المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: قسمة الغنيمة في دار الحرب - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٨

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ السِّيَرِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الخَلقِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ البَعثِ والتَّنزيلِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الفَرضِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ على النّاسِ، وما لَقِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِن أذَى قَومِه في تَبليغِ الرِّسالَةِ على وجهِ الاختِصارِ

- ‌بابُ الإِذنِ بالهِجرَةِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الإذنِ بالقِتالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَسخِ العَفوِ عن المُشرِكينَ، ونَسخِ النَّهيِ عن القِتالِ حَتَّى يُقاتِلوا، والنَّهيِ عن القِتالِ في الشَّهرِ الحَرامِ

- ‌بابُ فرضِ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في عُذرِ المُستَضعَفينَ

- ‌بابُ مَن خَرَجَ مِن بَيتِه مُهاجِرًا فأَدرَكَه المَوتُ في طَريقِهِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الإقامَةِ بدارِ الشِّركِ لمن لا يَخافُ الفِتنَةَ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ أن يَموتَ بالأرضِ التي هاجَرَ مِنها

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّعَرُّبِ بَعدَ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه في الفِتنَةِ وما في مَعناها

- ‌بابُ أصلِ فرضِ الجِهادِ

- ‌بابُ مَن لا يَجِبُ عَلَيه الجِهادُ

- ‌بابُ مَن له عُذرٌ بالضَّعفِ والمَرَضِ والزَّمانَةِ(2)والعُذرِ في تَركِ الجِهادِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ لا يَجِدُ ما يُنفِقُ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ عَلَيه دَينٌ فلا يَغزو إلَّا بإِذنِ أهلِ الدَّينِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ له أبَوانِ مُسلِمانِ أو أحَدُهُما فلا يَغزو إلَّا بإِذنِهِ

- ‌بابٌ: المُسلِمُ يَتَوَفَّى في الحَربِ قَتلَ أبيه، ولَو قَتَلَه لَم يَكنْ به بأسٌ

- ‌بابُ ما جاءَ في كراهيَةِ أخذِ الجَعائلِ(3)، وما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه مِنَ السُّلطانِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَجهيزِ الغازِي وأَجرِ الجاعِلِ

- ‌بابُ مَنِ استأجَرَ إنسانًا لِلخِدمَةِ في الغَزوِ

- ‌باب: الإمامُ لا يُجَمِّرُ بالغُزَّى

- ‌بابُ شُهودِ مَن لا فُرِضَ عَلَيه القِتالُ

- ‌بابُ مَن لَيسَ لِلإِمامِ أن يَغزوَ به بحالٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في الاستِعانَةِ بالمُشرِكين

- ‌بابُ مَن يُبدأُ بجِهادِه مِنَ المُشرِكينَ

- ‌بابُ ما يُبدأُ به مِن سَدِّ أطراف المُسلِمينَ بالرِّجالِ

- ‌باب ما يَفعَله الإمامُ مِنَ الحصونِ والخَنادِقِ وكلِّ أمرٍ دَفَعَ العَدوَّ قبلَ انتيابِهِ

- ‌بابُ ما يَجِبُ على الإمامِ مِنَ الغَزوِ بنَفسِه أو بسَراياه في كلِّ عامٍ على حُسنِ النَّظَرِ لِلمُسلِميَن، حَتَّى لا يَكونَ الجِهادُ مُعَطَّلًا في عامٍ إلَّا مِن عُذرٍ

- ‌بابٌ: الإمامُ يُغزِي مِن أهلِ دارٍ مِنَ المُسلِميَن بَعضَهُم، ويُخَلِّفُ مِنهُم في دارِهِم مَن يَمنَعُ دارَهُم

- ‌بابُ ما على الوالي مِن أمرِ الجَيشِ

- ‌بابُ مَن تَبَرَّعَ بالتَّعرُّضِ لِلقَتلِ رَجاءَ إحدَى الحُسنَيَينِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]

- ‌بابٌ: الاختيارُ في التَّحَرُّزِ

- ‌بابُ النَّفيرِ، وما يُستَدَلُّ به على أنَّ الجِهادَ فرضٌ على الكِفَايَةِ

- ‌جماعُ أبوابِ السِّيَرِ

- ‌بابُ السِّيرَةِ في المُشرِكينَ عبدَةِ الأوثانِ

- ‌بابُ السِّيرةِ في أهلِ الكِتابِ

- ‌بابٌ: السَّلَبُ لِلقاتِلِ

- ‌بابٌ: الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الجَيشِ في دارِ الحَربِ تَخرُجُ مِنهُمُ السَّريَّةُ إلىَ بَعضِ النَّواحِي فتَغنَمُ أو يَغنَمُ الجَيشُ

