المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب مبتدإ الفرض على النبي صلى الله عليه وسلم ثم على الناس، وما لقى النبى صلى الله عليه وسلم من أذى قومه في تبليغ الرسالة على وجه الاختصار - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٨

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ السِّيَرِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الخَلقِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ البَعثِ والتَّنزيلِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الفَرضِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ على النّاسِ، وما لَقِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِن أذَى قَومِه في تَبليغِ الرِّسالَةِ على وجهِ الاختِصارِ

- ‌بابُ الإِذنِ بالهِجرَةِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الإذنِ بالقِتالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَسخِ العَفوِ عن المُشرِكينَ، ونَسخِ النَّهيِ عن القِتالِ حَتَّى يُقاتِلوا، والنَّهيِ عن القِتالِ في الشَّهرِ الحَرامِ

- ‌بابُ فرضِ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في عُذرِ المُستَضعَفينَ

- ‌بابُ مَن خَرَجَ مِن بَيتِه مُهاجِرًا فأَدرَكَه المَوتُ في طَريقِهِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الإقامَةِ بدارِ الشِّركِ لمن لا يَخافُ الفِتنَةَ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ أن يَموتَ بالأرضِ التي هاجَرَ مِنها

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّعَرُّبِ بَعدَ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه في الفِتنَةِ وما في مَعناها

- ‌بابُ أصلِ فرضِ الجِهادِ

- ‌بابُ مَن لا يَجِبُ عَلَيه الجِهادُ

- ‌بابُ مَن له عُذرٌ بالضَّعفِ والمَرَضِ والزَّمانَةِ(2)والعُذرِ في تَركِ الجِهادِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ لا يَجِدُ ما يُنفِقُ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ عَلَيه دَينٌ فلا يَغزو إلَّا بإِذنِ أهلِ الدَّينِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ له أبَوانِ مُسلِمانِ أو أحَدُهُما فلا يَغزو إلَّا بإِذنِهِ

- ‌بابٌ: المُسلِمُ يَتَوَفَّى في الحَربِ قَتلَ أبيه، ولَو قَتَلَه لَم يَكنْ به بأسٌ

- ‌بابُ ما جاءَ في كراهيَةِ أخذِ الجَعائلِ(3)، وما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه مِنَ السُّلطانِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَجهيزِ الغازِي وأَجرِ الجاعِلِ

- ‌بابُ مَنِ استأجَرَ إنسانًا لِلخِدمَةِ في الغَزوِ

- ‌باب: الإمامُ لا يُجَمِّرُ بالغُزَّى

- ‌بابُ شُهودِ مَن لا فُرِضَ عَلَيه القِتالُ

- ‌بابُ مَن لَيسَ لِلإِمامِ أن يَغزوَ به بحالٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في الاستِعانَةِ بالمُشرِكين

- ‌بابُ مَن يُبدأُ بجِهادِه مِنَ المُشرِكينَ

- ‌بابُ ما يُبدأُ به مِن سَدِّ أطراف المُسلِمينَ بالرِّجالِ

- ‌باب ما يَفعَله الإمامُ مِنَ الحصونِ والخَنادِقِ وكلِّ أمرٍ دَفَعَ العَدوَّ قبلَ انتيابِهِ

- ‌بابُ ما يَجِبُ على الإمامِ مِنَ الغَزوِ بنَفسِه أو بسَراياه في كلِّ عامٍ على حُسنِ النَّظَرِ لِلمُسلِميَن، حَتَّى لا يَكونَ الجِهادُ مُعَطَّلًا في عامٍ إلَّا مِن عُذرٍ

- ‌بابٌ: الإمامُ يُغزِي مِن أهلِ دارٍ مِنَ المُسلِميَن بَعضَهُم، ويُخَلِّفُ مِنهُم في دارِهِم مَن يَمنَعُ دارَهُم

- ‌بابُ ما على الوالي مِن أمرِ الجَيشِ

- ‌بابُ مَن تَبَرَّعَ بالتَّعرُّضِ لِلقَتلِ رَجاءَ إحدَى الحُسنَيَينِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]

- ‌بابٌ: الاختيارُ في التَّحَرُّزِ

- ‌بابُ النَّفيرِ، وما يُستَدَلُّ به على أنَّ الجِهادَ فرضٌ على الكِفَايَةِ

- ‌جماعُ أبوابِ السِّيَرِ

- ‌بابُ السِّيرَةِ في المُشرِكينَ عبدَةِ الأوثانِ

- ‌بابُ السِّيرةِ في أهلِ الكِتابِ

- ‌بابٌ: السَّلَبُ لِلقاتِلِ

- ‌بابٌ: الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الجَيشِ في دارِ الحَربِ تَخرُجُ مِنهُمُ السَّريَّةُ إلىَ بَعضِ النَّواحِي فتَغنَمُ أو يَغنَمُ الجَيشُ

