه لَم يَكنْ به بأسٌ

- ‌بابُ ما جاءَ في كراهيَةِ أخذِ الجَعائلِ(3)، وما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه مِنَ السُّلطانِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَجهيزِ الغازِي وأَجرِ الجاعِلِ

- ‌بابُ مَنِ استأجَرَ إنسانًا لِلخِدمَةِ في الغَزوِ

- ‌باب: الإمامُ لا يُجَمِّرُ بالغُزَّى

- ‌بابُ شُهودِ مَن لا فُرِضَ عَلَيه القِتالُ

- ‌بابُ مَن لَيسَ لِلإِمامِ أن يَغزوَ به بحالٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في الاستِعانَةِ بالمُشرِكين

- ‌بابُ مَن يُبدأُ بجِهادِه مِنَ المُشرِكينَ

- ‌بابُ ما يُبدأُ به مِن سَدِّ أطراف المُسلِمينَ بالرِّجالِ

- ‌باب ما يَفعَله الإمامُ مِنَ الحصونِ والخَنادِقِ وكلِّ أمرٍ دَفَعَ العَدوَّ قبلَ انتيابِهِ

- ‌بابُ ما يَجِبُ على الإمامِ مِنَ الغَزوِ بنَفسِه أو بسَراياه في كلِّ عامٍ على حُسنِ النَّظَرِ لِلمُسلِميَن، حَتَّى لا يَكونَ الجِهادُ مُعَطَّلًا في عامٍ إلَّا مِن عُذرٍ

- ‌بابٌ: الإمامُ يُغزِي مِن أهلِ دارٍ مِنَ المُسلِميَن بَعضَهُم، ويُخَلِّفُ مِنهُم في دارِهِم مَن يَمنَعُ دارَهُم

- ‌بابُ ما على الوالي مِن أمرِ الجَيشِ

- ‌بابُ مَن تَبَرَّعَ بالتَّعرُّضِ لِلقَتلِ رَجاءَ إحدَى الحُسنَيَينِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]

- ‌بابٌ: الاختيارُ في التَّحَرُّزِ

- ‌بابُ النَّفيرِ، وما يُستَدَلُّ به على أنَّ الجِهادَ فرضٌ على الكِفَايَةِ

- ‌جماعُ أبوابِ السِّيَرِ

- ‌بابُ السِّيرَةِ في المُشرِكينَ عبدَةِ الأوثانِ

- ‌بابُ السِّيرةِ في أهلِ الكِتابِ

- ‌بابٌ: السَّلَبُ لِلقاتِلِ

- ‌بابٌ: الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الجَيشِ في دارِ الحَربِ تَخرُجُ مِنهُمُ السَّريَّةُ إلىَ بَعضِ النَّواحِي فتَغنَمُ أو يَغنَمُ الجَيشُ

- ‌بابُ سَهمِ الفارِسِ والرّاجِلِ

- ‌بابُ تَفضيلِ الخَيلِ

- ‌بابُ سُهمانِ الخَيلِ

- ‌بابُ العَبيدِ والنِّساءِ والصِّبيانِ يَحضُرونَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الرَّضخِ لِمَن يُستَعانُ به مِن أهلِ الذِّمَّةِ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابٌ: قِسمَةُ الغَنيمَةِ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ السَّريَّةِ تأخُذُ العَلَفَ والطَّعامَ

- ‌بابُ بَيعِ الطَّعامِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ ما فضَلَ فى يَدِه مِنَ الطَّعامِ والعَلَفِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ النَّهىِ عن نَهبِ الطَّعامِ

- ‌بابُ أخذِ السِّلاحِ وغَيِره بغَيِر إذنِ الإمامِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ فى استِعمالِه فى حالِ الضَّرورَةِ

- ‌بابٌ: الإمامُ إذا ظَهَرَ على قَومٍ أقامَ بعَرصَتِهِم ثَلاثًا

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بذَرارِىِّ مَن ظَهَرَ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بالرِّجالِ البالِغيَن مِنهُم

- ‌بابُ قَتلِ المُشرِكينِ بَعدَ الإسارِ بضَربِ الأعناقِ دونَ المُثلَةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِن صَبِر الكافِرِ بَعدَ الإسارِ بأَن يُتَّخَذَ غَرَضًا

- ‌بابُ المَنعِ مِن إحراقِ المُشرِكينَ بالنّارِ بَعدَ الإسارِ

- ‌بابُ جَرَيانِ الرِّقِّ على الأسيرِ وإِن أسلَمَ إذا كان إسلامُه بَعدَ الأسْرِ

- ‌بابُ مَن يَجرِي عَلَيه الرِّقُّ

- ‌بابُ تَحريمِ الفِرارِ مِنَ الزَّحفِ وصَبرِ الواحِدِ مَعَ الاثنَينِ

- ‌بابُ مَن تَوَلَّى مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أو مُتَحَيِّزًا إلَى فِئَةٍ

- ‌بابُ النَّهىِ عن قَصدِ النِّساءِ والوِلدانِ بالقَتلِ

- ‌بابُ قَتلِ النِّساءِ والصِّبيانِ في التَّبييتِ والغارَةِ مِن غَيِر قَصدٍ، وما ورَدَ في إباحَةِ التَّبييتِ

- ‌قَتلُ أبي رافِعٍ عبدِ اللهِ بنِ أبي الحُقَيقِ

- ‌قَتلُ كَعبِ بن الأشرَفِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُقاتِلُ فتُقتَلُ