- ‌بابُ سَهمِ الفارِسِ والرّاجِلِ

- ‌بابُ تَفضيلِ الخَيلِ

- ‌بابُ سُهمانِ الخَيلِ

- ‌بابُ العَبيدِ والنِّساءِ والصِّبيانِ يَحضُرونَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الرَّضخِ لِمَن يُستَعانُ به مِن أهلِ الذِّمَّةِ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابٌ: قِسمَةُ الغَنيمَةِ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ السَّريَّةِ تأخُذُ العَلَفَ والطَّعامَ

- ‌بابُ بَيعِ الطَّعامِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ ما فضَلَ فى يَدِه مِنَ الطَّعامِ والعَلَفِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ النَّهىِ عن نَهبِ الطَّعامِ

- ‌بابُ أخذِ السِّلاحِ وغَيِره بغَيِر إذنِ الإمامِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ فى استِعمالِه فى حالِ الضَّرورَةِ

- ‌بابٌ: الإمامُ إذا ظَهَرَ على قَومٍ أقامَ بعَرصَتِهِم ثَلاثًا

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بذَرارِىِّ مَن ظَهَرَ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بالرِّجالِ البالِغيَن مِنهُم

- ‌بابُ قَتلِ المُشرِكينِ بَعدَ الإسارِ بضَربِ الأعناقِ دونَ المُثلَةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِن صَبِر الكافِرِ بَعدَ الإسارِ بأَن يُتَّخَذَ غَرَضًا

- ‌بابُ المَنعِ مِن إحراقِ المُشرِكينَ بالنّارِ بَعدَ الإسارِ

- ‌بابُ جَرَيانِ الرِّقِّ على الأسيرِ وإِن أسلَمَ إذا كان إسلامُه بَعدَ الأسْرِ

- ‌بابُ مَن يَجرِي عَلَيه الرِّقُّ

- ‌بابُ تَحريمِ الفِرارِ مِنَ الزَّحفِ وصَبرِ الواحِدِ مَعَ الاثنَينِ

- ‌بابُ مَن تَوَلَّى مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أو مُتَحَيِّزًا إلَى فِئَةٍ

- ‌بابُ النَّهىِ عن قَصدِ النِّساءِ والوِلدانِ بالقَتلِ

- ‌بابُ قَتلِ النِّساءِ والصِّبيانِ في التَّبييتِ والغارَةِ مِن غَيِر قَصدٍ، وما ورَدَ في إباحَةِ التَّبييتِ

- ‌قَتلُ أبي رافِعٍ عبدِ اللهِ بنِ أبي الحُقَيقِ

- ‌قَتلُ كَعبِ بن الأشرَفِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُقاتِلُ فتُقتَلُ

- ‌بابُ قَطعِ الشَّجَرِ وحَرقِ المَنازِلِ

- ‌بابُ مَنِ اختارَ الكَفَّ عن القَطعِ والتَّحريقِ إذا كان الأغلَبُ أنَّها سَتَصيرُ دارَ إسلامٍ أو دارَ عَهدٍ

- ‌بابُ تَحريمِ قَتلِ ما له روحٌ إلَّا بأَن يُذبَحَ فيُؤكَلَ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في عَقرِ دابَّةِ مَن يُقاتِلُه في(3)حالِ القِتالِ

- ‌بابُ الأسيِر يوثَقُ

- ‌بابُ تَركِ قَتلِ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الرُّهبانِ والكَبيِر وغَيِرهِما

- ‌بابُ [مَن رأى](2)قَتْلَ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الكُفّارِ جائزًا، وإن كان الاشتِغالُ بغَيِره أولَى

- ‌بابُ أمانِ العَبدِ

- ‌بابُ أمانِ المَرأَةِ

- ‌بابُ كَيفَ الأمانُ

- ‌بابُ نُزولِ أهلِ الحِصنِ أو بَعضِهِم على حُكمِ الإمامِ أو غَيِر الإمامِ إذا كان المَنزولُ على حُكمِه مأمونًا

- ‌بابٌ: الكافرُ الحَربِىُّ يَقتُلُ مُسلِمًا ثُمَّ يُسلِمُ لَم يَكُنْ عَلَيه قَوَدٌ

- ‌بابُ جَوازِ انفِرادِ الرَّجُلِ والرِّجالِ بالغَزوِ في بلادِ العَدوِّ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَسرِقُ مِنَ المَغنَمِ وقَد حَضَرَ القِتالَ

