الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ أصلِ فرضِ الجِهادِ
قال اللهُ جلَّ ثناؤُه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة: 216] مَعَ ما ذُكِرَ فيه فرضُ الجِهادِ مِن سائرِ الآياتِ في القُرآنِ.
17852 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أحمدَ الأصبَهانِىُّ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ الطَّيالِسِيُّ، حدثنا هِشامٌ، عن قَتادَةَ، عن مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخّيرِ، عن عياضِ بنِ حِمارٍ المُجاشِعِيِّ، أن نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ذاتَ يَومٍ في خُطبَتِه:"ألا إنَّ رَبِّى - أو: إنَّ رَبِّى - أمَرَنِى أن أُعَلِّمَكُم ما جَهِلتُم ممَّا عَلَّمَنِى يَومِى هذا". فذَكَرَ الحديثَ قال: "فقالَ: يا محمدُ، إنَّما بَعَثتُكَ لأبتَليَكَ وأَبتَلِىَ بكَ، وأَنزَلتُ عَلَيكَ كِتَابًا لا يَغسِلُه الماءُ
(1)
، تَقرؤُه نائمًا ويَقظانًا. وإِنَّ اللَّهَ أمَرَنِى أن أُحْرِقَ قُرَيشًا، فقُلتُ: رَبِّ إذن يَثلَغوا رأسِى فيَدَعُوه خُبزَةً
(2)
. فقالَ: استَخرِجْهُم كما أخرَجوكَ، واغزُهُم نُغْزِ بكَ
(3)
، وأَنفِقْ فسَنُنفِقُ عَلَيكَ، وابعَثْ جَيشًا نَبعَثْ خَمسَةَ أمثالِه، وقاتِلْ بمَن أطاعَكَ مَن عَصاكَ"
(4)
. وذَكَرَ الحديثَ. أَخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ هِشامٍ
(1)
لا يغسله الماء: لا يفنى ولا يدرس. أو: لا ينسى حفظه من الصدور ولو محى كتابه وغسل بالماء. مشارق الأنوار 2/ 138.
(2)
أي: يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز، أي: يكسر. صحيح مسلم بشرح النووي 17/ 198.
(3)
في م، ومسلم:"نغزك"، وفي حاشية الأصل:"نغزيك".
(4)
المصنف في الصغرى (3518)، والقضاء والقدر (586)، والطيالسى (1175). وأخرجه أحمد (17484) من طريق هشام به. والنسائي في الكبرى (8070)، وابن ماجه (4179) من طريق قتادة =
الدَّستُوائىِّ وغَيرِه عن قَتادَةَ
(1)
17853 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يَحيَى السُّكَرِيُّ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عباسُ بنُ عبدِ اللهِ، حدثنا أبو المُغيرَةِ، حدثنا صَفوانُ، حدثنا أبو [زيادةَ عن]
(2)
يَحيَى بنِ عُبَيدٍ الغَسَّانِيِّ، عن يَزيدَ بنِ قُطَيبٍ، عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ أنَّه كان يقولُ: بَعَثَنِى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى اليَمَنِ فقالَ: "لَعَلَّكَ أن تَمُرَّ بقَبرِى ومَسجِدِي، قَد بَعَثتُكَ إلَى قَومٍ رَقيقَةٍ قُلوبُهُم، يُقاتِلونَكَ على الحَقِّ مَرَّتَينِ، فقاتِلْ بمَن أطاعَكَ مِنهُم مَن عَصاكَ، ثُمَّ يَغدونَ إلَى الإسلامِ حَتَّى تُبادِرَ المَرأَةُ زَوجَها، والوَلَدُ والِدَه، والأخُ أخاه، فانزِلْ بَينَ الحَيَّينِ؛ السَّكونِ والسَّكاسِكِ"
(3)
.