- ‌بابُ سَهمِ الفارِسِ والرّاجِلِ

- ‌بابُ تَفضيلِ الخَيلِ

- ‌بابُ سُهمانِ الخَيلِ

- ‌بابُ العَبيدِ والنِّساءِ والصِّبيانِ يَحضُرونَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الرَّضخِ لِمَن يُستَعانُ به مِن أهلِ الذِّمَّةِ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابٌ: قِسمَةُ الغَنيمَةِ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ السَّريَّةِ تأخُذُ العَلَفَ والطَّعامَ

- ‌بابُ بَيعِ الطَّعامِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ ما فضَلَ فى يَدِه مِنَ الطَّعامِ والعَلَفِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ النَّهىِ عن نَهبِ الطَّعامِ

- ‌بابُ أخذِ السِّلاحِ وغَيِره بغَيِر إذنِ الإمامِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ فى استِعمالِه فى حالِ الضَّرورَةِ

- ‌بابٌ: الإمامُ إذا ظَهَرَ على قَومٍ أقامَ بعَرصَتِهِم ثَلاثًا

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بذَرارِىِّ مَن ظَهَرَ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بالرِّجالِ البالِغيَن مِنهُم

- ‌بابُ قَتلِ المُشرِكينِ بَعدَ الإسارِ بضَربِ الأعناقِ دونَ المُثلَةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِن صَبِر الكافِرِ بَعدَ الإسارِ بأَن يُتَّخَذَ غَرَضًا

- ‌بابُ المَنعِ مِن إحراقِ المُشرِكينَ بالنّارِ بَعدَ الإسارِ

- ‌بابُ جَرَيانِ الرِّقِّ على الأسيرِ وإِن أسلَمَ إذا كان إسلامُه بَعدَ الأسْرِ

- ‌بابُ مَن يَجرِي عَلَيه الرِّقُّ

- ‌بابُ تَحريمِ الفِرارِ مِنَ الزَّحفِ وصَبرِ الواحِدِ مَعَ الاثنَينِ

- ‌بابُ مَن تَوَلَّى مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أو مُتَحَيِّزًا إلَى فِئَةٍ

- ‌بابُ النَّهىِ عن قَصدِ النِّساءِ والوِلدانِ بالقَتلِ

- ‌بابُ قَتلِ النِّساءِ والصِّبيانِ في التَّبييتِ والغارَةِ مِن غَيِر قَصدٍ، وما ورَدَ في إباحَةِ التَّبييتِ

- ‌قَتلُ أبي رافِعٍ عبدِ اللهِ بنِ أبي الحُقَيقِ

- ‌قَتلُ كَعبِ بن الأشرَفِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُقاتِلُ فتُقتَلُ

- ‌بابُ قَطعِ الشَّجَرِ وحَرقِ المَنازِلِ

- ‌بابُ مَنِ اختارَ الكَفَّ عن القَطعِ والتَّحريقِ إذا كان الأغلَبُ أنَّها سَتَصيرُ دارَ إسلامٍ أو دارَ عَهدٍ

- ‌بابُ تَحريمِ قَتلِ ما له روحٌ إلَّا بأَن يُذبَحَ فيُؤكَلَ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في عَقرِ دابَّةِ مَن يُقاتِلُه في(3)حالِ القِتالِ

- ‌بابُ الأسيِر يوثَقُ

- ‌بابُ تَركِ قَتلِ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الرُّهبانِ والكَبيِر وغَيِرهِما

- ‌بابُ [مَن رأى](2)قَتْلَ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الكُفّارِ جائزًا، وإن كان الاشتِغالُ بغَيِره أولَى

- ‌بابُ أمانِ العَبدِ

- ‌بابُ أمانِ المَرأَةِ

- ‌بابُ كَيفَ الأمانُ

- ‌بابُ نُزولِ أهلِ الحِصنِ أو بَعضِهِم على حُكمِ الإمامِ أو غَيِر الإمامِ إذا كان المَنزولُ على حُكمِه مأمونًا

- ‌بابٌ: الكافرُ الحَربِىُّ يَقتُلُ مُسلِمًا ثُمَّ يُسلِمُ لَم يَكُنْ عَلَيه قَوَدٌ

- ‌بابُ جَوازِ انفِرادِ الرَّجُلِ والرِّجالِ بالغَزوِ في بلادِ العَدوِّ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَسرِقُ مِنَ المَغنَمِ وقَد حَضَرَ القِتالَ

