الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابٌ: الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشَّافِعِيُّ قال: مَعلومٌ عِندَ غَيرِ واحِدٍ مِمَّن لَقِيتُ مِن أهلِ العِلمِ بالرِّدَّةِ أن أبا بكرٍ قال: إنَّما الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ
(1)
.
18009 -
وبِهَذا الإِسنادِ قال: قال الشّافِعِيُّ حِكايَةً: عن أبي يوسُفَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن يَزيدَ بنِ عبد اللَّهِ بنِ قُسَيطٍ، أن أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ بَعَثَ عِكرِمَةَ بنَ أبي جَهلٍ في خَمسِمِائَةٍ مِنَ المُسلِمينَ مَدَدًا لِزيادِ بنِ لَبيدٍ ولِلمُهاجِرِ بنِ أبي أُمَيَّةَ، فوافَقَهُمُ الجُندُ قَدِ افتَتَحوا النُّجَيرَ
(2)
باليَمَن، فأَشرَكَهُم زيادُ بن لَبيدٍ - وهو مِمَّن شَهِدَ بَدرًا - في الغَنيمَةِ
(3)
.
قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله: فإِنَّ زيادًا كَتَبَ فيه إلَى أبي بكرٍ، فكَتَبَ أبو بكرٍ: إنَّما الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ. ولَم يَرَ لِعِكرِمَةَ شَيئًا؛ لأنَّه لَم يَشهَدِ الوَقعَةَ، فكَلَّمَ زيادٌ أصحابَه فطابوا أنفُسًا بأَن أشرَكوا عِكرِمَةَ وأَصحابَه مُتَطَوِّعينَ عَلَيهِم، وهَذا قَولُنا
(4)
.
18010 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بن
(1)
المصنّف في المعرفة (5339)، والأم 7/ 344 وعنده: بالغزوات. بدلًا من: بالردة.
(2)
النجير: تصغير النجر؛ حصن باليمن قرب حضرموت. ينظر معجم البلدان 5/ 272.
(3)
المصنّف في المعرفة (5342)، والشافعي 7/ 341.
(4)
الأم 7/ 341.
الحَسَن، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن الحُسَين، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعبَةُ، حَدَّثَنَا قَيسُ بنُ مُسلِمٍ قال: سَمِعتُ طارِقَ بنَ شِهابٍ يقولُ: إنَّ أهلَ البَصرَةِ غَزَوا أهلَ نَهاوَندَ فأَمَدّوهُم بأَهلِ الكوفَةِ وعَلَيهِم عَمّارُ بن ياسِرٍ، فقَدِموا عَلَيهِم بَعدَما ظَهَروا على العَدوِّ، فطَلَبَ أهلُ الكوفَةِ الغَنيمَةَ، وأَرادَ أهلُ البَصرَةِ الَّا يَقسِموا لأهلِ الكوفَةِ مِنَ الغَنيمَةِ، فقالَ رَجُلٌ مِن بَنِي تَميمٍ لِعَمّارِ بنِ ياسِرٍ: أيُّها الأجدَعُ، تُريدُ أن تُشارِكَنا في غَنائمِنا؟! قال: وكانَت أُذُنُ عَمّارٍ جُدِعَت مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فكَتَبوا إلَى عُمَرَ بنِ الخطاب، فكَتَبَ إلَيهِم عُمَرُ: إنَّ الغَنيمَةَ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ
(1)
.
18011 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ بَشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بن محمدٍ الصَّفّارُ، حَدَّثَنَا سَعدانُ بن نَصرٍ، حَدَّثَنَا وكيعٌ، عن شُعبَةَ، عن قَيسِ بنِ مُسلِمٍ، عن طارِقِ بنِ شِهابٍ الأحمَسِيِّ قال: كَتَبَ عُمَرُ بن الخطابِ: إنَّ الغَنيمَةَ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ
(2)
. هذا هو الصحيحُ عن عُمَرَ.
18012 -
وأَمّا الَّذِي أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالا: حَدَّثَنَا أبو العباس، أخبرَنا الرَّبيعُ قال: قال الشَّافِعِيُّ حِكايَةً عن أبي يوسُفَ، عن المُجالِد، عن عامِرٍ وزيادِ بنِ عِلاقَةَ: إن عُمَرَ كَتَبَ إلَى سَعدِ
(1)
أخرجه سعيد بن منصور (2791)، والبغوي في الجعديات (591)، والطبراني (8203) من طريق شعبة به. وعند سعيد: رجل من بني عطارد. وعند الطبراني: رجل من بنى تميم وبنى عطارد. وعطارد بطن من تميم. ينظر معجم قبائل العرب 2/ 787. وتقدم في (13058). وقال الهيثمي في المجمع 5/ 340: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(2)
المصنّف في الصغرى (3650). وأخرجه ابن أبي شيبة (3377) من طريق شعبة به.
ابنِ أبي وقَّاصٍ: قَد أمدَدتُكَ بقَومٍ، فمَن أتاكَ مِنهُم قبلَ أن تتَفَقّأ القَتلَى فأَشرِكْه في الغَنيمَةِ
(1)
. قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله: فهَذا غَيرُ ثابِتٍ عن عُمَرَ، ولَو ثَبَتَ عنه كُنَّا أسرَعَ إلَى قَبولِه مِنه. ثُمَّ ذَكَرَ مُخالَفَةَ أبي يوسُفَ حَديثَ عُمَرَ هَذَا
(2)
.
قال الشيخُ: وهو مُنقَطِعٌ، وراويهِ مُجالِدٌ وهو ضَعيفٌ
(3)
، وحديث طارِقِ بنِ شِهابٍ إسنادُه صحيحٌ لا شَك فيه، واللَّهُ أعلَمُ.
قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله: وقَد روِيَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَئٌ يَثبُتُ في مَعنَى ما رُوِيَ عن أبي بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما لا يَحضُرُنِي حِفظُه
(4)
.
قال الشيخُ: إنَّما أرادَ - واللهُ أعلمُ - حَديثَ أبي هريرةَ في قِصَّةِ أبانِ بنِ سعيدِ بنِ العاصِ حينَ قَدِمَ
(5)
مَعَ أصحابِه على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيبَرَ بَعدَ أن فتَحَها فلَم يَقسِمْ لَهُم، وقَد مَضَى ذَلِكَ بأَسانيدِه مَعَ سائرِ ما رُوِيَ في هذا البابِ في كِتابِ القَسمِ
(6)
.
18013 -
أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينيُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ بن عَدِيٍّ الحافظُ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن محمدِ بنِ سعيدٍ، أخبرَنا أحمدُ بن الحَسَنِ قِراءَةً،
(1)
الشافعي 7/ 341.
(2)
الأم 7/ 342.
(3)
تقدم الكلام على مجالد عقب (7449).
(4)
الأم 7/ 344.
(5)
في م: "وقع".
(6)
تقدم في (13051) وينظر ما بعده.