الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنِ سَلِمَةَ، عن حُذَيفَةَ قال: إنكم سَتُعانونَ في غَزوِكُم بالمُنافِقينَ
(1)
.
بابُ ما جاءَ في الاستِعانَةِ بالمُشرِكين
17934 -
أخبرَنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن عبد الله بنِ عبد الحَكَم، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَني مالكُ بن أنَسٍ، عن الفُضَيلِ بنِ أبي عبد الله، عن عبد اللهِ بنِ نيارٍ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَير، عن عائشةَ قالَت: لما خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ بَدرٍ، فلَمَّا كان بحَرةِ الوَبَرَةِ
(2)
أدرَكَه رَجُلٌ قَد كان يُذكَرُ مِنه جُرأَةٌ ونَجدَةٌ، ففَرِحَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حينَ رأَوه، فلَمّا أدرَكَه [قال: يا رسولَ الله]
(3)
، جِئتُ لأتَبِعَكَ وأُصيبَ مَعَكَ. فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تُؤمِنُ باللهِ ورسولِهِ؟ ". قال: لا. قال: "فارجِعْ، فلَن أستعينَ بمُشرِكٍ". قال: ثُمَّ مَضَى، حتَّى إذا كانَتِ الشَّجَرَةُ أدرَكَه الرَّجُلُ، فقالَ له كما قال أوَّلَ مَرةٍ، [فقالَ له النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كما قال أوَّلَ مَرةٍ، قال: لا. قال: "فارجِعْ فلَن أستعينَ بمُشرِك". قالَت: فرَجَعَ، ثُمَّ أدرَكَه بالبَيداءِ فقالَ له كما قال أوَّلَ مَرةٍ]
(4)
: "تُؤمِنُ بالله ورسولِهِ؟ ". قال: نَعَم. فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "فانطَلِقْ"
(5)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبي الطاهِرِ
(1)
أخرجه الفريابي في صفة النفاق ص 96 (55) من طريق محمد بن جعفر به بلفظ: إنكم اليوم تستعينون في غزوكم بالمنافقين.
(2)
حرة الوبرة: هي على ثلاثة أميال من المدينة، وتسمى اليوم حرة المدينة الغربية، ينظر معجم البلدان 2/ 253، والمعالم الجغرافية ص 114.
(3)
في رواية مسلم: "قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم".
(4)
ليس في: م.
(5)
أخرجه أحمد (24386)، وأبو داود (2732)، والترمذي (1558)، والنسائي في الكبرى =
عن ابنِ وهبٍ
(1)
.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: لَعَلَّه رَدَّه رَجاءَ إسلامِه، وذَلِكَ واسِعٌ لِلإمام، وقَد غَزا بيَهودِ بَنِي قَينُقاعَ بَعدَ بَدرٍ، وشَهِدَ صَفوانُ بن أُمَيَّةَ مَعَه
(2)
حُنَينًا بَعدَ الفَتحِ وصَفوانُ مُشرِكٌ
(3)
.
قال الشَّيخُ رحمه الله: أما شُهودُ صَفوانَ بنِ أُمَيَّةَ مَعَه حُنَينًا وصَفوانُ مُشرِكٌ، فإِنَّه مَعروفٌ فيما بَينَ أهلِ المَغازِي، وقَد مَضَى بإِسنادِهِ
(4)
. وأَمَّا غَزوُه بيَهودِ بَني قَينُقاعَ فإِنِّي لَم أجِدْه إلا مِن حَديثِ الحَسَنِ بنِ عُمارَةَ - وهو ضعيفٌ
(5)
- عن الحَكم، [عن مِقسمٍ]
(6)
، عن ابنِ عباسٍ قال: استَعان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيَهودِ قَينُقاعَ، فرَضَخَ لَهُم
(7)
ولَم يُسهِمْ لَهُم
(8)
.
17935 -
وقَد أخبرَنا محمدُ بن عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَني أحمدُ بن محمدٍ العَنَزِيُّ، حدثنا عثمانُ بن سعيد الدارميُّ، حدثنا يوسُفُ بن عمرٍو المَروَزِيُّ، حدثنا الفَضلُ بن موسَى السيناني، عن محمدِ بنِ عمرٍو، عن
= (8886، 11600) من طريق مالك به.
(1)
مسلم (1817/ 150).
(2)
ليس في: م.
(3)
الأم 4/ 167.
(4)
تقدم في (11586 - 11590).
(5)
تقدم عقب (1070).
(6)
سقط من: س، م.
(7)
الرَّضْخ: العطاء القليل. معجم لغة الفقهاء 1/ 223.
(8)
ذكره المصنف في الصغرى (3533، 3647)، والمعرفة (5350).
سعيدِ
(1)
بنِ المُنذِر، عن أبي حُمَيدٍ السّاعِدِيِّ قال: خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى إذا خَلَّفَ ثَنيَّةَ الوَداعِ إذا كَتيبَةٌ قال: "مَن هَؤُلاءِ؟ ". قالوا: بَنِي قَينُقاعَ، وهو رَهطُ عبد الله بنِ سَلَامٍ. قالَ:"وأَسلَموا؟ ". قالوا: لا، بل هُم على دينهم. قال:"قُلْ لهم فليَرجِعوا؛ فإِنّا لا نَستَعينُ بالمُشرِكينَ"
(2)
. هذا الإسنادُ أصَحُّ.
17936 -
وأخبرَنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا مُكرَمُ بن أحمدَ القاضِي، حدثنا عبدُ اللهِ بن رَوحٍ المَدائنيُّ، حدثنا يَزيدُ بن هارونَ، أخبرَنا المُستَلِمُ بن سعيدٍ الثُّقَفِيُّ، عن خُبَيبِ بنِ عبد الرَّحمَن، عن أبيه، عن جَدِّه قال: خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بَعضِ غَزَواتِه، فأَتَيتُه أنا ورَجُلٌ قبلَ أن نُسلِمَ فقُلنا: إنا نَستَحْيى أن يَشهَدَ قَومُنا مَشهَدًا فلا نَشهَدُه. قال: "أسلمتما؟ ". قُلنا: لا. قال: "فإنا لا نَستَعينُ بالمُشرِكينَ على المُشرِكينَ". فأَسلَمنا وشهِدنا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقَتَلتُ رَجُلًا وضَرَبَنِي الرَّجُلُ ضَربَةً، فتَزَوَّجتُ ابنَتَه، فكانَت تَقولُ: لا عَدِمتَ رَجُلًا وشَّحَكَ هذا الوِشاحَ
(3)
. فقُلتُ: لا عَدِمتِ رَجُلًا عَجَّلَ أباكِ إلَى النارِ
(4)
. جَده خُبَيبُ بن يَسافٍ، ويُقالُ: إسافٍ. له صحبَةٌ.
(1)
كذا في النسخ، وفي المصادر:"سَعْد" بسكون العين، وهو الصواب، ينظر التاريخ الكبير 4/ 64، والثقات 6/ 378، وتهذيب الكمال 10/ 306.
(2)
الحاكم 2/ 122. وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2580)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2068)، وابن المنذر في الأوسط 11/ 176، والطبراني في الأوسط (5142) من طريق الفضل بن موسى به بنحوه. وحسنه الألباني في الصحيحة (1101).
(3)
أي: ضربك هذه الضربة في موضع الوشاح. النهاية 5/ 188.
(4)
الحاكم 2/ 121، 122، وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أحمد (15763)، وابن أبي شيبة (33706)، والبخاري في التاريخ الكبير 3/ 209، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2763)، =