الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المَدينِيِّ، ورَواه مسلمٌ عن أبي بكرِ بنِ أبي شَيبَةَ وغَيرِه عن ابنِ عُيَينَة
(1)
.
بابُ مَن تَبَرَّعَ بالتَّعرُّضِ لِلقَتلِ رَجاءَ إحدَى الحُسنَيَينِ
قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله: قَد بورِزَ بَينَ يَدَيْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ حاسِرًا على جَماعَةِ المُشرِكينَ يَومَ بَدرٍ بَعدَ إعلامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إيّاه بما في ذَلِكَ مِنَ الخَيرِ فقُتِلَ
(2)
.
قال الشيخُ: هو عَوفُ ابنُ عَفراءَ فيما ذَكَرَهُ ابنُ إسحاقَ عن عاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، وذَلِكَ مَعَ ذِكرِ مَن بارَزَ بَين يَدَيه يَرِدُ في مَوضِعِه إن شاءَ اللَّهُ
(3)
.
17973 -
وقَد أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو بكرِ بن الحَسَنِ القاضِي وأبو سعيدِ بن أبي عمرٍو قالوا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حَدَّثَنَا أبو النَّضر، حَدَّثَنَا سُلَيمانُ يَعني ابنَ المُغيرَة، عن ثابِتٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، فذَكَرَ شَيئًا مِن قِصَّةِ بَدرٍ قال: فدَنا المُشرِكونَ، فقالَ رسولُ اللهِ:"قوموا إلَى جَنَّةٍ عَرضُها السَّماواتُ والأرضُ". قال: يقولُ عُمَيرُ بن الحُمامِ الأنصارِيُّ: يا رسول الله، عَرضها السَّماواتُ والأرضُ؟ فقالَ:"نَعَم". قال: بَخٍ بَخٍ. قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما يَحمِلُكَ على قَولِكَ: بَخٍ بَخٍ؟ ". قال: لا واللهِ يا رسولَ الله، إلَّا رَجاةَ
(4)
أن أكونَ
(1)
البخاري (4325)، ومسلم (1778/ 82).
(2)
الأم 4/ 169.
(3)
يأتي حديث عوف في (18249).
(4)
في م: "رجاء" وهما بمعنى. وينظر التاج 38/ 128 (ر ج و).
مِن أهلِها. قال: "فإِنَّكَ مِن أهلِها". قال: فأَخرَجَ تَمَراتٍ مِن قَرَنِه
(1)
فجَعَلَ يأكُلُ مِنهُنَّ ثُمَّ قال: لَئن أنا حَييتُ حَتَّى آكُلَ
(2)
تَمَراتِي هذه إنَّها لَحَياةٌ طَويلَةٌ. قال: فرَمَى بما كان مَعَه مِنَ التَّمر، ثُمَّ قاتَلَهُم حَتَّى قُتِلَ
(3)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبي بكرِ بنِ أبي النَّضرِ وغَيرِه عن أبي النَّضرِ
(4)
.
17974 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ بن إسحاقَ، أخبرَنا بشرُ بن موسمَي، حَدَّثَنَا الحُمَيدِيُّ، حَدَّثَنَا سفيانُ، عن عمرٍو، سَمِعَ جابِرَ بنَ عبد اللَّهِ يقول: قال رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَومَ أُحُدٍ: أرأَيتَ إن قُتِلتُ يا رسولَ الله، أينَ أنا؟ قال:"في الجَنَّةِ". فأَلقَى تُمَيراتٍ كُنَّ في يَدِه ثُمَّ قاتَلَ حَتَّى قُتِلَ
(5)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ سُفيانَ
(6)
.
17975 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، أخبرَنا أبو سعيدِ بن الأعرابِيّ، أخبرَنا الحَسَنُ بن محمدٍ الزَّعفَرانِيُّ، حَدَّثَنَا عبدُ اللَّهِ بن بكرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيدٌ، عن أنَسٍ، أن النَّضرَ بنَ أنَسٍ - عَمَّ أنَسِ بنِ مالكٍ - غابَ عن قِتالِ بَدرٍ، فلَمّا قَدِمَ قال: غِبتُ عن أوَّلِ قِتالٍ قاتَلَه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
القَرَن: جعبة السهام. مشارق الأنوار 2/ 181.
