الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"الجَنَّةُ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ". قال: فقامَ رَجُلٌ رَثُّ الهَيئَةِ فقالَ: يا أبا موسَى، أنتَ سَمِعتَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ هَذا؟ قال: اللَّهُمَّ نَعَم. قال: فرَجَعَ إلَى أصحابِه فسَلَّمَ عَلَيهِم، ثُمَّ كَسَرَ جَفنَ سَيفِه وشَدَّ على العَدوِّ، ثُمَّ قاتَلَ حَتَّى قُتِلَ
(1)
.
بابُ ما جاءَ في قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]
17981 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن مَرزوقٍ، حَدَّثَنَا سعيدُ بنُ عامِرٍ، عن شُعبَةَ، عن سُلَيمانَ، عن أبي وائلٍ قال: قال حُذَيفَةُ في قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} : في النَّفَقَةِ
(2)
. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" مِن حَديثِ النَّضرِ بنِ شُمَيلٍ عن شُعبَةَ
(3)
، وقالَ غَيرُه عن الأَعْمَشِ في هذا: قال: هو تَركُ النَّفَقَةِ في سَبيلِ اللَّهِ
(4)
.
17982 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا:
(1)
أخرجه مسلم (1902/ 146) عن يحيى بن يحيى به. وأحمد (19038)، والترمذي (1659) من طريق جعفر بن سليمان به.
(2)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 3/ 313 من طريق شعبة به، وقال: هو ترك النفقة في سبيل الله.
(3)
البخاري (4516).
(4)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 3/ 312، وابن أبي حاتم في تفسيره (1744)، وأبو بكر الشافعي في فوائده (870) من طريق الأعمش به.
حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن الفَضلِ الصَّائغُ، حَدَّثَنَا آدَمُ بن أبي إياسٍ، حَدَّثَنَا شَيبانُ، عن مَنصورِ بنِ المُعتَمِر، عن أبي صالِحٍ مَولَى أُمِّ هانِئ، عن ابنِ عباسٍ في قَولِه:{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآيَةَ. قال: يقولُ: لا يَقولَنَّ أحَدُكُم: لا أجِدُ شَيئًا. إن لَم يَجِدْ إلَّا مِشقَصًا
(1)
فليَجَّهَّزْ
(2)
به في سَبيلِ اللهِ {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
(3)
.
17983 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن مَرزوقٍ، حَدَّثَنَا أبو عبد الرَّحمَنِ المُقرِئُ، عن حَيوَةَ بنِ شُرَيحٍ، أخبرَنا يَزيدُ بن أبي حَبيبٍ، حَدَّثَنِي أسلَمُ أبو عِمرانَ قال: كُنَّا بالقُسطُنطينَةِ
(4)
وعَلَى أهلِ مِصرَ عُقبَةُ بن عامِرٍ، وعَلَى أهلِ الشّامِ رَجُلٌ - يُريدُ فضالَةَ بنَ عُبَيدٍ - فخَرَجَ مِنَ المَدينَةِ صَفٌّ عَظيمٌ مِنَ الرُّوم، فصَفَفنا لَهُم، فحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ على الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فيهِم ثُمَّ خَرَجَ عَلَينا، فصاحَ النّاسُ إلَيه فقالوا: سُبحانَ الله، ألقَى بيَدِه إلَى التَّهلُكَةِ. فقامَ أبو أيّوبَ الأنصارِيُّ صاحِبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا أيُّها النّاسُ، إنَّكُم لَتَأَوَّلونَ هذه الآيَةَ على هذا التَّأويل، إنَّما أُنزِلَت هذه الآيَةُ فينا
(1)
المِشْقص: نصل السهم الطويل غير العريض. مشارق الأنوار 2/ 257.
(2)
كتب فرقها في الأص: "كذا". ولم يضبطها.
(3)
أخرجه الطحاوي في شرح المشكل 12/ 105 من طريق شيبان به. وابن أبي شيبة (19699)، وابن جرير في تفسيره 3/ 313، وابن أبي حاتم في تفسيره (1742) من طريق منصور به.
(4)
كذا ضبطت في الأصل، وكتب فرقها:"كذا". وفي حاشيتها: "القسطنطينية" وهي مدينة تنسب إلى قسطنطين الأكبر أحد ملوك رومية وهي دار ملك الروم، وتشتهر بشدة تحصينها وكثرة أبوابها. فتحها المسلمون على يد محمد الفاتح رحمه الله وتسمى الآن استانبول. وينظر معجم البلدان 4/ 347.