- ‌بابُ قَطعِ الشَّجَرِ وحَرقِ المَنازِلِ

- ‌بابُ مَنِ اختارَ الكَفَّ عن القَطعِ والتَّحريقِ إذا كان الأغلَبُ أنَّها سَتَصيرُ دارَ إسلامٍ أو دارَ عَهدٍ

- ‌بابُ تَحريمِ قَتلِ ما له روحٌ إلَّا بأَن يُذبَحَ فيُؤكَلَ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في عَقرِ دابَّةِ مَن يُقاتِلُه في(3)حالِ القِتالِ

- ‌بابُ الأسيِر يوثَقُ

- ‌بابُ تَركِ قَتلِ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الرُّهبانِ والكَبيِر وغَيِرهِما

- ‌بابُ [مَن رأى](2)قَتْلَ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الكُفّارِ جائزًا، وإن كان الاشتِغالُ بغَيِره أولَى

- ‌بابُ أمانِ العَبدِ

- ‌بابُ أمانِ المَرأَةِ

- ‌بابُ كَيفَ الأمانُ

- ‌بابُ نُزولِ أهلِ الحِصنِ أو بَعضِهِم على حُكمِ الإمامِ أو غَيِر الإمامِ إذا كان المَنزولُ على حُكمِه مأمونًا

- ‌بابٌ: الكافرُ الحَربِىُّ يَقتُلُ مُسلِمًا ثُمَّ يُسلِمُ لَم يَكُنْ عَلَيه قَوَدٌ

- ‌بابُ جَوازِ انفِرادِ الرَّجُلِ والرِّجالِ بالغَزوِ في بلادِ العَدوِّ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَسرِقُ مِنَ المَغنَمِ وقَد حَضَرَ القِتالَ

- ‌بابٌ: الغُلولُ قَليلُه وكثيُره حَرامٌ

- ‌باب: لا يُقطَعُ مَن غَلَّ في الغَنيمَةِ ولا يُحرَّقُ مَتاعُه، ومَن قال: يُحرَّقُ

- ‌بابُ إقامَةِ الحُدودِ في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ مَن زَعَمَ: لا تُقامُ الحُدودُ في أرضِ الحَربِ حَتَّى يَرجِعَ

- ‌بابُ بَيعِ الدِّرهَمِ بالدِّرهَمَيِن في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ دُعاءِ مَن لَم تَبلُغه الدَّعوَةُ مِنَ المُشرِكينَ وُجوبًا ودُعاءِ مَن بَلَغَته نَظَرًا

- ‌بابُ جَوازِ تَركِ دُعاءِ مَن بَلَغَته الدَّعوَةُ

- ‌بابُ الاحتياطِ في التَّبييتِ والإِغارَةِ لِئَلَّا يُصيبَ مُسلِميَن بجَهالَةٍ

- ‌بابُ النَّهي عن السَّفَرِ بالقُرآنِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ حَملِ السِّلاحِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ ما أحرَزَه المُشرِكونَ على المُسلِميَن

- ‌بابُ مَن فرَّقَ بَيَن وُجودِه قبلَ القَسْمِ وبَيَن وُجودِه بَعدَه، وما جاءَ فيما اشتِرُى مِن أيدِى العَدوِّ

- ‌باب: مَن أسلَمَ على شَئٍ فهو لّهُ

- ‌بابُ الحَربّيِ يَدخُلُ بأَمانٍ ولَه مالٌ في دارِ الحَربِ ثُمَّ يُسلِمُ، أو يُسلِمُ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ المُشرِكينَ يُسلِمونَ قبلَ الأسرِ وما على الإمامِ وغَيِره مِنَ التَّثَبُّتِ إذا تَكَلَّموا بما يُشبِهُ الإقرارَ بالإسلامِ ويُشبِهُ غَيَرهُ

- ‌بابُ فتحِ مَكَّةَ حَرَسَها اللَّهُ تَعالَى

- ‌بابُ ما قُسِمَ مِنَ الدُّورِ والأراضِي في الجاهِليَّة، ثُمَّ أسلَمَ أهلُها عَلَيها

- ‌بابُ تَركِ أخذِ المُشرِكينَ بما أصابوا

- ‌بابُ الرَّجُلِ مِنَ المُسلِميَن قَد شَهِدَ الحَربَ يَقَعُ على الجاريَةِ مِنَ السَّبي قبلَ القَسْمِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُسبَى مَعَ زَوجِها

- ‌بابُ وطءِ السَّبايا بالمِلكِ قبلَ الخُروجِ مِن دارِ الحَربِ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي وغَيِره في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ التَّفريقِ بَينَ المَرأَةِ ووَلَدِها

- ‌بابُ مَن قال: لا يُفَرَّقُ بَينَ الأخَوَينِ في البَيعِ

- ‌بابُ الوَقتِ الَّذِي يَجوزُ فيه التَّفريقُ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي مِن أهلِ الشِّركِ

- ‌بابٌ: الوَلَدُ تَبَعٌ لأبَوَيه حَتَّى يُعرِبَ عنه اللِّسانُ

- ‌بابٌ: الحَميلُ(2)لا يُورَّثُ إذا عَتَقَ حَتَّى تَقومَ بنَسَبِه بَيِّنَةٌ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ المُبارَزَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَقلِ الرُّءوسِ

