الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"فكُونا بفَمِ الشِّعبِ". فلَمَّا أن خَرَجَا إلَى فمِ الشِّعبِ قال الأنصارِيُّ للمُهَاجِرِيِّ: أيُّ اللَّيلِ أحَبُّ إلَيكَ أن أكفيَكَه؟ أوَّلَه أو آخِرَه؟ قالَ: بَلِ اكفِنِي أوَّلَه. فاضطَجَعَ المُهاجِرِيُّ فنامَ، وقامَ الأنصارِيُّ يُصَلِّي. فذَكَرَ الحديثَ
(1)
.
بابُ مَن أرادَ غَزوَةً فوَرَّى بغَيِرها
18493 -
أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفارُ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ بن شَريكٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ بن إسحاقَ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ بن شَريكٍ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عبد الرَّحمَنِ بنِ عبد اللهِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ، أن عبدَ اللهِ بنَ كَعبٍ قال: سَمِعتُ كَعبَ بنَ مالكٍ يُحَدِّثُ حينَ تَخَلَّفَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ الحديثَ. قال: ولَم يَكُن رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُريدُ غَزوَةً يَغزوها إلَّا ورَّى بغَيرِها
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن اللَّيثِ
(3)
.
18494 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ السَّيّارِيُّ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن هِلالٍ، حَدَّثَنَا عليُّ بن الحَسَنِ بنِ شَقيقٍ، حَدَّثَنَا عبدُ الله، أخبرَنا يونُسُ، عن الزُّهرِيِّ، أخبرَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بن كَعبِ بنِ مالكٍ قال: سَمِعتُ كَعبَ بنَ مالكٍ يقولُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَلَّ ما يُريدُ غَزوَةً يَغزوها إلَّا
(1)
تقدم في (671).
(2)
تقدم في (13407، 17928).
(3)
البخاري (2947، 4418)، ومسلم (2769) عقب (53).
ورَّى بغَيرِها، حَتَّى كانَت غَزوَةُ تَبوكَ فغَزاها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في حَرٍّ شَديدٍ، واستَقبَلَ سَفَرًا بَعيدًا ومَفازًا، واستَقبَلَ عَدوًّا كَثيرًا، فجَلَّى لِلمُسلِمينَ أمرَهُم ليَتأهَّبوا أُهبَةَ عَدوِّهِم، وأَخبَرَهُم بوَجهِه الَّذِي يُريدُ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أحمدَ بنِ محمدٍ عن عبد اللَّهِ بنِ المُبارَك، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن يونُسَ نَحوَ إسنادِ عُقَيلٍ
(2)
.
18495 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ بن داسَةَ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن عُبَيدٍ، حَدَّثَنَا ابنُ ثَورٍ، عن مَعمَرٍ، عن الزُّهرِيِّ، عن عبد الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ، عن أبيه، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أرادَ غَزوَةً ورَّى بغَيرِها، وكانَ يقولُ:"الحَربُ خَدْعَةٌ"
(3)
.
18496 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو حامِدٍ أحمدُ بن محمدِ بنِ يَحيَى بنِ بلالٍ البَزّازُ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّحمَنِ بن بشرٍ ويَحيَى بن الرَّبيعِ المَكِّيُّ قالا: حَدَّثَنَا سفيانُ بن عُيَينَةَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن جابِرِ بنِ عبد الله، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الحَربُ خَدْعَةٌ"
(4)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن صَدَقَةَ بنِ الفَضلِ، ورَواه مسلمٌ عن عليِّ بنِ حُجرٍ وزُهَيرٍ، كُلُّهُم عن ابنِ عُيَينَةَ
(5)
.
18497 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ القَطَّانُ، حَدَّثَنَا أحمدُ
(1)
أخرجه النسائي (3422) من طريق عبد الله بن المبارك به دون موضع الشاهد.
(2)
البخاري (2948)، ومسلم (2769/ 53).
(3)
أبو داود (2637). وأخرجه ابن حبان (3370) من طريق معمر به مطولًا.
(4)
تقدم في (13406).
(5)
البخاري (3030)، ومسلم (1739/ 17).
ابنُ يوسُفَ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزَّاق، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ قال: هذا ما حَدَّثَنَا أبو هريرةَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه سَمَّى الحَربَ خَدْعَةً
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبد اللهِ بنِ محمدٍ عن عبد الرَّزَّاقِ
(2)
، وأَخرَجاه مِن حَديثِ ابنِ المُبَارَكِ عن مَعمَرٍ
(3)
.
