المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما يفعله بالرجال البالغين منهم - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٨

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ السِّيَرِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الخَلقِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ البَعثِ والتَّنزيلِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الفَرضِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ على النّاسِ، وما لَقِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِن أذَى قَومِه في تَبليغِ الرِّسالَةِ على وجهِ الاختِصارِ

- ‌بابُ الإِذنِ بالهِجرَةِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الإذنِ بالقِتالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَسخِ العَفوِ عن المُشرِكينَ، ونَسخِ النَّهيِ عن القِتالِ حَتَّى يُقاتِلوا، والنَّهيِ عن القِتالِ في الشَّهرِ الحَرامِ

- ‌بابُ فرضِ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في عُذرِ المُستَضعَفينَ

- ‌بابُ مَن خَرَجَ مِن بَيتِه مُهاجِرًا فأَدرَكَه المَوتُ في طَريقِهِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الإقامَةِ بدارِ الشِّركِ لمن لا يَخافُ الفِتنَةَ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ أن يَموتَ بالأرضِ التي هاجَرَ مِنها

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّعَرُّبِ بَعدَ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه في الفِتنَةِ وما في مَعناها

- ‌بابُ أصلِ فرضِ الجِهادِ

- ‌بابُ مَن لا يَجِبُ عَلَيه الجِهادُ

- ‌بابُ مَن له عُذرٌ بالضَّعفِ والمَرَضِ والزَّمانَةِ(2)والعُذرِ في تَركِ الجِهادِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ لا يَجِدُ ما يُنفِقُ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ عَلَيه دَينٌ فلا يَغزو إلَّا بإِذنِ أهلِ الدَّينِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ له أبَوانِ مُسلِمانِ أو أحَدُهُما فلا يَغزو إلَّا بإِذنِهِ

- ‌بابٌ: المُسلِمُ يَتَوَفَّى في الحَربِ قَتلَ أبيه، ولَو قَتَلَه لَم يَكنْ به بأسٌ

- ‌بابُ ما جاءَ في كراهيَةِ أخذِ الجَعائلِ(3)، وما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه مِنَ السُّلطانِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَجهيزِ الغازِي وأَجرِ الجاعِلِ

- ‌بابُ مَنِ استأجَرَ إنسانًا لِلخِدمَةِ في الغَزوِ

- ‌باب: الإمامُ لا يُجَمِّرُ بالغُزَّى

- ‌بابُ شُهودِ مَن لا فُرِضَ عَلَيه القِتالُ

- ‌بابُ مَن لَيسَ لِلإِمامِ أن يَغزوَ به بحالٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في الاستِعانَةِ بالمُشرِكين

- ‌بابُ مَن يُبدأُ بجِهادِه مِنَ المُشرِكينَ

- ‌بابُ ما يُبدأُ به مِن سَدِّ أطراف المُسلِمينَ بالرِّجالِ

- ‌باب ما يَفعَله الإمامُ مِنَ الحصونِ والخَنادِقِ وكلِّ أمرٍ دَفَعَ العَدوَّ قبلَ انتيابِهِ

- ‌بابُ ما يَجِبُ على الإمامِ مِنَ الغَزوِ بنَفسِه أو بسَراياه في كلِّ عامٍ على حُسنِ النَّظَرِ لِلمُسلِميَن، حَتَّى لا يَكونَ الجِهادُ مُعَطَّلًا في عامٍ إلَّا مِن عُذرٍ

- ‌بابٌ: الإمامُ يُغزِي مِن أهلِ دارٍ مِنَ المُسلِميَن بَعضَهُم، ويُخَلِّفُ مِنهُم في دارِهِم مَن يَمنَعُ دارَهُم

- ‌بابُ ما على الوالي مِن أمرِ الجَيشِ

- ‌بابُ مَن تَبَرَّعَ بالتَّعرُّضِ لِلقَتلِ رَجاءَ إحدَى الحُسنَيَينِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]

- ‌بابٌ: الاختيارُ في التَّحَرُّزِ

- ‌بابُ النَّفيرِ، وما يُستَدَلُّ به على أنَّ الجِهادَ فرضٌ على الكِفَايَةِ

- ‌جماعُ أبوابِ السِّيَرِ

- ‌بابُ السِّيرَةِ في المُشرِكينَ عبدَةِ الأوثانِ

- ‌بابُ السِّيرةِ في أهلِ الكِتابِ

- ‌بابٌ: السَّلَبُ لِلقاتِلِ

- ‌بابٌ: الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الجَيشِ في دارِ الحَربِ تَخرُجُ مِنهُمُ السَّريَّةُ إلىَ بَعضِ النَّواحِي فتَغنَمُ أو يَغنَمُ الجَيشُ

- ‌بابُ سَهمِ الفارِسِ والرّاجِلِ

- ‌بابُ تَفضيلِ الخَيلِ

- ‌بابُ سُهمانِ الخَيلِ

- ‌بابُ العَبيدِ والنِّساءِ والصِّبيانِ يَحضُرونَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الرَّضخِ لِمَن يُستَعانُ به مِن أهلِ الذِّمَّةِ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابٌ: قِسمَةُ الغَنيمَةِ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ السَّريَّةِ تأخُذُ العَلَفَ والطَّعامَ

- ‌بابُ بَيعِ الطَّعامِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ ما فضَلَ فى يَدِه مِنَ الطَّعامِ والعَلَفِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ النَّهىِ عن نَهبِ الطَّعامِ

- ‌بابُ أخذِ السِّلاحِ وغَيِره بغَيِر إذنِ الإمامِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ فى استِعمالِه فى حالِ الضَّرورَةِ

- ‌بابٌ: الإمامُ إذا ظَهَرَ على قَومٍ أقامَ بعَرصَتِهِم ثَلاثًا

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بذَرارِىِّ مَن ظَهَرَ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بالرِّجالِ البالِغيَن مِنهُم

- ‌بابُ قَتلِ المُشرِكينِ بَعدَ الإسارِ بضَربِ الأعناقِ دونَ المُثلَةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِن صَبِر الكافِرِ بَعدَ الإسارِ بأَن يُتَّخَذَ غَرَضًا

- ‌بابُ المَنعِ مِن إحراقِ المُشرِكينَ بالنّارِ بَعدَ الإسارِ

- ‌بابُ جَرَيانِ الرِّقِّ على الأسيرِ وإِن أسلَمَ إذا كان إسلامُه بَعدَ الأسْرِ

- ‌بابُ مَن يَجرِي عَلَيه الرِّقُّ

- ‌بابُ تَحريمِ الفِرارِ مِنَ الزَّحفِ وصَبرِ الواحِدِ مَعَ الاثنَينِ

- ‌بابُ مَن تَوَلَّى مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أو مُتَحَيِّزًا إلَى فِئَةٍ

- ‌بابُ النَّهىِ عن قَصدِ النِّساءِ والوِلدانِ بالقَتلِ

- ‌بابُ قَتلِ النِّساءِ والصِّبيانِ في التَّبييتِ والغارَةِ مِن غَيِر قَصدٍ، وما ورَدَ في إباحَةِ التَّبييتِ

- ‌قَتلُ أبي رافِعٍ عبدِ اللهِ بنِ أبي الحُقَيقِ

- ‌قَتلُ كَعبِ بن الأشرَفِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُقاتِلُ فتُقتَلُ

- ‌بابُ قَطعِ الشَّجَرِ وحَرقِ المَنازِلِ

- ‌بابُ مَنِ اختارَ الكَفَّ عن القَطعِ والتَّحريقِ إذا كان الأغلَبُ أنَّها سَتَصيرُ دارَ إسلامٍ أو دارَ عَهدٍ

- ‌بابُ تَحريمِ قَتلِ ما له روحٌ إلَّا بأَن يُذبَحَ فيُؤكَلَ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في عَقرِ دابَّةِ مَن يُقاتِلُه في(3)حالِ القِتالِ

