الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ظَهرِ فرَسِه يَومَ الجَمَلِ
(1)
.
قال الشّافِعِيُّ: ورُوِيَ عن عُمَرَ بنِ عبد العَزيزِ رحمه الله وابنِ المُسَيَّبِ رحمه الله أنَّهُما قالا: إذا كان الرَّجُلُ على ظَهرِ فرَسِه يُقاتِلُ فما صَنَعَ فهو جائزٌ.
ورُوِيَ عن عُمَرَ بنِ عبد العَزيزِ رحمه الله: عَطيَّةُ الحُبلَى جائزَةٌ حَتَّى تَجلِسَ بَينَ القَوابِلِ. وقالَ القاسِمُ بن محمدٍ وابنُ المُسَيَّبِ: عَطيَّةُ الحامِلِ جائزَةٌ. قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: وبِهَذا كُلِّه نَقولُ
(2)
.
قال الشيخُ: حَديثُ الزُّبَيرِ قَد رُوِّيناه في كِتابِ الوَصايا بطولِهِ
(3)
.
بابُ صَلاةِ الأسيِر إذا قُدِّمَ ليُقتَلَ
18476 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ الأصبَهانِيُّ، حدثنا يونُسُ بن حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ الطَّيالِسِيُّ، حدثنا إبراهيمُ بن سَعدٍ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُمَرَ بنِ أَسِيدِ بنِ جاريَةَ حَليفِ بَنِي زُهرَةَ - وكانَ مِن أصحابِ أبي هريرةَ - عن أبي هريرةَ قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ رَهطٍ عَينًا
(4)
، وأَمَّرَ عَلَيهِم عاصِمَ بنَ ثابِتِ بنِ أبي الأقلَحِ - وهو جَدُّ عاصِمٍ يَعنِي ابنَ عُمَرَ بنِ الخطابِ - فانطَلَقوا حَتَّى إذا كانوا
(1)
الشافعي 4/ 249.
(2)
الأم 4/ 249.
(3)
تقدم في (12807).
(4)
في س، م:"علينا".
بالهَدَّةِ بَينَ عُسْفانَ ومَكَةَ ذُكِروا لِحَيٍّ مِن هُذَيلٍ يُقالُ لَهُم: بَنو لِحيانَ، فنَفَروا لَهُم بمائَةِ رَجُلٍ رامٍ، فاتَّبَعوا آثارَهُم حَتَّى وجَدوا مأكَلَهُمُ التَّمرَ، فقالوا: هذا تَمرُ يَثرِبَ. فلَمّا أحَسَّ بهِمُ عاصِمٌ وأَصحابُه رضي الله عنه لَجَئوا إلَى قَردَدٍ
(1)
، يَعنِي فأَحاطَ بهِمُ القَومُ، فقالوا: انزِلوا ولَكُمُ العَهدُ والميثاقُ ألا يُقتَلَ مِنكُم أحَدٌ. فقالَ عاصِمٌ: أمّا أنا فواللهِ لا أنزِلُ في ذِمَّةِ كافِرٍ اليَومَ، اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنّا نَبيَّكَ السَّلام. فقاتَلوهُم، فقُتِلَ مِنهُم سَبعَةٌ، ونَزَلَ ثَلاثَةٌ على العَهدِ والميثاق، فلَمّا استَمكَنوا مِنهُم حَلُّوا أوتارَ قِسيِّهِم وكَتَّفوهُم، فلَمّا رأى ذَلِكَ مِنهُم أحَدُ الثلاثَةِ قال: هو واللهِ أوَّلُ الغَدرِ. فعالَجوه فقَتَلوه، وانطَلَقوا بخُبَيبِ بنِ عَدِيٍّ وزَيدِ بنِ الدَّثِنَة، فانطَلَقوا بهِما إلَى مَكَّةَ فباعوهُما، وذَلِكَ بَعدَ وقعَةِ بَدرٍ، فاشتَرَى بَنو الحارِثِ خُبَيبًا، وكانَ قَتلَ الحارِثَ يَومَ بدرٍ، قالَتِ ابنَةُ الحارثِ: فكانَ خُبَيبٌ أسيرًا