- ‌بابٌ: لا تُباعُ جِيفَةُ مُشرِكٍ

- ‌بابُ السَّوادِ

- ‌بابُ قَدْرِ الخَراجِ الَّذي وُضِعَ على السَّوادِ

- ‌بابُ مَن رأى قِسمَةَ الأراضِي المَغنومَةِ ومَن لَم يَرَها

- ‌بابُ الأرضِ إذا كانت صُلحًا رِقابُها لأهلِها وعَلَيها خَراجٌ يُؤَدّونَه فأَخَدها مِنهُم مسلمٌ بكِراءٍ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ شِراءَ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابُ مَن رَخَّصَ في شِراءِ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابٌ: مَن أسلَمَ مِن أهلِ الصُّلحِ سَقَطَ الخَراجُ عن أرضِهِ

- ‌بابٌ: الأرضُ إذا أُخِذَت عَنوَةً فوُقِفَت لِلمُسلِميَن بطيبِ أنفُسِ الغانِميَن لَم يَجُز بَيعُها، [أو إِذا أسلَمَ مَن هِيَ في يَدَيهِ](1)لَم يَسقُط خَراجُها

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه العَهدُ ألَّا يَهرُبَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤمَنُ فلا يَكونُ له أن يَغْتالَهُم في أموالِهِم وأَنفُسِهِم

- ‌بابُ الأسيِر يَستَعينُ به المُشرِكونَ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه أن يَبعَثَ إلَيهِم بفِداءٍ أو يَعودَ في إسارِهِم

- ‌بابُ ما يَجوزُ لِلأسيِر أو مَن قُدِّمَ ليُقتَلَ والرَّجُلِ بَيَن الصَّفَّيِن في مالِهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الأسيِر إذا قُدِّمَ ليُقتَلَ

- ‌بابُ المُسلِمِ يَدُلُّ المُشرِكينَ على عَورَةِ المُسلِميَن

- ‌بابُ الجاسوسِ مِن أهلِ الحَربِ

- ‌بابُ الأسيِر يُستَطلَعُ مِنه خَبَرُ المُشرِكينَ

- ‌بابُ بَعثِ العُيونِ والطَّلائعِ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ فضلِ الحَرَسِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الحَرَسِ

- ‌بابُ مَن أرادَ غَزوَةً فوَرَّى بغَيِرها

- ‌بابُ الخُروجِ يَومَ الخَميسِ

- ‌بابُ الابتِكارِ في السَّفَرِ

- ‌بابُ ما يُؤمَرُ به مِن انضِمامِ العَسكَرِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ تَمَنِّي لِقاءِ العَدوِّ، وما يَفعَلُ ويَقولُ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ أيِّ وقتٍ يُستَحَبُّ اللِّقاءُ

- ‌بابُ الصَّمتِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّكبيِر عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الرَّجَزِ عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الصَّفِّ عِندَ القِتَالِ

- ‌بابُ سَلِّ السُّيوفِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّرَجُّلِ عِندَ شِدَّةِ البأسِ

- ‌بابُ الخُيَلاءِ في الحَربِ

- ‌بابُ الغَزوِ مَعَ أئمَّةِ الجَورِ

- ‌بابُ ما يستَحَبُّ مِنَ الجُيوشِ والسَّرايا

- ‌بابٌ: في فضلِ الجِهادِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن رَمَى بسَهمٍ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ المَشي في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ الشَّهادَةِ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابٌ: الشَّهيدُ يُشَفَّعُ

- ‌بابُ فضلِ مَن يُجرَحُ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن قَتَلَ كافِرًا

- ‌بابُ الرَّجُلَينِ يَقتُلُ أحَدُهُما صاحِبَه فيَدخُلانِ الجَنَّةَ

- ‌بابُ فضلِ مَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ مَن أتاه سهمُ غَرْبٍ(4)فقَتَلَهُ

- ‌بابُ مَن يُسلِمُ فيُقتَلُ مَكانَه في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ بَيانِ النِّيَّةِ التي يُقاتِلُ عَلَيها ليَكونَ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ ما جاءَ في السَّريَّةِ تُخفِقُ، وهو أن تَغزوَ فلا تَغنَمَ شَيئًا

- ‌بابُ تَمَنِّي الشَّهادَةِ ومَسأَلَتِها

- ‌بابُ الشَّجاعَةِ والجُبنِ

- ‌بابُ فضلِ النَّفَقَةِ(1)في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الذِّكرِ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الصَّومِ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ تَشييعِ الغازِي وتَوديعِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدينَ

- ‌بابُ الاستِئذانِ في القُفولِ بَعدَ النَّهي

- ‌بابُ الإذنِ بالقُفولِ وكَراهيَةِ الطَّرقِ

- ‌بابُ البِشارَةِ في الفُتوحِ

- ‌بابُ ما جاءَ في إعطاءِ البُشَراءِ

- ‌بابُ استِقبالِ الغُزاةِ

- ‌بابُ الصَّلاةِ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ

- ‌بابُ قِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في فضلِ قِتالِ الرّومِ وقِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الَّذينَ يَنتَعِلونَ الشَّعَرَ، وقِتالِ التُّركِ

- ‌بابُ ما جاءَ في النَّهي عن تَهييجِ التُّركِ والحَبَشَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الهِندِ

- ‌بابُ إظهارِ دينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على الأديانِ