- ‌بابُ الأسيِر يوثَقُ

- ‌بابُ تَركِ قَتلِ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الرُّهبانِ والكَبيِر وغَيِرهِما

- ‌بابُ [مَن رأى](2)قَتْلَ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الكُفّارِ جائزًا، وإن كان الاشتِغالُ بغَيِره أولَى

- ‌بابُ أمانِ العَبدِ

- ‌بابُ أمانِ المَرأَةِ

- ‌بابُ كَيفَ الأمانُ

- ‌بابُ نُزولِ أهلِ الحِصنِ أو بَعضِهِم على حُكمِ الإمامِ أو غَيِر الإمامِ إذا كان المَنزولُ على حُكمِه مأمونًا

- ‌بابٌ: الكافرُ الحَربِىُّ يَقتُلُ مُسلِمًا ثُمَّ يُسلِمُ لَم يَكُنْ عَلَيه قَوَدٌ

- ‌بابُ جَوازِ انفِرادِ الرَّجُلِ والرِّجالِ بالغَزوِ في بلادِ العَدوِّ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَسرِقُ مِنَ المَغنَمِ وقَد حَضَرَ القِتالَ

- ‌بابٌ: الغُلولُ قَليلُه وكثيُره حَرامٌ

- ‌باب: لا يُقطَعُ مَن غَلَّ في الغَنيمَةِ ولا يُحرَّقُ مَتاعُه، ومَن قال: يُحرَّقُ

- ‌بابُ إقامَةِ الحُدودِ في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ مَن زَعَمَ: لا تُقامُ الحُدودُ في أرضِ الحَربِ حَتَّى يَرجِعَ

- ‌بابُ بَيعِ الدِّرهَمِ بالدِّرهَمَيِن في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ دُعاءِ مَن لَم تَبلُغه الدَّعوَةُ مِنَ المُشرِكينَ وُجوبًا ودُعاءِ مَن بَلَغَته نَظَرًا

- ‌بابُ جَوازِ تَركِ دُعاءِ مَن بَلَغَته الدَّعوَةُ

- ‌بابُ الاحتياطِ في التَّبييتِ والإِغارَةِ لِئَلَّا يُصيبَ مُسلِميَن بجَهالَةٍ

- ‌بابُ النَّهي عن السَّفَرِ بالقُرآنِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ حَملِ السِّلاحِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ ما أحرَزَه المُشرِكونَ على المُسلِميَن

- ‌بابُ مَن فرَّقَ بَيَن وُجودِه قبلَ القَسْمِ وبَيَن وُجودِه بَعدَه، وما جاءَ فيما اشتِرُى مِن أيدِى العَدوِّ

- ‌باب: مَن أسلَمَ على شَئٍ فهو لّهُ

- ‌بابُ الحَربّيِ يَدخُلُ بأَمانٍ ولَه مالٌ في دارِ الحَربِ ثُمَّ يُسلِمُ، أو يُسلِمُ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ المُشرِكينَ يُسلِمونَ قبلَ الأسرِ وما على الإمامِ وغَيِره مِنَ التَّثَبُّتِ إذا تَكَلَّموا بما يُشبِهُ الإقرارَ بالإسلامِ ويُشبِهُ غَيَرهُ

- ‌بابُ فتحِ مَكَّةَ حَرَسَها اللَّهُ تَعالَى

- ‌بابُ ما قُسِمَ مِنَ الدُّورِ والأراضِي في الجاهِليَّة، ثُمَّ أسلَمَ أهلُها عَلَيها

- ‌بابُ تَركِ أخذِ المُشرِكينَ بما أصابوا

- ‌بابُ الرَّجُلِ مِنَ المُسلِميَن قَد شَهِدَ الحَربَ يَقَعُ على الجاريَةِ مِنَ السَّبي قبلَ القَسْمِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُسبَى مَعَ زَوجِها

- ‌بابُ وطءِ السَّبايا بالمِلكِ قبلَ الخُروجِ مِن دارِ الحَربِ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي وغَيِره في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ التَّفريقِ بَينَ المَرأَةِ ووَلَدِها

- ‌بابُ مَن قال: لا يُفَرَّقُ بَينَ الأخَوَينِ في البَيعِ

- ‌بابُ الوَقتِ الَّذِي يَجوزُ فيه التَّفريقُ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي مِن أهلِ الشِّركِ

- ‌بابٌ: الوَلَدُ تَبَعٌ لأبَوَيه حَتَّى يُعرِبَ عنه اللِّسانُ

- ‌بابٌ: الحَميلُ(2)لا يُورَّثُ إذا عَتَقَ حَتَّى تَقومَ بنَسَبِه بَيِّنَةٌ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ المُبارَزَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَقلِ الرُّءوسِ

- ‌بابٌ: لا تُباعُ جِيفَةُ مُشرِكٍ

- ‌بابُ السَّوادِ

- ‌بابُ قَدْرِ الخَراجِ الَّذي وُضِعَ على السَّوادِ

- ‌بابُ مَن رأى قِسمَةَ الأراضِي المَغنومَةِ ومَن لَم يَرَها

- ‌بابُ الأرضِ إذا كانت صُلحًا رِقابُها لأهلِها وعَلَيها خَراجٌ يُؤَدّونَه فأَخَدها مِنهُم مسلمٌ بكِراءٍ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ شِراءَ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابُ مَن رَخَّصَ في شِراءِ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابٌ: مَن أسلَمَ مِن أهلِ الصُّلحِ سَقَطَ الخَراجُ عن أرضِهِ

- ‌بابٌ: الأرضُ إذا أُخِذَت عَنوَةً فوُقِفَت لِلمُسلِميَن بطيبِ أنفُسِ الغانِميَن لَم يَجُز بَيعُها، [أو إِذا أسلَمَ مَن هِيَ في يَدَيهِ](1)لَم يَسقُط خَراجُها

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه العَهدُ ألَّا يَهرُبَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤمَنُ فلا يَكونُ له أن يَغْتالَهُم في أموالِهِم وأَنفُسِهِم

- ‌بابُ الأسيِر يَستَعينُ به المُشرِكونَ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه أن يَبعَثَ إلَيهِم بفِداءٍ أو يَعودَ في إسارِهِم

- ‌بابُ ما يَجوزُ لِلأسيِر أو مَن قُدِّمَ ليُقتَلَ والرَّجُلِ بَيَن الصَّفَّيِن في مالِهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الأسيِر إذا قُدِّمَ ليُقتَلَ

- ‌بابُ المُسلِمِ يَدُلُّ المُشرِكينَ على عَورَةِ المُسلِميَن

- ‌بابُ الجاسوسِ مِن أهلِ الحَربِ

- ‌بابُ الأسيِر يُستَطلَعُ مِنه خَبَرُ المُشرِكينَ

- ‌بابُ بَعثِ العُيونِ والطَّلائعِ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ فضلِ الحَرَسِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الحَرَسِ

- ‌بابُ مَن أرادَ غَزوَةً فوَرَّى بغَيِرها

- ‌بابُ الخُروجِ يَومَ الخَميسِ

- ‌بابُ الابتِكارِ في السَّفَرِ

- ‌بابُ ما يُؤمَرُ به مِن انضِمامِ العَسكَرِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ تَمَنِّي لِقاءِ العَدوِّ، وما يَفعَلُ ويَقولُ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ أيِّ وقتٍ يُستَحَبُّ اللِّقاءُ

- ‌بابُ الصَّمتِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّكبيِر عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الرَّجَزِ عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الصَّفِّ عِندَ القِتَالِ

- ‌بابُ سَلِّ السُّيوفِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّرَجُّلِ عِندَ شِدَّةِ البأسِ