(2)
بعده في س، م:"من".
(3)
أخرجه أحمد (12398) عن هاشم بن القاسم أبي النضر به. وسيأتي في (18248).
(4)
مسلم (1901/ 145).
(5)
الحميدي (1249). وأخرجه أحمد (14314)، والنسائي (3154) وابن حبان (4653) من طريق سفيان به.
(6)
البخاري (4046)، ومسلم (1889/ 143).
المُشرِكينَ، لَئنِ أشهَدَنِي اللهُ قِتالًا لَيَرَيَنَّ اللهُ ما أصنَعُ. فلَمّا كان يَومُ أُحُدٍ انكَشَفَ المُسلِمونَ فقالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أبرأُ إلَيكَ مِمَّا جاءَ به هَؤُلاءِ - يَعنِي المُشرِكينَ - وأَعتَذَرُ إلَيكَ مِمَّا صنَعَ هَؤُلاءِ - يَعنِي المُسلِمينَ - ثُمَّ مَشَى بسَيفِه، فلَقِيَه سَعدُ بن مُعاذٍ فقالَ: أي سَعدُ، والَّذِي نَفسِي بيَدِه إنِّي لأجِدُ ريحَ الجَنَّةِ دونَ أُحُدٍ، واهًا لِريحِ الجَنَةِ. قال سَعدٌ: فما استَطَعتُ يا رسولَ اللَّهِ ما صَنَعَ. فوَجَدناه بَينَ القَتلَى وبِه بضعٌ وثَمانونَ جِراحَةً؛ مِن ضَربَةٍ بسَيفٍ، وطَعنَةٍ برُمحٍ، ورَميَةٍ بسَهمٍ، وقَد مَثَّلوا به حَتَّى عَرَفَته أُختُه ببَنانِهِ. قال أنَسٌ: كُنَّا نَقولُ: أُنزِلَت هذه الآيَةُ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] فيه وفي أصحابِهِ
(1)
. كَذا في كِتابِي، والصَّوابُ: أنَسَ بنَ النَّضرِ. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" مِن أوجُهٍ عن حُمَيدٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ ثابِتٍ عن أنَسٍ
(2)
.
17976 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الحَسَنِ محمدُ بن محمدِ بنِ الخطابِ بنِ عُمَرَ الأنصارِيُّ ببَغدادَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بن عليِّ بنِ شَبيبٍ المَعمَرِيُّ إملاءً، حَدَّثَنَا هُدبَةُ بن خالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمّادُ بن سلمةَ، عن عليِّ بنِ زَيدٍ وثابِتٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُفرِدَ يَومَ أُحُدٍ في سَبعَةٍ مِنَ الأنصارِ ورَجُلَينِ مِن قُرَيشٍ، فلَمّا رَهَقوه قال:"مَن يَرُدُّهُم عَنّا ولَه الجَنَّةُ؟ أو: هو رَفيقِي في الجَنَّةِ؟ ". فتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ فقاتَل حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ
(1)
أخرجه أحمد (13085)، والترمذي (3201)، والنسائي في الكبرى (11403) من طريق حميد به.
(2)
البخاري (2805، 4048)، ومسلم (1903/ 148).
رَهَقوه أيضًا فقالَ: "مَن يَرُدُّهُم عَنَّا ولَه الجَنَّةُ؟ أو: هو رَفيقِي في الجَنَّةِ؟ ". فتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ فقاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فلَم يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبعَةُ، فقالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِصاحِبَيه:"مما أنصفْنا أصحابَنا"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن هَدّابِ بنِ خالِدٍ
(2)
.
