الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَتّابٍ، حدثنا القاسِمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المُغيرَةِ، حدثنا ابنُ أبي أوَيسٍ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ في هذه القِصَّةِ قال: فعانَقَه سِلْكانُ
(1)
بنُ سَلامَةَ وقالَ: اقتُلونِي وعَدوَّ اللهِ. فلَم يَزالوا يَتَخَلَّصونَ إلَيه بأَسيافِهِم حَتَّى طَعَنَه أحَدُهُم في بَطنِه طَعنَةً بالسَّيفِ خَرَجَ مِنها مُصرانُه، وخَلَصوا إلَيه فضَرَبوه بأَسيافِهِم، وكانوا في بَعضِ ما يَتَخَلَّصونَ إلَيه وسِلكانُ مُعانِقُه أصابوا عَبّادَ بنَ بشرٍ في وجهِه أو في رِجلِه ولا يَشعُرونَ، ثُمَّ خَرَجوا يَشتَدّونَ سِراعًا، حَتَّى إذا كانوا بجُرفِ بُعاثٍ فقَدوا صاحِبَهُم، فرَجَعوا أدراجَهُم فوَجَدوه مِن وراءِ الجُرفِ، فاحتَمَلوه حَتَّى أتَوا به أهلَهُم مِن لَيلَتِهِم.
وذَكَرَ ابنُ إسحاقَ هذه القِصَّةَ عن محمدِ بنِ مَسلَمَةَ قال: وأُصيبَ الحارِثُ بنُ أوسِ بنِ مُعاذٍ فجُرِحَ في رأسِه ورِجلِه، أصابَه بَعضُ أسيافِنا
(2)
.
وبِمَعناه ذَكَرَه ابنُ لَهيعَةَ عن أبي الأسوَدِ عن عُروَةَ
(3)
.
بابُ المَرأَةِ تُقاتِلُ فتُقتَلُ
استِدلالًا بما:
18159 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا
(1)
كتب في الحاشية: "قلت: سلكان بكسر السين وإسكان اللام، وهو أبو نائلة
…
واسمه سعد،
ويقال: سلكان لقب، وأبو نائلة كنيته، والله أعلم". وينظر الإصابة 13/ 5.
(2)
سيرة ابن إسحاق ص 297 - 300.
(3)
أخرجه الطبراني (3386)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 2/ 70 (2025) من طريق ابن لهيعة به. وقال الهيثمي في المجمع 6/ 196: وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن.
أبو داودَ، حدثنا أبو الوَليدِ الطَّيالِسِيُّ، حدثنا عُمَرُ بنُ المُرَقِّعِ بنِ صَيفِيٍّ، حَدَّثَنِي أبي، عن جَدِّه رَباحِ
(1)
بنِ رَبيعٍ قال: كُنّا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غَزوَةٍ، فرأى النّاسَ مُجتَمِعينَ على شَيءٍ فبَعَثَ رَجُلًا فقالَ:"انظُرْ علامَ اجتَمَعَ هَؤُلاءِ؟ ". فجاءَ فقالَ: على امرأةٍ قَتيلٍ. فقالَ: "ما كانَت هذه لِتُقاتِلَ". قال: وعَلَى المُقَدِّمَةِ خالِدُ بنُ الوَليدِ، فبَعَثَ رَجُلًا فقالَ:"قُلْ لِخالِدٍ: لا تَقتُلَنَّ امرأةً ولا عَسيفًا"
(2)
.
18160 -
وفيما رَوَى أبو داودَ في "المراسيل" عن موسَى بنِ إسماعيلَ، عن وُهَيبٍ، عن أيّوبَ، عن عِكرِمَةَ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رأى امرأةً مَقتولَةً بالطّائفِ فقالَ:"ألَم أنهَ عن قَتلِ النِّساءِ؟ مَن صاحِبُ هذه المَرأَةِ المَقتولَةِ؟ ". قال رَجُلٌ مِنَ القَومِ: أنا يا رسولَ اللهِ، أردَفتُها فأَرادَت أن تَصرَعَنِي فتَقتُلَنِي. فأَمَرَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن توارَى.
18161 -
وعن موسَى بنِ إسماعيلَ، عن وُهَيبٍ، وعن سعيدِ بنِ مَنصورٍ، عن حَمّادِ ابنِ زَيدٍ كِلاهُما عن أيّوبَ، عن عِكرِمَةَ قال: لما حاصَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أهلَ الطّائفِ أشرَفَتِ امرأةٌ فكَشَفت قُبُلَها فقالَت: ها دونَكُم
(1)
في الأصل: "رياح" بالياء المثناة، وفي حاشيته كالمثبت قال البخاري: وقال بعضهم: رياح. ولم
يثبت. ينظر التاريخ الكبير 3/ 314، والجرح والتعديل 3/ 511، والمؤتلف والمختلف للدارقطني
3/ 168، والإكمال 4/ 11، وتهذيب الكمال 9/ 41.
(2)
أبو داود (2669). وأخرجه النسائي في الكبرى (8625)، من طريق عمر بن مرقع به. وسيأتي في (18208). وقال الألباني في صحيح أبي داود (2324): حسن صحيح.
