الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18640 -
أخبرَنا أبو سَعدٍ أحمدُ بن محمدٍ المالينِيُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ بنُ عَدِيٍّ الحافظُ، حدثنا محمدُ بن الحَسَنِ بنِ قُتَيبَةَ وجَعفَرُ بن أحمدَ بنِ عاصِمٍ قالا: حدثنا هِشامُ بن عَمّارٍ، حدثنا الجَرّاحُ بن مَليحٍ البَهرانِيُّ، حدثنا محمدُ بن الوَليدِ الزُّبَيدِيُّ، عن لُقمانَ بنِ عامِرٍ، عن عبد الأعلَى بنِ عَدِيٍّ البَهرانيِّ، عن ثَوبانَ مَولَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عِصابَتانِ مِن أُمَّتِي أحرَزَهُما اللهُ مِنَ النَّارِ؛ عِصابَةٌ تَغزو الهِندَ، وعِصابَةٌ تَكونُ مَعَ عيسَى ابنِ مَريَمَ عليهما السلام"
(1)
.
بابُ إظهارِ دينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على الأديانِ
18641 -
أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرنا الرَّبيعُ قال: قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: قال اللهُ تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}
(2)
[التوبة: 33، والصف: 9].
18642 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا ابنُ عُيينَةَ، عن الزُّهرِيِّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا هَلَكَ كِسرَى فلا كِسرَى بَعدَه، وإذا هَلَكَ قَيصَرُ فلا قَيصَرَ بَعدَه، والَّذِي
(1)
الكامل لابن عدي 2/ 583. وأخرجه أحمد (22396)، والنسائي (3175) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي به. وصححه الألباني في صحيح النسائي (2975).
(2)
الأم 4/ 171.
نَفسِي بيَدِه لَتُنفَقَنَّ كُنوزُهُما في سَبيلِ اللهِ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عمرٍو النّاقِدِ وغَيرِه عن سُفيانَ
(2)
، وأَخرَجَه البخاريُّ ومُسلِمٌ مِن حَديثِ يونُسَ وغيرِه عن الزُّهرِيِّ
(3)
، وأَخرَجاه مِن حَديثِ جابِرِ بنِ سَمُرَةَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
18643 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضل بنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بن سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، أخبرَنا جَريرٌ، عن عبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ، عن جابِرِ بنِ سَمُرَةَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وذَكَرَ الحديثَ بمِثلِ حَديثِ أبي هُرَيرَةَ
(5)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ، ورَواه مسلمٌ عن قُتَيبَة عن جَريرٍ
(6)
.
ورُوِّينا في ذَلِكَ في حَديثِ عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في كِسرَى بمَعناه، ومن وجهٍ آخَرَ في كِسرَى وقَيصَرَ بمَعناه:
18644 -
أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ، حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، أخبرَنا النَّضرُ بن شُمَيلٍ، أخبرَنا إسرائيلُ، أخبرَنا سَعدٌ الطّائيُّ، أخبرَنا مُحِلُّ بن خَليفَةَ، عن
(1)
المصنف في المعرفة (5504)، والشافعي 4/ 171. وأخرجه أحمد (7268)، والترمذي (2216)، وابن حبان (6689) من طريق سفيان بن عيينة به.
(2)
مسلم (2918/ 75).
(3)
البخاري (3618)، ومسلم عقب (2918/ 75).
(4)
البخاري (3619، 6629)، ومسلم (2919/ 77).
(5)
أخرجه أحمد (20871)، وابن حبان (6690) من طريق عبد الملك بن عمير به.
(6)
البخاري (3121)، ومسلم (2919/ 77).
عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ قال: بَينا أنا عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ الحديثَ، قال فيه: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ولَئن طالَت بكَ حَياةٌ لَتُفتَحَنَّ كُنوزُ كِسرَى". قُلتُ: يا رسولَ الله، كِسرَى بنِ هُرمُزَ؟ قال:"كِسرَى بنِ هُرمُزَ". قال عَدِيٌّ: وكُنتُ مِمَّنِ
(1)
افتَتَحَ كُنوزَ كِسرَى بنِ هُرمُزَ
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ الحَكَمِ عن النَّضرِ بنِ شُمَيلٍ
(3)
.
18645 -
أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباس، أخبرَنا الرَّبيعُ قال: قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: ولَمّا أُتى كِسرَى بكِتابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَزَّقَه، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تَمَزَّقَ مُلكُه". وحَفِظنا أن قَيصَرَ أكرَمَ كِتابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ووَضَعَه في مَسْكٍ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ثَبَتَ مُلكُه"
(4)
.
18646 -
أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا ابنُ مِلحانَ، حدثنا يَحيَى (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بن جَعفَرٍ المُزَكِّي، حدثنا محمدُ بن إبراهيمَ العَبدِيُّ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، عن اللَّيث، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ أنَّه قال: أخبرَني عُبَيدُ اللهِ بن عبد اللهِ بنِ عُتبَةَ بنِ مَسعودٍ، أن عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ رضي الله عنهما أخبَرَه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا بكِتابِه إلَى
(1)
في حاشية الأصل: "فيمن".
(2)
تقدم في (10225).
(3)
البخاري (3595).
(4)
الأم 4/ 171.
كِسرَى، فأَمَرَه أن يَدفَعَه إلَى عَظيمِ البحرَينِ؛ يَدفَعُه عَظيمُ البحرَينِ إلَى كِسرَى، فلَمّا قَرأه كِسرَى خَرَّقَه، فحَسِبتُ أن سعيدَ بنَ المُسَيَّبِ قال: فدَعا عَلَيهِم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يُمَزَّقوا كُلَّ مُمَزَّقٍ
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ وغَيرِهِ
(2)
.
