الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18211 -
وأخبرَنا أبو سعيدٍ، حدثنا أبو العباسِ، حدثنا الحَسَنُ، حدثنا يَحيَى، حدثنا عبدُ الرَّحيمِ الرّازِىُّ، عن أشعَثَ، عن أبى الزُّبَيرِ، عن جابِرٍ قال: كانوا لا يَقتُلونَ تُجّارَ المُشرِكينَ
(1)
.
بابُ [مَن رأى]
(2)
قَتْلَ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الكُفّارِ جائزًا، وإن كان الاشتِغالُ بغَيِره أولَى
18212 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الحَميدِ الحارِثىُّ، حدثنا أبو أُسامَةَ (ح) قال: وأَخبَرَنِى أبو عمرٍو هو ابنُ حَمدانَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عبدُ اللهِ ابنُ بَرّادٍ، حدثنا أبو اسامَة، عن بُرَيدٍ، عن
(3)
أبى بُردة بنِ أبى موسى، عن أبيه قال: لما فرَغَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن حُنَينٍ بَعَثَ أبا عامِرٍ على جَيشِ أوطاسٍ فلَقِى دُرَيدَ بنَ الصِّمَّةِ، فقُتِلَ دُرَيدٌ وهَزَمَ اللهُ أصحابَه. وذَكَرَ الحديثَ إلَى أن قال عن أبى موسَى: فلَمّا رَجَعتُ إلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم دَخَلتُ عَلَيه وهو في بَيتٍ على سَريرٍ مُرَمَّلٍ
(4)
، وعِندَه فِراشٌ، قَد أثَّر رِمالُ السَّريرِ بظَهرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وجَنبَيه، فأَخبَرتُه بخَبَرِى وخَبَرِ أبى عامِرٍ. وذَكَرَ الحديثَ
(5)
. رَواه مسلمٌ في
= من طريق يزيد بن أبى زياد به.
(1)
يحيى بن آدم في الخراج (133). وأخرجه ابن أبى شيبة (33677) من طريق عبد الرحيم به. وأبو يعلى (1917) من طريق أبى الزبير به.
(2)
ليس في: م.
(3)
في م: "بن".
(4)
مُرَمَّل: أي منسوج، والمراد أنه نُسج وجهه بالسعف. ينظر لسان العرب 11/ 294 (ر م ل).
(5)
المصنف في الدلائل 5/ 152. وتقدم في (13060، 18014).
"الصحيح" عن عبدِ اللهِ بنِ بَرّادٍ
(1)
، وأَخرَجاه جَميعًا عن أبى كُرَيبٍ عن أبى أُسامَةَ
(2)
.
18213 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ يَسارٍ في قِصَّةِ أوطاسٍ قال: فأَدرَكَ رَبيعَةُ بنُ رُفَيعٍ دُرَيدَ بنَ الصِّمَّةِ، فأَخَذَ بخِطامِ جَمَلِه وهو يَظُنُّ أنَّه امرأةٌ، وذَلِكَ أنَّه كان في شِجارٍ
(3)
له، فإِذا هو برَجُلٍ، فأَناخَ به فإِذا هو شَيخٌ كَبيرٌ، وإِذا هو دُرَيدٌ ولا يَعرِفُه الغُلامُ، فقالَ دُرَيدٌ: ماذا تُريدُ؟ قال: قَتْلَكَ. قال: ومَن أنت؟ قال: أنا
(4)
رَبيعَةُ بنُ رُفَيعٍ السُّلَمِىُّ. قال: ثُمَّ ضَرَبَه بسَيفِه فلَم يُغنِ شَيئًا. فقالَ دُرَدٌ: بئسَما سَلَّحَتكَ أُمُّكَ، خُذْ سَيفِى هذا مِن مُؤَخَّرِ الشِّجارِ، ثُمَّ اضرِبْ به وارفَعْ عن العِظامِ واخفِضْ عن الدِّماغِ، فإِنِّى كَذَلِكَ كُنتُ أقتُلُ الرِّجالَ. فقَتَلَه
(5)
.
