الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آدَمَ. وأَخرَجَه مِن حَديثِ وكيعٍ
(1)
.
وروّينا في ذَلِكَ عن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه في البابِ قَبلَه
(2)
.
بابٌ: الكافرُ الحَربِىُّ يَقتُلُ مُسلِمًا ثُمَّ يُسلِمُ لَم يَكُنْ عَلَيه قَوَدٌ
18239 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ ابنُ جَعفَرِ بنِ أحمدَ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ أبى سلمةَ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ جَعفَرٍ القَطيعِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنِى أبى، حدثنا حُجَينُ بنُ المُثَنَّى، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ أبى سلمةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ الفَضلِ، عن سُلَيمانَ بنِ يَسارٍ، عن جَعفَرِ بنِ عمرٍو الضَّمرِىِّ قال: خَرَجتُ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عَدِىِّ بنِ الخِيارِ إلَى الشّامِ، فلَمّا قَدِمنا حِمصَ قال لِى عُبَيدُ اللَّهِ: هَل لَكَ في وحشِىٍّ نَسأَلُه عن قَتلِ حَمزَ؟ وقالَ أبو داودَ في رِوايَتِه عن عبدِ العَزيزِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ الفَضلِ الهاشِمِىُّ، عن سُلَيمانَ بنِ يَسارٍ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عَدِىِّ بنِ الخِيارِ -كَذا في كِتابِى- قال: أقبَلنا مِنَ الرّومِ، فلَمّا قَرُبنا مِن حِمصَ قُلنا: لَو مَرَرنا بوَحشِىٍّ فسألناه عن قَتلِ حَمزَةَ. فلَقِيْنا رَجُلًا فذَكَرنا ذَلِكَ له فقالَ: هو رَجُلٌ قَد غَلَبت عَلَيه الخَمرُ، فإِن أدرَكتُماه وهو صاحٍ لَم تَسأَلاه عن شَئٍ إلَّا أخبَرَكما، وإِن أدرَكتُماه شارِبًا فلا تَسأَلاه. فانطَلَقنا حَتَّى انتَهَينا إلَيه قَد أُلقِى له شَئٌ على بابِه وهو جالِسٌ صاحٍ فقالَ: ابنُ الخِيارِ؟
(1)
مسلم (1731/ 2).
(2)
تقدم في (18231).
قُلتُ: نَعَم. قال: ما رأيتُكَ مُنذُ حَمَلتُكَ إلَى أُمِّكَ بذِى طُوًى؛ إذ وضَعَتكَ فرأيتُ قَدَمَيكَ فعَرَفتُهُما. قال: قُلتُ: جِئناكَ نَسأَلُكَ عن قَتلِ حَمزَةَ. قال: سأحَدِّثُكُما كما حَدَّثتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ سألَنِى؛ كُنتُ عبدًا لآلِ مُطعِمٍ، فقالَ لِى ابنُ أخِى مُطعِمٍ: إن أنتَ قَتَلتَ حَمزَةَ بعَمِّى فأَنتَ حُرٌّ. فانطَلَقتُ يَومَ أُحُدٍ مَعِى حَربَتِى، وأَنا رَجُلٌ مِنَ الحَبَشَةِ ألعَبُ بها لَعِبَهُم، فخَرَجتُ يَومَئذٍ ما أُريدُ أن أقتُلَ أحَدًا ولا أُقاتِلَه إلَّا حَمزَةَ، فخَرَجتُ فإِذا أنا بحَمزَةَ كأنَّه بَعيرٌ أورَقُ