- ‌بابٌ: الغُلولُ قَليلُه وكثيُره حَرامٌ

- ‌باب: لا يُقطَعُ مَن غَلَّ في الغَنيمَةِ ولا يُحرَّقُ مَتاعُه، ومَن قال: يُحرَّقُ

- ‌بابُ إقامَةِ الحُدودِ في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ مَن زَعَمَ: لا تُقامُ الحُدودُ في أرضِ الحَربِ حَتَّى يَرجِعَ

- ‌بابُ بَيعِ الدِّرهَمِ بالدِّرهَمَيِن في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ دُعاءِ مَن لَم تَبلُغه الدَّعوَةُ مِنَ المُشرِكينَ وُجوبًا ودُعاءِ مَن بَلَغَته نَظَرًا

- ‌بابُ جَوازِ تَركِ دُعاءِ مَن بَلَغَته الدَّعوَةُ

- ‌بابُ الاحتياطِ في التَّبييتِ والإِغارَةِ لِئَلَّا يُصيبَ مُسلِميَن بجَهالَةٍ

- ‌بابُ النَّهي عن السَّفَرِ بالقُرآنِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ حَملِ السِّلاحِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ ما أحرَزَه المُشرِكونَ على المُسلِميَن

- ‌بابُ مَن فرَّقَ بَيَن وُجودِه قبلَ القَسْمِ وبَيَن وُجودِه بَعدَه، وما جاءَ فيما اشتِرُى مِن أيدِى العَدوِّ

- ‌باب: مَن أسلَمَ على شَئٍ فهو لّهُ

- ‌بابُ الحَربّيِ يَدخُلُ بأَمانٍ ولَه مالٌ في دارِ الحَربِ ثُمَّ يُسلِمُ، أو يُسلِمُ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ المُشرِكينَ يُسلِمونَ قبلَ الأسرِ وما على الإمامِ وغَيِره مِنَ التَّثَبُّتِ إذا تَكَلَّموا بما يُشبِهُ الإقرارَ بالإسلامِ ويُشبِهُ غَيَرهُ

- ‌بابُ فتحِ مَكَّةَ حَرَسَها اللَّهُ تَعالَى

- ‌بابُ ما قُسِمَ مِنَ الدُّورِ والأراضِي في الجاهِليَّة، ثُمَّ أسلَمَ أهلُها عَلَيها

- ‌بابُ تَركِ أخذِ المُشرِكينَ بما أصابوا

- ‌بابُ الرَّجُلِ مِنَ المُسلِميَن قَد شَهِدَ الحَربَ يَقَعُ على الجاريَةِ مِنَ السَّبي قبلَ القَسْمِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُسبَى مَعَ زَوجِها

- ‌بابُ وطءِ السَّبايا بالمِلكِ قبلَ الخُروجِ مِن دارِ الحَربِ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي وغَيِره في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ التَّفريقِ بَينَ المَرأَةِ ووَلَدِها

- ‌بابُ مَن قال: لا يُفَرَّقُ بَينَ الأخَوَينِ في البَيعِ

- ‌بابُ الوَقتِ الَّذِي يَجوزُ فيه التَّفريقُ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي مِن أهلِ الشِّركِ

- ‌بابٌ: الوَلَدُ تَبَعٌ لأبَوَيه حَتَّى يُعرِبَ عنه اللِّسانُ

- ‌بابٌ: الحَميلُ(2)لا يُورَّثُ إذا عَتَقَ حَتَّى تَقومَ بنَسَبِه بَيِّنَةٌ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ المُبارَزَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَقلِ الرُّءوسِ

- ‌بابٌ: لا تُباعُ جِيفَةُ مُشرِكٍ

- ‌بابُ السَّوادِ

- ‌بابُ قَدْرِ الخَراجِ الَّذي وُضِعَ على السَّوادِ

- ‌بابُ مَن رأى قِسمَةَ الأراضِي المَغنومَةِ ومَن لَم يَرَها

- ‌بابُ الأرضِ إذا كانت صُلحًا رِقابُها لأهلِها وعَلَيها خَراجٌ يُؤَدّونَه فأَخَدها مِنهُم مسلمٌ بكِراءٍ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ شِراءَ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابُ مَن رَخَّصَ في شِراءِ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابٌ: مَن أسلَمَ مِن أهلِ الصُّلحِ سَقَطَ الخَراجُ عن أرضِهِ

- ‌بابٌ: الأرضُ إذا أُخِذَت عَنوَةً فوُقِفَت لِلمُسلِميَن بطيبِ أنفُسِ الغانِميَن لَم يَجُز بَيعُها، [أو إِذا أسلَمَ مَن هِيَ في يَدَيهِ](1)لَم يَسقُط خَراجُها