18214 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ قال: قال الشّافِعِىُّ: قُتِلَ يَومَ حُنَينٍ دُرَيدُ بنُ الصِّمَّةِ ابنَ خَمسينَ ومِائَةِ سنةٍ في شِجارٍ لا يَستَطيعُ الجُلوسَ، فذُكِرَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فلَم
(1)
مسلم (2498/ 165).
(2)
البخارى (4323)، ومسلم (2498/ 165).
(3)
الشِّجار: مركب للنساء دون الهودج مكشوف الرأس. غريب الحديث لابن قتية 2/ 170.
(4)
ليس في: م.
(5)
المصنف في الدلائل 5/ 153، 154. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 17/ 237 من طريق المصنف به. وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة 2/ 59 من طريق أحمد بن عبد الجبار به.
يُنكِرْ قَتلَه. قال الشّافِعِىُّ: وقُتِلَ أعمى مِن بَنِى قُرَيظَةَ بَعدَ الإسارِ، وَهَذا يَدُلُّ على قَتلِ مَن لا يُقاتِلُ مِنَ الرجالِ البالِغينَ إذا أبَى الإسلامَ والجِزيَةَ
(1)
.
قال الشيخُ: هو الزَّبيرُ بنُ باطا القُرَظِىُّ، قَد ذَكَرنا قِصَّتَه فيما مَضى
(2)
.
18215 -
وأخبرَنا أبو على الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا هُشَيمٌ، عن حَجّاجٍ، عن قَتادَةَ، عن الحَسَنِ، عن سَمُرَةَ بنِ جُندُب قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اقتُلوا شُيوخَ المُشرِكينَ واستَبقوا شَرخَهُم
(3)
"
(4)
.
قال الشّافِعِىُّ: ولَو جازَ أن يُعابَ قَتلُ مَن عَدا الرُّهبانَ، لمَعنَى أنَّهُم لا يُقاتِلونَ، لَم يُقتَلِ الأسيرُ ولا الجَريحُ المُثبَتُ
(5)
، وقَد ذُفِّفَ على الجَرحَى بحَضرَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنهُم أبو جَهلِ ابنُ هِشامٍ ذَفَّفَ عَلَيه ابنُ مَسعودٍ وغَيرُه
(6)
.
(1)
المصنف في المعرفة (5415)، والأم 4/ 284، 286.
(2)
تقدم في (18086).
(3)
قال الخطابى: الشرخ هاهنا جمع شارخ، وهو الحديث السن، يريد بهم الصبيان ومن لم يبلغ مبلغ الرجال، والشيوخ هاهنا: المسانّ، فإذا قيل: شرح الثاب. كان معناه أول الشباب. معالم السنن 2/ 281.
(4)
أبو داود (2670)، وسعيد بن منصور (2624). وأخرجه أحمد (20230) من طريق هشيم به. والترمذى (1583) من طريق قتادة به. وقال الترمذى: حسن صحيح غريب. وضعفه الألبانى في ضعيف أبى داود (571).
(5)
المثبت: من لا حراك له من المرض. تاج العروس 4/ 473 (ث ب ت).
(6)
الأم 4/ 240.
18216 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبُ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ بنُ عَطاءٍ، أخبرَنا سُلَيمانُ التَّيمِىُّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن يَنظُرُ ما صَنَعَ أبو جَهلٍ؟ ". قال: فانطَلَقَ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ فوَجَدَه قَد ضرَبَه ابنا عَفراءَ، فنَزَلَ فأَخَذَ بلِحيَتِه قال: أنتَ أبو جَهلٍ؟ قال: وهَل فوقَ رَجُلِ قَتَلتُموه، أو قَتَلَه قَومُه
(1)
؟! أخرَجَه البخارىُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" مِن أوجُهٍ عن سُليمان التَّيمِىِّ
(2)
.
