الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بأَمانِ اللهِ وأَمانِ رسولِه"
(1)
.
بابُ ما جاءَ في عُذرِ المُستَضعَفينَ
قال اللهُ جلَّ ثناؤُه: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 98، 99].
قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله: ويُقالُ: "عَسَى" مِنَ اللهِ واجِبٌ
(2)
.
17811 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ الطَّرائفِيُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ، [عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ]
(3)
، عن عليِّ بنِ أبي طَلحَةَ، عن ابنِ عباسٍ قال: كُلُّ عَسَى في القُرآنِ فهِيَ واجِبَةٌ
(4)
.
17812 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَربٍ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن أيّوبَ، عن ابنِ أبي مُلَيكَةَ، أن ابنَ عباسٍ تَلا هذه الآيَةَ {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} قال: كُنتُ وأُمِّي ممَّن
(1)
سيرة ابن إسحاق (ص 269 - زيادات يونس بن بكير). وتقدم في (12877، 13498).
(2)
الأم 4/ 161.
(3)
سقط من: م.
(4)
أخرجه ابن جرير في تفسيره 11/ 376، 377، وابن أبي حاتم في تفسيره (10060) من طريق عبد الله بن صالح به
عَذرَ اللهُ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سُلَيمانَ بنِ حَربٍ
(2)
.
17813 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفَارُ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا سفيانُ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ أبي يَزيدَ قال: سَمِعتُ ابنَ عباسٍ يقولُ: أنا وأُمِّي مِنَ المُستَضعَفينَ؛ كانَت أُمِّي مِنَ النِّساءِ وأَنا مِنَ الوِلدانِ
(3)
. رَواه البخاريُّ عن عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ عن سُفيانَ
(4)
.
17814 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبَارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي نافِعٌ، عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عن أبيه عُمَرَ بنِ الخطابِ قال: لما اجتَمَعْنا لِلهِجرَةِ اتَّعَدتُ أنا وعَيّاشُ بنُ أبي رَبيعَةَ وهِشامُ بنُ العاصِ بنِ وائلٍ وقُلنا: الميعادُ بَينَنا التَّناضُبُ مِن أضاةِ بَنِي غِفارٍ
(5)
، فمَن أصبَحَ مِنكُم لَم يأتِها فقَد حُبِسَ، فليَمضِ صاحِباه. فأَصبَحْتُ عِندَه أنا وعَيّاشُ بنُ أبي رَبيعَةَ، وحُبِسَ عَنّا هِشامٌ وفُتِنَ فافتَتَنَ، [وقَدِمنا]
(6)
المَدينَةَ فكُنّا نَقولُ: ما اللهُ بقابِلٍ
(1)
تقدم في (12280).
(2)
البخاري (4588).
(3)
تقدم في (12279).
(4)
البخاري (4587).
(5)
التناضب وأضاة بني غفار موضع واحد، والأضاة أرض تمسك الماء فيتكون فيها الطين، والتناضب شجرات في هذه الأضاة، وهي لا زالت مشاهدة على جانب وادي سرف الشمالي. ينظر المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية ص 65.
(6)
سقط من: م.
مِن هَؤُلاءِ تَوبَةً؛ قَومٌ عَرَفوا اللهَ وآمَنوا به وصَدَّقوا رسولَه، ثُمَّ رَجَعوا عن ذَلِكَ لِبَلاءٍ أصابَهُم مِنَ الدُّنيا. وكانوا يَقولونَه لأنفُسِهِم، فأَنزَلَ اللهُ عز وجل فيهِم {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} إلَى قَولِه:{مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 53 - 60] قال عُمَرُ: فكَتَبتُها بيَدِى كِتابًا، ثُمَّ بَعَثتُ بها إلَى هِشامٍ، فقالَ هِشامُ بنُ العاصِ: فلَمَّا قَدِمَت عليَّ خَرَجتُ بها إلَى ذِى طُوًى، فجَعَلتُ أُصَعِّدُ بها وأُصَوِّبُ لأفهَمَها، فقُلتُ: اللَّهُمَّ فهِّمْنيها. فعَرَفتُ أنَّما أُنزِلَت فينا؛ لِما كُنَّا نَقولُ في أنفُسِنا ويُقالُ فينا، فرَجَعتُ فجَلَستُ على بَعيرِي، فلَحِقتُ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقُتِلَ هِشامٌ شَهيدًا بأَجنادينَ
(1)
في وِلايَةِ أبى بكرٍ
(2)
.