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه العَهدُ ألَّا يَهرُبَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤمَنُ فلا يَكونُ له أن يَغْتالَهُم في أموالِهِم وأَنفُسِهِم

- ‌بابُ الأسيِر يَستَعينُ به المُشرِكونَ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه أن يَبعَثَ إلَيهِم بفِداءٍ أو يَعودَ في إسارِهِم

- ‌بابُ ما يَجوزُ لِلأسيِر أو مَن قُدِّمَ ليُقتَلَ والرَّجُلِ بَيَن الصَّفَّيِن في مالِهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الأسيِر إذا قُدِّمَ ليُقتَلَ

- ‌بابُ المُسلِمِ يَدُلُّ المُشرِكينَ على عَورَةِ المُسلِميَن

- ‌بابُ الجاسوسِ مِن أهلِ الحَربِ

- ‌بابُ الأسيِر يُستَطلَعُ مِنه خَبَرُ المُشرِكينَ

- ‌بابُ بَعثِ العُيونِ والطَّلائعِ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ فضلِ الحَرَسِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الحَرَسِ

- ‌بابُ مَن أرادَ غَزوَةً فوَرَّى بغَيِرها

- ‌بابُ الخُروجِ يَومَ الخَميسِ

- ‌بابُ الابتِكارِ في السَّفَرِ

- ‌بابُ ما يُؤمَرُ به مِن انضِمامِ العَسكَرِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ تَمَنِّي لِقاءِ العَدوِّ، وما يَفعَلُ ويَقولُ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ أيِّ وقتٍ يُستَحَبُّ اللِّقاءُ

- ‌بابُ الصَّمتِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّكبيِر عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الرَّجَزِ عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الصَّفِّ عِندَ القِتَالِ

- ‌بابُ سَلِّ السُّيوفِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّرَجُّلِ عِندَ شِدَّةِ البأسِ

- ‌بابُ الخُيَلاءِ في الحَربِ

- ‌بابُ الغَزوِ مَعَ أئمَّةِ الجَورِ

- ‌بابُ ما يستَحَبُّ مِنَ الجُيوشِ والسَّرايا

- ‌بابٌ: في فضلِ الجِهادِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن رَمَى بسَهمٍ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ المَشي في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ الشَّهادَةِ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابٌ: الشَّهيدُ يُشَفَّعُ

- ‌بابُ فضلِ مَن يُجرَحُ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن قَتَلَ كافِرًا

- ‌بابُ الرَّجُلَينِ يَقتُلُ أحَدُهُما صاحِبَه فيَدخُلانِ الجَنَّةَ

- ‌بابُ فضلِ مَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ مَن أتاه سهمُ غَرْبٍ(4)فقَتَلَهُ

- ‌بابُ مَن يُسلِمُ فيُقتَلُ مَكانَه في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ بَيانِ النِّيَّةِ التي يُقاتِلُ عَلَيها ليَكونَ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ ما جاءَ في السَّريَّةِ تُخفِقُ، وهو أن تَغزوَ فلا تَغنَمَ شَيئًا

- ‌بابُ تَمَنِّي الشَّهادَةِ ومَسأَلَتِها

- ‌بابُ الشَّجاعَةِ والجُبنِ

- ‌بابُ فضلِ النَّفَقَةِ(1)في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الذِّكرِ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الصَّومِ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ تَشييعِ الغازِي وتَوديعِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدينَ

- ‌بابُ الاستِئذانِ في القُفولِ بَعدَ النَّهي

- ‌بابُ الإذنِ بالقُفولِ وكَراهيَةِ الطَّرقِ

- ‌بابُ البِشارَةِ في الفُتوحِ

- ‌بابُ ما جاءَ في إعطاءِ البُشَراءِ

- ‌بابُ استِقبالِ الغُزاةِ

- ‌بابُ الصَّلاةِ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ

- ‌بابُ قِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في فضلِ قِتالِ الرّومِ وقِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الَّذينَ يَنتَعِلونَ الشَّعَرَ، وقِتالِ التُّركِ

- ‌بابُ ما جاءَ في النَّهي عن تَهييجِ التُّركِ والحَبَشَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الهِندِ

- ‌بابُ إظهارِ دينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على الأديانِ

الفصل: ‌باب مبتدإ الفرض على النبي صلى الله عليه وسلم ثم على الناس، وما لقى النبى صلى الله عليه وسلم من أذى قومه في تبليغ الرسالة على وجه الاختصار

أخبرَنِى عُقَيلُ بنُ خالِدٍ، عن ابنِ شِهابٍ قال: سَمِعتُ أبا سلمةَ بنَ عبدِ الرَّحمَنِ يقولُ: أخبرَنِى جابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ أنَّه سَمِعَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ثُمَّ فتَرَ الوَحىُ عَنِّى فترَةً". فذَكَرَ الحديثَ بمَعناه

(1)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ، ورَواه مسلمٌ عن عبدِ المَلِكِ بنِ شُعَيبٍ

(2)

.