18217 -
أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أبو وكيعٍ، عن أبى إسحاقَ، عن عمرِو بنِ مَيمونٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ قال: لما كان يَومُ بَدرٍ انتَهَيتُ إلَى أبى جَهلٍ وهو مَصروعٌ، فضرَبتُه بسَيفِى فما صَنَعَ شَيئًا، ونَدَرَ
(3)
سَيفُه فضرَبتُه، ثُمَّ أتَيتُ به النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم في يَومٍ حارٍّ كأنَّما أُقَلُّ
(4)
مِنَ الأرضِ، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ هذا عَدوُّ اللهِ أبو جَهلٍ قَد قُتِلَ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "آللهِ لَقَد قُتِلَ؟ ". قُلتُ: آللهِ لَقَد قُتِلَ. قالَ: "فانطَلِقْ بنا فأَرِناه". فجاءَ فنَظَرَ إلَيه فقالَ: "هذا كان فِرعَونَ هذه الأُمَّةِ"
(5)
.
(1)
أخرجه أحمد (12304)، وأبو يعلى (4063) من طريق سليمان التيمى به.
(2)
البخارى (3962، 4020)، ومسلم (1800/ 118).
(3)
ندر: سقط. تاج العروس 14/ 193 (ن د ر).
(4)
أُقل. أُحْمَل من فوق الأرض. ينظر حاشية السندى على ابن ماجه 4/ 61.
(5)
الطيالسى (326)، ومن طريقه الطبرانى (8475). وأخرجه البزار في مسنده (1861)، والنسائي في الكبرى (6004) من طريق أبى إسحاق به.
كَذا قال: عن عمرِو بنِ مَيمونٍ. والمَحفوظُ: عن أبى إسحاقَ، عن أبى عُبَيدَةَ، عن أبيه. وقَد مَضَى ذَلِكَ
(1)
.
18218 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ السَّمّاكِ، حدثنا حَنبَلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَهدِىٍّ، حدثنا ابنُ المُبارَكِ، أخبرَنا هِشامُ بنُ عُروةَ، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ، أنَّه كان مَعَ أبيه يَومَ اليَرموكِ، فلَمَّا انهَزَمَ المُشرِكونَ وحُمِلَ فجَعَلَ يُجيزُ على جَرحاهُم
(2)
.
قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: ولا أعلمُ
(3)
يَثبُتُ عن أبى بكرٍ خِلافُ هذا، ولَو كان يَثبُتُ لَكانَ يُشبِهُ أن يَكونَ أمَرَهُم بالجِدِّ
(4)
على قِتالِ مَن يُقاتِلُهُم ولا يَتَشاغَلوا بالمُقامِ على مَواضِعِ هَؤُلاءِ
(5)
.
قال الشيخُ: وإِنَّما قال هذا؛ لأنَّ الرِّواياتِ التى ذَكَرناها عن أبى بكرٍ كُلَّها مَراسيلُ، إلَّا أنَّها رُويَت مِن أوجُهٍ، ورَواها ابنُ المُسَيبِ وهو حَسَنُ المُرسَلِ، وذَكَرَ الشّافِعِىُّ رحمه الله في رِوايَةِ أبى عبدِ الرَّحمَنِ البَغدادِىِّ عنه حَديثَ المُرَقِّعِ، ثُمَّ ضَعَّفَه بأَنَّ مُرَقِّعًا لَيسَ بالمَعروفِ، وذَكَرَ حَديثَ أيّوبَ عن رَجُلٍ عن أبيه، ثُمَّ قال: وهَذا كالَّذِى ذَكَرنا مِن قَبلِه مِنَ المَجهولِ. وأَمّا حَديثُ
(1)
تقدم في (18068، 18069).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 28/ 144 من طريق المصنف به.
(3)
كتب فوقه في الأصل: "أعرف".
(4)
في حاشية الأصل: "بالحد".
(5)
الأم 4/ 284.