- ‌بابُ الخُيَلاءِ في الحَربِ

- ‌بابُ الغَزوِ مَعَ أئمَّةِ الجَورِ

- ‌بابُ ما يستَحَبُّ مِنَ الجُيوشِ والسَّرايا

- ‌بابٌ: في فضلِ الجِهادِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن رَمَى بسَهمٍ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ المَشي في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ الشَّهادَةِ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابٌ: الشَّهيدُ يُشَفَّعُ

- ‌بابُ فضلِ مَن يُجرَحُ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن قَتَلَ كافِرًا

- ‌بابُ الرَّجُلَينِ يَقتُلُ أحَدُهُما صاحِبَه فيَدخُلانِ الجَنَّةَ

- ‌بابُ فضلِ مَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ مَن أتاه سهمُ غَرْبٍ(4)فقَتَلَهُ

- ‌بابُ مَن يُسلِمُ فيُقتَلُ مَكانَه في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ بَيانِ النِّيَّةِ التي يُقاتِلُ عَلَيها ليَكونَ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ ما جاءَ في السَّريَّةِ تُخفِقُ، وهو أن تَغزوَ فلا تَغنَمَ شَيئًا

- ‌بابُ تَمَنِّي الشَّهادَةِ ومَسأَلَتِها

- ‌بابُ الشَّجاعَةِ والجُبنِ

- ‌بابُ فضلِ النَّفَقَةِ(1)في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الذِّكرِ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الصَّومِ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ تَشييعِ الغازِي وتَوديعِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدينَ

- ‌بابُ الاستِئذانِ في القُفولِ بَعدَ النَّهي

- ‌بابُ الإذنِ بالقُفولِ وكَراهيَةِ الطَّرقِ

- ‌بابُ البِشارَةِ في الفُتوحِ

- ‌بابُ ما جاءَ في إعطاءِ البُشَراءِ

- ‌بابُ استِقبالِ الغُزاةِ

- ‌بابُ الصَّلاةِ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ

- ‌بابُ قِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في فضلِ قِتالِ الرّومِ وقِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الَّذينَ يَنتَعِلونَ الشَّعَرَ، وقِتالِ التُّركِ

- ‌بابُ ما جاءَ في النَّهي عن تَهييجِ التُّركِ والحَبَشَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الهِندِ

- ‌بابُ إظهارِ دينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على الأديانِ

الفصل: ‌باب ما يفعله بالرجال البالغين منهم

18075 -

أخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا عثمانُ بنُ عُمَرَ الضَّبِّىُّ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا أبو عَوانَةَ، عن عبدِ المَلِكِ ابنِ عُمَيرٍ، عن عَطيَّةَ القُرَظىِّ قال: كُنتُ فيمَن حَكَمَ فيهِم سَعدُ بنُ مُعاذٍ، فأَمَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن تُقتَلَ مُقاتِلَتُهُم وتُسبَى ذَراريُّهُم. قال: فجاءوا بى -ولا أُرانى إلَّا سَيَقتُلونَنِى- فكَشَفوا عانَتى، فوَجَدوها لَم تُنبِتْ، فجَعَلونى فى السَّبىِ

(1)

.

‌بابُ ما يَفعَلُه بالرِّجالِ البالِغيَن مِنهُم

قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: الإمامُ فيهِم بالخِيارِ بَينَ أن يَقتُلَهُم إن لَم يُسلِمْ أهلُ الأوثانِ أو يُعطِىَ

(2)

الجِزيَةَ أهلُ الكِتابِ، أو يَمُنَّ عَلَيهِم، أو يُفاديَهُم بمالٍ يأخُذُه مِنهُم أو بأَسرَى مِنَ المُسلِمينَ يُطلَقوا لَهُم، أو يَستَرِقَّهُم، فإنِ استَرَقَّهُم أو أخَذَ مِنهُم مالًا فسَبيلُه سَبيلُ الغَنيمَةِ؛ يُخَمَّسُ ويَكونُ أربَعَةُ أخماسِها لأهلِ الغَنيمَةِ، فإِن قال قائلٌ: كَيفَ حَكَمتَ فى المالِ والوِلدانِ والنِّساءِ حُكمًا واحِدًا، وحَكَمتَ فى الرِّجالِ أحكامًا مُتَفَرِّقَةً؟ قيلَ: ظَهَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على قُرَيظَةَ وخَيبَرَ، فقَسَمَ عَقارَها مِنَ الأرَضينَ والنَّخلِ قِسمَةَ الأموالِ، وسَبَى وِلدانَ بَنِى المُصطَلِقِ وهَوازِنَ ونِساءَهُم فقَسَمَهُم قَسمَ الأموالِ

(3)

.

= والحديث تقدم تخريجه فى (11427).

(1)

أخرجه أبو داود (4405) عن مسدد به. والنسائى فى الكبرى (8620)، وابن حبان (4783) من طريق أبى عوانة به. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (3705).

(2)

كذا بالنسخ بالياء، وفى الأم:"يعط".

(3)

الأم 4/ 238.

ص: 213

قال الشيخُ: أمّا ما قال فى قُرَيظَةَ ففيما:

18076 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ العَلَوِىُّ وأبو طاهِرٍ الفَقيهُ قالا: أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ القَطّانُ، أخبرَنا أبو الأزهَرِ، حدثنا محمدُ بنُ شُرَحبيلَ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، عن موسَى بنِ عُقبَةَ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أن يَهودَ بَنِى النَّضيرِ وقُرَيظَةَ حارَبوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَجلَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنى النَّضيرِ وأَقَرَّ قُرَيظَةَ ومَنَّ عَلَيهِم، حَتَّى حارَبَت قُرَيظَةُ بَعدَ ذَلِكَ، فقَتَلَ رِجالَهُم وقَسَمَ نِساءَهُم وأَولادَهُم وأَموالَهُم بَينَ المُسلِمينَ، إلَّا بَعضَهُم لَحِقوا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فآمَنَهُم وأَسلَموا، وأَجلَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَهودَ المَدينَةِ بَنى قَينُقاعَ -وهُم قَومُ عبدِ اللهِ يَعنِى ابنَ سَلَامٍ- ويَهودَ بَنى حارِثَةَ وكُلَّ يَهودِىٍّ بالمَدينَةِ

(1)

. أخرَجَه مسلمٌ فى "الصحيح" مِن حَديثِ عبدِ الرَّزّاقِ عن ابنِ جُرَيجٍ

(2)

.

وأَمّا ما قال فى خَيبَرَ ففيما:

18077 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنى أبو الوَليدِ حَسّانُ بنُ محمدٍ الفَقيهُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَهدِىٍّ، عن مالكِ بنِ أنَسٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه، عن

(1)

المصنف فى الصغرى (3604)، والمعرفة (5583)، والدلائل 3/ 183، 358 عن أبى طاهر وحده. وأخرجه أحمد (6367)، والبخارى (4028)، وأبو داود (3005) من طريق ابن جريج به.

وتقدم فى (12982) وسيأتى فى (18787).

(2)

مسلم (1766/ 62).

ص: 214

عُمَرَ بنِ الخطابِ قال: لَولا آخِرُ النّاسِ ما فُتِحَت عَلَيهِم قَريَةٌ إلَّا قَسَمتُها كما قَسَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيبَرَ

(1)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن محمدِ بنِ المُثَنَّى

(2)

.