الفصل: ‌باب مبتدإ الخلق

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتابُ السِّيَرِ

‌بابُ مُبتَدإِ الخَلقِ

17760 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ المَحبوبِىُّ، حدثنا سعيدُ بنُ مَسعودٍ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، حدثنا شَيبانُ، عن الأعمَشِ، عن جامِعِ بنِ شَدّادٍ، عن صَفوانَ بنِ مُحرِزٍ، عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ قال: إنِّي لَجالِسٌ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءَه قَومٌ مِن بَنِى تَميمٍ فقالَ: "اقبَلوا البُشرَى يا بَنِى تَميمٍ". قالوا: قَد بَشَّرتَنا فأَعطِنا يا رسولَ اللَّهِ. قال: فدَخَل عَلَيه أُناسٌ مِن أهلِ اليَمَنِ فقالَ: "اقبَلوا البُشرَى يا أهلَ اليَمَنِ إذ لَم يَقبَلْها بَنو تَميمٍ". قالوا: قَد قَبِلنا يا رسولَ اللَّهِ، جِئنا لِنَتَفَقَّهَ في الدّينِ ونَسأَلَكَ عن أوَّلِ هذا الأمرِ ما كان. قال:"كان اللَّهُ عز وجل ولَم يَكُنْ شَئٌ قَبلَه، وكانَ عَرشُه على الماءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ، وكَتَبَ في الذِّكرِ كُلَّ شَئٍ". قال: وأَتاه رَجُلٌ فقالَ: يا عِمرانَ بنَ حُصَينٍ راحِلَتَكَ، أدرِكْ ناقَتَكَ، فقَد ذَهَبَت. فانطَلَقتُ في طَلَبِها، فإِذا السَّرابُ يَنقَطِعُ دونَها، وايمُ اللَّهِ لَوَدِدتُ أنَّها ذَهَبَت وأَنِّى لَم أقُمْ

(1)

.

(1)

أخرج ابن حبان (6142) من طريق شيبان به. وأحمد (19876) من طريق الأعمش به. والترمذي (3951)، والنسائي في الكبرى (11240) من طريق جامع بن شداد به مختصرًا.

ص: 5

17761 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عُمَرُ بنُ حَفصٍ، حدثنا أبى، حدثنا الأعمَشُ، حدثنا جامِعُ بنُ شَدّادٍ، عن صَفوانَ بنِ مُحرِزٍ أنَّه حَدَّثَه عن عِمرانَ بنِ الحُصَينِ قال: دَخَلتُ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ الحديثَ، قال فيه: قالوا: جِئناكَ نَسأَلُكَ عن هذا الأمرِ. قال: "كان اللَّهُ ولَم يَكُنْ شَئٌ غَيرُه، وعَرشُه على الماءِ، وكَتَبَ في الذِّكرِ كُلَّ شَئٍ، وخَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ"

(1)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عُمَرَ بنِ حَفصِ بنِ غِياثٍ

(2)

.

والمُرادُ به واللَّهُ أعلمُ: ثُمَّ خَلَقَ الماءَ، وخَلَقَ العَرشَ على الماءِ، وخَلَقَ القَلَمَ وأَمَرَه، فكَتَبَ في الذِّكرِ كُلَّ شَئٍ.

17762 -

أخبرَنا أبو القاسِم زَيدُ بنُ أبى هاشِمٍ العَلَوِىُّ بالكوفَةِ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ دُحَيمٍ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ العَبسِىُّ، أخبرَنا وكيعُ بنُ الجَرّاحِ، عن الأعمَشِ، عن أبي ظَبيانَ، عن ابنِ عباسٍ قال: إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللَّهُ عز وجل مِن شَئٍ القَلَمُ، فقالَ: اكتُب. قال: يا رَبِّ وما أكتُبُ؟ فقال: اكتُبِ القَدَرَ. قال: فجَرَى بما هو كائنٌ مِن ذَلِكَ اليَومِ إلَى قيامِ السّاعَةِ. قال: ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ، فدَحا الأرضَ عَلَيها، فارتَفَعَ بُخارُ الماءِ، ففَتَقَ مِنه السَّماواتِ، واضطَرَبَ النُّونُ فمادَتِ الأرضُ، فأُثبِتَت بالجِبالِ، وإِنَّ

(1)

المصنف في القضاء والقدر 1/ 111، والاعتقاد ص 92.

(2)

البخاري (3191).

ص: 6

الجِبالَ لَتَفخَرُ على الأرضِ إلَى يَومِ القيامَةِ

(1)

.

17763 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا محمدُ بنُ أيّوبَ الرّازِىُّ، أخبرَنا أحمدُ بنُ جُميلٍ

(2)

المَروَزِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ المُبارَكِ، عن رَباحِ بنِ زَيدٍ، عن عُمَرَ بنِ حَبيبٍ، عن القاسِمِ بنِ أبي بَزَّةَ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه كان يُحَدِّثُ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ أوَّلَ شَئٍ خَلَقَ اللَّهُ جلَّ ثناؤُه القَلَمُ، وأَمَرَه فكَتَبَ كُلَّ شَئٍ يَكونُ"

(3)

.

ورُوِىَ ذَلِكَ أيضًا في حَديثِ عُبادَةَ بنِ الصّامِتِ مَرفوعًا

(4)

.