18647 -
أخبرَنا أبو سَهلٍ محمدُ بن نَصرُويَه بنِ أحمدَ المَروَزِيُّ قَدِمَ عَلَينا نَيسابورَ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بن أحمدَ بنِ خَنْبٍ إملاءً، حدثنا أبو إسحاقَ إسماعيلُ بن إسحاقَ القاضِي، حدثنا إبراهيمُ بن حَمزَةَ، حدثنا إبراهيمُ بن سَعدٍ، عن صالِحِ بنِ كَيسانَ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عبد اللهِ بنِ عُتبَةَ، عن عبد اللهِ بنِ عباسٍ رضي الله عنهما أنَّه أخبَرَه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إلَى قَيصرَ يَدْعوه إلَى الإسلام، وبَعَثَ بكِتابِه إلَيه مَعَ دِحيَةَ الكَلبِيِّ، وأَمَرَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يَدفَعَه إلَى عَظيمِ بُصرَى ليَدفَعَه إلَى قَيصرَ، فدَفَعَه عَظيمُ بُصرَى إلَى قَيصرَ، وكانَ قَيصرُ لَمّا كَشَفَ اللهُ عنه جُنودَ فارِسَ مَشَى مِن حِمصَ إلَى إيلياءَ شُكرًا لِما أبلاه اللهُ، فلَمّا أن جاءَ قَيصرَ كِتابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال حينَ قَرأه: التَمِسوا لِي ههُنا أحَدًا مِن قَومِه أسأَلُهُم عن رسولِ اللهِ. قال ابنُ عباسٍ: فأَخبَرَنِي أبو سُفيانَ أنَّه كان بالشّامِ في رِجالٍ من قُرَيشٍ. قال أبو سُفيانَ: فوَجَدَنا رسولُ قَيصَرَ ببَعضِ الشّام، فانطَلَقَ بي وبِأَصحابِي حَتَّى قَدِمنا إيلياءَ فأُدخِلنا عَلَيه، فإِذا هو في مَجلِسِ مُلكِه وعَلَيه التّاجُ، وإِذا حَولَه عُظماءُ
(1)
أخرجه أحمد (2184)، والنسائي في الكبرى (5859، 8846) من طريق الزهري به.
(2)
البخاري (64).
الرّوم، فقالَ لِتَرجُمانِه: سَلْهُم أيُّهُم أقرَبُ نَسَبًا إلَى هذا الرَّجُلِ الَّذِي يَزعُمُ أنَّه نَبِيٌّ. قال أبو سُفيانَ: فقُلتُ: أنا أقرَبُهُم إلَيه نَسَبًا. قال: ما قَرابَةُ ما بَينَكَ وبَينَه؟ قال: فقُلتُ: هو ابنُ عَمِّي. قال: ولَيسَ في الرَّكبِ يَومَئذٍ أحَدٌ مِن بَنِي عبد مَنافٍ غَيرِي، فقالَ قَيصَرُ: أدنوه مِنِّي. ثُمَّ أمَرَ بأَصحابِي فجُعِلوا خَلفَ ظَهرِي عِندَ كَتِفِي، ثُمَّ قال لِتَرجُمانِه: قُل لأصحابِه. إنِّي سائلٌ هذا الرَّجُلَ عن الَّذِي يَزعُمُ أنَّه نَبِيٌّ، فإِن كَذَبَ فكَذِّبوه. قال أبو سُفيانَ: واللَّهِ لَولا الحَياءُ يَومَئذٍ مِن أن يأثُرَ
(1)
أصحابِي عَنِّي الكَذِبَ كَذَبتُ عنه حينَ سألَنِي عنه، ولَكِنِّي استَحيَيتُ أن يأثُروا الكَذِبَ عَنِّي، فصَدَقتُه عنه، ثُمَّ قال لِتَرجُمانِه: قُلْ له: كَيفَ نَسَبُ هذا الرَّجُلِ فيكُم؟ قال: قُلتُ. هو فينا ذو نَسَبٍ. قال: فهَل قال هذا القَولَ أحَدٌ مِنكُم قَبلَهُ؟ قال. قُلتُ: لا. قال: فهَل كُنتُم تَتَّهِمونَه على
(2)
الكَذِبِ قبلَ أن يَقولَ ما قالَ؟ قال: قُلتُ: لا. قال: فهَل مِن آبائه مِن مَلِكٍ؟ قال: قُلتُ: لا. قال: فأَشرافُ النّاسِ يَتَّبِعونَه أم ضُعَفاؤُهُم؟ قال: قُلتُ: بَل ضُعَفاؤُهُم. قال: فيَزيدونَ أم يَنقُصونَ؟ قال: قُلتُ: بَل يَزيدونَ. قال: فهَل يَرتَدُّ أحَدٌ مِنهُم سَخطَةً لِدينِه بَعدَ أن يَدخُلَ فيه؟ قال: قُلتُ: لا. قال: فهَل يَغدِرُ؟ قال: قُلتُ: لا، ونَحنُ الآنَ مِنه في مُدَّةٍ نَحنُ نَخافُ أن يَغدِرَ. قال أبو سُفيانَ: ولَم يُمكِنِّي كَلِمَةٌ أُدخِلُ فيها شَيئًا أنتَقِصُه به لا أخافُ أن تُؤثَرَ عَنِّي غَيرُها. قال: فهَل
(1)
يأثر: يروى ويحكى. ينظر النهاية 1/ 23.
(2)
في س، م:"عن".