(1)
، ما يُرفَعُ له أحَدٌ إلَّا قَمَعَه
(2)
بالسَّيفِ، فهِبتُه، وبادَرَنِى إلَيه رَجُلٌ مِن بَنى ولَدِ سِباعٍ، فسَمِعتُ حَمزَةَ يقولُ: إلَىَّ يا ابنَ مُقَطِّعَةِ البُظورِ. فشَدَّ عَلَيه فقَتَلَه، وجَعَلتُ ألوذُ مِنه، فلُذتُ مِنه بشَجَرَةٍ ومَعِى حَربَتِى، حَتَّى إذا استَمكَنتُ مِنه هَزَزتُ الحَربَةَ حَتَّى رَضِيتُ مِنها، ثُمَّ أرسَلتُها فوَقَعَت بَينَ ثَندُوَتَيه
(3)
، ونَهَزَ
(4)
ليَقومَ فلَم يَستَطِعْ، فقَتَلتُه ثُمَّ أخَذتُ حَربَتِى، ما قَتَلتُ أحَدًا ولا قاتَلتُه، فلَمّا جِئتُ عَتَقتُ، فلَمّا قَدِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أرَدتُ الهَرَبَ مِنه أُريدُ الشّامَ، فأَتانِى رَجُلٌ فقالَ: ويحَكَ يا وحشِىُّ، واللهِ ما يأتِى محمدًا أحَدٌ يَشهَدُ بشَهادَتِه إلَّا خَلَّى عنه. فانطَلَقتُ فما شَعَرَ بى إلَّا وأَنا واقِفٌ على رأسِه أشهَدُ بشَهادَةِ الحَقِّ فقالَ:"أوَحشِىٌّ؟ ". قُلتُ: وحشِىٌّ. قال: "ويحَكَ، حَدِّثْنى، عن قَتلِ حَمزَةَ". فأَنشأْتُ أُحَدِّثُه كما حَدَّثتُكُما، فقالَ: "ويحَكَ يا وحشِىُّ، غَيِّبْ
(1)
أورق: يضرب لونه إلى الخضرة كلون الرماد. أو غبرة تضرب إلى السواد. مشارق الأنوار 2/ 283.
(2)
قمعه: قهره. اللسان 8/ 294 (ق م ع).
(3)
الثَّندوَتان للرجل كالثديين للمرأة. تهذيب اللغة 14/ 64.
(4)
نهز: نهض. اللسان 5/ 421 (ن هـ ز).
عَنِّى وجهَكَ فلا أراكَ". فكُنتُ أتَّقِى أن يَرانِى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقَبَضَ اللهُ نَبيَّه صلى الله عليه وسلم، فلَمّا كان مِن أمرِ مُسَيلِمَةَ ما كان، وابتُعِثَ
(1)
إلَيه البَعثُ ابتُعِثتُ مَعَه، وأَخَذتُ حَربَتِى، فالتَقَينا فبادَرتُه أنا ورَجُلٌ مِنَ الأنصارِ، فرَبُّكَ أعلمُ أيُّنا قَتَلَه، فإِن كُنتُ
(2)
قَتَلتُه فقَد قَتَلتُ خَيرَ النّاسِ وشَرَّ الناسِ. قال سُلَيمانُ بنُ يَسارٍ: سَمِعتُ ابنَ عُمَرَ يقولُ: كُنت في الجَيشِ يَومَئذٍ فسَمِعتُ قائلًا يقولُ في مُسَيلِمَةَ: قَتَلَه العَبدُ الأسوَدُ. لَفظُ حَديثِ أبى داودَ، وحَديثُ حُجَينٍ بمَعناه يَزيدُ ويَنقُصُ، لَم يَذكُرْ حَديثَ الشُّربِ، ولا قَولَه: إن كُنتُ قَتَلتُه
(3)
. وقَد أخرَجَه البخارىُّ في "الصحيح" عن أبى جَعفَرٍ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ عن حُجَينِ ابنِ المُثَنَّى
(4)
.