17764 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سَلمانَ بنِ الحَسَنِ الفَقيهُ قال: قُرِئَ على يَحيَى بنِ جَعفَرِ بنِ الزِّبْرِقانِ وأَنا أسمَعُ: أخبرَنا حَجّاجُ بنُ محمدٍ الأعوَرُ قال: قال ابنُ جُرَيجٍ: أخبرَنِى إسماعيلُ بنُ أُمَيَّةَ، عن أيّوبَ بنِ خالِدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ رافِعٍ مَولَى أُمِّ سلمةَ، عن أبي هريرةَ قال: أخَذَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بيَدِى فقال: "خَلَقَ اللَّهُ التُّربَةَ يَومَ السَّبتِ، وخَلَقَ فيها الجِبالَ يَومَ الأحَدِ، وخَلَقَ الشَّجَرَ يَومَ الاثنَينِ، وخَلَقَ المَكروهَ يَومَ الثُّلاثاءِ، وخَلَقَ النّورَ يَومَ الأربِعاءِ، وبَثَّ فيها

(1)

أخرجه ابن جرير في تفسيره 23/ 141 من طريق وكيع به. والحاكم 2/ 498 وصححه من طريق الأعمش به.

(2)

كذا ضبط في الأصل.

(3)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (2329)، والطبراني بنحوه (12500) من طريق أحمد بن جميل به.

(4)

سيأتي في (20914).

ص: 7

الدَّوابَّ يَومَ الخَميسِ، وخَلَقَ آدَمَ بَعدَ العَصرِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ، [آخِرَ الخَلقِ]

(1)

في آخِرِ ساعَةٍ مِن ساعاتِ الجُمُعَةِ، فيما بَينَ العَصرِ إلَى اللَّيلِ"

(2)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن سُرَيجِ بنِ يونُسَ وهارونَ بنِ عبدِ اللَّهِ عن حَجّاجِ بنِ محمدٍ

(3)

.

17765 -

أخبرَنا أبو مَنصورٍ أحمدُ بنُ علىٍّ الدّامَغانِىُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإِسماعيلِىُّ، أخبرَنِى جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ الأزهَرِ الطُّوسِىُّ ببَغدادَ، حدثنا وهبُ بنُ بَقيَّةَ، حدثنا خالِدٌ، عن الشَّيبانِيِّ، عن عَونِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُتبَةَ، أظُنُّه عن أخيه عُبَيدِ اللَّهِ، قال أبو هريرةَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ في الجُمُعَةِ لَساعَةً لا يَسأَلُ اللَّهَ فيها عبدٌ شَيئًا إلا أعطاه إيّاه". قال: وقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سَلامٍ: إنَّ اللَّهَ تَعالَى بَدأ الخَلقَ فخَلَقَ الأرضَ يَومَ الأحَدِ ويَومَ الاثنَينِ، وخَلَقَ السَّماواتِ يَومَ الثُّلاثاءِ ويَومَ الأربِعاءِ، وخَلَقَ الأقواتَ وما في الأرضِ مِن شَئٍ يَومَ الخَميسِ ويَومَ الجُمُعَةِ، فرَغَ مِن ذَلِكَ عِندَ صَلاةِ العَصرِ، فتِلكَ السّاعَةُ ما بَينَ العَصرِ إلَى غُروبِ الشَّمسِ

(4)

.

17766 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى محمدُ بنُ عليٍّ الصَّنعانِىُّ بمَكَّةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرَنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا

(1)

ليس في: م.

(2)

المصنف في القضاء والقدر 1/ 171. وأخرجه أحمد (8341)، والنسائي في الكبرى (11010)، وابن خزيمة (1731)، وابن حبان (6161) من طريق حجاج به.

(3)

مسلم (2789/ 27).

(4)

الإسماعيلى في معجمه (221). وأخرجه الطبراني في الأوسط (7788) من طريق وهب بن بقية به دون قول عبد الله بن سلام. وابن منده في التوحيد (59) 1/ 183 من طريق خالد به.

ص: 8

مَعمَرٌ

(1)

، أخبرَنِى عَوفٌ، عن قَسامَةَ بنِ زُهَيرٍ، عن أبي موسَى الأشعَرِىِّ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِن أديمِ الأرضِ كُلِّها، فخَرَجَت ذُرّيَّتُه على حَسَبِ ذَلِكَ؛ مِنهُمُ الأبيَضُ والأسوَدُ والأسمَرُ والأحمَرُ، ومِنهُم بَينَ ذَلِكَ، ومِنهُمُ السَّهلُ والخَبيثُ

(2)

والطَّيِّبُ"

(3)

.

17767 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، حدثنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ وأبو جَعفَرٍ الرزازُ قالا: حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا إسحاقُ الأزرَقُ، عن عَوفٍ الأعرابِىِّ، عن قَسامَةَ بنِ زُهَيرٍ، عن أبي موسَى قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " [خلقَ اللهُ]

(4)

آدَمَ مِن قَبضَةٍ قَبَضَها مِن جَميعِ الأرضِ، فجاءَ بَنو آدَمَ على قَدرِ الأرضِ؛ مِنهُمُ الأحمَرُ والأسوَدُ، والسَّهلُ والحَزْنُ، وبَينَ ذَلِكَ، والخَبيثُ والطَّيِّبُ"

(5)

.

17768 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ العَلَوِىُّ، أخبرَنا أبو حامِدِ ابنُ الشَّرْقِىِّ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى وأبو الأزهَرِ وحَمدانُ السُّلَمِىُّ

(1)

في م: "معتمر".

(2)

في م: "الحزن".

(3)

الحاكم 2/ 261، 262 وصححه ووافقه الذهبي، وعبد الرزاق في تفسيره 1/ 43. وأخرجه أحمد (19582)، وأبو داود (4693)، والترمذي (2955)، وابن حبان (6160) من طريق عوف به. وصححه الألباني في صحيح أبى داود (3926).