قاتَلتُموه وقاتَلَكُم؟ قال: قُلتُ: نَعَم. قال: فكَيفَ كانَت حَربُكُم وحَربُهُ؟ قال: قُلتُ: كانَت دُوَلًا وسِجالًا، يُدالُ عَلَينا المَرَّةَ ونُدالُ عَلَيه الأُخرَى. قال: فماذا يأمُرُكُم به؟ قال: يأمُرُنا أن نَعبُدَ اللَّهَ وحدَه لا نُشرِكُ به شَيئًا، ويَنهانا عَمّا كان يَعبُدُ آباؤُنا، ويأمُرُنا بالصَّلاةِ والصِّدقِ والعَفافِ والوَفاءِ بالعَهدِ وأَداءِ الأمانَةِ. قال: فقالَ لِتَرجُمانِه حينَ قُلتُ ذَلِكَ له: قُلْ له: إنِّي سألتُكَ عن نَسَبِه فيكُم، فزَعَمتَ أنَّه ذو نَسَبٍ، وكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبعَثُ في نَسَبِ قَومِها، وسألتُكَ: هَل قال هذا القَولَ أحَدٌ مِنكُم قَبلَه؟ فزَعَمتَ أن لا، فقُلتُ: لَو كان أحَدٌ مِنكُم قال هذا القَولَ قَبلَه قُلتُ: رَجُلٌ يأتَمُّ بقَولٍ قَد قيلَ قَبلَه. وسألتُكَ: هَل كُنتُم تَتَّهِمونَه بالكَذِبِ قبلَ أن يَقولَ ما قال؟ فزَعَمتَ أن لا، فعَرَفتُ أنَّه لَم يَكُنْ ليَدَعَ الكَذِبَ على النّاسِ ويَكذِبَ على الله، وسألتُكَ: هَل كان مِن آبائه مِن مَلِكٍ؟ فزَعَمتَ أن لا، فقُلتُ: لَو كان مِن آبائه مَلِكٌ قُلتُ: يَطلُبُ مُلكَ آبائه. وسألتُكَ: أشرافُ النّاسِ يَتَّبِعونَه أم ضُعَفاؤُهُم؟ فزَعَمتَ أنَّ ضُعَفاءَهُمُ اتَبَعوه، وهُم أتباعُ الرُّسُل، وسألتُكَ. هَل يَزيدونَ أم يَنقُصونَ؟ فزَعَمتَ أنَّهُم يَزيدونَ، وكَذَلِكَ الإيمانُ حَتَّى يَتِمَّ، وسألتُكَ: هَل يَرتَدُّ أحَدٌ سَخطَةً لِدينِه بَعدَ أن يَدخُلَ فيه؟ فزَعَمتَ أن لا، وكَذَلِكَ الإيمانُ حينَ تُخالِطُ بَشاشَتُه القُلوبَ لا يَسخَطُه أحَدٌ، وسألتُكَ: هَل يَغدِرُ؟ فزَعَمتَ أن لا، وكَذَلِكَ الرُّسُلُ لا يَغدِرونَ، وسألتُكَ: هَل قاتَلتُموه وقاتَلَكُم؟ فزَعَمتَ أن قَد فعَلَ، وأَنَّ حَربَكُم وحَربَه تَكونُ دُوَلًا يُدالُ عَلَيكُمُ المَرَّةَ وتُدالونَ عَلَيه الأُخرَى، وكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبتَلَى وتَكونُ لَها
العاقِبَةُ، وسألتُكَ: بماذا يأمُرُكُم؟ فزَعَمتَ أنَّه يأمُرُكُم أن تَعبُدوا اللَّهَ ولا تُشرِكوا به شَيئًا، ويَنهاكُم عَمّا كان يَعبُدُ آباؤُكُم، ويأمُرُكُم بالصَّلاةِ والصِّدقِ والعَفافِ والوَفاءِ بالعَهدِ وأَداءِ الأمانَة، وهَذِه صِفَةُ نَبِيٍّ قَد كُنتُ أعلمُ أنَّه خارجٌ ولَكِن لَم أظُنَّ أنَّه مِنكُم، وإِن يَكُنْ ما قُلتَ حَقًا فيوشِكُ أن يَملِكَ مَوضِعَ قَدَمَيَّ هاتَين، ولَو أرجو أن أخلُصَ إلَيه لَتَجَشَّمتُ لُقِيَّةُ، ولَو كُنتُ عِندَه لَغَسَلتُ قَدَمَيهِ. قال أبو سُفيانَ: ثُمَّ دَعا بكِتابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَمَرَ به فقُرِئَ فإِذا فيه: "بسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحيم، مِن محمدٍ عبد اللهِ ورسولِه إلَى هِرَقلَ عَظيمِ الرّومِ، سَلامٌ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أمّا بَعدُ، فإِنِّي أدعوكَ بداعيَةِ
(1)
الإسلام، أسلِمْ تَسلَمْ يُؤتِكَ اللهُ أجرَكَ مَرَّتَين، وإِن تَوَلَّيتَ فعَلَيكَ إثمُ الأَرِيسيّينَ
(2)
و {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]. قال أبو سُفيانَ: فلَمّا أن قَضَى مَقالَتَه عَلَت أصواتُ الَّذينَ حَولَه مِن عُظَماءِ الرّومِ وكَثُرَ لَغْطُهُم، فلا أدرِي ماذا قالوا، وأُمِرَ بنا فأُخرِجنا، فلَمّا أنْ خَرَجتُ مَعَ أصحابِي وخَلَوتُ بهِم قُلتُ لَهُم: لَقَد أمِرَ أمرُ ابنِ أبي كَبشَةَ، هذا مَلِكُ بَني الأصفَرِ يَخافُه. قال أبو سُفيانَ: واللهِ ما زِلتُ ذَليلًا مُستَيقِنًا بأَنَّ أمرَه سَيَظهَرُ حَتَّى أدخَلَ اللَّهُ قَلبِي الإسلامَ وأَنا كارِهٌ
(3)
. رَواه
(1)
في س، م:"بدعاية".
(2)
الأريسيون: هم الفلاحون والخدم والضعفاء والأتباع. غريب الحديث للخطابى 1/ 499، وفتح الباري 1/ 39.