مَعشَرَ الأنصار، إنّا لَمّا أعَزَّ اللَّهُ دينَه وكَثُرَ ناصِروه، فقُلنا فيما بَينَنا بَعضُنا لِبَعضٍ سِرًّا مِن رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنَّ أموالَنا قَد ضاعَت، فلَو أقمَنا فيها فأَصلَحنا ما ضاعَ مِنها؟ فأَنزَلَ اللهُ عز وجل يَرُدُّ عَلَينا ما هَمَمنا به فقالَ:{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] فكانَتِ التَّهلُكَةُ في الإقامَةِ التي أرَدنا أن نُقيمَ في أموالِنا نُصلِحُها، فأُمِرنا بالغَزِو. فما زالَ أبو أيّوبَ غازيًا في سَبيلِ اللهِ حَتَّى قَبَضَه اللَّهُ عز وجل
(1)
.
17984 -
وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو سعيدٍ قالا: حَدَّثَنَا أبو العباس، حَدَّثَنَا إبراهيمُ، حَدَّثَنَا سعيدُ بن عامِرٍ، عن شُعبَةَ، عن أبي إسحاقَ قال: قال رَجُلٌ لِلبَراءِ: أحمِلُ على الكَتيبَةِ بالسَّيفِ في ألفٍ، مِنَ التَّهلُكَةِ ذاكَ؟ قال: لا، إنَّما التَّهلُكَةُ أن يُذنِبَ الرَّجُلُ الذَّنبَ ثُمَّ يُلقِي بيَدَيه ثُمَّ يقولُ: لا يُغفَرُ لِي
(2)
.
17985 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ هو الأصَمُّ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن الفَضلِ العَسقَلانِيُّ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا حَمّادُ بن سلمةَ، عن سِماكِ بنِ حَربٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] قال: يقولُ: إذا أذنَبَ أحَدُكُم فلا يُلقيَنَّ
(1)
أخرجه أبو داود (2512)، والترمذي (2972)، والنسائي في الكبرى (11029)، وابن حبان (4711) من طريق حيوة به. قال الترمذي: حسن صحيح غريب.
(2)
المصنّف في الصغرى (3553). وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل 12/ 103 عن إبراهيم بن مرزوق به. وابن أبي حاتم في تفسيره (1748) من طريق أبي إسحاق به.
بيَدِه إلَى التَّهلُكَة، ولا يَقولَنَّ: لا تَوبَةَ لِي، ولَكِن ليَستَغفِرِ اللَّهَ وليَتُبْ إلَيه؛ فإِنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ
(1)
.
17986 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو عثمانَ عمرُو بن عبد اللَّهِ البَصرِيُّ، حَدَّثَنَا محمدُ بن عبد الوَهَّاب، أخبرَنا يَعلَى بن عُبَيدٍ، حَدَّثَنَا إسماعيلُ بن أبي خالِدٍ، عن قَيسٍ هو ابنُ أبي حازِمٍ، عن مُدرِكِ بنِ عَوفٍ الأحمَسِيِّ: الله كان جالِسًا عِندَ عُمَرَ، فذَكَروا رَجُلًا شَرَى نَفسَه يَومَ نَهاوَندَ فقالَ: ذاكَ واللَّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ خالِي، زَعَمَ النّاسُ أنَّه ألقَى بيَدَيه إلَى التَّهلُكَةِ. فقالَ عُمَرُ: كَذَبَ أولَئكَ، بَل هو مِنَ الَّذينَ اشتَروا الآخِرَةَ بالدُّنيا
(2)
. كَذا في رِوايَةِ يَعلَى.
17987 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ بن الفَضل، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا ابنُ عثمانَ، أخبرَنا عبدُ الله، أخبرَنا إسماعيلُ بن أبي خالِدٍ، عن قَيسِ بنِ أبي حازِمٍ، عن حُصَينِ بنِ عَوفٍ قال: لَمَّا أُخبِرَ عُمَرُ بقَتلِ النُّعمانِ بنِ مُقَرِّنٍ، وقيلَ: أُصيبَ فُلانٌ وفُلانٌ، وآخَرونَ لا نَعرِفُهُم. قال: ولَكِنَّ اللهَ يَعرِفُهُم. قال: ورَجُلٌ شَرَى نَفسَه. فقالَ رَجُلٌ مِن أحمَسَ يُقالُ له مالكُ بن عَوفٍ: ذاكَ خالِي يا أميرَ المُؤمِنينَ، زَعَمَ ناسٌ أنَّه ألقَى بيَدِه إلَى التَّهلُكَةِ. فقالَ عُمَرُ: كَذَبَ أولَئكَ، بَل هو مِنَ الَّذينَ اشتَروا
(1)
المصنّف في الشعب (7092). وأخرجه الطبراني في الأوسط (5672) من طريق حماد بن سلمة به بنحوه. وقال الهيثمي في المجمع 6/ 317: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح.
(2)
أخرجه أحمد في العلل (2196)، وابن أبي شيبة (19584، 34365) من طريق إسماعيل به.