(4)

في م "خلق".

(5)

أخرجه الخطابى في العزلة ص 155، والمصنف في الأسماء والصفات (815) من طريق سعدان بن نصر به.

ص: 9

قالوا: حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ قالَت: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خُلِقَتِ المَلائكَةُ مِن نورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ مِمّا وُصِفَ لَكُم"

(1)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ رافِعٍ عن عبدِ الرَّزّاقِ

(2)

.

قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: قال اللَّهُ جلَّ ثناؤُه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] قال الشّافِعِىُّ: خَلَقَ اللهُ الخلقَ لِعِبادَتِه

(3)

.

يَعنِى مَن

(4)

شاءَ مِن عِبادِه، أو ليأمُرَ مَن شاءَ مِنهُم بعِبادَتِه {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس: 25].

17769 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ إسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ السّوسِىُّ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا العباسُ بنُ الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ، أخبرَنِى أبى قال: سَمِعتُ الأوزاعِىَّ، حَدَّثَنِى رَبيعَةُ بنُ يَزيدَ ويَحيَى بنُ أبى عمرٍو السَّيبانِىُّ قالا: حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ فيروزَ الدَّيلَمِىُّ قال: دَخَلتُ على عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ. فذَكَرَ الحديثَ إلَى أن قال: قال عبدُ اللَّهِ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلقَه في ظُلمَةٍ، ثُمَّ ألقَى عَلَيهِم مِن نورِه، فمَن أصابَه مِن ذَلِكَ النّورِ يَومَئذٍ شَئٌ اهتَدَى، ومَن أخطأه ضَلَّ، فلِذَلِكَ أقولُ:

(1)

المصنف في الأسماء والصفات (818)، وعبد الرزاق (20904)، ومن طريقه أحمد (25194)، وابن حبان (6155).

(2)

مسلم (2996/ 60).

(3)

الأم 4/ 159.

(4)

في م: "ما".

ص: 10

جَفَّ القَلَمُ على

(1)

عِلمِ اللَّهِ"

(2)

.

قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: ثُمَّ أبانَ جلَّ ثناؤُه أن خِيرَتَه مِن خَلقِه أنبياؤُه فقالَ: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [البقرة: 213] فجَعَلَ نَبيَّنا

(3)

صلى الله عليه وسلم مِن أصفيائه دونَ عِبادِه، بالأمانَةِ على وحيِه، والقيامِ بحُجَّتِه فيهِم

(4)

.

17770 -

حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ الفَضلِ بنِ إدريسَ السّامَرِّىُّ ببَغدادَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ العَبدِىُّ، حَدَّثَنِى يَحيَى بنُ سعيدٍ السَّعيدِىُّ البَصرِىُّ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ جُرَيجٍ، عن عَطاءٍ، عن عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ، عن أبي ذَرٍّ قال: دَخَلتُ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو في المَسجِدِ. فذَكَرَ الحديثَ إلَى أن قال: فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، كَمِ النَّبيّونَ؟ قال:"مِائَةُ ألفِ نَبِىٍّ وأَربَعَةٌ وعِشرونَ ألفِ نَبِىٍّ". قُلتُ: كَمِ المُرسَلونَ مِنهُم؟ قال: "ثَلاثُمِائَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ"

(5)

. تَفَرَّدَ به يَحيَى بنُ سعيدٍ السَّعيدِىُّ

(6)

.

(1)

في م: "عن".

(2)

المصنف في القضاء والقدر ص 136، والأسماء والصفات (229). وأخرجه أحمد (6644) مطولًا، وابن حبان (6169) من طريق الأوزاعي به. والترمذى (2642) من طريق السيبانى به. وقال: حسن.

(3)

في الأم: "النبيين".

(4)

الأم 4/ 159.

(5)

الحاكم 2/ 597 مطولًا. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 23/ 277، 278، والشجرى في أماليه 1/ 204، 205 من طريق يحيى بن سعيد به مطولًا.

(6)

يحيى بن سعيد - وقيل: ابن سعد - السعيدى البصري. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير 8/ 277، والمجروحين 3/ 123، والكامل 7/ 2699، وميزان الاعتدال 4/ 377، 378، =

ص: 11

17771 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ شاذانَ وأَحمَدُ بنُ سلمةَ قالا: حدثنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِنَ الأنبياءِ مِن نَبِىٍّ إلَّا وقَد أُعطِىَ مِنَ الآياتِ ما مِثلُه آمَنَ عَلَيه البَشَرُ، وإِنَّما كان الَّذِى أوتيتُ وحيًا أوحاه اللَّهُ إلَىَّ، فأَرجو أن أكونَ أكثَرَهُم تابِعًا يَومَ القيامَةِ"

(1)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدِ اللَّهِ بنِ يوسُفَ وغَيرِه عن اللَّيثِ، ورَواه مسلمٌ عن قُتَيبَةَ

(2)

.

قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: ثُمَّ ذَكَرَ مِن خاصَّتهِ صفوَتَه فقالَ: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33]. وساقَ الشّافِعِىُّ الكَلامَ عَلَيه إلَى أن قال: ثُمَّ اصطَفَى محمدًا صلى الله عليه وسلم مِن خَيرِ آلِ إبراهيمَ، وأَنزَلَ كُتُبَه قبلَ إنزالِه الفُرقانَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم[بصِفَةِ فضيلَتِه]

(3)

وفَضيلَةِ مَن تَبِعَه فقالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ} الآيَةَ

(4)

[الفتح: 29].