فارمُوا. فرَماها رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ فما أخطأ ذَلِكَ مِنها. وفِي حَديثِ وُهَيبٍ: فما أخطأها أن قَتَلوها، فأَمَرَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُوارَى.
أخبرَنا بهِما أبو بكرٍ محمدُ بنُ محمدٍ، أخبرَنا أبو الحُسَينِ الفَسَوِيُّ الدّاوُدِيُّ، حدثنا أبو عليٍّ اللُّؤلُؤِيُّ، حدثنا أبو داودَ. فذَكَرَ الحديثينِ
(1)
.
18162 -
حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي محمدُ بنُ جَعفَرِ بنِ الزُّبَيرِ، عن عُروةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّها قالَت: ما قَتَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امرأةً مِن بَنِي قُرَيظَةَ إلَّا امرأَةً واحِدَةً، واللهِ إنَّها لَعِندِي تَضحَكُ ظَهرًا لِبَطنٍ
(2)
، وإِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَقتُلُ رِجالَهُم بالسّوقِ، إذ هَتَفَ هاتِفٌ باسمِها: أينَ فُلانَةُ؟ فقالَت: أنا واللهِ. فقُلتُ: ويلَكِ، ما لَكِ؟ فقالَت: أُقتَلُ واللهِ؟ قُلتُ: ولِمَ؟ قالَت: لحَدَثٍ أحدَثتُه. فانطُلِقَ بها فضُرِبَت عُنُقُها، فما أنسَى عَجَبًا مِنها طيبَةَ نَفسِها وكَثرَةَ ضَحِكِها وقَد عَرَفَت أنَّها تُقتَلُ
(3)
.
ذَكَرَ الشّافِعِيُّ رحمه الله في رِوايَةِ أبي عبدِ الرَّحمَنِ البَغدادِيِّ عنه عن أصحابِه أنَّها كانَت دَلَّت على مَحمودِ بنِ مَسلَمَةَ؛ دَلَّت عَلَيه رَحًا فقَتَلَته، فقُتِلَت بذَلِكَ. قال: وقَد يَحتَمِلُ أن تَكونَ أسلَمَت وارتَدَّت ولَحِقَت بقَومِها
(1)
المراسيل (333، 334).
(2)
يقال: جاء فلان يضحك ظهرًا لبطن. أي يلتفت يمينًا وشمالًا. البصائر والذخائر 1/ 338
(3)
المصنف في المعرفة (5401)، والحاكم 3/ 35. وأخرجه أحمد (26364)، وأبو داود (2671) من طريق ابن إسحاق به. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2325).
فقَتَلَها لِذَلِكَ، ويَحتَمِلُ غَيرَ ذَلِكَ. قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: ولَم يَصِحَّ الخَبَرُ: لأيِّ مَعنًى قَتَلَها. وقَد قيلَ: إنَّ مَحمودَ بنَ مَسلَمَةَ قُتِلَ بخَيبَرَ ولَم يُقتَلْ يَومَ بَنِي قُرَيظَةَ
(1)
. واحتَجَّ بمَتنِ
(2)
الحديثِ الَّذِي:
18163 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ هو الأصَمُّ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي عبدُ اللهِ ابنُ سَهلٍ أحَدُ بَنِي حارِثَةَ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: خَرَجَ مَرحَبٌ اليَهودِيُّ مِن حِصنِ خَيبَرَ قَد جَمَعَ سِلاحَه وهو يَرتَجِزُ، ويَقولُ: مَن يُبارِزُ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن لهَذا؟ ". فقالَ محمدُ بنُ مَسلَمَةَ: أنا له يا رسولَ اللهِ، أنا واللهِ الموتورُ
(3)
الثّائرُ؛ قَتَلوا أخِي بالأمسِ. وذَكَرَ الحديثَ
(4)
.
قال الشيخُ رحمه الله: والمَنقولُ عِندَنا في قِصَّةِ هذه المَرأَةِ ما:
18164 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عليٍّ مَخلَدُ
(5)
بنُ جَعفَرٍ الدَّقّاقُ، حدثنا محمدُ بنُ جَريرٍ، فيما حَدَّثَهُم محمدُ بنُ حُمَيدٍ، عن سلمةَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ. والحارِثُ بنُ محمدٍ، عن محمدِ بنِ سَعدٍ، عن الواقِدِيِّ، أنَّهُم قالوا: إنَّ خَلَّادَ بنَ سوَيدِ بنِ ثَعلَبَةَ الخَزرَجِيَّ دَلَّت عَلَيه
(1)
المصنف في الصغرى (3617، 3618)، والمعرفة عقب (5401).
(2)
في م: "بمعنى".
(3)
الموتور: صاحب الوتر -أي الجناية- الطالب بالثأر. النهاية 5/ 148.
(4)
المصنف في الدلائل 4/ 215، والحاكم 3/ 436. وابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 2/ 332، 333 - ومن طريقه أحمد (15134)، وأبو يعلى (1861). وقال الهيثمي في المجمع 6/ 150: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات.
(5)
في م: "محمد". وينظر تاريخ بغداد 13/ 176.