الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ مَن زَعَمَ: لا تُقامُ الحُدودُ في أرضِ الحَربِ حَتَّى يَرجِعَ
18272 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الزُوذبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أحمدُ بنُ صالِحٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِي حَيوَةُ، عن عَيّاشِ بنِ عباسٍ رضي الله عنهما القِتبانِيِّ، عن شِيَيمِ بنِ بَيْتانَ ويَزيدَ بنِ صُبحٍ الأصبَحِىِّ، عن جُنادَةَ بنِ أبى أُمَيَّةَ قال: كُنا مَعَ بُسرِ بنِ أبى أرطاةَ في البحرِ فأُتِيَ بسارِقٍ يُقالُ له مِصدَر، قَد سَرَقَ بُختيَّةً
(1)
، فقالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا تُقطَعُ الأيدِى في السَّفَرِ". ولَولا ذَلِكَ لَقَطَعتُه
(2)
.
هذا إسنادٌ شامِيٌّ، وكانَ يَحيَى بنُ مَعينٍ يقولُ: أهلُ المَدينَةِ يُنكِرونَ أن يَكونَ بُسرُ بنُ أبى
(3)
أرطاةَ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وقالَ يَحيَى: بُسرُ بنُ أبى أرطاةَ رَجُلُ سَوءٍ. أخبرَنا بذَلِكَ أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ، حدثنا العباسُ الدّورِىُّ، عن يحيَى بنِ معينٍ
(4)
.
قال الشيخُ: وإِنَّما قال ذَلِكَ يَحيَى لِما ظَهَرَ مِن سوءِ فِعلِه في قِتالِ أهلِ الحَرَّةِ وغَيرِه، واللَّهُ أعلَمُ.
18273 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ
(1)
البختية: الأنثى من الجمال البخت، وهى جمال طوال الأعناق. واللفظة معربة. ينظر النهاية 1/ 101.
(2)
أبو داود (4408). وأخرجه أحمد (17627)، والترمذى (1450) من طريق عياش بن عباس به. وصححه الألبانى في صحيح أبى داود (3708).
(3)
ليس في: س، م.
(4)
تاريخ يحيى بن معين برواية الدورى 4/ 448 (5236)، 3/ 152 (643).
يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ قال: قال أبو يوسُفَ: حدثنا بَعضُ أشياخِنا، عن مَكحولٍ، عن زَيدِ بنِ ثابِتٍ أنَّه قال: لا تُقامُ الحُدودُ في دارِ الحَربِ مَخافَةَ أن يَلحَقَ أهلُها بالعَدوِّ
(1)
.
قال: وحَدَّثَنا بَعضُ أصحابِنا، عن ثَورِ بنِ يَزيدَ، عن حَكيمِ بنِ عُمَيرٍ، أن عُمَرَ كَتَبَ إلَى عُمَيرِ بنِ سَعدٍ الأنصارِيِّ وإِلَى عُمّالِه ألا يُقيموا حَدًّا على أحَدٍ مِنَ المُسلِمينَ في أرضِ الحَربِ حَتَّى يَخرُجوا إلَى أرضِ المُصالَحَةِ
(2)
.
قال الشّافِعِيُّ: ما رُوِى عن عُمَرَ بنِ الخطابِ مُستَنكَرٌ، وهو يَعيبُ أن يَحتَجَّ بحَديثٍ غَيرِ ثابِتٍ ويَقولُ: حدثنا شَيخٌ. ومَن هذا الشيخُ؟ ويَقولُ: مَكحولٌ، عن زَيدِ بنِ ثابِتٍ. ومَكحولٌ لَم يَرَ زَيدَ بنَ ثابِتٍ. قال الشّافِعِيُّ: وقَولُه: يَلحَقُ بالمُشرِكينَ. فإِن لَحِقَ بهِم فهو أشقَى له، ومَن تَرَكَ الحَدَّ خَوفَ أن يَلحَقَ المَحدودُ ببِلادِ المُشرِكينَ -تَرَكَه في سَواحِلِ المُسلِمينَ ومَسالِحِهِمُ
(3)
التى تاتَصِلُ
(4)
ببِلادِ الحَربِ
(5)
.
18274 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الرّازِيُّ خَتَنُ سلمةَ بنِ الفَضلِ الأنصارِيِّ،
(1)
المصنف في المعرفة (5439). والشافعى 7/ 354.
(2)
المصنف في المعرفة (5439). والشافعى 7/ 354.
(3)
المسالح: القوم يحرسون مكان الخوف. تفسير غريب ما في الصحيحين ص 112. وينظر مشارق الأنوار 2/ 217.
(4)
في س: "تتصل". وهما بمعنى. وينظر ما تقدم عقب (9913).
(5)
الأم 7/ 355.
حدئنا سَلَمَةُ، حَدَّثَنِى محمدُ بنُ إسحاقَ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ الحارِثِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عَيّاشِ بنِ أبى رَبيعَةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن أبيه وعن يَحيَى بنِ عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ، عن أبيه قال: شَرِبَ عبدُ بنُ الأزوَرِ وضِرارُ بنُ الخطابِ
(1)
وأبو جَندَلِ ابنُ سُهَيلِ بنِ عمرٍو بالشّامِ، فأُتِيَ بهِم أبو عُبَيدَةَ ابنُ الجَرّاحِ، قال أبو جَندَلٍ: واللَّهِ ما شَرِبتُها إلَّا على تأويلٍ أنِّى سَمِعتُ اللهَ يقولُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 93]. فكَتَبَ أبو عُبَيدَةَ إلَى عُمَرَ رضي الله عنه بأَمرِهِم، فقالَ عبدُ بنُ الأزوَرِ: إنَّه قَد حَضرَ لَنا عَدوُّنا، فإِن رأيتَ أن تُؤَخِّرَنا إلَى أن نَلقَى عَدوَّنا غَدًا، فإِنِ اللَّهُ أكرَمَنا بالشَّهادَةِ كَفاكَ ذاكَ ولَم تُقِمْنا على خِزايَةٍ، وإِن نَرجِعْ نَظَرتَ إلَى ما أمَرَكَ به صاحِبُكَ فأَمضيتَه. قال أبو عُبَيدَةَ: فنَعَم. فلَمّا التَقَى النّاسُ قُتِلَ عبدُ بنُ الأزوَرِ شَهيدًا، فرَجَعَ الكِتابُ؛ كِتابُ عُمَرَ: إنَّ الَّذِى أوقَعَ أبا جَندَلٍ في الخَطيئَةِ قَد تَهَيّأ له فيها بالحُجَّةِ، وإِذا أتاكَ كِتابِى هذا فأَقِمْ عَلَيهِم حَدَّهُم، والسَّلامُ. [فدَعا بهِما]
(2)
أبو عُبَيدَةَ فحَدَّهُما، وأبو جَندَلٍ له شَرَفٌ ولأبيه، فكانَ يُحَدِّثُ نَفسَه حَتَّى قيلَ: إنَّه قَد وسوَسَ. فكَتَبَ أبو عُبَيدَةَ إلَى عُمَرَ رضي الله عنهما: أمّا بَعدُ، فإِنِّي قَد ضَرَبتُ أبا جَندَلٍ حَدَّه، وإِنَّه قَد حَدَّثَ نَفسَه حَتَّى قَد خَشِينا عَلَيه أنَّه قَد هَلَكَ. فكَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه إلَى أبى جَندَلٍ: أمّا بَعدُ، فإِنَّ الَّذِى أوقَعَكَ في
(1)
في س، م:"الأزور"، وكتب فوقه في الأصل:"كذا".
(2)
في س، م:"فدعاهما".