17783 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ داودَ العَلَوِىُّ، حدثنا أبو حامِدِ ابنُ الشَّرْقِىِّ إملاءً، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ بشرِ بنِ الحَكَمِ، حدثنا سفيانُ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن الزُّهرِىِّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: إنَّ أوَّلَ ما نَزَلَ مِنَ القُرآنِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}

(3)

[العلق: 1].

‌بابُ مُبتَدإِ الفَرضِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ على النّاسِ، وما لَقِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِن أذَى قَومِه في تَبليغِ الرِّسالَةِ على وجهِ الاختِصارِ

17784 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو عمرِو ابنُ أبي جَعفَرٍ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمدٍ، حدثنا أبو كُرَيبٍ، حدثنا أبو أُسامَةَ، عن الأعمَشِ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: لَمّا نَزَلَت هذه الآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [ورَهطَكَ مِنهُمُ المُخلَصينَ]

(4)

، خَرَجَ

(1)

المصنف في الدلائل 2/ 156، 157.

(2)

البخاري (4)، ومسلم (161/ 256).

(3)

المصنف في الدلائل 2/ 155. وأخرجه ابن جرير في تفسيره 24/ 530 عن عبد الرحمن بن بشر به.

(4)

هذه قراءة للآية 214 من سورة الشعراء قرأ بها عمرو بن مرة وابن عباس. ينظر الدر المنثور 11/ 312، 15/ 732. ظاهر هذه العبارة أنه كان قرآنا أنزل ثم نسخت تلاوته. وقيل: إنها قراءة شاذة. ينظر صحيح مسلم بشرح النووي 3/ 82، والفتح 8/ 502.

ص: 21

رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى صَعِدَ على الصَّفا فهَتَفَ: "واصَباحاه". فقالوا: مَن هذا الَّذِى يَهتِفُ؟ قالوا: محمدٌ. قال: فاجتَمَوا إلَيه فقالَ: "يما بَنِى فُلانٍ، يا بَنِى فُلانٍ، يا بَنِى عبدِ مَنافٍ، يا بَنِى عبدِ المُطَّلِبِ، أرأيتَكُم لَو أخبَرتُكُم أن خَيلًا تَخرُجُ بسَفحِ هذا الجَبَلِ، أكُنتُم مُصَدَّقِىَّ؟ ". قالوا: ما جَرَّبنا عَلَيكَ كَذِبًا. قال: "فإِنِّى نَذيرٌ لَكُم بَينَ يَدَىْ عَذابٍ شَديدٍ". قال: فقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، ما جَمَعتَنا إلَّا لِهَذا؟! ثُمَّ قامَ، فنَزَلَت هذه الآيَةُ:(تَبَّت يَدا أبى لَهَبٍ وقَد تَبَّ)

(1)

كَذا قرأَ الأعمَشُ إلَى آخِرِ السّورَةِ

(2)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يوسُفَ بنِ موسَى عن أبي أُسامَةَ، ورَواه مسلمٌ عن أبي كُرَيبٍ

(3)

.

17785 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ قال: فحَدَّثَنِى مَن سَمِعَ عبدَ اللَّهِ بنَ الحارِثِ بنِ نَوفَلٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن علىِّ بنِ أبي طالِبٍ قال: لَمّا نَزَلَت هذه الآيَةُ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ

(4)

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 214، 215] قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَرَفتُ أنِّى إن بادأتُ بها قَومِى رأيتُ

(1)

هي قراءة عبد الله بن مسعود. ينظر البحر المحيط 8/ 526. وقال ابن حجر في الفتح 8/ 503: وليست هذه القراءة فيما نقل الفراء عن الأعمش، والذي يظهر أنه قرأها حاكيًا لا قارئًا. اهـ. وقد نقل هذه القراءة الفراء في معاني القرآن 3/ 298 عن عبد الله بن مسعود.

(2)

أخرجه أبو عوانة في مسنده (262)، وأبو نعيم في مستخرجه (509) من طريق أبى أسامة به. وتقدم في (13236).

(3)

البخاري (4971)، ومسلم (208/ 355).

(4)

في الأصل: "تبعك".

ص: 22

مِنهُم ما أكرَهُ، فصَمَتُّ عَلَيها، فجاءَنِى جِبريلُ عليه السلام فقالَ: يا محمدُ، إنَّكَ إن لَم تَفعَلْ ما أمَرَكَ به رَبُّكَ عَذَّبَكَ رَبُّكَ". ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةً في جَمعِهِم وإِنذارِه إيّاهُم

(1)

.