(3)
أخرجه أحمد (2371)، والنسائي في الكبرى مختصرًا (5858، 8845) من طريق إبراهيم بن =
البخاريُّ في "الصحيح" عن إبراهيمَ بنِ حَمزَةَ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن إبراهيمَ بنِ سَعدٍ
(1)
.
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: فأَغزَى أبو بكرٍ الشّامَ على ثِقَةٍ مِن فتحِها لِقَولِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ففَتَحَ بَعضها، وتَمَّ فتحُها في زَمَنِ عُمَرَ، وقَتَحَ عُمَرُ العِراقَ وفارِسَ
(2)
.
قال الشيخُ: وهَذا الَّذِي ذَكَرَه الشّافِعِيُّ بَيِّنٌ في التَّواريخ، وسياقُ تِلكَ القَصصِ مِمّا يَطولُ به الكِتابُ.
قال الشّافِعِيُّ: فقَد أظهَرَ اللهُ جلَّ ثناؤُه دينَه الَّذِي بَعَثَ به [رسولَ اللَّهِ]
(3)
صلى الله عليه وسلم على الأديانِ بأَن أبانَ لِكُلِّ مَن سَمِعَه أنَّه الحَقُّ وما خالَفَه مِنَ الأديانِ باطِلٌ، وأَظهَرَه بأَنَّ جِماعَ الشَركِ دينان، دينُ أهلِ الكِتابِ ودينُ الأُميّينَ، فقَهَرَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الأُمّتينَ حَتَّى دانُوا
(4)
بالإِسلامِ طَوعًا وكَرهًا، وقَتَلَ مِن أهلِ الكِتابِ وسَبَى حَتَّى دانَ بعضهم بالإِسلام، وأَعطَى بَعضٌ الجِزيَةَ صاغِرينَ وجَرَى عَلَيهِم حُكمُه صلى الله عليه وسلم، وهَذا ظُهورُ الدّينِ كُلِّهِ. قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: وقَد يُقالُ: لَيُظهِرَنَّ اللَّهُ دينَه على الأديانِ حَتَّى لا يُدانَ اللَّهُ إلا به،
= سعد به. والترمذي (2717) مختصرًا من طريق الزهري به.
(1)
البخاري (2940)، ومسلم (1773/ عقب 74).
(2)
الأم 4/ 171.
(3)
في ص 8، وحاشية الأصل:"رسوله".
(4)
في س، م:"واتوه".
وذَلِكَ مَتَى شاءَ اللهُ عز وجل
(1)
.
18648 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ عَونٍ، عن عُمَيرِ بنِ إسحاقَ قال: كَتَبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى كِسرَى وقَيصرَ، فأَمّا قَيصرُ فوَضَعَه، وأَمّا كِسرَى فمَزَّقَه، فبَلَغَ ذَلِكَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ. "أمّا هَؤُلاءِ فيُمَزَّقونَ، وأَمّا هَؤُلاءِ فسَتَكونُ لَهُم بَقيَّةٌ"
(2)
.
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: ووَعَدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النّاسَ فتحَ فارِسَ والشّامِ
(3)
.
18649 -
أخبرَناه أبو الحُسَينِ محمدُ بن الحُسَينِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرِ بنِ دُرُستُويَه، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حدثنا عبدُ اللهِ بن يوسُفَ، حدثنا يَحيَى بن حَمزَةَ، حَذَثنِي أبو عَلقَمَةَ [نَصرُ بنُ عَلقَمَةَ]
(4)
يَرُدُّ الحديثَ إلَى جُبَيرِ بن نُفَيرٍ قال: قال عبدُ اللَّهِ بن حَوالَةَ: كُنّا عِندَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فشَكَونا إلَيه العُرىَ والفَقرَ وقِلَّةَ الشَّئ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أبشِروا فواللَّهِ لأنا بكَثرَةِ الشَّئِ أخوَفُنِي عَلَيكُم مِن قِلَّتِه، واللَّهِ لا يَزالُ هذا الأمرُ فيكُم حَتَّى يَفتَحَ اللهُ أرضَ فارِسَ وأَرضَ الرّومِ وأَرضَ حِميَرَ، وحَتَّى
(1)
الأم 4/ 171.
(2)
المصنف في الدلائل (58). وأخرجه أبو عبيد في الأموال (58)، وابن زنجويه في الأموال (101) من طريق ابن عون به.
(3)
الأم 4/ 171.
(4)
ليس في: س، م.
تَكونوا أجنادًا ثَلَاثةً؛ جُندًا بالشّامِ وجُندًا بالعِراقِ وجُندًا باليَمَن، وحَتَّى يُعطَى الرَّجُلُ المِائَةَ فيَسخَطَها". قال ابنُ حَوالَةَ: قُلتُ: يا رسولَ الله، ومَن يَستَطيعُ الشّامَ وبِه الرّومُ ذَواتُ القُرونِ؟ قال: "واللهِ لَيَفتَحَنَّها اللهُ عَلَيكُم ولَيَستَخلِفَنَّكُم فيها، حَتَّى تَظَلَّ العِصابَةُ البيضُ مِنهُم
(1)
قُمُصُهُم المُلحِمَةُ
(2)
أقْفاؤُهُم قيامًا على الرُّوَيجِلِ الأسوَدِ مِنكُمُ المَحلوق، ما أمَرَهُم مِن شَئ فعَلوه، وإِنَّ بها اليَومَ
(3)
رِجالًا لأنتُم أحقَرُ في أعيُنِهِم مِنَ القِردانِ
(4)
في أعجازِ الإبِل". قال ابنُ حَوالَةَ: فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ. اختَرْ لِي إن أدرَكَنِي ذَلِكَ. قال: "إنِّي أختارُ لَكَ الشّامَ؛ فإِنَّه صِفوَةُ اللَّهِ مِن بلادِه، وإِلَيه يَجتَبِي صِفوَتَه مِن عِبادِه، يا أهلَ اليَمَنِ عَلَيكُم بالشامِ؛ فإِنَّ
(5)
صِفوَةَ اللهِ مِن أرضِه الشّامُ، ألا فمَن أبَى فليَستَقِ
(6)
في غُدُرِ
(7)
اليَمَن، فإِن اللهَ قَد تَكَفَّلَ لِي بالشّامِ وأَهلِه". قال أبو عَلقَمَةَ: فسَمِعَتُ عبدَ الرَّحمَنِ بنَ جُبيرٍ يقولُ: فعَرَفَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَعتَ هذا الحديثِ في جَزءِ بنِ سُهَيلٍ السُّلَمِيِّ، وكانَ على الأعاجِمِ في ذَلِكَ الزَّمان، فكانَ إذا راحوا إلَى مَسجِدٍ نَظَروا إلَيه وإِلَيهِم قيامًا حَولَه، فعَجِبوا لِنَعتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيه وفيهم. قال أبو عَلقَمَةَ: أقسَمَ
(1)
في حاشية الأصل: "منكم".