وأَمّا ما قال فى وِلدانِ بَنِى المُصطَلِقِ ففيما:

18078 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ، أخبرَنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا ابنُ عَونٍ (ح) قال: وأخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا محمدُ بنُ بَشّارٍ، حدثنا محمدُ بنُ أبى عَدِىٍّ ومُعاذُ بنُ مُعاذٍ قالا: حدثنا ابنُ عَونٍ قال: كتَبتُ إلَى نافِعٍ أسأَلُه عن الدُّعاءِ قبلَ القِتالِ قال: إنَّما كان ذَلِكَ الدُّعاءُ فى أصلِ

(3)

الإسلامِ، قَد أغارَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على بَنِى المُصطَلِقِ وهُم غارّونَ وأَنعامُهُم تُسقَى على الماءِ، فقَتَلَ مُقاتِلَتَهُم، وسَبَى سَبيَهُم، وأَصابَ يَومَئذٍ جوَيريَةَ بنتَ الحارِثِ، حَدَّثَنِى بهَذا عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وكانَ فى ذَلِكَ الجَيشِ. وفِى رِوايَةِ يَزيدَ: إنَّما ذَلِكَ بَعدَ الدُّعاءِ فى أوَّلِ الإسلام. والباقِى سَواءٌ

(4)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن محمدِ بنِ المُثَنّى عن ابنِ أبى عَدِىٍّ

(5)

.

(1)

أخرجه أحمد (284)، وأبو داود (3020) من طريق عبد الرحمن بن مهدى به.

(2)

البخارى (4236).

(3)

فى حاشية الأصل: "أول"، وفى س:"صدر".

(4)

المصنف فى الدلائل 4/ 48. وأخرجه أحمد (4857)، وابن الجارود (1047) من طريق معاذ به. وتقدم فى (17940، 18029). وسيأتى فى (18281).

(5)

مسلم (1730).

ص: 215

وقَد مَضَى فى حَديثِ أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ: غَزَونا

(1)

المُصطَلِقَ فسَبَينا كَرائمَ العَرَبِ، فأَرَدنا أن نَستَمتِعَ ونَعزِلَ فسألنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"لا عَلَيكُم ألَّا تَفعَلوا"

(2)

.

وأَمّا ما قال فى هَوازِنَ ففيما:

18079 -

أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِىُّ، أخبرَنى الحَسَنُ وهو ابنُ سُفيانَ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى، حدثنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَعدٍ، حَدَّثَنِى ابنُ أخِى ابنِ شِهابٍ، عن عَمِّه قال: وزَعَمَ عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ أن مَروانَ والمِسوَرَ بنَ مَخرَمَةَ أخبَراه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قامَ حينَ جاءَه وفدُ هَوازِنَ مُسلِمينَ فسألوه أن يَرُدَّ إلَيهِم أموالَهُم وسَبيَهُم، فقالَ لَهُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَعِى مَن تَرَونَ، وأَحَبُّ الحديثِ إلَىَّ أصدَقُه، فاختاروا إحدَى الطّائفَتَينِ؛ إمّا السَّبىَ وإمّا المالَ، وقَدِ استأنَيتُ بكُم". وكانَ أنظَرَهُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بضعَ عَشْرَةَ لَيلَةً حينَ قَفَلَ مِنَ الطّائفِ، فلَمّا تَبَيَّنَ لَهُم أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَيرُ رادٍّ إلَيهِم إلَّا إحدَى الطّائفَتَينِ قالوا: فإِنّا نَختارُ سَبيَنا. فقامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فى المُسلِمينَ فأَثنَى على اللهِ بما هو أهلُه ثُمَّ قال: "أمّا بَعدُ، فإِنَّ إخوَتَكُم

(3)

قَد جاءوا تائبينَ، وإِنِّى قَد رأيتُ أن أرُدَّ إلَيهِم سَبيَهُم، فمَن أحَبَّ مِنكُم أن يُطَيِّبَ ذَلِكَ فليفعَلْ، ومَن أحَبَّ مِنكُم أن يَكونَ على حَظِّه حَتَّى نُعطيَه إيّاه مِن أوَّلِ ما يُفِئُ اللهُ عَلَينا".

(1)

بعده فى س، م:"بنى".

(2)

تقدم فى (18030).

(3)

فى س، ص 8، م:"إخوانكم".

ص: 216

فقالَ النّاسُ: قَد طيَّبنا ذَلِكَ يا رسولَ اللهِ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنّا لا نَدرِى مَن أذِنَ مِنكُم مِمَّن لَم يأذَنْ، فارجِعوا حَتَّى يَرفَعَ إلَينا عُرَفاؤُكُم". فرَجَعَ النّاسُ فكَلَّمَهُم عُرَفاؤُهُم، فرَجَعوا إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَخبَروه أنَّهُم قَد طيَّبوا وأَذِنوا. هذا الَّذى بَلَغَنِى عن سَبىِ هَوازِنَ

(1)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن إسحاقَ عن يَعقوبَ بنِ إبراهيمَ

(2)

.

قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: وأَسَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أهلَ بَدرٍ، فمِنهُم مَن مَنَّ عَلَيه بلا شَئٍ أخَذَه مِنه، ومِنهُم مَن أخَذَ مِنه فِديَةً، ومِنهُم مَن قَتَلَه، وكانَ المَقتولانِ بَعدَ الإسارِ يَومَ بَدرٍ عُقبَةَ بنَ أبى مُعَيْطٍ والنَّضرَ بنَ الحارِثِ

(3)

.

18080 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا عَدَدٌ مِن أهلِ العِلمِ مِن قُرَيشٍ وغَيرِهِم مِن أهلِ العِلمِ بالمَغازِى أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسَرَ النَّضرَ بنَ الحارِثِ العَبدَرِىَّ

(4)

يَومَ بَدرٍ، وقَتَلَه بالباديَةِ

(5)

أوِ الأُثَيلِ

(6)

صَبرًا، وأَسَرَ عُقبَةَ بنَ أبى مُعَيطٍ [يَومَ بَدرٍ]

(7)

، فقَتَلَه صَبرًا

(8)

.

(1)

أخرجه أحمد (18914) عن يعقوب به. وتقدم فى (13175، 13176) من طريق الزهرى به.

(2)

البخارى (4318، 4319).

(3)

الأم 4/ 238.

(4)

فى م: "العبدى".

(5)

فى حاشية الأصل: "صوابه: بالنازية".

(6)

الأثيل: موضع قرب المدينة. ينظر معجم البلدان 1/ 93.

(7)

ليس فى: م.

(8)

المصنف فى المعرفة (5369).

ص: 217

قال الشيخُ: وقَد رُوِّينا فى كِتابِ القَسمِ عن محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ يَسارٍ صاحِبِ "المغازى"

(1)

.

18081 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الأصبَهانِىُّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ الجَهْمِ، حدثنا الحُسَينُ بنُ الفَرَجِ، حدثنا محمدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِى محمدُ بنُ يَحيَى بنِ سَهلِ بنِ أبى حَثمَةَ، عن أبيه، عن جَدِّه، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمّا أقبَلَ بالأُسارَى حَتَّى إذا كان بعِرْقِ الظُّبيَةِ أمَرَ عاصِمَ بنَ ثابِتِ بنِ أبى الأقلَحِ أن يَضرِبَ عُنُقَ عُقبَةَ بنِ أبى مُعَيطٍ، فجَعَلَ عُقبَةُ بنُ أبى مُعَيطٍ يقولُ: يا ويلاه عَلامَ أُقتَلُ مِن بَينِ هَؤُلاءِ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِعَداوَتِكَ

(2)

للهِ ولِرسولِه". فقالَ: يا محمدُ مَنُّكَ أفضَلُ، فاجعَلنى كَرَجُلٍ مِن قَومِى؛ إن قَتَلتَهُم قَتَلتَنِى، وإِن مَنَنتَ عَلَيهِم مَنَنتَ علىَّ، وإِن أخَذتَ مِنهُمُ الفِداءَ كُنتُ كأحَدِهِم، يا محمدُ مَن لِلصِّبيَةِ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النّارُ. يا عاصِمَ بنَ ثابِتٍ، قَدِّمْه فاضرِبْ عُنُقَه". فقَدَّمَه فضَرَبَ عُنُقَه

(3)

.

