الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسألَها أن تَطلُبَ له مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَدَّ مالِه عَلَيه وما كان مَعَه مِن أموالِ النّاس، فدَعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّريَّةَ فسألَهُم، فرَدُّوا عَلَيه، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فأَدَّى على النّاسِ ما كان مَعَه مِن بَضائعِهِم، حَتَّى إذا فرَغَ قال: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ هَل بَقِيَ لأحَدٍ مِنكُم مَعِي مالٌ لَم أرُدَّه عَلَيهِ؟ قالوا: لا، فجَزاكَ اللهُ خَيرًا، قَد وجَدناكَ وفيًّا كَريمًا. فقالَ: أمَا واللهِ ما مَنَعَنِي أن أُسلِمَ قبلَ أن أقدَمَ عَلَيكُم إلَّا تَخَوُّفًا أن تَظُّنّوا أنِّي إنَّما أسلَمتُ لأذهَبَ بأَموالِكُم، فإِنِّي أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا الله وأَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه
(1)
.
قال الشّافِعِيُّ في المُسلِمِ إذا أُسِرَ ولَم يُؤَمِّنوه، ولَم يأخُذوا عَلَيه أنَّهُم آمِنونَ مِنه: فلَه أخذُ ما قَدَرَ عَلَيه مِن أموالِهِم وإفسادُه، والهَرَبُ مِنهُم
(2)
.
قال الشيخُ: قَد رُوِّينا حَديثَ عِمرانَ بنِ حُصَينٍ في المَرأَةِ المُسلِمَةِ التي أخَذَتِ النّاقَةَ وهَرَبَت عَلَيها
(3)
.
بابُ الأسيِر يَستَعينُ به المُشرِكونَ على قِتالِ المُشرِكينَ
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: قَد قيلَ: يُقاتِلُهُم؛ قَد قاتَلَ الزُّبَيرُ وأَصحابٌ له ببِلادِ الحَبَشَةِ مُشرِكينَ عن مُشرِكينَ. ولَو قال قائلٌ: يَمتَنِعُ عن قِتالِهِم لِمَعانٍ - ذَكَرَها الشّافِعِيُّ - كان مَذهَبًا، ولا نَعلَمُ خَبَرَ الزُّبيرِ يَثبُتُ، ولَو
(1)
المصنف في الدلائل 4/ 85. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه 67/ 12 من طريق أحمد بن عبد الجبار به.
(2)
الأم 4/ 247.
(3)
تقدم في (18290 - 18292، 18886). وسيأتي في (20084).
ثَبَتَ كان النَّجاشِيُّ مُسلِمًا؛ كان آمَنَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وصَلَّى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيهِ
(1)
.
18471 -
أخبرَنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهرِيُّ، عن أبي بكرِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، عن أُمِّ سلمةَ رضي الله عنها زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَت: لَمّا ضاقَت عَلَينا مَكَّةُ. فذَكَرَتِ الحديثَ في هِجرَتِهِم إلَى أرضِ الحَبَشَة، وما كان مِن بِعثَةِ قُرَيشٍ عمرَو بنَ العاصِ وعَبدَ الله بنَ أبي رَبيعَةَ إلَى النَّجاشِيِّ ليُخرِجَهُم مِن بلادِه، ويَرُدَّهُم عَلَيهِم، وما كان مِن دُخولِ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ وأَصحابِه رضي الله عنهم على النَّجاشِيِّ، قال: فقالَ النَّجاشِيُّ: هَل مَعَكُم شَئٌ مِمّا جاءَ بهِ؟ فقالَ له جَعفَرٌ: نَعَم. فقَرأ عَلَيه صَدرًا مِن (كهيعص) فبَكَى واللهِ النَّجاشِيُّ حَتَّى أخضَلَ لِحيَتَه وبَكَتْ أساقِفَتُه حَتَّى أخضلوا مَصاحِفَهُم
(2)
، ثُمَّ قال: إنَّ هذا الكَلامَ لَيَخرُجُ مِنَ المِشكاةِ التي جاءَ بها موسَى، انطَلِقوا راشِدينَ. ثُمّ ذَكَرَ الحديثَ في تَصويرِهِما له أنَّهُم يَقولونَ في عيسَى ابنِ مَريَمَ عليه السلام أنَّه عبدٌ، فدَخَلوا عَلَيه وعِندَه بَطارِقَتُه، فقالَ: ما تَقولونَ في عيسَى ابنِ مَريَمَ عليه السلام؟ فقالَ له جَعفَرٌ: نَقولُ: هو عبدُ اللهِ ورسولُه وكَلِمَتُه ورُوحُه ألقاها إلَى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ. فدَلَّى النَّجاشِيُّ يَدَه إلَى الأرض، فأَخَذَ عُوَيدًا بَينَ
(1)
الأم 4/ 242.
(2)
في س، م:"مضاجعهم".