(2)
الملحمة: الإلحام كثرة اللحم. ينظر التاج 33/ 410 (ل ح م).
(3)
ليس في: د، م.
(4)
القردان: ما يتعلق بالبعير ونحوه، وهو كالقمل للإنسان. شرح الزرقانى على الموطأ 2/ 388.
(5)
بعده في س، م:"من".
(6)
في س: "فليستنق"، وفي م:"فليستبق". وينظر مصادر التخريج.
(7)
الغُدُر: جمع غدير، وهو القطعة من الماء يغادرها السيل. أو هو الحوض. فيض القدير 4/ 451، وتاج العروس 13/ 205 (غ د ر).
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ ثَلاثَ مَرّاتٍ لا نَعلَمُ أنَّه أقسَمَ في حَديثٍ مِثلَهُ
(1)
.
وقَد مَضَى في هذا الكِتابِ عن ابنِ زُغبٍ الإيَادِيِّ عن عبد اللهِ بنِ حَوالَةَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَيُفتَحَنَ لَكُمُ الشامُ ثُمَّ لَتقتَسِمُنَّ
(2)
كُنوزَ فارِسَ والرّومِ"
(3)
.
18650 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ
(4)
بن بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ يَسارٍ في قِصَّةِ خالِدِ بنِ الوَليدِ حينَ فرَغَ مِنَ اليَمامَةِ قال: فكَتَبَ أبو بكرٍ الصَدّيقُ إلَى خالِدِ بنِ الوَليدِ وهو باليَمامَةِ: مِن عبد اللهِ أبي بكرٍ خَليفَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى خالِدِ بنِ الوَليدِ والَّذينَ مَعَه مِنَ المُهاجِرين والأنصارِ والتّابِعينَ بإِحسانٍ، سَلامٌ عَلَيكُم، فإِنِّي أحمدُ إلَيكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إلَهَ إلا هو، أمّا بَعدُ فالحَمدُ للهِ الَّذِي أنجَزَ وعدَه ونَصَرَ عبدَه وأَعَزَّ ولله وأَذَلَّ عَدوَّه وغَلَبَ الأحزابَ فَردًا، فإِنَّ اللهَ الَّذِي لا إلَهَ إلا هو قال:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [النور: 55] وكَتَبَ الآيَةَ كُلَّها، وقَرأ
(1)
المصنف في الدلائل 6/ 327، ويعقوب بن سفيان 2/ 288. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2295)، والطحاوى في شرح المشكل (1114)، والطبراني في مسند الشاميين (2540) من طريق يحيى بن حمزة به.
(2)
في س، ص 8، م:"لتقسمن".
(3)
تقدم في (18592).
(4)
ليس في: س، م.
الآيَةَ - وعدًا مِنه لا خُلفَ له، ومَقالًا لا رَيبَ فيه، وفَرَضَ الجِهادَ على المُؤمِنينَ فقالَ:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] حَتَّى فرَغَ مِنَ الآياتِ - فاستَتِمّوا مَوعِدَ
(1)
اللَّهِ إيّاكُم وأَطيعوه فيما فرَضَ عَلَيكُم، وإِن عَظُمَت فيه المَئونَةُ، واشتَدَّتِ
(2)
الرَّزيَّةُ، وبَعُدَتِ الشُّقَّةُ
(3)
، وفُجِعتُم في ذَلِكَ بالأموالِ والأنفُسِ؛ فإِنَّ ذَلِكَ يَسيرٌ في عَظيمِ ثَوابِ الله، فاغزوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ في سَبيلِ اللَّهِ:{خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 41] كَتَبَ الآيَةَ - ألا وقَد أمَرتُ خالِدَ بنَ الوَليدِ بالمَسيرِ إلَى العِراقِ فلا يَبرَحْها حَتَّى يأتيَه أمرِي، فسيروا مَعَه ولا تَتَثاقَلوا عنه؛ فإِنَّه سَبيلٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فيه الأجرَ لِمَن حَسُنَت فيه نيَّتُه وعَظُمَت في الخَيرِ رَغبَتُه، فإِذا وقَعتُمُ العِراقَ فكونوا بها حَتَّى يأتيَكُم أمرِي، كَفانا اللهُ وإيّاكُم مُهِمّاتِ الدُّنيا والآخِرَة، والسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه.