18082 -

وأخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ حَمدانَ الجَلَّابُ بهَمَذانَ، حدثنا هِلالُ بنُ العَلاءِ الرَّقَّىُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ عمرٍو، عن زَيدِ بنِ أبى أُنَيسَةَ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن إبراهيمَ قال: أرادَ الضَّحّاكُ بنُ قَيسٍ أن يَستَعمِلَ مَسروقًا، فقالَ له عُمارَةُ

(1)

تقدم فى (12984).

(2)

فى م: "بعداوتك".

(3)

مغازى الواقدى 1/ 114.

ص: 218

ابنُ عُقبَةَ: أتَستَعمِلُ رَجُلًا مِن بَقايا قَتَلَةِ عثمانَ؟! فقالَ له مَسروقٌ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ -وكانَ فى أنفُسِنا مَوثوقَ الحديثِ- أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمّا أرادَ قَتلَ أبيكَ قال: مَن لِلصِّبيَةِ؟ قال: "النّارُ". قَد رَضيتُ لَكَ ما رَضىَ لَكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: وكانَ مِنَ المَمنونِ عَلَيهِم بلا فِديَةٍ أبو عَزَّةَ الجُمَحِىُّ، تَرَكَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبَناتِه، وأَخَذَ عَلَيه عَهدًا ألا يُقاتِلَه، فأَخفَرَه وقاتَلَه يَومَ أُحُدٍ، فدَعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ألَّا يُفلِتَ، فما أُسِرَ مِنَ المُشرِكينَ رَجُلٌ غَيرُه، فقالَ: يا محمدُ امنُنْ علىَّ ودَعْنِى لِبَناتى، وأُعطيَك عَهدًا ألَّا أعودَ لِقِتالِكَ. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"لا، تَمسَحُ على عارِضَيكَ بمَكَّةَ تَقولُ: قَد خَدَعتُ محمدًا مَرَّتَينِ". فأَمَرَ به فضُرِبَت عُنُقُه. أخبرَناه أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ. فذَكَرَه

(2)

.

وقَد رُوِّينا فى ذَلِكَ عن غَيرِ الشّافِعِىِّ فى كِتابِ القَسْمِ

(3)

.

18083 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ أحمدَ

(4)

الأصبَهانىُّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ الجَهمِ، حدثنا الحُسَينُ بنُ الفَرَجِ،

(1)

الحاكم 2/ 124. وأخرجه أبو داود (2686) من طريق عبد الله بن جعفر به. وقال الألبانى فى صحيح أبى داود (2336): حسن صحيح.

(2)

المصنف فى المعرفة (5367)، وفى الدلائل 3/ 280، 281، والشافعى 4/ 238، 239.

(3)

تقدم فى (12969 - 12971).

(4)

كذا فى حاشية الأصل، س، ص 8، وفى الأصل، م:"عبد الله". وينظر ما تقدم فى (11380).

ص: 219

حدثنا محمدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنى محمدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن الزُّهرِىِّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ قال: أمَّنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأُسارَى يَومَ بَدرٍ أبا عَزَّةَ عبدَ اللهِ بنَ عمرِو بنِ عُمَيرٍ

(1)

الجُمَحِىَّ، وكانَ شاعِرًا، وكانَ قال لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: يا محمدُ إنَّ لى خَمسَ بَناتٍ لَيسَ لَهُنَّ شَئٌ، فتَصَدَّقْ بى عَلَيهِنَّ. ففَعَلَ، وقالَ أبو عَزَّةَ: أُعطيكَ مَوثِقًا ألَّا أُقاتِلَكَ ولا أُكَثِّرَ عَلَيكَ أبَدًا. فأَرسَلَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلَمّا خَرَجَت قُرَيشٌ إلَى أُحُدٍ جاءَه صَفوانُ بنُ أُمَيَّةَ فقالَ: اخرُجْ مَعَنا. فقالَ: إنِّى قَد أعطَيتُ محمدًا مَوثِقًا ألَّا أُقاتِلَه. فضَمِنَ صَفوانُ أن يَجعَلَ بَناتِه مَعَ بَناتِه إن قُتِلَ، وإن عاشَ أعطاه مالًا كَثيرًا، فلَم يَزَلْ به حَتَّى خَرَجَ مَعَ قُرَيشٍ يَومَ أُحُدٍ فأُسِرَ ولَم يُؤسَرْ غَيرُه مِن قُرَيشٍ، فقالَ: يا محمدُ، إنَّما أُخرِجتُ كَرهًا

(2)

ولى بَناتٌ، فامنُنْ عَلَىَّ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أينَ ما أعطَيتَنِى مِنَ العَهدِ والميثاقِ؟! لا واللهِ لا تَمسَحُ عارِضَيكَ بمَكَّةَ تَقولُ: سَخِرتُ بمُحَمَّدٍ مَرَّتَينِ". قال سعيدُ بنُ المُسَيَّبِ: فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المُؤمِنَ لا يُلدَغُ مِن جُحرٍ مَرَّتَيْنِ، يا عاصِمُ بنَ ثابِتٍ قَدِّمْه فاضرِبْ عُنُقَه". فقَدَّمَه فضَرَبَ عُنُقَه

(3)

.

قال الشّافِعِىُّ

(4)

رحمه الله: ثُمَّ أسَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمامَةَ بنَ أُثالٍ الحَنَفِىَّ بَعدُ فمَنَّ عَلَيه، ثُمَّ عادَ ثُمامَةُ بنُ أُثالٍ بَعدُ فأَسلَمَ وحَسُنَ إسلامُه

(5)

.

(1)

فى م: "عبد". وينظر الطبقات الكبرى 2/ 43.

(2)

ضبطه فى الأصل بالفتح والضم. وهما لغتان، ومنهم من فرق بينهما. ينظر التاج 36/ 485 (ك ر هـ).

(3)

مغازى الواقدى 1/ 111، 112.

(4)

فى م: "الشيخ".

(5)

الأم 4/ 239.

ص: 220

18084 -

أخبرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الفَقيهُ وأبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ المُزَكِّى قالا: حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، حدثنا أبو بكرٍ الحَنَفِىُّ، حدثنا عبدُ الحَميدِ بنُ جَعفَرٍ، حَدَّثَنِى سعيدُ بنُ أبى سعيدٍ المَقبُرِىُّ أنَّه سَمِعَ أبا هريرةَ يقولُ: بَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيلًا نَحوَ أرضِ نَجدٍ، فجاءَت برَجُلٍ يُقالُ له ثُمامَةُ بنُ أُثالٍ الحَنَفِىُّ، سَيِّدُ أهلِ اليَمامَةِ، فرَبَطوه بساريَةٍ مِن سَوارِى المَسجِدِ، فخَرَجَ عَلَيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"ما عِندَكَ يا ثُمامَةُ؟ ". قال: عِندِى يا محمدُ خَيرٌ؛ إن تَقتُلْنى تَقتُلْ ذا دَمٍ، وإِن تُنعِمْ تُنعِمْ على شاكِرٍ، وإِن تُرِدِ المالَ فسَلْ تُعطَ مِنه ما شِئتَ. فتَرَكَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى

(1)

كان مِنَ الغَدِ، ثُمَّ قال:"ما عِندَكَ يا ثُمامَةُ؟ ". فقالَ: عِندِى ما قُلتُ لَكَ. فرَدَّها عَلَيه، ثُمَّ أتاه اليَومَ الثّالِثَ فرَدَّها عَلَيه، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أطلِقوا ثُمامَةَ". فخَرَجَ ثُمامَةُ إلَى نَخلٍ قَريبٍ مِنَ المَسجِدِ فاغتَسَلَ مِنَ الماءِ، ثُمَّ دَخَلَ المَسجِدَ فقالَ: أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأَشهَدُ أن محمدًا رسولُ اللهِ، يا محمدُ واللهِ ما كان على وجهِ الأرضِ وجهٌ أبغَضَ إلَىَّ مِن وجهِكَ، وقَد أصبَحَ وجهُكَ أحَبَّ الوُجوهِ إلَىَّ، وواللهِ ما كان دينٌ أبغَضَ إلَىَّ مِن دينِكَ، وقَد أصبَحَ دينُكَ أحَبَّ الأديانِ إلَىَّ، وواللهِ ما كان مِن بَلَدٍ أبغَضَ إلَىَّ مِن بَلَدِكَ، وقَد أصبَحَ بَلَدُكَ أحَبَّ البُلدانِ كُلِّها إلَىَّ، وإِن خَيلَكَ أخَذَتنى وأَنا أُريدُ العُمرَةَ فماذا تَرَى؟ فبَشَّرَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأَمَرَه أن يَعتَمِرَ، فلَمّا قَدِمَ قال له رِجالٌ بمَكَّةَ: أصَبَوتَ يا ثُمامَةُ؟! فقالَ: لا واللهِ ما

(1)

بعده فى ص 8، م:"إذا".

