الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ إسماعيلَ
(1)
.
بابُ مُبتَدإِ البَعثِ والتَّنزيلِ
17780 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عمرٍو المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أبو الطّاهِرِ أحمدُ بنُ عمرٍو، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، حَدَّثَنِى عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ أن عائشةَ رضي الله عنها زَوجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَته قالَت: كان أوَّلُ ما بُدِئَ به رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الوَحىِ الرُّؤيا الصّالِحَةَ في النَّومِ، فكانَ لا يَرَى رُؤيا إلَّا جاءَت مِثلَ فلَقِ الصُّبحِ، ثُمَّ حُبِّبَ
(2)
إلَيه الخَلاءُ، فكانَ يَخلو بغارِ حِراءٍ
(3)
فيَتَحَنَّثُ فيه - وهو التَّعَبُّدُ - اللَّيالِىَ أولاتِ العَدَدِ قبلَ أن يَرجِعَ إلَى أهلِه، ويَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرجِعُ إلَى خَديجَةَ فتُزَوِّدُه بمِثلِها، حَتَّى فجِئَه الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه المَلَكُ فقالَ: اقرأْ. فقالَ: "ما أنا بقارِئٍ". قال: "فأَخَذَنِى فغَطَّنِى
(4)
حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الجَهْدَ، ثُمَّ أرسَلَنِى فقالَ: اقرأْ. فقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ فأَخَذَنِى فغَطَّنِى الثّانيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الجَهْدَ، ثُمَّ أرسَلَنِى فقالَ: اقرأْ. فقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ فأَخَذَنِى فغَطَّنِى الثّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الجَهْدَ، ثُمَّ أرسَلَنِى فقالَ:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} " [العلق: 1 - 5].
(1)
البخاري (3612)، ومسلم (2681/ 12).
(2)
بعده في م: "الله".
(3)
في س: "حرى"، وفي حاشية الأصل:"حرى". فيما يأتى من المواضع كلها.
(4)
الغط: حبس النفس مدة، وإمساك اليد أو الثوب على الفم والخنق. مشارق الأنوار 2/ 133.
فرَجَعَ بها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرجُفُ بَوادِرُه
(1)
حَتَّى دَخَلَ على خَديجَةَ رضي الله عنها فقالَ: "زمِّلونِى زَمِّلونِى". فزَمَّلوه حَتَّى ذَهَبَ عنه الرَّوعُ، ثُمَّ قال لِخَديجَةَ:"أىْ خَديجَةُ، مالِى؟ ". وأَخبَرَها الخَبَرَ، قال:"لَقَد خَشِيتُ على نَفسِى". قالَت له خَديجَةُ: كَلا، أبشِرْ فواللَّهِ لا يُخزيكَ
(2)
اللَّهُ أبَدًا؛ واللَّهِ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ الحديثَ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتَكسِبُ المَعدومَ، وتَقرِى الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحَقِّ. فانطَلَقَت به خَديجَةُ رضي الله عنها حَتَّى أتَت به ورَقَةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَىٍّ - وهو ابنُ عَمِّ خَديجَةَ ابنُ أخِى أبيها، وكانَ امْرَأً تَنَصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ الكِتابَ العَرَبِىَّ، ويَكتُبُ مِنَ الإنجيلِ بالعَرَبيَّةِ ما شاءَ اللَّهُ أن يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قَد عَمِىَ - فقالَت له خَديجَةُ: أىْ عَمِّ، اسمَعْ مِنِ ابنِ أخيكَ. قال ورَقَةُ بنُ نَوفَلٍ: ابنَ أخِى، ماذا تَرَى؟ فأَخبَرَه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ ما رأى، فقالَ له ورَقَةُ: هذا النّاموسُ الَّذِى أُنزِلَ على موسَى، يا لَيتَنِى فيها جَذَعًا
(3)
، يا لَيتَنِى أكونُ حَيًّا حينَ يُخرِجُكَ قَومُكَ. قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أوَمُخرِجِىَّ هُم؟ ". قال ورَقَةُ: نَعَم، لَم يأتِ رَجُلٌ قَطُّ بما جِئتَ به إلَّا عُودِىَ، وإِن يُدرِكْنِى يَومُكَ أنصُرْكَ نَصرًا مُؤَزَّرًا
(4)
. رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي الطّاهِرِ، وأَخرَجَه البخاريُّ مِن
(1)
البوادر: جمع بادرة، وهى اللحمة بين المنكب والعنق. مشارق الأنوار 1/ 80.
(2)
في حاشية الأصل: "يحزنك".
(3)
الجذع: الصغير من البهائم، كأنه تمنى أن يكون عد ظهور الإسلام شابًّا. فتح الباري 1/ 26.
(4)
أخرجه أحمد (25202) من طريق يونس به. والترمذي (3632)، وابن حبان (33) من طرق عن الزهري به.
وجهٍ آخَرَ عن يونُسَ
(1)
.
17781 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ الصَّمَدِ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ مُكرَمٍ، حدثنا عُبَيدُ بنُ عبدِ الواحِدِ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ قال: سَمِعتُ أبا سلمةَ بنَ عبدِ الرَّحمَنِ يقولُ: أخبرَنِى جابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ أنَّه سَمِعَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "فتَرَ الوَحىُ عَنِّى، فبَينَما أنا أمشِى سمِعتُ صَوتًا مِنَ السَّماءِ، فرَفَعتُ بَصَرِى قِبَلَ السَّماءِ، فإِذا المَلَكُ الَّذِى جاءَنِى بحِراءٍ قاعِدٌ على كُرسِيٍّ بَينَ السَّماءِ والأرضِ، فجُثِثتُ
(2)
مِنه فرَقًا حَتَّى هَوَيتُ إلَى الأرضِ، فجِئتُ أهلِى فقُلتُ لَهُم: زَمِّلونِى زَمِّلونِى. فزَمَّلونِى، فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]. قال أبو سلمةَ: والرُّجزُ الأوثانُ. قال: "ثُمَّ حَمِىَ الوَحىُ
(3)
بَعدُ وتَتابَعَ"
(4)
.
17782 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو سَهلٍ بشرُ بنُ أحمدَ المِهرَجانِىُّ، حدثنا داودُ بنُ الحُسَينِ بنِ عليِّ بنِ عَقيلٍ هو الخُسرَوجِردِىُّ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ شُعَيبِ بنِ اللَّيثِ بنِ سَعدٍ، حَدَّثَنِى أبى، عن جَدِّى،
(1)
مسلم (160/ 252)، والبخاري (4953).
(2)
في م: "فخشيت"، وفي حاشية الأصل:"فجُيِثْت". وجثثت: رعبت. ينظر غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 71.
(3)
حمى الوحى: قوى واشتد. مشارق الأنوار 1/ 201.
(4)
تقدم في (13465).