17854 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ القَطَّانُ، حدثنا أبو الأزهَرِ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ الرَّقِّيُّ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلمانَ إملاءً ببَغدادَ، حدثنا هِلالُ بنُ العَلاءِ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ الرَّقِّيُّ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ عمرٍو، عن زَيدِ بنِ أبي أُنَيسَةَ، عن جَبَلَةَ بنِ سُحَيمٍ، حدثنا أبو المُثَنَّى العَبدِىُّ قال: سَمِعتُ
= به. وابن حبان (654) من طريق مطرف به.
(1)
مسلم (2865).
(2)
كذا في النسخ والمهذب 7/ 3525، وعند أحمد:"زياد" وهو الصواب، وأبو زياد هو يحيى بن عبيد بن زكريا الغسانى. ينظر تهذيب الكمال 33/ 330، وتعجيل المنفعة 2/ 359.
(3)
أخرجه أحمد (22053)، والطبراني 20/ 89 (171) من طريق أبى المغيرة به. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 55: رجالهما ثقات إلا أن يزيد بن قطيب لم يسمع من معاذ.
ابنَ الخَصاصيَّةِ يقولُ: أتَيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأُبايِعَه على الإسلامِ فاشتَرَطَ علىَّ
(1)
: "تَشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وتُصَلِّى الخَمسَ، وتَصومُ رَمَضَانَ، وتُؤَدِّى الزَّكاةَ، وتَحُجُّ البَيتَ، وتُجاهِدُ في سَبيلِ اللهِ". قال: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أمّا اثنَتانِ فلا أُطيقُهُما، أمّا الزَّكاةُ فما لِي إلَّا عَشرُ ذَودٍ هُنَّ رِسْلُ
(2)
أهلِى وحَمولَتُهُم، وأَمَّا الجِهادُ فيَزعُمونَ أنَّه مَن ولَّى فقَد باءَ بغَضَبٍ مِن اللَّهِ، فأَخافُ إذا حَضَرَنِى قِتالٌ كَرِهتُ المَوتَ وجَشِعَت
(3)
نَفسِى. قال: فقَبَضَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَه، ثُمَّ حَرَّكَها، ثُمَّ قال:"لا صَدَقَةَ ولا جِهادَ، فبِمَ تَدخُلُ الجَنَّةَ؟ ". قال: ثُمَّ قُلت: يا رسولَ اللَّهِ، أُبايِعُكَ. فبايَعَنِى عَلَيهِنَّ كُلِّهِنَّ
(4)
. لَفظُ حَديثِ أبى عبدِ اللَّهِ.
17855 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي طاهِرٍ الدَّقّاقُ ببَغدادَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ سَلمانَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الهَيثَمِ البَلَدِيُّ، حدثنا آدَمُ بنُ أبي إياسٍ، حدثنا شيبانُ، حدثنا مَنصورٌ، عن الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ، عن مَيمونِ بنِ أبي شَبيبٍ، عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ قال: قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ألا تُحَدِّثُنِى بعَمَلٍ أدخُلُ به الجَنَّةَ؟ قال: "إن شِئتَ أنبأتُكَ برأسِ الأمرِ وعَمودِه وذُروَةِ سَنامِه؛ أمَّا رأسُ الأمرِ فالإِسلامُ، مَن أسلَمَ سلِمَ، وأَمَّا عَمودُه فالصَّلاةُ، وأَمّا ذُروَةُ
(1)
بعده في م: "أن".
(2)
الرسل: اللبن. الفائق في غريب الحديث 2/ 55.
(3)
في ص 8، م، والمهذب 7/ 3526:"خشعت". وجشعت: جزعت. ينظر النهاية 1/ 274.
(4)
المصنف في الاعتقاد ص 331، والحاكم 2/ 79، 80 وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أحمد (21902) من طريق عبيد الله بن عمرو به. وقال الهيثمي في المجمع 1/ 42: رجال أحمد موثقون.
سَنامِه فالجِهادُ". وذَكَرَ الحديثَ
(1)
.