ص: 221

صَبَوتُ، ولَكِنِّى أسلَمتُ مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وواللهِ لا تأتيكُم حَبَّةُ حِنطَةٍ مِنَ اليَمامَةِ حَتَّى يأذَنَ فيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن محمدِ ابنِ المُثَنَّى

(2)

.

18085 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حدثنا سعيدٌ المَقبُرِىُّ، عن أبى هريرةَ قال: كان إسلامُ ثُمامَةَ بنِ أُثالٍ الحَنَفِىِّ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعا اللهَ حينَ عَرَضَ لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بما عَرَضَ له أن يُمَكِّنَه اللهُ مِنه -وكانَ عَرَضَ له وهو مُشرِكٌ فأَرادَ قَتلَه- فأَقبَلَ ثُمامَةُ مُعتَمِرًا وهو على شِركِه حَتَّى دَخَلَ المَدينَةَ، فتَحَيَّرَ فيها حَتَّى أُخِذَ وأُتىَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَمَرَ به فرُبِطَ إلَى عَمودٍ مِن عُمُدِ المَسجِدِ، فخَرَجَ عَلَيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"ما لَكَ يا ثُمامَ، هَل أمكَنَ اللهُ مِنكَ؟ ". قال: وقَد كان ذَلِكَ يا محمدُ، إن تَقتُلْ تَقتُلْ ذا دَمٍ، وإِن تَعفُ تَعفُ عن شاكِرٍ، وإن تَسأَلْ مالًا تُعطَه. فمَضَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وتَرَكَه، حَتَّى إذا كان الغَدُ مَرَّ به فقالَ:"ما لَكَ يا ثُمامَ؟ ". فقالَ: خَيرًا يا محمدُ، إن تَقتُلْ تَقتُلْ ذا دَمٍ، وإِن تَعفُ تَعفُ عن شاكِرٍ، وإِن تَسأَلْ مالًا تُعطَه. ثُمَّ انصَرَفَ عنه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال أبو هريرةَ: فجَعَلنا المَساكينَ نَقولُ بَينَنا: ما يَصنَعُ بدَمِ ثُمامَةَ؟ واللهِ لأُكلَةٌ مِن جَزورٍ سَمينَةٍ مِن فِدائِه أحَبُّ إلَينا مِن دَمِ ثُمامَةَ. فلَمّا كان الغَدُ مَرَّ به

(1)

أخرجه أبو عوانة (6696) من طريق أبى بكر الحنفى به، وتقدم فى (820، 821، 4386،

12965، 12966).

(2)

مسلم (1764/ 60).

ص: 222

رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: "ما لَكَ يا ثُمامَ؟ ". فقالَ: خَيرًا يا محمدُ، إن تَقتُلْ تَقتُلْ ذا دَمٍ، وإِن تَعفُ تَعفُ عن شاكِرٍ، وإِن تَسأَلْ مالًا تُعطَه. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أطلِقوه، فقَد عَفَوتُ عَنكَ يا ثُمامَ". فخَرَجَ ثُمامَةُ حَتَّى أتَى حائطًا مِن حيطانِ المَدينَةِ، فاغتَسَلَ فيه وتَطَهَّرَ وطَهَّرَ ثيابَه، ثُمَّ جاءَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو جالِسٌ فى المَسجِدِ فى أصحابِه فقالَ: يا محمدُ، واللهِ لَقَد كُنتَ وما وجهٌ أبغَضَ إلَىَّ مِن وجهِكَ، ولا دينٌ أبغَضَ إلَىَّ مِن دينِكَ، ولا بَلَدٌ أبغَضَ إلَىَّ مِن بَلَدِكَ، ثُمَّ لَقَد أصبَحتَ وما وجهٌ أحَبَّ إلَىَّ مِن وجهِكَ، ولا دينٌ أحَبَّ إلَىَّ مِن دينِكَ، ولا بَلَدٌ أحَبَّ إلَىَّ مِن بَلَدِكَ، وإِنِّى أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، يا رسولَ اللهِ إنِّى كُنتُ قَد خَرَجتُ مُعتَمِرًا وأَنا على دينِ قَومِى فيَسِّرْنى

(1)

صَلَّى اللهُ عَلَيكَ فى عُمرَتى. فيَسَّرَه

(2)

وعَلَّمَه، فخَرَجَ مُعتَمِرًا، فلَمّا قَدِمَ مَكَّةَ وسَمِعَته قُرَيشٌ يَتَكَلَّمُ بأَمرِ محمدٍ مِنَ الإسلامِ قالوا: صبأَ ثُمامَةُ. فأَغضَبوه فقالَ: إنِّى واللهِ ما صَبَوتُ، ولَكِنِّى أسلَمتُ وصَدَّقتُ محمدًا وآمَنتُ به، وايمُ الَّذِى نَفسُ ثُمامَةَ بيَدِه لا تأتيكُم حَبَّةٌ مِنَ اليَمامَةِ -وكانَت ريفَ مَكَّةَ- ما بَقِيتُ حَتَّى يأذَنَ فيها محمدٌ صلى الله عليه وسلم. وانصرَفَ إلَى بَلَدِه ومَنَعَ الحَملَ إلَى مَكَّةَ حَتَّى جُهِدَت قُرَيشٌ، فكَتَبوا إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسأَلونَه بأَرحامِهِم أن يَكتُبَ إلَى ثُمامَةَ يُخَلِّى إلَيهِم حَملَ الطَّعامِ، ففَعَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

فى س، م:"فبشرنى".

(2)

فى س، م:"فبشره".

(3)

المصنف فى الدلائل 4/ 80، 89. وأخرجه ابن الأثير فى أسد الغابة 1/ 294، 295 من طريق أحمد بن عبد الجبار به.