17786 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ

(2)

المُقرِئُ ابنُ الحَمّامِيِّ ببَغدادَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلمانَ النَّجّادُ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأنصارِىُّ، حَدَّثَنِى محمدُ بنُ عمرِو بنِ عَلقَمَةَ، عن محمدِ بنِ المُنكَدِرِ، عن رَبيعَةَ بنِ عِبَادٍ الدُّؤَلِىِّ قال: رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بذِى المَجازِ يَتبَعُ النّاسَ في مَنازِلِهِم يَدعوهُم إلَى اللَّهِ عز وجل، ووَراءَه رَجُلٌ وهو يقولُ: يا أيُّها النّاسُ، لا يَغُرَّنَّكُم عن دينِكُم ودينِ آبائكُم. قُلتُ: مَن هَذا؟ قالوا: عَمُّه أبو لَهَبٍ

(3)

.

17787 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وإِسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ السّوسِىُّ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا العباسُ بنُ الوَليدِ، أخبرنِى أبى قال: سَمِعتُ الأوزاعِىَّ قال: حَدَّثَنِى يَحيَى بنُ أبى كَثيرٍ، حَدَّثَنِى محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارِثِ التَّيمِىُّ، حَدَّثَنِى عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ قال:

(1)

المصنف في الدلائل 2/ 179، وسيرة ابن إسحاق (189). وأخرجه ابن جرير في تفسيره 17/ 661 - 663 من طريق ابن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث به مطولًا.

(2)

كذا في النسخ، وهو على بن أحمد بن عمر، تقدمت ترجمته (520).

(3)

أخرجه عبد الله في زوائد المسند (16021)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (961)، والطبراني (4584، 4585) من طريق محمد بن عمرو به.

ص: 23

سألتُ عبدَ اللَّهِ بنَ عمرِو بنِ العاصِ قال: قُلتُ: حَدِّثْنِى بأَشَدِّ شَئٍ صَنَعَه المُشرِكونَ برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال: أقبَلَ عُقبَةُ بنُ أبى مُعَيطٍ ورسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى عِندَ الكَعبَةِ، فلَوَى ثَوبَه في عُنُقِه فخَنَقَه خَنْقًا شَديدًا، فأَقبَلَ أبو بكرٍ فأَخَذَ بمَنكِبَيهِ فدَفَعَه عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}

(1)

[غافر: 28]. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" مِن حَديثِ الأوزاعِيِّ

(2)

.

17788 -

أخبرَنا أبو محمدٍ جَناحُ بنُ نَذيرِ بنِ جَناحٍ القاضِى بالكوفَةِ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ دُحَيمٍ، حدثنا أحمدُ بنُ حازِمِ بنِ أبي غَرَزَةَ، أخبرَنا عُبَيدُ اللَّهِ هو ابنُ موسَى، أخبرَنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن عمرِو بنِ مَيمونٍ، عن عبدِ اللَّهِ هو ابنُ مَسعودٍ قال: بَينَما رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائمٌ يُصَلِّى عِندَ الكَعبَةِ وجَمعُ

(3)

قُرَيشٍ في مَجالِسِهِم يَنظُرونَ، إذ قال قائلٌ مِنهُم: ألا تَنظُرونَ إلَى هذا المُرائى؟ أيُّكُم يَقومُ إلَى جَزورِ آلِ

(4)

فُلانٍ، فيَعمِدُ إلَى فَرْثِها ودَمِها وسَلاها

(5)

فيَجِئُ به، ثُمَّ يُمهِلُه حَتَّى إذا سَجَدَ وضعَه بَينَ كَتِفَيه؟ فانبَعَثَ أشقاها فجاءَ به، فلَمّا سَجَدَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وضعَه بَينَ كَتِفَيه، وثَبَتَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم ساجِدًا، وضَحِكوا حَتَّى مالَ بَعضُهُم على بَعضٍ مِنَ

(1)

المصنف في الدلائل 2/ 274. وأخرجه أحمد (6908) من طريق الأوزاعى به.

(2)

البخاري (3678).

(3)

في م: "جميع".

(4)

في م: "أبى".

(5)

السَّلى: لفافة الولد من الدواب. تهذيب اللغة 13/ 49.