قال الشيخُ: ثُمَّ بَيِّنٌ في التَّواريخِ وُرودُ كِتابِه عَلَيه بالمَسيرِ إلَى الشّامِ وإِمدادِ مَن بها مِن أُمَراءِ الأجناد، وما كان مِنَ الظَّفَرِ لِلمُسلِمينَ يَومَ أجنادِينَ في أيّامِ أبي بكرٍ الصدّيق، وما كان مِن خُروجِ هِرَقلَ مُتَوَجِّهًا نَحوَ الرّوم، وما كان مِنَ الفُتوحِ بها وبِالعِراقِ وبِأَرضِ فارِسَ وهَلاكِ كِسرَى وحَملِ كُنوزِه إلَى المَدينَةِ في أيّامِ عُمَرَ بنِ الخطابِ.
(1)
في س، م:"بوعد".
(2)
في س، م:"واستبدت".
(3)
في س، م:"المشقة".
18651 -
أخبرَنا أبو نَصرِ بنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ النَّضرُوِيُّ، حدثنا أحمدُ بن نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بن مَنصورٍ، حدثنا عمرُو بن ثابِتٍ، عن أبيه، عن أبي جَعفَرٍ، عن جابِرِ بنِ عبد اللهِ في قَولِه:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [الصف: 9]. قال: خُروجُ عيسَى ابنِ مَريَمَ عليه السلام
(1)
.
18652 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بن الحَسَنِ القاضِي، حدثنا إبراهيمُ بن الحُسَين، حدثنا آدَمُ بن أبي إياسٍ، حدثنا ورقاءُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ في قَولِه عز وجل:{حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: 4] يَعنِي حَتَّى يَنزِلَ عيسَى ابنُ مَريَمَ فيُسلِمَ كُلُّ يَهودِيٍّ وكُلُّ نَصرانِيٍّ وكُلُّ صاحِبِ مِلَّةٍ، وتأمَنَ الشّاةُ الذِّئبَ، ولا تَقرِضَ فأرَةٌ جِرابًا، وتَذهَبَ العَداوَةُ مِنَ الأشياءِ كُلِّها، وذَلِكَ ظُهورُ الإسلامِ على الدّينِ كُلِّهِ
(2)
.
18653 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن محمدِ بنِ عليٍّ الإسفَرايينِيُّ ابنُ السِّقّاء، أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ محمدُ بن أحمدَ بنِ بُطَّةَ، حدثنا عبدُ اللهِ بن محمدِ بنِ زَكَريّا، حدثنا سعيدُ بن يَحيَى بنِ سعيدٍ
(3)
، حدثنا مُسلِمُ بن خالِدٍ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ في قَولِه تَعالَى:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} قال: إذا نَزَلَ عيسَى ابنُ مَريَمَ لَم يَكُنْ في الأرضِ إلا
(1)
سعيد بن منصور (1013 - تفسير). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 47/ 511 من طريق المصنف به.
(2)
تفسير مجاهد ص 604. وأخرجه ابن جرير في تفسيره 21/ 188 من طريق ورقاء به.
(3)
بعده في ص 8، م:"الأموى".
الإسلامُ ليُظهِرَه على الدِّينِ كُلِّهِ
(1)
.
18654 -
أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي موسَى هو ابنُ العباسِ الجوَينِيُّ، حدثنا محمدُ بن يَحيَى الذُّهلِيُّ، حدثنا يَعقوبُ بن إبراهيمَ، حدثنا أبي، عن صالِحٍ، عن ابنِ شِهابٍ، أن سعيدَ بنَ المُسَيَّبِ سَمِعَ أبا هريرةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "والَّذِي نَفسِي بيَدِه لَيوشِكَنَّ أن يَنزِلَ فيكُمُ ابنُ مَريَمَ حَكَمًا عَدلًا، فيَكسِرَ الصَّليبَ ويَقتُلَ الخِنزيرَ ويَضَعَ الجِرْيَةَ، ويَفيضَ المالُ حَتَّى لا يَقبَلَه أحَدّ، حَتَّى تَكونَ السَّجدَةُ الواحِدَةُ خَيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها". ثُمَّ يقولُ أبو هريرةَ: اقرءوا إن شِئتُم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159]
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن إسحاق، ورَواه مسلم عن الحُلوانِيِّ وغيرِه عن يَعقوبَ
(3)
.
18655 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ وأبو صادِقٍ الصيدَلانِيُّ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حدثنا حَجّاجُ بن محمدٍ قال: قال ابنُ جُرَيجٍ: أخبرَنِي أبو الزُّبَيرِ أنَّه سَمِعَ جابِرَ بنَ عبد اللَّهِ يقولُ: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا تَزالُ طائفَةٌ مِن أُمَّتِي يُقاتِلونَ على الحَقِّ ظاهِرينَ إلَى يَومِ القيامَةِ". قال: "ويَنزِلُ عيسَى ابنُ مَريَمَ، فيَقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لَنا. فيَقولُ: لا، إنَّ بَعضَكُم على بَعضٍ أُمَراءُ لِتَكرِمَةِ اللَّهِ هذه الأُمَّةَ"
(4)
. رَواه
(1)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 47/ 511، 512 من طريق المصنف به.
(2)
أخرجه أبو عوانة (311) من طريق يعقوب بن إبراهيم به. وتقدم في (1169، 11659).
(3)
البخاري (3448)، ومسلم عقب (155/ 242).
(4)
أخرجه أحمد (15127)، وابن حبان (6819) من طريق حجاج به. وتقدم أوله في (17949).
مسلمٌ في "الصحيح" عن الوَليدِ بنِ شُجاعٍ وغَيرِه عن حَجّاجٍ
(1)
.
