الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ بنُ عبدِ المَجيدِ الثَّقَفِيُّ، عن أيّوبَ، عن أبي قِلابَةَ، عن أبي المُهَلَّبِ، عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ قال: أسَرَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِن بَنِي عُقَيلٍ فأَوثَقوه فطَرَحوه في الحَرَّةِ، فمَرَّ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونَحنُ مَعَه -أو قال: أتَى عَلَيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم- على حِمارٍ وتَحتَه قَطيفَةٌ، فناداه: يا محمدُ، يا محمدُ. فأَتاه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"ما شأنُكَ؟ ". قال: فيمَ أُخِذتُ؟ وفيمَ أُخِذَت سابِقَةُ الحاجِّ؟ قال: "أُخِذتَ بجَريرَةِ حُلَفائِكُم ثَقيفَ". وكانَت ثَقيفُ قَد أسَرَت رَجُلَينِ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فتَرَكَه ومَضَى، فناداه: يا محمدُ، يا محمدُ. فرَحِمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فرَجَعَ إلَيه فقالَ:"ما شأنُكَ؟ ". فقالَ: إنَّه مُسلِمٌ. قال: "لَو قُلتَها وأَنتَ تَملِكُ أمرَكَ أفلَحتَ كُلَّ الفَلاحِ". قال: فتَرَكَه ومَضَى، فناداه: يا محمدُ، يا محمدُ. فرَجَعَ إلَيه فقالَ: إنِّي جائعٌ فأَطعِمْنِي. قال: وأَحسِبُه قال: وإِنِّي عَطشانُ فاسقِنِي. قال: "هذه حاجَتُكَ". قال: ففَداه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالرَّجُلَينِ اللَّذَينِ أسَرَتهُما ثَقيفُ، وأَخَذَ ناقَتَه تِلكَ
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عن عبدِ الوَهّابِ
(2)
.
بابُ مَن يَجرِي عَلَيه الرِّقُّ
18121 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ قال: قَد سَبَى
(1)
تقدم في (12972، 18091).
(2)
مسلم (1641/ عقب 8).
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنِي المُصطَلِقِ وهَوازِنَ وقَبائلَ مِنَ العَرَبِ، وأَجرَى عَلَيهِمُ الرِّقَّ حَتَّى مَنَّ عَلَيهِم بَعدُ، فاختَلَفَ أهلُ العِلمِ بالمَغازِي، فزَعَمَ بَعضُهُم أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمّا أطلَقَ سَبيَ هَوازِنَ قال: "لَو كان تامًّا
(1)
على أحَدٍ مِنَ العَرَبِ سَبيٌ لَتَمَّ على هَؤُلاءِ، ولَكِنَّه إسارٌ وفِداءٌ". قال الشّافِعِيُّ: فمَن ثبَّتَ هذا الحديثَ زَعَمَ أن الرِّقَّ لا يَجرِي على عَرَبِيٍّ بحالٍ، وهَذا قَولُ الزُّهرِيِّ وسَعيدِ بنِ المُسَيَّبِ والشَّعبِيِّ، ويُروَى عن عُمَرَ بنِ الخطابِ وعُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ
(2)
.
18122 -
قال الشّافِعِيُّ: أخبرَنا سفيانُ، عن يَحيَى بنِ يَحيَى الغَسّانِيِّ، عن عُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ (ح) قال: وأخبرَنا سفيانُ، عن رَجُلٍ، عن الشَّعبِيِّ، أن عُمَرَ قال: لا يُستَرَقُّ عَرَبِيٌّ
(3)
.
18123 -
قال: وأُخبِرنا عن ابنِ أبي ذِئبٍ، عن الزُّهرِيِّ، عن ابنِ المُسَيَّبِ أنَّه قال في المَولَى يَنكِحُ الأمَةَ: يُستَرَقُّ ولَدُه. وفِي العَربِيِّ يَنكِحُ الأمَةَ: لا يُستَرَقُّ ولَدُه، عَلَيه قيمَتُهُم
(4)
.