= ولسان الميزان 6/ 257. وقال الذهبي في المهذب 7/ 3501: أنا أتهمه به، وقد تكلم فيه ابن حبان وغيره.

(1)

أخرجه النسائي (7977) عن قتيبة بن سعيد به. وأحمد (8491) من طريق الليث به.

(2)

البخاري (4981)، ومسلم (152/ 239).

(3)

في م: "بصفته".

(4)

الأم 4/ 159.

ص: 12

17772 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو عبدِ اللَّهِ إسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ السُّوسِىُّ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ المُرادِىُّ وسَعيدُ بنُ عثمانَ قالا: حدثنا بشرُ بنُ بكرٍ، عن الأوزاعِيِّ، حَدَّثَنِى أبو عَمّارٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ فرّوخَ، عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أنا سَيَّدُ بَنِى آدَمَ يَومَ القيامَةِ، وأَوَّلُ مَن تَنشَقُّ عنه الأرضُ، وأَوَّلُ شافِعٍ، وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ"

(1)

. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ الأوزاعِيِّ

(2)

.

17773 -

وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذبارِىُّ وأبو عبدِ اللَّهِ ابنُ بَرهانٍ وأبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ وغَيرُهُم قالوا: أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حدثنا القاسِمُ بنُ مالكٍ المُزَنِىُّ، عن المُختارِ بنِ فُلفُلٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أنا أوَّلُ شَفيعٍ يَومَ القيامَةِ، وأَنا أكثَرُ الأنبياءِ تَبَعًا يَومَ القيامَةِ، إنَّ مِنَ الأنبياءِ لَمَن يأتِى يَومَ القيامَةِ ما مَعَه مُصَدِّقٌ غَيرُ واحِدٍ"

(3)

. أخرَجَه مسلمٌ مِن أوجُهٍ عن المُختارِ

(4)

.

17774 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ يَعقوبَ الشَّيبانِىُّ، حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ الحُسَينِ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا

(1)

أخرجه أبو داود (4673) من طريق الأوزاعى به.

(2)

مسلم (2278/ 3).

(3)

المصنف في الدلائل 5/ 479، والاعتقاد ص 247، وجزء ابن عرفة (11). وأخرجه ابن منده في الإيمان (885) من طريق إسماعيل بن محمد به. والبزار (7488) عن الحسن بن عرفة به.

(4)

مسلم (196/ 330 - 332).

ص: 13

هُشَيمٌ (ح) وأخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا أبو الرَّبيعِ، حدثنا هُشَيمٌ، أخبرَنا سَيّارٌ، حدثنا يَزيدُ الفَقيرُ، أخبرَنا جابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"أُعطيتُ خَمسًا لَم يُعطَهُنَّ أحَدٌ قَبلِى؛ نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرَةَ شَهرٍ، وأُحِلَّت لِىَ الغَنائمُ ولَم تَحِلَّ لأحَدٍ قَبلى، وجُعِلَت لِىَ الأرضُ مَسجِدًا وطَهورًا، فأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتِى أدرَكَته الصَّلاةُ فليُصَلِّ، وأُعطيتُ الشَّفاعَةَ، وكُلُّ نَبِيٍّ يُبعَثُ إلَى قَومِه خاصَّةً وبُعِثتُ إلَى النّاسِ عامَّةً"

(1)

. لَفظُ حَديثِ أبى الرَّبيعِ. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى، ورَواه البخاريُّ عن محمدِ بنِ سِنانٍ عن هُشَيمٍ

(2)

.

17775 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو زَكَريّا العَنبَرِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ السَّلامِ، حدثنا إسحاقُ، أخبرَنا جَريرٌ، عن الأعمَشِ، عن خَيثَمَةَ قال: قرأَ رَجُلٌ على عبدِ اللَّهِ سورَةَ الفَتحِ، فلَمّا بَلَغَ:{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]. قال: ليَغيظَ اللَّهُ بالنَّبِيِّ وبِأَصحابِه الكُفّارَ، ثُمَّ قال عبدُ اللَّهِ: أنتُمُ الزَّرعُ وقَد دَنا حَصادُه

(3)

.

قال الشّافِعِىُّ: وقالَ لأُمَّتِه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} الآية [آل عمران: 110].

(1)

تقدم في (1031، 3850، 4321).

(2)

مسلم (521/ 3)، والبخاري (438).

(3)

الحاكم 2/ 461 وصححه. وأخرجه ابن جرير في تفسيره 21/ 329، وابن أبي شيبة (38513) من طريق الأعمش به. وعند ابن أبي شيبة: الأعمش عن طلحة عن خيثمة.

ص: 14

ففَضَّلَهُم بكَينونَتِهِم مِن أُمَّتِه دونَ أُمَمِ الأنبياءِ قَبلَه

(1)

.

17776 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو حامِدِ ابنُ بلالٍ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا بَهْزُ بنُ حَكيمِ بنِ مُعاويَةَ القُشَيرِىُّ، عن أبيه، عن جَدِّه قال: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّكُم تُوفُونَ سبعينَ أُمَّةً، أنتُم خَيرُها وأَكرَمُها على اللَّهِ عز وجل"

(2)

.