18498 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضِي قالا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أبو بكرٍ محمدُ بن إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حَدَّثَنَا مَحمودُ بن غَيلانَ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزَّاق، أخبرَنا مَعمَرٌ، قال: سَمِعتُ ثابِتًا البُنانِيُّ يُحَدِّثُ عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: لَمَّا افتَتَحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيبَرَ قال الحَجَّاجُ بن عِلاطٍ: يا رسولَ الله، إنَّ لِي بمَكَّةَ مالًا وإِنَّ لِي بها أهلًا، وإِنِّي أُريدُ أن آتيَهُم، فأَنا في حِلٍّ إنْ أنا نِلتُ مِنكَ شَيئًا؟ فأَذِنَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يَقولَ ما شاءَ قال: فأَتَى امرأتَه حينَ قَدِمَ، فقالَ: اجمَعِي لِي ما كان عِندَكِ؟ فإِنِّي أُريدُ أن أشتَرِيَ مِن غَنائمِ محمدٍ وأَصحابِه؛ فإِنَّهُم قَدِ استُبيحوا وأُصيبَت أموالُهُم. قال: وفَشا ذَلِكَ بمَكَّةَ، فانقَمَعَ المُسلِمونَ، وأَظهَرَ المُشرِكونَ فرَحًا وسُرورًا، وبَلَغَ الخَبَرُ العباسَ بنَ عبد المُطَّلِبِ فعَقِرَ
(4)
، وجَعَلَ لا يَستَطيعُ أن يَقومَ. قال مَعمَرٌ: فأَخبَرَنِي عثمانُ الجَزَرِيُّ عن مِقسَمٍ
(1)
أخرجه أحمد (8115)، وأبو عوانة (6532) من طريق عبد الرزاق به.
(2)
البخاري (3027).
(3)
البخاري (3028)، ومسلم (1740/ 18).
(4)
عَقِر: فجأه الرَّوع فدهش ولم يستطع أن يتقدم أو يتأخر. ينظر النهاية 3/ 273.
قال: فأَخَذَ العباسُ ابنًا له يُقالَ له قُثَمُ، واستَلقَى فوَضعَه على صَدرِه وهو يَقولُ: حِبِّي قُثَمُ شَبيهُ ذِي الأنفِ الأشَمْ
…
نَبِيِّ ذِي النِّعَمْ [برَغمِ مَن رَغَمِ]
(1)
قال مَعمَرٌ: قال ثابِتٌ: قال أنَسٌ في حَديثِه: ثُمَّ أرسَلَ العباسُ بن عبد المُطَّلِبِ غُلامًا له إلَى الحَجّاجِ بنِ عِلاطٍ: ويلَكَ، ماذا جِئتَ به، وماذا تَقولُ؟! فما وعَدَ اللَّهُ خَيرٌ مِما جِئتَ به. قال: فقالَ الحَجّاجُ بن عِلاطٍ لِغُلامِه: اقرأْ على أبي الفَضلِ السَّلامَ، وقُلْ له فليَخلُ لِي في بَعضِ بُيوتِه لآتيَه، فإِنَّ الخَبَرَ على ما يَسُرُّه. فجاءَ غُلامُه، فلَقا بَلَغَ بابَ الدّارِ قال: أبشِرْ يا أبا الفَضلِ. قال: فوَثَبَ العباسُ فرِحًا حَتَّى قبَّلَ بَينَ عَينَيه، وأَخبَرَه بما قال الحَجّاجُ فأَعتَقَه، ثُمَّ جاءَه الحَجّاجُ فأَخبَرَه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ افتَتَحَ خَيبَرَ وغَنِمَ أموالَهُم، وجَرَت سِهامُ اللَّهِ في أموالِهِم، واصطَفَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ واتَّخَذَها لِنَفسِه، وخَيَّرَها أن يُعتِقَها وتكونَ زَوجَتَه أو تَلحَقَ بأَهلِها، فاختارَت أنْ يُعتِقَها وتَكونَ زَوجَتَه، ولَكِنِّي جِئتُ لِمالٍ كان لِي ههُنا أرَدتُ أن أجمَعَه فأَذهَبَ به، فاستأذَنتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَذِنَ لِي أن أقولَ ما شِئتُ، فأخْفِ عَنِّي ثَلاثًا، ثُمَّ اذكُرْ ما بَدا لَكَ. قال: فجَمَعَتِ امرأتُه ما كان عِندَها مِن حُلِيٍّ أو مَتاعٍ فدَفَعَته إلَيه، ثُمَّ انشَمَرَ
(2)
به، فلَمَّا كان بَعدَ ذَلِكَ بثَلاثٍ أتَى العباسُ امرأةَ الحَجَّاجِ فقالَ: ما فعَلَ زَوجُكِ؟ فأَخبَرَته أنَّه قَد
(1)
في س، م:"يزعم من زعم"، وفي ص 8:"برغم أنف من رغم".
(2)
في س، م:"استمر".