قال الشّافِعِيُّ: ومَن لَم يُثَبِّتِ الحديثَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إلَى أن العَرَبَ والعَجَمَ سَواءٌ، وأنَّه يَجرِى عَلَيهِمُ الرِّقُّ حَيثُ جَرَى على العَجَمِ، واللهُ أعلمُ.
قال الرَّبيعُ: وبِه يأخُذُ الشّافِعِيُّ رحمه الله
(5)
.
(1)
في س، م:"تام".
(2)
المصنف في المعرفة (5380)، والأم 4/ 271، 272.
(3)
الشافعي 4/ 272.
(4)
الشافعي 4/ 272. وفيه: وأخبرنا ابن أبي ذئب.
(5)
الأم 4/ 272.
قال الشيخُ رحمه الله: أمّا الرِّوايَةُ فيه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فإِنَّما ذَكَرَها الشّافِعِيُّ في القَديمِ عن محمدٍ هو ابنُ عُمَرَ الواقِدِيُّ، عن موسَى بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ ابنِ الحارِثِ، عن أبيه، عن السَّلولِيِّ، عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال يَومَ حُنَينٍ:"لَو كان ثابِتًا على أحَدٍ مِنَ العَرَبِ سِباءٌ بَعدَ اليَومِ لَثَبَتَ على هَؤُلاءِ، ولَكِن إنَّما هو إسارٌ وفِداءٌ". وهَذا إسنادٌ ضَعيفٌ لا يُحتَجُّ بمِثلِهِ.
وأَمّا الرِّوايَةُ فيه عن عُمَرَ بنِ الخطابِ:
18124 -
فأخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِيُّ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ الكارِزِيُّ، حدثنا عليُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا أبو عُبَيدٍ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ عَيّاشٍ، عن أبي حَصينٍ، عن الشَّعبِيِّ قال: لَمّا قامَ عُمَرُ بنُ الخطابِ قال: لَيسَ على عَرَبِيٍّ مِلكٌ، ولَسنا بنازِعِى مِن يَدِ رَجُلٍ شَيئًا أسلَمَ عَلَيه، ولَكِنّا نُقَوِّمُهُم؛ المِلَّةَ
(1)
خَمسًا مِنَ الإبِلِ
(2)
.
قال أبو عُبَيدٍ: يقولُ: هذا الَّذِي في يَدِه السَّبيُ لا نَنزِعُه مِن يَدِه بلا عِوَضٍ؛ لأنَّه أسلَمَ عَلَيه، ولا نَترُكُه مَملوكًا وهو مِنَ العَرَبِ. ولَكِنَّه قَوَّمَ قيمَتَه خَمسًا مِنَ الإبِلِ لِلَّذِي سَباه، ويَرجِعُ إلَى نَسَبِه عَرَبيًّا كما كانَ.
قال الشيخُ: وهَذِه الروايَةُ مُنقَطِعَةٌ عن عُمَرَ.
18125 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ
(1)
في حاشية الأصل: "الملة: الدية، والله أعلم". وهي كذلك في غريب الحديث للخطابي 2/ 118.
(2)
غريب الحديث لأبي عبيد 3/ 341. وأخرجه عبد الرزاق (13160)، وابن أبي شيبة (33170)، ويحيى بن آدم في الخراج (55) عن أبي بكر ابن عياش به.
عَتّابٍ، حدثنا القاسِمُ هو الجَوهَرِيُّ، حدثنا ابنُ أبي أوَيسٍ، حدثنا إسماعيلُ ابنُ إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ قال: قال ابنُ شِهابٍ: أخبرَنِي سعيدُ بنُ المسَيَّبِ، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ فرَضَ في كُلِّ سَبىٍ فُدِيَ مِنَ العَرَبِ سِتَّةَ فرائضَ
(1)
، وأنَّه كان يَقضِي بذَلِكَ فيمَن تَزَوَّجَ الوَلائدَ مِنَ العَرَبِ
(2)
. وهَذا أيضًا مُرسَلٌ إلَّا أنَّه جَيِّدٌ.