قال الشّافِعِىُّ: ثُمَّ أخبَرَ جلَّ ثناؤُه أنَّه جَعَلَه فاتِحَ رَحمَتِه عِندَ فترَةِ رُسُلِه، فقالَ:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} [المائدة: 19]. وقالَ: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} [الجمعة: 2]. وكانَ في ذَلِكَ ما دَلَّ على أنَّه بَعَثَه إلَى خَلقِه؛ لأنَّهُم كانوا أهلَ الكِتابِ وأُمّيّينَ، وأنَّه فتَحَ به رَحمَتَه وخَتَمَ به نُبوَّتَه فقالَ:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}

(3)

[الأحزاب: 40].

17777 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو الرَّبيعِ، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا العَلاءُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ،

(1)

الأم 4/ 159.

(2)

أخرجه أحمد (20029)، والترمذي (3001)، وابن ماجه (4287) من طريق بهز به. وقال الترمذي: حسن.

(3)

الأم 4/ 159.

ص: 15

أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال: "فُضِّلتُ على الأنبياءِ بسِتٍّ؛ أُعطيتُ جَوامِعَ الكَلامِ

(1)

، ونُصِرتُ بالرُّعبِ، وأُحِلَّت لِىَ الغَنائمُ، وجُعِلَت لِىَ الأرضُ طَهورًا ومَسجِدًا، وأُرسِلتُ إلَى الخَلقِ كافَّةً، وخُتِمَ بى النَّبيّونَ"

(2)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ أيّوبَ وغَيرِه عن إسماعيلَ

(3)

.

17778 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ داودَ العَلَوِىُّ رحمه الله، أخبرَنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى الذُّهلِىُّ، حدثنا عَفّانُ بنُ مُسلِمٍ، حدثنا سَلِيمُ بنُ حَيّانَ قال: سَمِعتُ سعيدَ بنَ مِيناءَ قال: سَمِعتُ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (ح) قال: وحَدَّثَنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، حدثنا سَليمُ بنُ حَيّانَ قال: سَمِعتُ سعيدَ بنَ مِيناءَ قال: سَمِعتُ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلِى ومَثَلُ الأنبياءِ قَبلِى كَمَثَلِ رَجُلٍ ابتَنَى دارًا - وقالَ يَزيدُ: بَنَى دارًا - فأَحسَنَها وأَكمَلَها إلَّا مَوضِعَ لبِنَةٍ، فجَعَلَ النّاسُ يَدخُلونَها ويَتَعَجَّبونَ مِنها ويَقولونَ: لَولا مَوضِعُ هذه اللَّبِنَةِ". قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فأَنا مَوضِعُ تِلكَ اللَّبِنَةِ، جِئتُ فخَتَمتُ الأنبياءَ"

(4)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ سِنانٍ عن سَليمٍ، ورَواه مسلمٌ عن أبي بكرِ ابنِ أبي شَيبَةَ وأَبِى كُرَيبٍ عن عَفّانَ

(5)

.

(1)

كتب فوقه في الأصل: "كذا"، وفي م:"الكلم".

(2)

تقدم في (4322).

(3)

مسلم (523/ 5).

(4)

أخرجه أحمد (14888) عن عفان به. والترمذي (8662) من طريق سليم بن حيان به.

(5)

البخاري (3534) دون ذكر آخره، ومسلم (2287/ 23) عن أبي بكر ابن أبي شيبة وحده عن عفان به.

ص: 16

قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: وقَضَى أنْ أظهَر دينَه على الأديانِ فقالَ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} الآية [التوبة: 33، والفتح: 28، والصف: 9]. قال: وقَد وصَفنا بَيانَ كَيفَ يُظهِرُه على الدّينِ كُلِّه في غَيرِ هذا المَوضِعِ

(1)

.

17779 -

أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّى، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ أبى خالِدٍ، عن قَيسِ بنِ أبي حازِمٍ، عن خَبّابٍ قال: شَكَونا إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُتَوَسِّدٌ بُردَةً له في ظِلِّ الكَعبَةِ فقُلنا: ألا تَدعو اللَّهَ لَنا؟ ألا تَستَنصِرُ اللَّهَ لَنا؟ قال: فجَلَسَ مُحْمارًّا وجهُه ثُمَّ قال: "واللَّهِ إنَّ مَن كان قَبلَكُم لَيُؤخَذُ الرَّجُلُ فيُحفَرُ له الحُفرَةُ

(2)

فيوضَعُ الميشارُ

(3)

على رأسِه فيُشَقُّ باثنَينِ

(4)

، ما يَصرِفُه عن دينِه، أو يُمشَطُ بأَمشاطِ الحَديدِ ما بَينَ عَصَبِه ولَحمِه، ما يَصرِفُه عن دينِه، ولَيُتَمِّمَنَّ

(5)

اللَّهُ هذا الأمرَ، حَتَّى يَسيرَ الرَاكِبُ مِنكُم مِن صَنعاءَ إلَى حَضرَمَوتَ، لا يَخشَى إلَّا اللَّهَ أوِ الذِّئبَ على غَنَمِه، ولَكِنَّكُم تَعجَلونَ"

(6)

.

(1)

الأم 4/ 159.

(2)

في حاشية الأصل: "الحفيرة".

(3)

كتبت في الأصل بالياء والنون معًا.

(4)

في م: "باثنتين".

(5)

في م: "وليتمن".

(6)

المصنف في الدلائل 6/ 315. وأخرجه أحمد (21057)، وأبو داود (2649) والنسائي في الكبرى (5893)، وابن حبان (6698) من طريق إسماعيل به.

ص: 17