18240 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ وإِبراهيمُ بنُ أبى طالِبٍ وزَكَريّا بنُ داودَ الخَفّافُ قالوا: حدثنا الحَسَنُ بنُ محمدٍ الزَّعفَرانِىُّ، حدثنا حَجّاجٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ، أخبرَنِى يَعلَى بنُ مُسلِمٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ أنَّه سَمِعَه يُحَدِّثُ عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، أن ناسًا مِن أهلِ الشِّركِ قَتَلوا فأَكثَروا، وزَنَوا فأَكثَروا، ثُمَّ أتَوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فقال
(5)
: إنَّ الَّذِى تَقولُ وتَدعو إلَيه لَحَسَنٌ لَو تُخبِرُنا أنَّ لِما عَمِلنا
(1)
في م: "وانبعث".
(2)
بعده في م: "أنا".
(3)
الطيالسى (1410)، وأحمد (16077). وأخرجه ابن حبان (7017) من طريق حجين بن المثنى به. والطبرانى (2947) من طريق عبد الله بن الفضل به.
(4)
البخاري (4072).
(5)
في م: "فقالوا".
كَفارَةً. فنَزَلَت: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68]،. ونَزَلَت:{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} الآيَة
(1)
[الزمر: 53]. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ حاتِمٍ وغَيرِه عن حَجّاجِ بنِ محمدٍ، وأَخرَجَه البخارىُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ جُرَيجٍ
(2)
.
18241 -
أخبرَنا أبو صالِحِ ابنُ أبى طاهِرٍ العَنبَرِىُّ، أخبرَنا جَدِّى يَحيَى ابنُ مَنصورٍ القاضِى، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ مَنصورٍ وغَيرُه قالوا: حدثنا أبو عاصمٍ، أخبرَنا حَيوَةُ بنُ شُرَيحٍ، أخبرَنِى يَزيدُ بنُ أبى حَبيبٍ، عن ابنِ شُماسَةَ المَهرِىِّ قال: حَضَرْنا عمرَو بنَ العاصِ وهو في سياقَةِ المَوتِ. فذَكَرَ الحديثَ قال: فأَتَيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأُبايِعَه على الإسلامِ فقُلتُ: ابسُطْ يَمينَكَ أُبايِعْكَ يا رسولَ اللهِ. فبَسَطَ يَدَه، فقَبَضتُ يَدِى فقالَ:"ما لَكَ يما عمرُو؟ ". قُلتُ: أرَدتُ أن أشتَرِطَ. قال: "تَشتَرِطُ ماذا؟ ". قُلتُ: أشتَرِطُ أن يُغفَرَ لى. قال: "أما عَلِمتَ يا عمرُو أن الإسلامَ يَهدِمُ ما كان قَبلَه؟ ". وذَكَرَ الحديثَ
(3)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ مَنصورٍ
(4)
.
(1)
المصنف في الشعب (7139). وأخرجه النسائي (4015)، وابن أبى حاتم في تفسيره (15398) من طريق الحسن بن محمد الزعفرانى به. وأبو داود (4274) من طريق حجاج به.
(2)
مسلم (122/ 193)، والبخارى (4810).
(3)
أخرجه ابن خزيمة (2515)، وأبو عوانة (200)، وابن حبان في الثقات 3/ 266، وابن عساكر في تاريخ دمشق 46/ 194 من طريق أبى عاصم به. وأحمد (17827) من طريق يزيد بن أبي حبيب به.
(4)
مسلم (121/ 192).
18242 -
حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ العباسِ، حدثنا أبو العباسِ الدَّغُولِىُّ، حدتنا محمدُ بنُ عبدِ الكَريمِ، حدثنا الهَيثَمُ بنُ عَدِىٍّ، حدثنا أُسامَةُ بنُ زَيدٍ، عن القاسِمِ بنِ محمدٍ قال: رُمِى عبدُ اللَّهِ بنُ أبى بكرٍ رضي الله عنهما بسَهمٍ يَومَ الطّائفِ، فانتَقَضَت به بَعدَ وفاةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بأَربَعينَ لَيلَةً فماتَ. فذَكَرَ قِصَّةً. قال: فقَدِمَ عَلَيه وفدُ ثَقيفَ، ولَم يَزَلْ ذَلِكَ السَّهمُ عِندَه، فأُخرِجَ إلَيهِم فقالَ: هَل يَعرِفُ هذا السَّهمَ مِنكُم أحَدٌ؟ فقالَ سعيدُ بنُ عُبَيدٍ أخو بَنِى العَجلانِ: هذا سَهمٌ أنا بَرَيتُه ورِشتُه وعَقَّبتُه
(1)
، وأَنا رَمَيتُ بهِ. فقالَ أبو بكرٍ: فإِنَّ هذا السَّهمُ الَّذِى قَتَلَ عبدَ اللهِ ابنَ أبى بكرٍ، فالحَمدُ للهِ الَّذِى أكرَمَه بيَدِكَ، ولَم يُهِنكَ بيَدِه، فإِنَّه واسِعٌ
(2)
لَكُما
(3)
.