18126 -
أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الأصبَهانِيُّ، أخبرَنا عليُّ بنُ عُمَرَ الحافظُ، حدثنا ابنُ مَنيعٍ، حدثنا داودُ بنُ رُشَيدٍ، حدثنا محمدُ بنُ سلمةَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن يَزيدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قُسَيطٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ قال: أبَقَت أمَةٌ لِبَعضِ العَرَبِ فوَقَعَت بوادِي القُرَى، فانتَهَت إلَى الحَيِّ الَّذينَ أبَقَت مِنهُم، فتَزَوَّجَها رَجُلٌ مِن بَنِي عُذرَةَ، فنَثَرَت له بَطنَها، ثُمَّ عَثَرَ عَلَيها سَيِّدُها فاستاقَها ووَلَدَها، فقَضَى عُمَرُ لِلعُذرِيِّ -يَعنِي قَضَى له بوَلَدِه- وقَضى عَلَيه بالغُرَّةِ
(3)
؛ لِكُلِّ وصيفٍ وصيفٌ، ولِكُلِّ وصيفَةٍ وصيفَةٌ
(4)
، وجَعَلَ ثَمَنَ الغُرَّةِ إذا لَم توجَدْ على أهلِ القُرَى سِتّينَ دينارًا أو سَبعَمِائَةِ دِرهَمٍ، وعَلَى أهلِ الباديَةِ سِتَّ فرائضَ
(5)
.
قال الشيخُ: وهَذا ورَدَ في وطءِ الشُّبهَةِ، فيَكونُ الوَلَدُ حُرًّا، وعَلَيه قيمَتُه
(1)
الفرائض: الإبل. ينظر غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 141.
(2)
المصنف في الدلائل 5/ 193.
(3)
الغرة: العبد أو الأمة. مشارق الأنوار 2/ 131.
(4)
الوصيف: العبد، والوصيفة: الأمة. تاج العروس 24/ 460.
(5)
الدارقطني 4/ 65.
لِصاحِبِ الجاريَةِ، وكأنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ رأى القيمَةَ بما نُقِلَ في هذا الأثَرِ إن ثَبَتَ، واللهُ أعلمُ.
وجَرَيانُ الرِّقِّ على سَبايا بَنِي المُصطَلِقِ وهَوازِنَ صَحيحٌ ثابِتٌ، والمَنُّ عَلَيهِم بإِطلاقِ السَّبايا تَفَضُّلٌ، وذَلِكَ بَيِّنٌ فيما:
18127 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا القَعنَبِيُّ، عن مالكٍ، عن رَبيعَةَ بنِ أبي عبدِ الرَّحمَنِ، عن محمدِ ابنِ يَحيَى بنِ حَبّانَ، عن ابنِ مُحَيريزٍ قال: دَخَلتُ المَسجِدَ فرأيتُ أبا سعيدٍ الخُدرِيَّ، فجَلَستُ إلَيه فسألتُه عن العَزلِ، فقالَ أبو سعيدٍ: خَرَجنا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غَزوَةِ بَنِي المُصطَلِقِ، فأَصَبنا سَبايا مِن سَبيِ العَرَبِ، فاشتَهَينا النِّساءَ واشتَدَّت عَلَينا العُزبَةُ وأَحبَبنا الفِداءَ، فأَرَدنا أن نَعزِلَ ثُمَّ قُلنا: نَعزِلُ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَينَ أظهُرِنا قبلَ أن نَسأَلَه عن ذَلِكَ؟! فسألناه عن ذَلِكَ فقالَ: "ما عَلَيكُم ألَّا تَفعَلوا؛ ما مِن نَسَمَةٍ كائنَةٍ إلَى يَومِ القيامَة إلَّا وهِيَ كائنَةٌ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدِ اللهِ بنِ يوسُفَ عن مالكٍ
(2)
.
18128 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِي قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِي محمدُ بنُ جَعفَرِ بنِ الزُّبَيرِ، عن عُروةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: لَمّا قَسَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبايا بَنِي المُصطَلِقِ وقَعَت جوَيريَةُ بنتُ الحارِثِ في السَّهمِ لِثابِتِ بنِ قيسِ بنِ
(1)
أبو داود (2172)، وتقدم في (14423، 14424).