17815 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ، حدثنا أبو العباسِ، حدثنا أحمدُ، حدثنا يونُسُ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي حَكيمُ بنُ جُبَيرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: أُنزِلَت هذه الآيَةُ فيمَن كان يُفتَنُ مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمَكَّةَ {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 110].
(1)
أجنادين: موضع مثهور بالرملة من فلسطين، كانت فيه الرقعة العظيمة بين الروم والمسلمين سنة 15 هـ، وقد اندثرت الآن. ينظر معجم البلدان 1/ 103، والمعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية ص 19.
(2)
المصنف في الدلائل 2/ 461، 462. وأخرجه ابن النجاد في مسند عمر (79)، والواحدى في أسباب النزول ص 277، 278، وابن الأثير في أسد الغابة 5/ 401، 402 من طريق يونس به. والبزار (155)، وابن جرير في تفسيره 20/ 227، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5581) من طريق ابن إسحاق به مطولًا ومختصرًا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 61: رجاله ثقات.
17816 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحَسَنِ القاضي، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَينِ، حدثنا آدَمُ بنُ أبى إياسٍ، حدثنا ورقاءُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ قال: أسلَمَ عَيَّاشُ بنُ أبى رَبيعَةَ، وهاجَرَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فجاءَه أبو جَهلِ ابنُ هِشامٍ - وهو أخوه لأُمِّه - ورَجُلٌ آخَرُ مَعَه فقالَ له: إنَّ أُمَّكَ تُناشِدُكَ رَحِمَها وحَقَّها أن تَرجِعَ إلَيها. فأَقبَلَ مَعَهُما، فرَبَطاه حَتَّى قَدِما به مَكَّةَ، فكانا يُعَذِّبانِهِ
(1)
.
17817 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ، أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِيِّ، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا سفيانُ، عن عمرٍو، عن عِكرِمَةَ قال: كان ناسٌ بمَكَّةَ قَد أقَرُّوا بالإِسلامِ، فلَمّا خَرَجَ النّاسُ إلَى بَدرٍ لَم يَبقَ أحَدٌ إلَّا أخرَجوه، فقُتِلَ أولَئكَ الَّذينَ أقَرّوا بالإِسلامِ، فنَزَلَت فيهِم {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} إلَى قَولِه:{وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} [النساء: 97، 98] حيلةً: نُهوضًا إلَيها، وسبيلًا: طَريقًا إلَى المَدينَةِ، فكَتَبَ المُسلِمونَ الَّذينَ كانوا بالمَدينَةِ إلَى مَن كان بمَكَّةَ، فلَمّا كُتِبَ إلَيهِم خَرَجَ ناسٌ مِمَّن أقَرُّوا بالإِسلامِ، فاتَّبعَهُمُ المُشرِكونَ، فأَكرَهوهُم حَتَّى أعطَوهُمُ الفِتنَةَ، فأَنزَلَ اللهُ عز وجل فيهِم:{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}
(2)
[النحل: 106].
(1)
تفسير مجاهد ص 288، 289. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (5781) من طريق ورقاء به. وابن جرير في تفسيره 7/ 306، 307 من طريق ابن أبي نجيح به.
(2)
جزء سعدان بن نصر (47). وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/ 170، 171 - ومن طريقه ابن جرير =