الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال البخاريُّ: الأولُ أصَحُّ - يَعنِي عمرَو بنَ أبي سُفيانَ بنِ أَسيدٍ أصَحُّ - وكَذَلِكَ قالَه شُعَيبُ بن أبي حَمزَةَ ومَعمَرٌ ويونُسُ وغَيرُهُم عن الزُّهرِيِّ
(1)
.
بابُ المُسلِمِ يَدُلُّ المُشرِكينَ على عَورَةِ المُسلِميَن
18478 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بن الحُسَينِ بنِ داودَ العَلَوِيُّ رحمه الله، أخبرَنا عبدُ الله بن محمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الشَّرقِيِّ، حدثنا عبدُ الله بنُ هاشِمِ بنِ حيّانَ الطُّوسِيُّ، حدثنا سفيانُ بن عُيَينَةَ (ح) وأخبرَنا أبو عبد الله الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بن الحَسَنِ وأبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا الربيعُ بن سُلَيمانَ المُرادِيُّ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا سفيانُ بن عُيَينَةَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن الحَسَنِ بنِ محمدٍ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ أبي رافِعٍ قال: سَمِعتُ عَليًّا يقولُ: بَعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنا والزُّبَيرَ والمِقدادَ فقالَ: "انطَلِقوا حَتَّى تأتوا رَوضَةَ خَاخٍ فإنَّ بها ظَعينَةً مَعَها كتابٌ". فخرَجْنا تَعادَى بنا خَيلُنا، فإِذا نَحنُ بظَعينَةٍ فقُلنا: أخرِجِي الكِتابَ. فقالَت: ما مَعِيَ كِتاب. فقُلنا لَها: لَتُخْرِجِنَّ الكِتابَ أو لَنُلقيَنَّ الثيابَ. فأَخرَجَته مِن عِقاصِها
(2)
، فأَتَينا به رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فإِذا فيه مِن حاطِبِ بنِ أبي بَلتَعَةَ إلَى أُناسٍ مِنَ المُشرِكينَ مِمن بمَكَّةَ يُخبِرُ ببَعضِ أمرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:"ما هذا يا حاطِبُ؟ ". قال: لا تَعجَلْ عليّ، إنِّي كُنتُ امرَأً مُلصَقًا في قُرَيشٍ ولَم أكُنْ مِن أنفُسِها، وكانَ مَن مَعَكَ مِنَ المُهاجِرينَ لَهُم قَراباتٌ يَحمونَ بها قَراباتِهِم،
(1)
ينظر التاريح الكبير 6/ 336.
(2)
عقاصها: العقص لي خصلات الشعر بعضه على بعض وضفره ثم يرسل. مشارق الأنوار 2/ 100.
ولَم يَكُنْ لِي بمَكَّةَ قَرابَةٌ، فأَحبَبتُ إذ فاتَنِي ذَلِكَ أن أتَّخِذَ عِندَهُم يَدًا، واللهِ ما فعَلتُه شَكًّا في دينِي ولا رِضًا بالكُفرِ بَعدَ الإِسلامِ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إنَّه قَد صَدَقَ". فقالَ عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ دَعْنِي أضرِبْ عُنُقَ هذا المُنافِقِ. فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّه قَد شَهِدَ بَدرًا، وما يُدريكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ على أهلِ بَدرٍ فقالَ: اعمَلوا ما شِئتُم فقَد غَفَرتُ لَكُم". ونَزَلَت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}
(1)
[الممتحنة: 1]. أخرَجَه البخاريُّ ومُسلِمٌ في "الصحيح" عن جَماعَةٍ عن سُفيانَ
(2)
.