(2)
البخاري (2542)، وتقدم في (14423).
شَمّاسٍ أو لابنِ عَمٍّ له، فكاتَبَته على نَفسِها، وكانَتِ امرأةً حُلوَةً مُلاحَةً
(1)
، لا يَراها أحَدٌ إلَّا أخَذَت بنَفسِه، فأَتَت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَستَعينُه في كِتابَتِها. قالَت عائشَةُ: فواللهِ ما هو إلَّا أن رأيتُها فكَرِهتُها، وقُلتُ: سَيَرَى مِنها مِثلَما رأيتُ، فلَمّا دَخَلَت على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَت: يا رسولَ اللهِ، أنا جوَيريَةُ بنتُ الحارِثِ سَيِّدِ قَومِه، وقَد أصابَنِي مِنَ البَلاءِ ما لَم يَخفَ عَلَيكَ، وقَد كاتَبتُ على نَفسِي فأَعِنِّي على كِتابَتَي. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أوَ خَيرٌ مِن ذَلِكِ؛ أُؤَدِّى عَنكِ كِتابَتَكِ وأَتَزَوَّجُكِ". فقالَت: نَعَم. ففَعَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فبَلَغَ النّاسَ أنَّه قَد تَزَوَّجَها، فقالوا: أصهارُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فأَرسَلوا ما كان في أيديهِم مِن بَنِي المُصطَلِقِ، فلَقَد أُعتِقَ بها مِائَةُ أهلِ بَيتٍ مِن بَنِي المُصطَلِقِ، فما أعلمُ امرأةً أعظَمَ بَرَكَةً مِنها على قَومِها مِنها
(2)
.
18129 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ، حدثنا أبو العباسِ، حدثنا أحمدُ، حدثنا يونُسُ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي عمرُو بنُ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه قال: كُنّا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بحُنَينٍ، فلَمّا أصابَ مِن هَوازِنَ ما أصابَ مِن أموالِهِم وسَباياهُم أدرَكَه وفدُ هَوازِنَ بالجِعرانَةِ وقَد أسلَموا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، لَنا
(3)
أصلٌ وعَشيرَةٌ، وقَد أصابَنا مِنَ البَلاءِ ما لَم يَخْفَ عَلَيكَ،
(1)
مُلاحَة: أى مليحة، شديدة الملاحة. غريب الحديث لابن الجوزي 2/ 371.
(2)
المصنف في الدلائل 4/ 49، 50، والحاكم 4/ 26. وأخرجه أحمد (26365)، وأبو داود (3931)، وابن حبان (4054، 4055) من طريق محمد بن إسحاق به. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3931).
(3)
في حاشية الأصل: "إنا".
فامنُنْ عَلَينا مَنَّ اللهُ عَلَيكَ. وقامَ خَطيبُهُم زُهَيرُ بنُ صُرَدٍ فقالَ: يا رسولَ اللهِ إنَّما في الحَظائرِ مِنَ السَّبايا خالاتُكَ وعَمّاتُكَ وحَواضِنُكَ اللَّاتِي كُنَّ يَكفُلنَكَ. وذَكَرَ كَلامًا وأَبياتًا، قال: فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نِساؤُكُم وأَبناؤُكُم أحَبُّ إلَيكُم أم أموالُكُم؟ ". فقالوا: يا رسولَ اللهِ، خَيَّرتَنا بَينَ أحسابِنا وبَينَ أموالِنا، أبناؤُنا ونِساؤُنا أحَبُّ إلَينا. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أمّا ما كان لِي ولِبَنِي عبدِ المُطَّلِبِ فهو لَكُم، وإِذا أنا صَلَّيتُ بالنّاسِ فقوموا وقولوا: إنّا نَستَشفِعُ برسولِ اللهِ إلَى المُسلِمينَ، وبِالمُسلِمينَ إلَى رسولِ اللهِ في أبنائنا ونِسائِنا. سأعطيكُم عِندَ ذَلِكَ وأَسأَلُ لَكُم". فلَمّا صَلَّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالنّاسِ الظُّهرَ قاموا فقالوا ما أمَرَهُم به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أمّا ما كان لِي ولِبَنِي عبدِ المُطَّلِبِ فهو لَكُم". وقالَ المُهاجِرونَ: وما كان لَنا فهو لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وقالَتِ الأنصارُ: وما كان لَنا فهو لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ الأقرَعُ بنُ حابِسٍ: أمّا أنا وبَنو تَميمٍ فلا. فقالَ العباسُ بنُ مِرداسٍ السُّلَمِيُّ: أمّا أنا وبَنو سُلَيمٍ فلا. فَقالَت بَنو سُلَيمٍ: بَل ما كان لَنا فهو لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وقالَ عُيَينَةُ بنُ بَدرٍ: أمّا أنا وبَنو فزارَةَ فلا. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن أمسَكَ مِنكُم بحَقِّه فلَه بكُلِّ إنسانٍ سِتَّةُ فرائضَ مِن أوَّلِ فيءٍ نُصيبُه، فرُدّوا إلَى النّاسِ نِساءَهُم وأَبناءَهُم"
(1)
. وحَديثُ المِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ في سَبيِ هَوازِنَ قَد مَضَى
(2)
.
