الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بتَقوَى الله، وبِمَن مَعَه مِنَ المُسلِمينَ خَيرًا، ثُمَّ قال: "اغزوا باسمِ اللهِ وفِي سَبيلِ الله، قاتِلوا مَن كَفَرَ بالله، اغزوا ولا تَغُلّوا ولا تَغدِروا ولا تُمَثِّلوا ولا تَقتُلوا وليدًا، وإِذا لَقِيتَ عَدوَّكَ مِنَ المُشرِكينَ فادعُهُم إلَى إحدَى
(1)
ثلاثِ خِصالٍ - أو: خِلالٍ - فأَيّتُهُم ما أجابوكَ فاقبَلْ مِنهُم وكُفَّ عَنهُم؛ [ادعُهُم إلَى الإسلام، فإِن أجابوكَ فاقبَلْ مِنهُم وكُفَّ عَنهُمَ]
(2)
، ثُمَّ ادعُهُم مِنَ التَّحَوُّلِ مِن دارِهِم إلَى دارِ المُهاجِرينَ، وأَخبِرْهُم إن هُم فعَلوا ذَلِكَ فلَهُم ما لِلمُهاجِرينَ وعَلَيهِم ما على المُهاجِرينَ، فإِن هُم أبَوا أن يتَحَوَّلوا مِن دارِهِم إلَى دارِ المُهاجِرينَ، فأَخبِرْهُم أنَّهُم يَكونونَ كأعرابِ المُسلِمينَ، يَجرِي عَلَيهِم حُكمُ اللهِ الَّذِي يَجرِي على العَرَب، ولا يَكونُ لَهُم مِنَ الفَئِ ولا مِنَ الغَنيمَةِ شَئٌ الَّا أن يُجاهِدوا مَعَ المُسلِمينَ، فإِن
(3)
أبَوا فسَلْهُم إعطاءَ الجِزيَة، فإِن فعَلوا فكُفَّ عَنهُم، فإِن هُم أبَوا فاستَعِنْ باللَّهِ وقاتِلْهُم"
(4)
. وذَكَرَ باقِيَ الحديثِ.
وتَمامُ الحديثِ يَرِدُ إن شاءَ اللهُ. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عن يَحيَى بنِ آدَمَ
(5)
.
بابٌ: السَّلَبُ لِلقاتِلِ
وقَد مَضَتِ الأخبارُ فيه في كِتابِ قَسمِ الفَئِ والغَنيمَةِ
(6)
، ونَحنُ نَذكُرُ ههنا طَرَفًا مِنها إن شاءَ اللَّهُ:
(1)
في الأصل: "أحد". وينظر المهذب 7/ 3568.
(2)
ليس في: م.
(3)
بعده في م: "هم".
(4)
تقدم في (17822). وسيأتي في (18100، 18237).
(5)
مسلم (1731/ 2).
(6)
ينظر ما تقدم في (12888 - 12911، 12987، 12988).
18008 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ بنُ إبراهيمَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن سلمةَ، حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بن سعيدٍ (ح) وأخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللَّهِ الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإِسماعيلِيُّ، أخبرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بن سعيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن عُمَرَ بنِ كَثيرٍ، عن أبي محمدٍ مَولَى أبي قَتادَةَ، عن أبي قَتادَةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ حُنَينٍ: "مَن أقامَ بَيِّنَةً على قَتيل فلَه سَلَبُه". فقُمتُ لألتَمِسَ بَيِّنَةً على قَتيلِي، فلَم أرَ أحَدًا يَشهَدُ لِي فجَلَستُ، ثُمَّ بَدا لِي فذَكَرتُ أمرَه لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رَجُلٌ مِن جُلَسائه: سِلاحُ هذا القَتيلِ الَّذِي يَذكُرُ عِندِي. قال: فأَرضِه مِنه. قال أبو بكرٍ: كَلَّا، لا يُعطِه أُصَيبِغَ
(1)
مِن قُرَيشٍ، ويَدَعُ أسَدًا مِن أُسدِ اللَّهِ يُقاتِلُ عن اللهِ ورسولِهِ. قال: فعَلِمَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَدّاه إلَيَّ، فاشتَرَيتُ مِنه خِرافًا، فكانَ أوَّلَ مالٍ تأثَّلتُه
(2)
. وقالَ أبو عمرٍو في رِوايَتِه: فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَدّاه إلَيَّ
(3)
. رَواه البخاريُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" عن قُتَيبَةَ بنِ سعيدٍ على اللَّفظِ
(4)
الأوَّل، ثُمَّ قال البخاريُّ: قال عبدُ اللَّهِ عن اللَّيثِ: فقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فأَدّاه إلَيَّ
(5)
.
(1)
أُصيبغ: قيل معناه أسيْوِد، كأنه عيره بلونه. وفيه أقوال أخرى. مشارق الأنوار 2/ 39.
(2)
تَأَثَّلَ المال: اكتسبه واتخذه وثمَّره. ينظر لسان العرب 11/ 9 (أ ث ل).
(3)
أخرجه أبو عوانة في مسنده (6633) من طريق الليث به. وتقدم في (12890، 12988) من طريق يحيى بن سعيد به.
(4)
البخاري (7170)، ومسلم (1751/
…
).
(5)
البخاري عقب (7170).