ص: 223

18086 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ البَغدادِىُّ، حدثنا أبو عُلاثَةَ، حدثنا أبى، حدثنا ابنُ لَهيعَةَ، عن أبى الأسوَدِ، عن عُروةَ قال: وأَقبَلَ ثابِتُ بنُ قَيسِ بنِ شَمّاسٍ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: هَبْ لى الزَّبِيرَ اليَهودِىَّ أجزيه

(1)

بيَدٍ

(2)

كانَت له عِندِى يَومَ بُعاثٍ. فأَعطاه إيّاه، فأَقبَلَ ثابِتٌ حَتَّى أتاه فقالَ: يا أبا عبدِ الرَّحمَنِ هَل تَعرِفُنى؟ فقالَ: نَعَم، وهَل يُنكِرُ الرَّجُلُ أخاهُ؟ قال ثابِتٌ: أرَدتُ أن أجزيَكَ اليَومَ بيَدٍ لَكَ عِندِى يَومَ بُعاثٍ. قال: فافعَل؛ فإِنَّ الكَريمَ يَجزِى الكَريمَ. قال: قَد فعَلتُ، قَد سألتُكَ

(3)

رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فوَهَبَكَ لى. فأَطلَقَ عنه إسارَه، فقالَ الزَّبِيرُ: لَيسَ لى قائدٌ، وقَد أخَذتُمُ امرأتى وبَنِىَّ. فرَجَعَ ثابِتٌ إلَى الزُّبِيرِ فقالَ: رَدَّ إلَيكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امرأتَكَ وبَنيكَ. فقالَ الزَّبِيرُ: حائطٌ لى فيه أعذُقٌ، لَيسَ لى ولا لأهلِى عَيشٌ إلَّا بهِ. فرَجَعَ ثابِتٌ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فوَهَبَه له، فرَجَعَ ثابِتٌ إلَى الزَّبِيرِ فقالَ: قَد رَدَّ إلَيكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أهلَكَ ومالَكَ فأَسلِمْ تَسلَمْ. قال: ما فعَلَ الجَليسانِ؟ وذَكَرَ رِجالَ قَومِه. قال ثابِتٌ: قَد قُتِلوا وفُرِغَ مِنهُم، ولَعَلَّ اللهَ تبارك وتعالى أن يَكونَ أبقاكَ لخَيرٍ. قال الزَّبِيرُ: أسأَلُكَ باللهِ يا ثابِتُ وبيَدِى الخَضيمِ

(4)

عِندَكَ يَومَ بُعاثٍ إلَّا ألحَقتَنى بهِم؛ فلَيسَ فى العَيشِ خَيرٌ بَعدَهُم.

(1)

فى م: "أجريه".

(2)

فى الأصل: "فقد". وفى حاشيتها: "لعله: بيد"، وكتب فوقها:"وهو الصواب".

(3)

فى س، م:"سألت"، وبعده فى ص 8:"من".

(4)

فى س، م:"الخصيم"، وضبب عليها فى الأصل.

ص: 224

فذَكَرَ ذَلِكَ ثابِتٌ لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَمَرَ بالزَّبِيرِ فقُتِلَ

(1)

.

وذَكَرَه أيضًا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ عن الزُّهرِىِّ، وذَكَرَ أنَّه الزَّبيرُ بنُ باطا القُرَظىُّ

(2)

.

وذَكَرَه أيضًا موسَى بنُ عُقبَةَ، وذَكَرَ أنَّه كان يَومَئذٍ كَبيرًا أعمَى

(3)

.

18087 -

أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبّارِ السُّكَّرِىُّ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِىُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِىِّ، عن محمدِ بنِ جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ، عن أبيه، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال لأُسارَى بَدرٍ:"لَو كان مُطعِمُ بنُ عَدِىٍّ حَيًّا فكَلَّمَنِى فى هَؤُلاءِ النَّتنَى لَخَلَّيتُهُم له"

(4)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ مَنصورٍ عن عبدِ الرَّزّاقِ

(5)

.

18088 -

أخبرَنا أبو سَهلٍ محمدُ بنُ نَصرُويَه المَروَزِىُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ خَنْبٍ البخارىُّ، حدثنا أبو علىٍّ الحَسَنُ بنُ سَلَّامٍ، حدثنا عَفّانُ بنُ مُسلِمٍ، أخبرَنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن ثابِتٍ، عَن أنَسٍ، أن ثَمانينَ رَجُلًا مِن أهلِ مَكَّةَ هَبَطوا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَصحابِه مِن جَبَلِ التَّنعيمِ عِندَ صَلاةِ الفَجرِ، فأَخَذَهُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فعَفا عَنهُم. قال: ونَزَلَ القُرآنُ: {وَهُوَ الَّذِي

(1)

المصنف فى الدلائل 4/ 22.

(2)

ابن إسحاق - كما فى سيرة ابن هشام 4/ 202.

(3)

أخرجه المصنف فى الدلائل 4/ 19 - 23.

(4)

تقدم فى (12967، 12968).

(5)

البخارى (3139).

ص: 225

كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}

(1)

[الفتح: 24]. أخرَجَه مسلمٌ فى "الصحيح" مِن حَديثِ يَزيدَ ابنِ هارون عن حَمّادٍ

(2)

.

18089 -

حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ ابنُ الحُسَينِ القَطّانُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ يوسُفَ السُّلَمِىُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِىِّ، عن أبى سلمةَ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ مَنزِلًا وتَفَرَّقَ النّاسُ فى العِضاهِ يَستَظِلّونَ تَحتَها، فعَلَّقَ النّاسُ سِلاحَهُم فى شَجَرِهِ، فجاءَ أعرابِىٌّ إلَى سَيفِه فأَخَذَه فسَلَّه، ثُمَّ أقبَلَ على النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: مَن يَمنَعُكَ مِنِّى؟ والنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "اللهُ". فشامَ

(3)

الأعرابِىُّ السَّيفَ، فدَعا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه وأَخبَرَهُم بصَنيعِ الأعرابِىِّ وهو جالِسٌ إلَى جَنبِه لَم يُعاقِبْه

(4)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن مَحمودٍ، ورَواه مسلمٌ عن عبدِ بنِ حُمَيدٍ، كِلاهُما عن عبدِ الرَّزّاقِ

(5)

.

18090 -

أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبّارِ السُّكَّرِىُّ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ

(6)

، حدثنا

(1)

أخرجه أحمد (14090)، والنسائى فى الكبرى (11510) من طريق عفان به، وتقدم فى (12962) من طريق حماد.

(2)

مسلم (1808/ 133).

(3)

شام السيف: أغمده. وبمعنى: سَلَّه. والمراد هنا الأول. ينظر غريب الحديث للخطابى 2/ 5.

(4)

أخرجه عبد بن حميد (1080) من طريق عبد الرزاق به. وليس فى المصادر تعليق الناس سلاحهم، وإنما فيها تعليق النبى صلى الله عليه وسلم سيفه بالشجرة. وتقدم فى (12964) من طريق الزهرى.

(5)

البخارى (4139)، ومسلم 4/ 1786 (843/ 13).

(6)

بعده فى س، ص 8:"الرمادى".

ص: 226

عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِىِّ، عن أبى سلمةَ، عن جابِرٍ. فذَكَرَ الحديثَ بمَعناه. قال مَعمَرٌ: وكانَ قَتادَةُ يَذكُرُ نَحوَ هذا، ويَذكُرُ أن قَومًا مِنَ العَرَبِ أرادوا أن يَفتِكوا بالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فأَرسَلوا هذا الأعرابِىَّ، ويَتلو {اذْكُرُوا

(1)

نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ} الآيَة

(2)

[المائدة: 11].

وأَمّا المُفاداةُ بالنَّفسِ ففيما:

18091 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو الوَليدِ، حدثنا جَعفَرُ ابنُ أحمدَ بنِ نَصرٍ، حدثنا علىُّ بنُ حُجرٍ (ح) قال: وأَخبَرَنى أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ واللَّفظُ له، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا عمرُو بنُ زُرارَةَ بنِ واقِدٍ الكِلابِىُّ قالا: حدثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا أيّوبُ، عن أبى قِلابَةَ، عن أبى المُهَلَّبِ، عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ قال: كانَت ثَقيفُ حُلَفاءَ لِبَنِى عُقَيلٍ، فأَسَرَت ثَقيفُ رَجُلَينِ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأَسَرَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا وأَصابوا مَعَه العَضباءَ، فأَتَى عَلَيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو فى الوَثاقِ فقالَ: يا محمدُ يا محمدُ. فأَتاه صلى الله عليه وسلم فقالَ: "ما شأنُكَ؟ ". فقالَ: بمَ أخَذتَنِى؟ وبِمَ أخَذتَ سابِقَ الحاجِّ؟ فقالَ إعظامًا لِذاكَ: "أُخِذتَ بجَريرَةِ حُلَفائِكَ ثَقيفَ". ثُمَّ انصَرَفَ عنه، فناداه فقالَ: يا محمدُ يا محمدُ. قالَ: وكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَحيمًا رَقيقًا، فرَجَعَ إلَيه فقالَ:"ما شأنُكَ؟ ". فقالَ: إنِّى مُسلِمٌ.