18479 -
وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ بن إسحاقَ، أخبرَنا إسماعيلُ بن قُتَيبَةَ، حدثنا يَحيَى بن يَحْيَى، أخبرَنا هُشَيمٌ، عن حُصَينٍ، عن سَعدِ بنِ عُبَيدَةَ، عن أبي عبد الرَّحمَنِ السُّلَمِيِّ وحَيّانَ بنِ عَطيَّةَ السُّلَمِيِّ أنَّهُما كانا يَتَنازَعانِ في عليٍّ وعُثمانَ رضي الله عنهما، وكانَ حَيّانُ يُحِبُّ عَليًّا، وكانَ أبو عبد الرَّحمنِ يُحِبُّ عثمانَ، فقالَ أبو عبد الرَّحمَنِ: سَمِعتُه يُحَدِّثُ - يَعنِي عَليًّا - قال: كَتَبَ حاطِبُ بن أبي بَلتَعَةَ إلَى مَكَّةَ أن محمدًا يُريدُ أن يَغزُوَكُم بأَصحابِه فخُذوا حِذرَكُم، ودَفَعَ كِتابَه إلَى امرأةٍ يُقالُ لَها سارَةُ، فجَعَلَتْه في إزارِها أو في ذُؤابَهٍ مِن ذَوائبِها فانطَلَقَتْ، فأَطلَعَ الله رسولَه صلى الله عليه وسلم
(1)
المصنف في الشعب (9371)، والمعرفة (5500)، والدلائل 5/ 16، 17، والشافعي 4/ 249. وأخرجه أحمد (600)، وأبو داود (2650)، والترمذي (3305)، والنسائي في الكبرى (11585)، وابن حبان (6499) من طريق سفيان به.
(2)
البخاري (3007، 4274، 4890)، ومسلم (2494/ 161).
على ذَلِكَ. قال عليٌّ: فبَعَثَنِي ومَعِي الزُّبَيرُ بن العَوّامِ وأبو مَرثَدٍ الغَنَوِيُّ، وكُلُّنا فارِسٌ، قال:"انطَلِقوا، فإِنَّكُم سَتَلقَونَها برَوضَةِ كَذا وكَذا، ففَتِّشوها، فإِنَّ مَعَها كِتابًا إلَى أهلِ مَكَّةَ مِن حاطِب". فانطلَقنا فوافَقناها فقُلنا: هاتِي الكِتابَ الَّذِي مَعَكِ إلَى أهلِ مَكَّةَ. فقالَت: ما مَعِيَ كِتابٌ. قال: قُلتُ: ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ، لَتُخرِجِنَّه أو لأُجَرِّدَنَكِ. فلَمّا عَرَفَتْ أنِّي فاعِلٌ أخرَجَتِ الكِتابَ، فأَخَذناه فانطَلَقنا به إلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ففَتَحَه فقَرأه، فإِذا فيه: مِن حاطِبِ إلَى أهلِ مَكَّةَ أمّا بَعدُ، فإِنَّ محمدًا يُريدُكُم، فخُذوا حِذرَكُم. أو
(1)
: تأهَّبوا. أَو كما قال، فلَمّا قرأَ الكِتابَ أرسَلَ إلَى حاطِبٍ فقالَ له:، "أكَتَبتَ هذا الكِتابَ؟ ". قال: نَعَم. قال: "فما حَمَلَكَ على ذَلِكَ؟ ". قال: يا رسولَ الله، أمَا واللهِ ما كَفَرتُ مُنذُ أسلَمتُ، وإِنِّي لِمُؤمِنٌ باللهِ ورسولِه، وما حَمَلَنِي على ما صَنَعتُ مِن كِتابِي إلَى أهلِ مَكَّةَ إلَّا أنَّه لَم يَكُنْ أحدٌ مِن أصحابِكَ إلا ولَه هُناكَ بمَكَّةَ مَن يَدفَعُ عن أهلِه ومالِه، ولَم يَكُنْ لِي هُناكَ أحَدٌ يَدفَعُ عن أهلِي وما لِي؛ فأَحبَبتُ أنْ أتَّخِذَ عِندَ القَومِ يَدًا، وإِنِّي لأعلَمُ أنَّ اللهَ سَيُظهِرُ رسولَه عَلَيهِم. قال: فصَدَّقَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقَبِلَ قَولَه. قال: فقامَ عُمَرُ بن الخطابِ فقالَ: يا رسولَ الله، دَعْني فأَضرِبَ عُنُقَه؛ فإِنَّه قَد خانَ اللهَ والمُؤمِنينَ. فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا عُمَرُ إنَّه مِن أهلِ بَدرٍ، وما يُدريكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَيهِم فقالَ: اعمَلوا ما شِئتُم، فقَد غَفَرتُ لَكُم"
(2)
. رَواه البخاري في "الصحيح" عن محمدِ بنِ عبد اللهِ بنِ حَوشبٍ عن هشيمٍ
(3)
،
(1)
في س، م:"و".
(2)
أخرجه أحمد (827)، وأبو داود (2651) من طريق حصين به.
(3)
البخاري (3081).