ص: 24

الضَّحِكِ، فانطلَقَ مُنطَلِقٌ إلَى فاطِمَةَ رضي الله عنها وهِىَ جُوَيريَةٌ، فأَقبَلَت تَسعَى حَتَّى ألقَته عنه، وأَقبَلَت عَلَيهِم تَسُبُّهُم، فلَمّا قَضَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ قال:"اللَّهُمَّ عَلَيكَ بقُرَيشٍ". ثَلاثًا، ثُمَّ سَمَّى: "اللَّهُمَّ عَلَيكَ بعَمرِو بنِ هِشامٍ، وبِعُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ، [وشَيبَةَ بنِ رَبيعَةَ]

(1)

، والوَليدِ بنِ عُتبَةَ، وأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وعُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، وعُمارَةَ بنِ الوَليدِ". قال عبدُ اللَّهِ: واللَّهِ لَقَد رأيتُهُم صرعَى يَومَ بَدرٍ يُسحَبونَ إلَى قَليبِ بَدرٍ. ثُمَّ قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وأُتبِعَ أصحابُ القَليبِ لَعنَةً"

(2)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أحمدَ بنِ إسحاقَ عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ موسَى

(3)

، وأَخرَجَه هو ومُسلِمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن أبي إسحاقَ

(4)

.

17789 -

حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ إملاءً، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ القَطّانُ، حدثنا علىُّ بنُ الحَسَنِ الهِلالِىُّ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَرزوقٍ قالا: حدثنا مُسلِمُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا الحارِثُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا سعيدٌ الجُرَيرِىُّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ شَقيقٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: كان النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يُحرَسُ حَتَّى نَزَلَت هذه الآيَةُ {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ

(1)

ليس في: م.

(2)

المصنف في الدلائل 3/ 82. وأخرجه أحمد (3723) من طريق إسرائيل به. والنسائي (306)، وابن خزيمة (785)، وابن حبان (6570) من طريق أبى إسحاق به مطولًا ومختصرًا.

(3)

البخاري (520).

(4)

البخاري (240، 2934)، ومسلم (1794/ 107 - 109).

ص: 25

يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]. فأَخرَجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم رأسَه مِنَ القُبَّةِ فقالَ: "يا أيُّها النّاسُ انصَرِفوا، فقَد عَصمَنِى اللَّهُ". وفِي رِوايَةِ الهِلالِيِّ: فقالَ لَهُم: "أيُّها النّاسُ"

(1)

.

قال الشّافِعِىُّ: يَعصِمُكَ مِن قَتلِهِم أن يَقتُلوكَ حَتَّى تُبَلِّغَ

(2)

ما أُنزِلَ إلَيكَ. فبَلَّغَ ما أُمِرَ به، فاستَهزأ به قَومٌ، فنَزَلَ عَلَيه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}

(3)

[الحجر: 94، 95].

17790 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ القَطّانُ، حدثنا أحمدُ بنُ يوسُفَ السُّلَمِىُّ، حدثنا عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ رَزينٍ، حدثنا سفيانُ، عن جَعفَرِ بنِ إياسٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما في قَولِ اللَّهِ عز وجل:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} قال: المُستَهزِئونَ الوَليدُ بنُ المُغيرَةِ، والأسوَدُ بنُ عبدِ يَغوثَ الزُّهرِىُّ، والأسوَدُ بنُ المُطَّلِبِ أبو

(4)

زَمعَةَ مِن بَنِى أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى، والحارِثُ بنُ عَيطَلٍ السَّهمِىُّ، والعاصُ بنُ وائلٍ، فأَتاه جِبريلُ عليه السلام [شَكاهُم إلَيه]

(5)

رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأَراه الوَليدَ أبا عمرِو ابنَ المُغيرَةِ فأَومأَ جِبريلُ إلَى أبجَلِه

(6)

، فقالَ:"ما صَنَعتَ؟ ". قال:

(1)

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (6615) عن إبراهيم بن مرزوق به. والترمذي (3046) من طريق مسلم بن إبراهيم به. وقال الترمذي: حديث غريب.

(2)

في م: "تبلغهم".

(3)

الأم 4/ 160.

(4)

في م: "وأبو". وينظر الاستيعاب 3/ 910.

(5)

في ص 8: "فشكاهم إليه"، وفي م:"شكاهم إلى".

(6)

الأبجل: عرق في باطن الذراع وقيل: هو عرق غليظ في الرجل فيما بين العصب واللحم. النهاية =

ص: 26

كُفيتَه. ثُمَّ أراه الأسوَدَ بنَ المُطَّلِبِ، فأَومأَ جِبريلُ إلَى عَينَيه، فقالَ:"ما صَنَعتَ؟ ". قال: كُفيتَه. [ثُمَّ أراه الأسوَدَ بنَ عبدِ يَغوثَ الزُّهرِىَّ، فأَومأَ إلَى رأسِه، فقالَ: "ما صَنَعتَ؟ ". قال: كُفيتَه. ثُمَّ أراه الحارِثَ بنَ عَيطَلٍ السَّهمِىَّ، فأَوَمأ إلَى رأسِه، فقالَ: "ما صَنَعتَ؟ " قال: كُفيتَه]