(1)

فى النسخ: "واذكروا".

(2)

المصنف فى الدلائل 3/ 374.

ص: 227

قال: "لَو قُلتَها وأَنتَ تَملِكُ أمرَكَ أفلَحتَ كُلَّ الفَلاحِ". ثُمَّ انصَرَفَ عنه، فناداه: يا محمدُ يا محمدُ. فأَتاه فقالَ: "ما شأنُكَ؟ ". فقالَ: إنِّى جائعٌ فأَطعِمْنِى، وظَمآنُ فاسقِنِى. قال:"هذه حاجَتُكَ". قال: ففُدِىَ بالرَّجُلَينِ

(1)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن علىِّ بنِ حُجرٍ وغَيرِهِ

(2)

.

18092 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ الصَّفّارُ، حدثنا ابنُ أبى عُمَرَ، حدثنا سفيانُ، عن أيّوبَ، عن أبى قِلابَةَ، عن عَمِّه، عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فدَى رَجُلَينِ مِنَ المُسلِمينَ وأَعطَى رَجُلًا مِنَ المُشرِكينَ. قال سفيانُ: يَعنِى أخَذَ رَجُلَينِ مِنَ المُسلِمينَ وأَعطَى رَجُلًا مِنَ المُشرِكينَ

(3)

.

وأَمّا المُفاداةُ بالمالِ ففيما:

18093 -

أخبرَنا أبو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ الحُرْفِىُّ ببَغدادَ، حدثنا حَمزَةُ بنُ محمدِ بنِ العباسِ، حدثنا محمدُ بنُ غالِبٍ، حدثنا موسَى بنُ مَسعودٍ، حدثنا عِكرِمَةُ بنُ عَمّارٍ، عن أبى زُمَيلٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن عُمَرَ بنِ الخطابِ -قال: وكانَ أكثَرُ حَديثِه عن عُمَرَ- قال: لَمّا كان يَومُ بَدرٍ قال: "ما تَرَونَ فى هَؤُلاءِ الأُسارَى؟ ". فقالَ أبو بكرٍ: يا نَبِىَّ اللهِ،

(1)

أخرجه أحمد (19827)، وأبو داود فى رواية ابن العبد - كما فى تحفة الأشراف 8/ 202 من طريق ابن علية به. وتقدم فى (12972)، وسيأتى فى (18120).

(2)

مسلم (1641/ 8).

(3)

أخرجه الترمذى (1568) عن ابن أبى عمر به.

ص: 228

بَنو العَمِّ والعَشيرَةِ والإخوانُ، غَيرَ أنّا نأخُذُ مِنهُمُ الفِداءَ ليَكونَ لَنا قوَّةً على المُشرِكينَ، وعَسَى اللهُ عز وجل أن يَهديَهُم إلَى الإسلامِ ويَكونوا لَنا عَضُدًا. قال:"فماذا تَرَى يا ابنَ الخَطّابِ؟ ". قُلتُ: يا نَبِىَّ اللهِ، ما أرَى الَّذِى رأى أبو بكرٍ، ولَكِن هَؤُلاءِ أئمَّةُ الكُفرِ وصَناديدُهُم، فقَرِّبْهُم فاضرِبْ أعناقَهُم. قال: فهَوِىَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكرٍ ولَم يَهوَ ما قُلتُ أنا، فأَخَذَ مِنهُمُ الفِداءَ، فلَمّا أصبَحتُ غَدَوتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وإِذا هو وأبو بكرٍ قاعِدانِ يَبكيانِ، فقُلتُ: يا نَبِىَّ اللهِ، أخبِرْنى مِن أىِّ شَئٍ تَبكِى أنتَ وصاحِبُكَ، فإِن وجَدتُ بُكاءً بَكَيتُ وإِلَّا تَباكَيتُ لِبُكائِكُما. قال:"الَّذِى عَرَضَ علىَّ أصحابُكَ، لَقَد عُرِضَ علىَّ عَذابُكُم أدنَى مِن هذه الشَّجَرَةِ". وشَجَرَةٌ قَريبَةٌ حينَئذٍ، فأَنزَلَ اللهُ عز وجل:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} الآية

(1)

[الأنفال: 67]. أخرَجَه مسلمٌ فى "الصحيح" مِن وجهٍ آخَرَ عن عِكرِمَةَ بنِ عَمّارٍ، زادَ: إلَى قَولِه: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69] فأَحَلَّ اللهُ الغَنيمَةَ لَهُم

(2)

. وقَد مَضَى فى كِتابِ القَسمِ

(3)

.

18094 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ سُلَيمانَ البُرُلُّسِىُّ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عَرعَرَةَ (ح) وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ

(1)

أخرجه يعقوب بن شيبة فى مسند عمر ص 57، 58 من طريق أبى حذيفة النهدى -موسى بن مسعود- به، وتقدم تخريجه فى (12973). وسيأتى فى (20328).

(2)

مسلم (1763/ 58).

(3)

تقدم فى (12973).

ص: 229

ببَغدادَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المِصرِىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ

ابنِ صالِحٍ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عَرعَرَةَ، حدثنا أزهَرُ، عن ابنِ عَونٍ، عن محمدٍ، عن عَبيدَةَ، عن علىٍّ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فى الأُسارَى يَومَ بَدرٍ: "إن شِئتُم قَتَلتُموهُم، وإِن شِئتُم فادَيتُموهُم واستَمتَعتُم بالفِداءِ، واستُشهِدَ مِنكُم بعِدَّتِهِم". قال: وكانَ آخِرُ السَّبعينَ ثابِتَ بنَ قَيسٍ؛ قُتِلَ يَومَ اليَمامَةِ. زادَ البُرُلُّسِىُّ فى رِوايَتِه: قال ابنُ عَرعَرَةَ: رَدَدتُ هذا على أزهَرَ، فأَبَى إلَّا أن يَقولَ: عَبيدَةُ عن علىٍّ

(1)

.

18095 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنى عبدُ اللهِ بنُ سَعدٍ، حدثنا إبراهيمُ بنُ أبى طالِبٍ، حدثنا عمرُو بنُ علىٍّ وأَحمَدُ بنُ المِقدامِ قالا: حدثنا أبو بَحرٍ البَكراوِىُّ، حدثنا شُعبَةُ، حدثنا أبو العَنبَسِ، عن أبى الشَّعثاءِ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: جَعَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فى فِداءِ الأُسارَى أهلِ الجاهِليَّةِ أربَعَمِائَةٍ

(2)

.

18096 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ فى قِصَّةِ بَدرٍ قال: وكانَ فى الأُسارَى أبو وَداعَةَ السَّهمِىُّ، فقَدِمَ ابنُه المُطَّلِبُ المَدينَةَ، فأَخَذَ أباه بأَربَعَةِ آلافِ دِرهَمٍ فانطلَقَ به، ثُمَّ بَعَثَت قُرَيشٌ فى فِداءِ الأُسارَى، فقَدِمَ مِكرَزُ بنُ حَفصٍ فى فِداءِ سُهَيلِ بنِ عمرٍو فقالَ: اجعَلوا

(1)

المصنف فى الدلائل 3/ 139. وتقدم فى (12975) من طريق إبراهيم بن عرعرة دون زيادة البرلسى.

(2)

الحاكم 2/ 140. وتقدم فى (12976) من طريق شعبة.

ص: 230