18130 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ ابنُ يَعقوبَ،
(1)
المصنف في الدلانل 5/ 194، 195، وتقدم في (13065).
(2)
تقدم في (13175، 13176، 18079).
حدثنا محمدُ بنُ نُعَيمٍ، حدثنا حامِدُ بنُ عُمَرَ البَكراوِيُّ، حدثنا مَسلَمَةُ بنُ عَلقَمَةَ المازِنِيُّ، عن داودَ بنِ أبي هِندٍ، عن عامِرٍ، عن أبي هريرةَ قال: ثَلاثٌ سَمِعتُهُنَّ لِبَنِي تَميمٍ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لا أُبغِضُ بَنِي تَميمٍ بَعدَهُنَّ أبَدًا؛ كان على عائشةَ رضي الله عنها نَذرُ مُحَرَّرٍ مِن ولَدِ إسماعيلَ، فسُبِيَ سَبيٌ مِن بَلْعَنبَرِ، فلَمّا جِيءَ بذاكَ السَّبيِ قال لَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إن سَرَّكِ أن تَفِي بنَذرِكِ فأَعتِقِى مُحَرَّرًا مِن هَؤُلاءِ". فجَعَلَهُم مِن ولَدِ إسماعيلَ، وجِيءَ بنَعَمٍ مِن نَعَمِ الصَّدَقَةِ، فلَمّا رآه راعَه حُسنُه. قال: فقالَ: "هذا نَعَمُ قَومِي". فجَعَلَهُم قَومَه. قال: وقالَ: "هُم أشدُّ النّاسِ قِتالًا في المَلاحِمِ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن حامِدِ بنِ عُمَرَ
(2)
، وأَخرَجاه مِن حَديثِ أبي زُرعَة عن أبي هُرَيرَةَ
(3)
.
18131 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ المَحبوبِيُّ بمَروَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَسعودٍ، حدثنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا مِسعَرٌ، عن عُبَيدِ بنِ الحَسَنِ، عن ابنِ مُغَفَّلٍ، أن سَبيًا مِن خَولانَ قَدِمَ وكانَ على عائشةَ رضي الله عنها رَقَبَةٌ مِن ولَدِ إسماعيلَ، فقَدِمَ سَبيٌ مِنَ اليَمَنِ، فأَرادَت أن تُعتِقَ فنَهاها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فقَدِمَ سَبيٌ مِن مُضَرَ -أحسِبُه قال: مِن بَنِي العَنبَرِ- فأَمَرَها أن تُعتِقَ
(4)
.
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7962)، والحاكم 4/ 84 من طريق مسلمة به.
(2)
مسلم (2525/ عقب 198).
(3)
البخاري (2543)، ومسلم (2525/ 198، عقب 198).
(4)
الحاكم 2/ 216. وأخرجه أحمد (26268) من طريق مسعر به موصولًا، وعندهما "ابن معقل". وقال الهيثمي في المجمع 4/ 242: رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم.