الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ كَيفَ الأمانُ
18231 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا الأعمَشُ، عن أبى وائلٍ قال: جاءَنا كِتابُ عُمَرَ: وإِذا حاصَرتُم قَصرًا فأَرادوكُم أن يَنزِلوا على حُكمِ اللهِ فلا تُنزِلوهُم؛ فإِنَّكُم لا تَدرونَ ما حُكمُ اللهِ فيهِم، ولَكِن أنزِلوهُم على حُكمِكُم، ثُمَّ اقضوا فيهِم ما أحبَبتُم، وإِذا قال الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: لا تَخَفْ. فقَد أمَّنَه، وإِذا قال: مَتَرْس
(1)
. فقَد أمَّنَه، وإِذا قال له أظُنُّه: لا تَدحَل
(2)
. فقَد أمَّنَه؛ فإِنَ اللهَ يَعلَمُ الألسِنَةَ
(3)
.
18232 -
ورَواه الثَّورِىُّ عن الأعمَشِ فقالَ في آخِرِه: وإِذا قال: لا تَدْهَلْ. فقَد أمَّنَه؛ فإِنَّ اللهَ يَعلَمُ الألسِنَةَ. أخبرَناه أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو عمرِو ابنُ مَطَرٍ، حدثنا أبو خَليفَةَ، حدثنا محمدُ بنُ كَثيرٍ، أخبرَنا سفيانُ، عن الأعمَشِ، عن أبى وائلٍ قال: جاءَ كِتابُ عُمَرَ ونَحنُ مُحاصِرونَ قَصرًا. فذَكَرَه بمَعناه
(4)
.
(1)
قال العينى: لفظ "مترس" كلمة فارسية ومعناها: لا تخف. لأن لفظة "م" كلمة النفى عندهم، ولفظ "ترس" بمعنى الخوف عندهم، فإذا أرادوا أن يقولوا لواحد لا تخف يقولون بلسانهم: مترس. عمدة القارى 15/ 130. وينظر المعجم الذهبى ص 186.
(2)
في م: "تدهل". ولا تَدْحَل بالنبطية؛ أي: لا تخف. تهذيب اللغة 2/ 72. وقال المطرزى في المغرب 1/ 283: لا تدحل، ويروى بالهاء؛ أي: لا تخف بالسريانية.
(3)
المصنف في المعرفة (5430). وأخرجه سعيد بن منصور (2599)، وابن أبى شيبة (33964) من طريق الأعمش به.
(4)
أخرجه عبد الرزاق (9429)، وأبو بكر الشافعى في الغيلانيات (881) من طريق سفيان الثورى به.
18233 -
حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ لَفظًا وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قِراءَةً عَلَيه قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا هِلالُ بنُ العَلاءِ الرَّقِّىُّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا المُعتَمِرُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا سعيدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ، حدثنا بكرُ بنُ عبدِ اللَّهِ المُزَنِىُّ وزيادُ بنُ جُبَيرٍ، عن جُبَيَرِ بنِ حَيَّةَ قال: بَعَثَ عُمَرُ رضي الله عنه النّاسَ مِن أفناءِ
(1)
الأمصارِ يُقاتِلونَ المُشرِكينَ. قال: فبَينَما عُمَرُ رضي الله عنه كَذَلِكَ إذ أُتِى برَجُلٍ مِنَ المُشرِكينَ مِن أهلِ الأهوازِ قَد أُسِرَ، فلَمّا أُتِى به قال بَعضُ النّاسِ لِلهُرمُزانِ: أيَسُرُّكَ ألا تُقتَلَ؟ قال: نَعَم، وما هوَ؟ قال: إذا قَرَّبوكَ مِن أميرِ المُؤمِنينَ فكَلَّمَكَ فقُل: إنِّى أفرَقُ أن أُكَلِّمَكَ
(2)
. فإِن أرادَ قَتلَكَ فقُل: إنِّى في أمانٍ؛ إنَّكَ قُلتَ: لا تَفرَقْ. قال: فحَفِظَها الرَّجُلُ، فلَمّا أُتِى به عُمَرُ قال له في بَعضِ ما يُسائلُه عنه: إنِّى أفرَقُ. يَعنِى فقالَ: لا تَفرَقْ. قال: فلَمّا فرَغَ مِن كَلامِه ساءَلَه عَمّا شاءَ اللهُ، ثُمَّ قال له: إنِّى قاتِلُكَ. قال: فقالَ: قَد أمَّنتَنِى. فقالَ: ويحَكَ ما أمَّنتُكَ؟ قال: قُلتَ: لا تَفرَقْ. قال: صَدَقَ. إمّا لِى
(3)
فأَسلِمْ. قال: نَعَم. فأَسلَمَ. ثُمَّ ذَكَرَ الحديثَ بطولِهِ
(4)
.
18234 -
أخبرَنا أبو زَكريّا ابنُ أبى إسحاقَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا الثَّقَفِىُّ، عن
(1)
أفناء: قيل: جماعات. وقيل: أخلاط لا تعرف لهم قبيلة. مشارق الأنوار 2/ 159.
(2)
بعده في م: "فيقول: لا تفرق".
(3)
كذا بالإمالة، وأصله: إن لا، و (ما) صلة. والمعنى إن لا يكن ذلك الأمر فافعل كذا. ينظر التاج 40/ 503 (ما). وتقدم في 1/ 227.
(4)
أخرجه البخارى (3159) من طريق عبد الله بن جعفر الرقى بنحوه مطولًا دون موضع الشاهد. وابن حبان (4756) من طريق زياد بن جبير به. وسيأتى في (18697).