- ‌بابٌ: الغُلولُ قَليلُه وكثيُره حَرامٌ

- ‌باب: لا يُقطَعُ مَن غَلَّ في الغَنيمَةِ ولا يُحرَّقُ مَتاعُه، ومَن قال: يُحرَّقُ

- ‌بابُ إقامَةِ الحُدودِ في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ مَن زَعَمَ: لا تُقامُ الحُدودُ في أرضِ الحَربِ حَتَّى يَرجِعَ

- ‌بابُ بَيعِ الدِّرهَمِ بالدِّرهَمَيِن في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ دُعاءِ مَن لَم تَبلُغه الدَّعوَةُ مِنَ المُشرِكينَ وُجوبًا ودُعاءِ مَن بَلَغَته نَظَرًا

- ‌بابُ جَوازِ تَركِ دُعاءِ مَن بَلَغَته الدَّعوَةُ

- ‌بابُ الاحتياطِ في التَّبييتِ والإِغارَةِ لِئَلَّا يُصيبَ مُسلِميَن بجَهالَةٍ

- ‌بابُ النَّهي عن السَّفَرِ بالقُرآنِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ حَملِ السِّلاحِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ ما أحرَزَه المُشرِكونَ على المُسلِميَن

- ‌بابُ مَن فرَّقَ بَيَن وُجودِه قبلَ القَسْمِ وبَيَن وُجودِه بَعدَه، وما جاءَ فيما اشتِرُى مِن أيدِى العَدوِّ

- ‌باب: مَن أسلَمَ على شَئٍ فهو لّهُ

- ‌بابُ الحَربّيِ يَدخُلُ بأَمانٍ ولَه مالٌ في دارِ الحَربِ ثُمَّ يُسلِمُ، أو يُسلِمُ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ المُشرِكينَ يُسلِمونَ قبلَ الأسرِ وما على الإمامِ وغَيِره مِنَ التَّثَبُّتِ إذا تَكَلَّموا بما يُشبِهُ الإقرارَ بالإسلامِ ويُشبِهُ غَيَرهُ

- ‌بابُ فتحِ مَكَّةَ حَرَسَها اللَّهُ تَعالَى

- ‌بابُ ما قُسِمَ مِنَ الدُّورِ والأراضِي في الجاهِليَّة، ثُمَّ أسلَمَ أهلُها عَلَيها

- ‌بابُ تَركِ أخذِ المُشرِكينَ بما أصابوا

- ‌بابُ الرَّجُلِ مِنَ المُسلِميَن قَد شَهِدَ الحَربَ يَقَعُ على الجاريَةِ مِنَ السَّبي قبلَ القَسْمِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُسبَى مَعَ زَوجِها

- ‌بابُ وطءِ السَّبايا بالمِلكِ قبلَ الخُروجِ مِن دارِ الحَربِ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي وغَيِره في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ التَّفريقِ بَينَ المَرأَةِ ووَلَدِها

- ‌بابُ مَن قال: لا يُفَرَّقُ بَينَ الأخَوَينِ في البَيعِ

- ‌بابُ الوَقتِ الَّذِي يَجوزُ فيه التَّفريقُ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي مِن أهلِ الشِّركِ

- ‌بابٌ: الوَلَدُ تَبَعٌ لأبَوَيه حَتَّى يُعرِبَ عنه اللِّسانُ

- ‌بابٌ: الحَميلُ(2)لا يُورَّثُ إذا عَتَقَ حَتَّى تَقومَ بنَسَبِه بَيِّنَةٌ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ المُبارَزَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَقلِ الرُّءوسِ

- ‌بابٌ: لا تُباعُ جِيفَةُ مُشرِكٍ

- ‌بابُ السَّوادِ

- ‌بابُ قَدْرِ الخَراجِ الَّذي وُضِعَ على السَّوادِ

- ‌بابُ مَن رأى قِسمَةَ الأراضِي المَغنومَةِ ومَن لَم يَرَها

- ‌بابُ الأرضِ إذا كانت صُلحًا رِقابُها لأهلِها وعَلَيها خَراجٌ يُؤَدّونَه فأَخَدها مِنهُم مسلمٌ بكِراءٍ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ شِراءَ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابُ مَن رَخَّصَ في شِراءِ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابٌ: مَن أسلَمَ مِن أهلِ الصُّلحِ سَقَطَ الخَراجُ عن أرضِهِ

- ‌بابٌ: الأرضُ إذا أُخِذَت عَنوَةً فوُقِفَت لِلمُسلِميَن بطيبِ أنفُسِ الغانِميَن لَم يَجُز بَيعُها، [أو إِذا أسلَمَ مَن هِيَ في يَدَيهِ](1)لَم يَسقُط خَراجُها