18656 -
حدثنا السَّيِّدُ أبو الحَسَنِ محمدُ بن الحُسَينِ بنِ داودَ العَلَوِيُّ، أخبرَنا أبو القاسِمِ عُبَيدُ اللهِ بن إبراهيمَ بنِ بالُويَه المُزَكِّي، حدثنا أحمدُ بن يوسُفَ السُّلَمِيُّ، حدثنا عبدُ الرَّزاق، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ قال: هذا ما حدثنا أبو هريرةَ قال: وقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقومُ السّاعَةُ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغريها، فإِذا طَلَعَت ورآها الناسُ آمَنوا أجمَعونَ، وذَلِكَ حينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَو كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}
(2)
[الأنعام: 158]. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ مَنصورٍ، ورَواه مسلمٌ عن محمدِ بنِ رافِعٍ، كِلاهُما عن عبد الرَّزاقِ
(3)
.
18657 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ عليُّ بن محمدِ بنِ عبد اللَّهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بن محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفّارُ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بن محمدِ بنِ مَنصورٍ، حدثنا مُعاذُ بن هِشام، حدثنا أبي، عن قَتادَةَ، عن أبي قِلابَةَ، عن أبي أسماءَ، عن ثَوبانَ، أن نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللَّهَ عز وجل زَوَى
(4)
لِيَ الأرضَ حَتَّى رأيتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وأَعطانِي الكَنزَينِ الأحمَرَ والأبيَضَ، وإِنَّ مُلكَ أُمَّتِي سَيَبلُغُ ما زُوِيَ لِي مِنها، وِإنِّي سألتُ رَبِّي عز وجل ألَّا
(1)
مسلم (156/ 247).
(2)
المصنف في الاعتقاد ص 279. وأخرجه أحمد (8138) عن عبد الرزاق به.
(3)
البخاري (4636)، ومسلم عقب (157/ 248).
(4)
زوى: جمع. النهاية 2/ 320.
يُهلِكَهُم بسَنَةٍ عامَّةٍ، وألَّا يُسَلِّطَ عَلَيهِم عَدوًّا مِن غَيرِهِم فيُهلِكَهُم، وألَّا يَلبِسَهُم شيَعًا ويُذيقَ بَعضَهَم بأسَ بَعضٍ، فقالَ: يا محمدُ، إنِّي إذا أعطَيت عَطاءً فلا مَرَدَّ له، إنِّي أعطَيتُكَ لأُمَّتِكَ ألَّا يَهلِكوا بسَنَةٍ عامَّةٍ، وألَّا أُسَلِّطَ عَلَيهِم عَدوًّا مِن غَيرِهِم فيَستَبيحَهُم ولَوِ اجتَمَعَ عَلَيهِم مَن بَينَ أقطارِها، حَتَّى يَكونَ بَعضُهُم يُهلِكُ بَعضًا، وبَعضُهُم يَسبِي بَعضًا، وبَعضُهُم يَفتِنُ بَعضًا. وِإنَّه سَيَرجِعُ قَبائلُ مِن أُمَّتِي إلَى الشِّركِ وعِبادَةِ الأوثان، وإِنَّ مِن أخوَفِ ما أخافُ الأئمَّةَ المُضِلّينَ، وِإنَّه إذا وُضِعَ السَّيفُ فيهِم لَم يُرفَعْ إلَى يَومِ القيامَة، وإِنَّه سَيَخرُجُ في أُمَّتِي كَذّابونَ دَجّالونَ قَريبًا مِن ثَلاثينَ، وإنِّي خاتَمُ الأنبياءِ لا نَبِيَّ بَعدِي، ولا تَزالُ طائفَة مِن أُمَّتِي على الحَقِّ مَنصورَةً حَتَّى يأتِيَ أمرُ اللَّهِ"
(1)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن زُهَيرِ بنِ حَربٍ وغَيرِه عن مُعاذِ بنِ هِشامٍ
(2)
.
18658 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ وأبو محمدِ أبنُ أبي حامِدٍ المُقرِئُ وأبو بكرٍ القاضي وأبو صادِقِ ابنُ أبي الفَوارِسِ قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، أخبرَنا العباسُ بن الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ، أخبرَنِي أبي قال: سَمِعتُ ابنَ جابِرٍ، عن سُلَيمِ بنِ عامِرٍ قال: حَدَّثَنِي المِقدادُ بن الأسوَدِ الكِندِيُّ قال: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا يَبقَى على ظَهرِ الأرضِ بَيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ
(3)
إلَّا أدخَلَه اللَّهُ كَلِمَةَ الإِسلام، إمّا بعِزِّ عَزيزٍ وإمّا بذُلِّ ذَليلٍ، إمّا يُعِزُّهُمُ اللَّهُ فيَجعَلُهُم مِن
(1)
أخرجه ابن حبان (6714) من طريق معاذ بن هشام به. وابن ماجه (3952) من طريق قتادة به. وأحمد (22395، 22452)، وأبو داود (4252)، والترمذي (2176) من طريق أبي قلابة به.
(2)
مسلم (2889/ عقب 19).
(3)
بيت المدر: هو المبني بالطوب اللبن، والمراد به أهل المدن والقرى، وبيت الوبر: المتخذ من الصوف، والمراد به أهل البوادى. تاج العروس 14/ 95، 329 (م د ر، و ب ر).
أهلِه فيَعِزّوا
(1)
به، وِإمّا يُذِلُّهُم فيَدينونَ له"
(2)
.
18659 -
وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ القَطّانُ، حدثنا أبو الأزهَر، حدثنا عبدُ القُدّوسِ أبو المُغيرَة، حدثنا صَفوانُ بن عمرٍو، حَدَّثنِي سُلَيمُ بن عامِرٍ (ح) وأخبرَنا أبو الحُسَينِ بن الفَضل، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حدثنا أبو اليَمان، حدثنا صَفوانُ، عن سُلَيمِ بنِ عامِرٍ الكَلاعِيِّ، عن تَميمٍ الدّارِيِّ قال: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لَيَبلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بَلَغَ اللَّيلُ، ولا يَترُكُ اللهُ بَيتَ مَدَرٍ ولا وبَرٍ إلا أدخَلَه اللَّهُ هذا الدِّينَ بعِزِّ عَزيزٍ يُعِزُّ به الإِسلامَ، أو ذُلِّ ذَليل يُذِلُّ به الكُفرَ"
(3)
.