17856 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا يَحيَى بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يَحيَى المُزَكِّي، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ العَنَزِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا حَمّادٌ، عن حُمَيدٍ، عن أنَسٍ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"جاهِدوا - يَعنِى المُشرِكينَ - بأَموالِكُم وأَنفُسِكُم وأَلسِنَتِكُم"
(2)
.
17857 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، أخبرَنا مُعاويَةُ بنُ عمرٍو، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَيَّاشٍ، عن سُلَيمانَ بنِ موسَى، عن مَكحولٍ، عن أبي أُمامَةَ، عن عُبادَةَ بنِ الصَّامِتِ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيكُم بالجِهادِ في سَبيلِ اللَّهِ؛ فإنَّه بابٌ مِن أبوابِ الجَنَّةِ، يُذهِبُ اللهُ به الغَمَّ والهَمَّ"
(3)
.
وزادَ فيه غَيرُه أنَّه قال: "وجاهِدوا في اللَّهِ القَريبَ والبَعيدَ، وأَقيموا حُدودَ اللَّهِ في القَريبِ والبَعيدِ، ولا يأخُذْكُم في اللَّهِ لَومَةُ لائمٍ".
(1)
أخرجه الشاشى (1366)، والطبراني 20/ 142 (291)، والدارقطني في العلل 6/ 76، وأبو نعيم في الحلية 4/ 376، 377 من طريق الحكم به.
(2)
المصنف في الصغرى (3517). وأخرجه أبو داود (2504) عن موسى بن إسماعيل به. وأحمد (12246)، والنسائي (3096) من طريق حماد به. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2186).
(3)
أخرجه أحمد (22719) عن معاوية بن عمرو به. وابن حبان (4855) من طريق عبد الرحمن به. وقال الهيثمي في المجمع 5/ 272: أحد أسانيد أحمد وغيره ثقات.
قال الشيخُ: ورُوِىَ ذَلِكَ عن الحارِثِ بنِ مُعاويَةَ الكِندِىِّ عن عُبادَةَ بن الصَّامِتِ
(1)
.
17858 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ حَليمٍ المَروَزِىُّ، أخبرَنا أبو الموَجِّهِ، أخبرَنا عبدانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ، أخبرَنا صَفوانُ بنُ عمرٍو، أخبرَنِى عبدُ الرَّحمَنِ بنُ جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ، عن أبيه قال: جَلَسنا إلَى المِقدادِ بنِ الأسوَدِ بدِمَشقَ وهو على تابوتٍ ما به عنه فضلٌ، فقالَ له رَجُلٌ: لَو قَعَدتَ العامَ عن الغَزوِ؟ قال: أبَت
(2)
عَلَينا البُحوثُ - يَعنِى سورَةَ "التَّوبَةِ" - قال اللهُ تبارك وتعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] فلا أجِدُنِى إلَّا خَفيفًا
(3)
.
17859 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، حدثنا عَفّانُ، حَدَّثَنِي حَمّادُ بنُ سلمةَ، حدثنا عليُّ بنُ زَيدٍ وثابِتٌ، عن أنَسٍ، أن أبا طَلحَةَ قرأَ هذه الآيَةَ:{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} قال: أرَى رَبَّنا يَستَنفِرُنا شُيوخًا وشُبّانًا، جَهِّزونِي، أي بَنِيَّ، جَهِّزونِى. فقالَ بَنوه: قَد شَهِدتَ مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَبِى بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما، فنَحنُ نَغزو. فقالَ: جَهِّزونِى. فرَكِبَ البحرَ فماتَ، فلَم يَجِدوا له جَزيرَةً إلَّا بَعدَ سَبعَةِ أيَّامٍ، فدَفَنوه فيها ولَم يَتَغَيَّرْ
(4)
.
(1)
سيأتي في (18268).
(2)
في م: "أتت".
(3)
الحاكم 2/ 333 وقال: صحيح الإسناد، وعبد الله بن المبارك في الجهاد (103).
(4)
تقدم تخريجه في (6856).