عِندَنا، فواللهِ إنْ رأيتُ أسيرًا قَطُّ كان خَيرًا مِن خُبَيبٍ، واللهِ لَقَد رأيتُه يأكُلُ قِطْفًا مِن عِنَبٍ وما بمَكَةَ يَومَئذٍ مِن ثَمَرَةٍ، وإِن هو إلا رِزقٌ رَزَقَه اللهُ خُبَيبًا. قالَت: فاستَعارَ مِنِّي موسَى يَستَحِدُّ به لِلقَتلِ. قالَت: فأَعَرتُه إيّاه، ودَرَجَ بُنَيٌّ لِي وأَنا غافِلَةٌ، فرأيتُه مُجلِسَه على صَدرِه. قالَت: ففَزِعتُ فزعَةً عَرَفَها خُبَيبٌ. قالَت: ففَطِنَ بي فقالَ: أتَحسَبيني أنِّي قاتِلُه؟ ما كُنتُ لأفعَلَه. قالَت: فلَمّا أجمَعوا على قَتلِه قال لَهُم: دَعونِي أُصَلِّي رَكعَتَينِ. قالَت: فصَلَّى رَكعَتَين، فقالَ: لَولا أن تَحسِبوا أن بِي جَزَعًا لَزِدتُ. قال: وكانَ خُبَيبٌ أوَّل مَن سَنَّ الصَلاةَ لِمَن قُتِلَ صَبرًا. ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ أحصِهِم
(1)
القردد: الموضع المرتفع من الأرض، كأنهم تحصنوا به. النهاية 4/ 37.
عَدَدًا، واقتُلْهُم بَدَدًا
(1)
ولا تُبقِ مِنهُم أحَدًا. وأَنشأ يقولُ: فلَست أُبالِي حَيث
(2)
أُقتَل مُسلِمًا على أيِّ حالٍ كان في اللهِ مَصرَعِي وذَلِكَ في جَنبِ الإلَهِ وإِن يَشأْ يُبارِكْ على أوصالِ شِلوٍ ممَزَّعِ قال: وبَعَثَ المُشرِكونَ إلَى عاصِمِ بنِ ثابِتٍ ليُؤتَوا مِن لَحمِه بشَئٍ، وكانَ قَتَلَ رَجُلًا مِن عُظَمائهِم، فبَعَثَ الله مِثلَ الظُلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ فحَمَتْه مِن رُسُلِهِم، فلَم يَستَطيعوا أن يأخُذوا مِن لَحمِه شَيئًا
(3)
.
18477 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بن بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا موسَى بن إسماعيلَ، حدثنا إبراهيمُ يَعنِي ابنَ سَعدٍ، أخبرَنا ابنُ شِهابٍ، أخبرَنِي عُمَرُ
(4)
بن جاريَةَ الثَّقَفِيُّ حَليفُ بَنِي زُهرَةَ، عن أبي هريرةَ. فذَكَرَه بمَعناه مُختَصَرًا دونَ الشِّعرِ ودونَ قِصَّةِ عاصِمٍ في آخِرِهِ
(5)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن موسَى بنِ إسماعيلَ بطولِه
(6)
.
قال: وأَخبَرَنِي ابنُ أَسِيدِ بنِ جاريَةَ وهو عمرُو بن أبي سُفيانَ بنِ أَسِيدِ بنِ جاريَةَ الثَّقَفِيُّ، وقيلَ: عُمَرُ بن أَسِيدٍ.
(1)
بددًا: بفتح الباء وكسرها، بالفتح أي متفرقين، وبالكسر جمع بدة وهي الحصة والنصيب أي اقتلهم حصصا مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه. غريب الحديث للخطابى 1/ 110، النهاية 1/ 105.
(2)
في س، م:"حين"، وقال في حاشية الأصل:"المعروف: حين".
(3)
الطيالسي (2720)، وعنه أحمد (7928).
(4)
في س، م:"عمرو". وذكر الخلاف في اسمه في تهذيب الكمال 22/ 45، و قال: ويقال: عمر. وعمرو أصح.
(5)
تقدم في (6711).
(6)
البخاري (3989).