(1)

. ومَرَّ به العاصُ بنُ وائلٍ فأَومأ إلَى أخمَصِه، فقالَ:"ما صَنَعتَ؟ ". قال: كُفيتَه. فأَمّا الوَليدُ بنُ المُغيرَةِ فمَرَّ برَجُلٍ مِن خُزاعَةَ وهو يَريشُ

(2)

نَبلًا له، فأَصابَ أبجَلَه فقَطَعَها، وأَمّا الأسوَدُ بنُ المُطَّلِبِ فعَمِىَ، فمِنهُم مَن يقولُ: عَمِىَ هَكَذا. ومِنهُم مَن يقولُ: نَزَلَ تَحتَ سَمُرَةٍ فجَعَلَ يقولُ: يا بَنِىَّ ألا تَدفَعونَ عَنِّى؟ قَد قُتِلتُ. فجَعَلوا يَقولونَ: ما نَرَى شَيئًا. [وجَعَلَ يقولُ: يا بَنِىَّ ألا تَمنَعونَ عَنِّى؟ قَد هَلَكتُ، ها هو ذا أُطعَنُ بالشَّوكِ في عَينِى. فجَعَلوا يَقولونَ: ما نَرَى شَيئًا]

(3)

. فلَم يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى عَمِيَت عَيناه، وأَمّا الأسوَدُ بنُ عبدِ يَغوثَ الزُّهرِىُّ فخَرَجَ في رأسِه قُروحٌ فماتَ مِنها، وأَمّا الحارِثُ بنُ عَيطَلٍ فأَخَذَه الماءُ الأصفَرُ في بَطنِه حَتَّى خَرَجَ خُرؤُه مِن فيه، فماتَ مِنها، وأَمّا العاصُ بنُ وائلٍ فبَينَما هو كَذَلِكَ يَومًا إذَ دَخَلَ في رأسِه شِبرِقَةٌ

(4)

حَتَّى امتَلأت مِنها

= 1/ 240، وتاج العروس 28/ 57 (ب ج ل).

(1)

ليس في: م.

(2)

راش السهم يريشه: ألزق عليه الريش وركبه عليه. التاج 17/ 230 (ر ى ش).

(3)

ليس في: م.

(4)

الشبرق: نبت حجازى ورقه كأظفار الهر له شوك. المحكم 6/ 604، والنهاية 2/ 440.

ص: 27

فماتَ مِنها. وقالَ غَيرُه: فرَكِبَ إلَى الطّائفِ على حِمارٍ، فرَبَضَ به على شِبرِقَةٍ، فدَخَلَت في أخمَصِ قَدَمِه شَوكَةٌ فقَتَلَته

(1)

.

17791 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا هارونُ بنُ سُلَيمانَ الأصبَهانِىُّ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِيٍّ، حدثنا سفيانُ، عن سلمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن عِمرانَ أبى الحَكَمِ السُّلَمِيِّ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قالَت قُرَيشٌ لِلنَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم: ادعُ رَبَّكَ أن يَجعَلَ لَنا الصَّفا ذَهَبًا ونُؤمِنُ بكَ. قال: "أتَفعَلونَ؟ ". قالوا: نَعَم. فدَعا، فأَتاه جِبريلُ عليه السلام فقالَ: إنَّ اللَّهَ يَقرأُ عَلَيكَ السَّلامَ ويَقولُ: إن شِئتَ أصبَحَ الصَّفا ذَهَبًا، فمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ عَذَّبتُه عَذابًا لا أُعَذِّبُه أحَدًا مِنَ العالَمينَ، وإِن شِئتَ فتَحتُ لَهُم بابَ التَّوبَةِ والرَّحمَةِ. قال: "بَل بابَ

(2)

التَّوبَةِ والرَّحمَةِ"

(3)

.

17792 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن عيسَى بنِ عبدِ اللَّهِ التَّميمِىِّ، عن الرَّبيعِ بنِ أنَسٍ، عن أبي العاليَةِ:{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35]. نوحٌ وهودٌ وإِبراهيمُ، أُمِرَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يَصبِرَ كما صَبَرَ هَؤُلاءِ، فكانوا ثَلاثَةً ورسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رابِعُهُم، قال نوحٌ: {إِنْ

(1)

المصنف في الدلائل 2/ 316 - 318. وأخرجه الطبراني في الأوسط (4986) من طريق سفيان بن حسين به بنحوه. وقال الذهبي 7/ 3508: إسناده قوى.

(2)

في م: "يا رب".

(3)

الحاكم 1/ 53، 2/ 314، 4/ 240 وصححه. وأخرجه أحمد (2166) عن عبد الرحمن بن مهدى به.

ص: 28