الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: صَبَّحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيبَرَ بُكرَةً وقَد خَرَجوا بالمَساحِي، فلَمَّا نَظَروا إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جاءوا يَسعَونَ إلَى الحِصنِ، وقالوا: محمدٌ والخَميسُ. فرَفَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيه، ثُمَّ قال:"اللهُ أكبَرُ"
(1)
. ثَلاثَ مَرَّاتٍ: "خَرِبَت خَيبَرُ، إنَّا إذا نَزَلنا بساحَةِ قَومٍ فساءَ صباحُ المُنذَرينَ"
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبد اللهِ بنِ محمدٍ وغَيرِه عن سُفيانَ
(3)
.
بابُ الرُّخصَةِ في الرَّجَزِ عِندَ الحَربِ
18514 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن سلمةَ، حَدَّثَنَا إسحاقُ بن إبراهيمَ، أخبرَنا أبو عامِرٍ العَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا عِكرِمَةُ بن عَمَّارٍ اليَمامِيُّ، عن إياسِ بنِ سلَمةَ، عن أبيه قال: غَزَونا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَ الحديثَ بطولِه، وفيه: حينَ أغاروا على سَرحِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال: ثُمَّ قُمتُ على ثَنيَّةٍ فاستَقبَلتُ المَدينَةَ فنادَيتُ ثَلاثَةَ أصواتٍ: يا صَباحاه. ثُمَّ خَرَجتُ في آثارِ القَومِ أرميهِم بالنَّبلِ وأَرتَجِزُ:
أنا ابنُ الأكوَع
…
واليَومُ يَومُ الرُّضَّع
وفيه قال: خَرَجنا إلَى خَيبَرَ، فجَعَلَ عَمِّي عامِرٌ يقولُ:
تاللَّهِ
(4)
لَولا اللَّهُ ما اهتَدَينا
…
وما تَصَدَّقنا وما صَلَّينا
(1)
بعده في س، م:"الله أكبر".
(2)
أخرجه أحمد (12086)، والنسائي (4351) من طريق سفيان به.
(3)
البخاري (2991، 3647، 4198).
(4)
في م: "يالله".
ونَحنُ عن فضلِكَ ما استَغنَينا
…
فثَبِّتِ الأقدامَ إن لاقَينا
وأَنزِلَنْ سَكينَةً عَلَينا
فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَن هَذا؟ ". قَالُوا: عامِر. قال: "غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ". وفيه: فلَمَّا قَدِمنا خَيبَرَ خَرَجَ مَرحَبٌ يَخطِرُ
(1)
بسَيفِه وهو يقولُ:
قَد عَلِمَت خَيبَرُ أنِّي مَرحَبُ
…
شاكِ السِّلاحِ
(2)
بَطَلٌ مُجَرِّبُ
إذا الحُروبُ أقبَلَت تَلَهَّبُ
فبَرَزَ له عَمِّي فقالَ:
قَد عَلِمَت خَيبَرُ أنِّي عامِرُ
…
شاكِ السّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ
ثُمَّ ذَكَرَ الحديثَ في رُجوعِ سَيفِ عامِرٍ على نَفسِه، وخُروجِ عليٍّ ورَجَزِه وقَتلِه إيَّاه، وقَد مَضى
(3)
.
18515 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بن موسَى، حَدَّثَنَا سفيانُ (ح) وأخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بن سَلمانَ الفَقيهُ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن محمدِ بنِ عيسَى، حَدَّثَنَا محمدُ بن كَثيرٍ وأبو حُذَيفَةَ قالا: حَدَّثَنَا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ قال: سَمِعتُ البَراءَ بنَ عازِبٍ يقولُ وجاءَه رَجُلٌ فقالَ: يا أبا عُمارَةَ أوَلَّيتُم يَومَ حُنَينٍ؟ قال: أمّا أنا فأَشهَدُ
(1)
يخطر بسيفه: يهزه. مشارق الأنوار 1/ 234.
(2)
شاك السلاح: جامع للسلاح، والشكة بكسر الشين: السلاح التام. مشارق الأنوار 2/ 252.
(3)
تقدم في (18193) دون ذكر قصة خيبر. وتقدمت قصة عامر ومرحب وقتل عليّ إياه في (18390). وسيأتي في (19787) بذكر قصة أخرى.
على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه لَم يوَلِّ، ولَكِنْ عَجِلَ سَرَعانُ القَومِ فرَشَقَتهُم هَوازِنُ، وأبو سُفيانَ بنُ الحارِثِ آخِذٌ برأسِ بَغلَتِه البَيضاءِ وهو يقولُ:"أنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أنا ابنُ عبد المُطَّلِبْ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن
(2)
محمدِ بنِ كَثيرٍ
(3)
. وأَخرَجاه مِن حَديثِ يَحيَى القَطَّانِ عن سُفيانَ
(4)
.
18516 -
أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حَدَّثَنَا يونُسُ بن بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ في قِصَّةِ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ وقِتالِه في غَزوَةِ مُؤتَةَ قال: وهو يقولُ:
يا حَبَّذا الجَنَّةُ واقتِرابُها
…
طَيِّبَةٌ بارِدَةٌ شَرابُها
والرُّومُ رومٌ قَد دَنا عَذابُها
…
عليَّ إنْ لاقَيتُها ضِرابُها
(5)
وعن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِي عبدُ اللهِ بن أبي بكرِ بنِ حَزمٍ أن عبدَ اللهِ بنَ رَواحَةَ قال حينَ أخَذَ الرَّايَةَ يَومَئذٍ:
أقسَمتُ يا نَفسِ لَتَنزِلِنَّه
…
طائعَة أو لَتُكرَهِنَّه
إن أجلَبَ النّاسُ وشَدُّوا الرَّنَّه
(6)
…
ما لِي أراكِ تَكرَهينَ الجَنَّه
قَد طالَ ما قَد كُنتِ مُطمَئنَّه
…
هَل أنتِ إلَّا نُطفَةٌ في شَنَّه
(7)
(1)
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 24) عن عبيد الله بن موسى به. وتقدم في (13423).
(2)
في س، ص 8، م:"من حديث".
(3)
البخاري (4316).
(4)
البخاري (2874)، ومسلم (1776) عقب (80).
(5)
المصف في الدلائل 4/ 363 موصولًا.
(6)
الرنة: هي الصوت عند البكاء، ويشبه أنه الذي فيه ترجيع. ينظر مشارق الأنوار 1/ 292.
(7)
الشنة: القربة البالية. مشارق الأنوار 2/ 254.