18243 -
وحَدَّثَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو علىٍّ الحافظُ، أخبرَنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ، حدثنا محمدُ بنُ الصَّبّاحِ، حدثنا سفيانُ، عن عمرٍو، عن [عُمَرَ بنِ]
(4)
عبدِ الرَّحمَنِ بنِ زَيدِ بنِ الخطابِ قال: كان عُمَرُ يُصابُ بالمُصيبَةِ فيَقولُ: [أُصِبتُ بزَيدِ]
(5)
بنِ الخطابِ رضي الله عنه فصَبَرتُ.
(1)
عقب السهم: لوى شيئًا منها عليها. التاج 3/ 398 (ع ق ب).
(2)
في م: "أوسع".
(3)
الحاكم 3/ 477، 478. وقال الذهبي 7/ 3629: الهيثم متروك. وقال ابن حجر في الإصابة 6/ 45: وفيه الهيثم بن عدى، وهو واه.
(4)
ليس في: م. وينظر التاريخ الكبير 6/ 171، والثقات لابن حبان 5/ 147.
(5)
في م: "أصيب زيد".
وأَبصرَ قاتِلَ أخيه زَيدٍ فقالَ له: ويحَكَ لَقَد قَتَلتَ لِى أخًا، ما هَبَّتِ الصَّبا
(1)
إلَّا ذَكَرتُه
(2)
.
18244 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُسْتُويَه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أحمدُ بنُ يونُسَ، حدثنا زُهَيرٌ، حدثنا حُمَيدٌ، حدثنا أنَسٌ أن الهُرمُزانَ نَزَلَ على حُكمِ عُمَرَ فقالَ عُمَرُ: يا أنَسُ، أستَحي قاتِلَ البَراءِ بنِ مالكٍ ومَجزأةَ بنِ ثَورٍ؟ فأَسلَمَ وفَرَضَ لَه
(3)
.
18245 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو محمدٍ يَحيَى بنُ مَنصورٍ، حدثنا أبو القاسِمِ علىُّ بنُ سَقرِ بنِ نَصرٍ السُّكَّرِىُّ، حدثنا عَفّانُ بنُ مُسلِمٍ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ المُغيرَةِ، عن ثابِتٍ، عن أنَسٍ في قِصَّةِ القُرّاءِ وقَتلِ حَرامِ بنِ مِلحانَ قال في آخِرِه: فلَمّا كان بَعدَ ذَلِكَ إذا أبو طَلحَةَ يقولُ لِى: هَل لَكَ في قاتِلٍ لِحَرام؟ قُلتُ: ما بالُه؟! فعَلَ اللهُ به وفَعَلَ. قال: لا تَفعَلْ فقَد أسلَمَ
(4)
.
(1)
الصَّبا: ريح معروفة تقابل الدَّبور، سميت بذلك لأنها تستقبل البيت وكأنها تحن إليه. التاج 38/ 409 (ص ب و).
(2)
الحاكم 3/ 227. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 45/ 119، 120 من طريق المصنف به.
(3)
أخرجه البخارى في التاريخ الصغير 1/ 80 من طريق أحمد بن يونس به. وتقدم مطولًا في (18234).
(4)
تقدم في (3188).