17977 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطَّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا عبدُ اللَّهِ بن عثمانَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ هو ابنُ المُبارَك، أخبرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن الوازِعِ قال: سَمِعتُ أيّوبَ السَّختِيانِيَّ يُحَدِّثُ عن بَعضِ بَنِي أنَسِ بنِ مالكٍ - قال عُبَيدُ اللَّهِ: أُراه ثُمامَةَ بنَ عبد اللَّهِ بنِ أنَسٍ - عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: مَرَرتُ يَومَ اليَمامَةِ بثابِتِ بنِ قَيسِ بنِ شَمّاسٍ وهو يَتَحَنَّطُ
(3)
فقلت: يا عَمّ، أمَا تَرَى ما يَلقَى المُسلِمونَ. أي وأَنتَ ههَنُا؟ قال: فتَبَسَّمَ ثُمَّ قال: الآنَ يا ابنَ أخِي. فَلَبِسَ سِلاحَه ورَكِبَ فرَسَه حَتَّى أتَى الصَّفَّ فقالَ: أُفٍّ لِهؤُلاءِ ولِما يَصنَعونَ. وقالَ لِلعَدِوِّ: أُفٍّ لِهَؤُلاءِ ولِما يَعبُدونَ، خَلُّوا عن سَبيلِه. أو قال: سَنَنِه
(4)
- يَعنِي فرَسَه - حَتَّى أصْلَى بحَرِّها. فحَمَلَ فقاتَلَ حَتَّى قُتِلَ
(5)
.
(1)
أخرجه ابن حبان (4718) من طريق هدبة به. وأحمد (14056)، والنسائي في الكبرى (8651) من طريق حماد به.
(2)
مسلم (1789/ 100).
(3)
يتحنط: أي يستعمل الحنوط، وهو ما يحنط به الموتى من الطيب والكافور. تفسير غريب ما في الصحيحين 1/ 218.
(4)
يقال: تنح عن سَنَن الطريق، وعن سَنن الخيل: أي عن طريقها. ينظر المصباح المنير ص 111.
(5)
ابن المبارك في الجهاد (121). وأخرجه ابن أبي شيبة (19566، 34283) من طريق ابن علية عن =
17978 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ بن الفَضل، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا ابنُ عثمانَ، أخبرَنا عبدُ الله، أخبرَنا جَعفَرُ بن سُلَيمانَ، عن ثابِتٍ البُنانِيِّ: أن عِكرِمَةَ بنَ أبي جَهلٍ تَرَجَّلَ يَومَ كَذا، فقالَ له خالِدُ بن الوَليدِ: لا تَفعَلْ، فإِنَّ قَتلَكَ على المُسلِمينَ شَديدٌ. فقالَ: خَلِّ عَنِّي يا خالِدُ، فإِنَّه قَد كانَت لَكَ مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سابِقَة، وإِنِّي وأَبِي كُنّا مِن أشَدِّ النّاسِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فمَشَى حَتَّى قُتِلَ
(1)
.
17979 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بن الحَسَنِ قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن الجَهَم، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ محمدٍ الأعوَرُ، أخبرَنِي السَّرِيُّ بن يَحيَى، عن محمدِ بنِ سيرينَ، أن المُسلِمينَ انتَهَوا إلَى حائطٍ قَد أُغلِقَ بابُه، فيه رِجال مِنَ المُشرِكينَ، فجَلَسَ البَراءُ بن مالكٍ على تُرسٍ فقالَ: ارفَعونِي برِماحِكُم فأَلقونِي إلَيهِم. فرَفَعوه برِماحِهِم فأَلقَوه مِن وراءِ الحائط، فأَدرَكوه قَد قَتَلَ مِنهُم عَشَرَةً
(2)
.
17980 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حَدَّثَنَا أبو عبد اللهِ محمدُ بن نَصرٍ الإمامُ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن يَحيَى، أخبرَنا جَعفَرُ بن سُلَيمانَ، حَدَّثَنَا أبو عِمرانَ الجَونِيُّ، عن أبي بكرِ بنِ أبي موسَى، عن أبيه أنَّه كان بحَضرَةِ العَدوِّ، قال: فسَمِعتُه يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:
= أيوب عن ثمامة به بغير شك مختصرًا إلى قوله: الآن يا ابن أخي.
(1)
يعقوب بن سفيان - كما في كنز العمال (37419)، وابن المبارك في الجهاد (54)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه 41/ 69.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (199) من طريق حجاج به.