18660 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن سِنانٍ القَزّازُ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بن حُمرانَ، حدثنا عبدُ الحَميدِ بن جَعفَرٍ، عن الأسوَدِ بنِ العَلاء، عن أبي سلمةَ بنِ عبد الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ قال: سَمِعتُ عائشةَ رضي الله عنها تَقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لا يَذهَبُ اللَّيلُ والنَّهارُ حَتَّى تُعبَدَ اللَّاتُ والعُزَّى". قُلتُ: يا رسولَ الله، إنْ كُنتُ لأظُنُّ أن اللهَ حينَ أنزَلَ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ
(1)
كذا بحذف النون، وحذف النون بغير ناصب أو جازم لغة صحيحة. ينظر صحيح مسلم بشرح النووي 2/ 36. وتقدم في (4300).
(2)
أخرجه أحمد (23814)، وابن حبان (6699، 6701) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. به. وقال الهيثمي في المجمع 6/ 14. ورجال أحمد رجال الصحيح.
(3)
يعقوب بن سفيان 2/ 331. وأخرجه أحمد (16957) عن أبي المغيرة به. وقال الهيثمي في المجمع 6/ 14: ورجال أحمد رجال الصحيح.
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: 33] الفتح: 28، الصف: 9] أنَّ ذَلِكَ تامٌّ. قال: "إنَّه سَيَكونُ مِن ذَلِكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبعَثُ اللَّهُ ريحًا طَيِّبَةً فتَوَفَّى مَن كان في قَلبِه مِثقالُ حَبَّةِ خَردَلٍ مِن إيمانٍ، فيَبقَى مَن لا خَيرَ فيه، فيَرجِعونَ إلَى دينِ آبائهِم"
(1)
. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ خالِدِ بنِ الحارِثِ وأَبِي بكرٍ الحَنَفِيِّ عن عبد الحَميدِ بنِ جَعفَرٍ
(2)
.
قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: وكانَت قُرَيشٌ تَنتابُ الشّامَ
(3)
انتيابًا كَثيرًا، وكانَ كَثيرٌ مِن مَعاشِها مِنه، وتأتِي العِراقَ، فيُقالُ: لَمّا دَخَلَت في الإسلامِ ذَكَرَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَوفَها مِنِ انقِطاعِ مَعاشِها بالتِّجارَةِ مِنَ الشّامِ والعِراقِ إذا فارَقَتِ الكُفرَ ودَخَلَت في الإسلام، مَعَ
(4)
خِلافِ مَلِكِ الشّامِ والعِراقِ لأهلِ الإسلام، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إذا هَلَكَ كِسرَى فلا كِسرَى بَعدَه". فلَم يَكُنْ بأَرضِ العِراقِ كِسرَى يَثبُتُ له أمرٌ بَعدَه، وقالَ:"إذا هَلَكَ قَيصَرُ فلا قَيصَرَ بَعدَه". فلَم يَكُنْ بأَرضِ الشّامِ قَيصر بَعدَه، وأَجابَهُم على ما قالوا له، وكانَ كما قال لَهُم صلى الله عليه وسلم، وقَطَعَ اللَّهُ الأكاسِرَةَ عن العِراقِ وفارِسَ، وقَيصرَ ومَن قامَ بالأمرِ بَعدَه عن الشام، وقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في كِسرَى:"مُزِّق مُلكُه". فلَم يَبقَ لِلأكاسِرَةِ مُلكٌ، وقالَ في قَيصرَ:"ثَبَتَ مُلكُه". فثَبَتَ له مُلكٌ ببِلادِ الرّومِ إلَى اليَوم، وتنَحَّى مُلكُه عن الشّام، وكُلُّ هذا مُؤتَفِقٌ يُصدِّقُ بَعضُه بَعضًا.
(1)
أخرجه أبو يعلى (4564)، وابن جرير في تفسيره 22/ 616 من طريق عبد الحميد بن جعفر به.
(2)
مسلم (2907/ 52، وعقبه).
(3)
تنتاب الشام: ترجع إليها مرة بعد أخرى. ينظر المغرب في ترتيب المعرب 2/ 331.
(4)
ليس في: س، م.
أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ. فذَكَرَ هذا الكَلامَ وما قَبلَه في هذا البابِ
(1)
.
قال الشيخُ رحمه الله: وقَد رُوِيَ عن ابنِ عباسٍ في الآيَةِ تَفسيرٌ آخَرُ:
18661 -
أخبرَناه أبو زَكَريّا بنُ أبي إسحاقَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ الطَّرائفِيُّ، حدثنا عثمانُ بن سعيدٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بن صالِحٍ، عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طَلحَةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما في قَولِه تَعالَى:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} قال: يُظهِرُ اللهُ نَبيَّه صلى الله عليه وسلم على أمرِ الدّينِ كُلِّه فيُعطيه إيّاه ولا يُخفِي عَلَيه شَيئًا مِنه، وكانَ [اليَهودُ و]
(2)
المُشرِكونَ يَكرَهونَ ذَلِكَ
(3)
.
تمَّ بحمدِ اللَّهِ ومَنِّه الجزءُ الثامنَ عشرَ ويتلوه الجزءُ التاسعَ عشرَ وأولُه: كتابُ الجزيةِ
(1)
المصنف في المعرفة عقب (5504)، والأم 4/ 171. وينظر ما تقدم في (18642).
(2)
ليس في: س، م.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 6/ 1786، 1787، وابن جرير في تفسيره 11/ 423 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح به.