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه العَهدُ ألَّا يَهرُبَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤمَنُ فلا يَكونُ له أن يَغْتالَهُم في أموالِهِم وأَنفُسِهِم

- ‌بابُ الأسيِر يَستَعينُ به المُشرِكونَ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه أن يَبعَثَ إلَيهِم بفِداءٍ أو يَعودَ في إسارِهِم

- ‌بابُ ما يَجوزُ لِلأسيِر أو مَن قُدِّمَ ليُقتَلَ والرَّجُلِ بَيَن الصَّفَّيِن في مالِهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الأسيِر إذا قُدِّمَ ليُقتَلَ

- ‌بابُ المُسلِمِ يَدُلُّ المُشرِكينَ على عَورَةِ المُسلِميَن

- ‌بابُ الجاسوسِ مِن أهلِ الحَربِ

- ‌بابُ الأسيِر يُستَطلَعُ مِنه خَبَرُ المُشرِكينَ

- ‌بابُ بَعثِ العُيونِ والطَّلائعِ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ فضلِ الحَرَسِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الحَرَسِ

- ‌بابُ مَن أرادَ غَزوَةً فوَرَّى بغَيِرها

- ‌بابُ الخُروجِ يَومَ الخَميسِ

- ‌بابُ الابتِكارِ في السَّفَرِ

- ‌بابُ ما يُؤمَرُ به مِن انضِمامِ العَسكَرِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ تَمَنِّي لِقاءِ العَدوِّ، وما يَفعَلُ ويَقولُ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ أيِّ وقتٍ يُستَحَبُّ اللِّقاءُ

- ‌بابُ الصَّمتِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّكبيِر عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الرَّجَزِ عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الصَّفِّ عِندَ القِتَالِ

- ‌بابُ سَلِّ السُّيوفِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّرَجُّلِ عِندَ شِدَّةِ البأسِ

- ‌بابُ الخُيَلاءِ في الحَربِ

- ‌بابُ الغَزوِ مَعَ أئمَّةِ الجَورِ

- ‌بابُ ما يستَحَبُّ مِنَ الجُيوشِ والسَّرايا

- ‌بابٌ: في فضلِ الجِهادِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن رَمَى بسَهمٍ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ المَشي في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ الشَّهادَةِ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابٌ: الشَّهيدُ يُشَفَّعُ

- ‌بابُ فضلِ مَن يُجرَحُ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن قَتَلَ كافِرًا

- ‌بابُ الرَّجُلَينِ يَقتُلُ أحَدُهُما صاحِبَه فيَدخُلانِ الجَنَّةَ

- ‌بابُ فضلِ مَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ مَن أتاه سهمُ غَرْبٍ(4)فقَتَلَهُ

- ‌بابُ مَن يُسلِمُ فيُقتَلُ مَكانَه في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ بَيانِ النِّيَّةِ التي يُقاتِلُ عَلَيها ليَكونَ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ ما جاءَ في السَّريَّةِ تُخفِقُ، وهو أن تَغزوَ فلا تَغنَمَ شَيئًا

- ‌بابُ تَمَنِّي الشَّهادَةِ ومَسأَلَتِها

- ‌بابُ الشَّجاعَةِ والجُبنِ

- ‌بابُ فضلِ النَّفَقَةِ(1)في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الذِّكرِ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الصَّومِ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ تَشييعِ الغازِي وتَوديعِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدينَ

- ‌بابُ الاستِئذانِ في القُفولِ بَعدَ النَّهي

- ‌بابُ الإذنِ بالقُفولِ وكَراهيَةِ الطَّرقِ

- ‌بابُ البِشارَةِ في الفُتوحِ

- ‌بابُ ما جاءَ في إعطاءِ البُشَراءِ

- ‌بابُ استِقبالِ الغُزاةِ

- ‌بابُ الصَّلاةِ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ

- ‌بابُ قِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في فضلِ قِتالِ الرّومِ وقِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الَّذينَ يَنتَعِلونَ الشَّعَرَ، وقِتالِ التُّركِ

- ‌بابُ ما جاءَ في النَّهي عن تَهييجِ التُّركِ والحَبَشَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الهِندِ

- ‌بابُ إظهارِ دينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على الأديانِ

الفصل: ‌باب: قسمة الغنيمة في دار الحرب

فأَسهَمَ لَهُم

(1)

. فهَذا مُنقَطِعٌ.

وكَذَلِكَ رَواه يَزيدُ بن يَزيدَ بنِ جابِرٍ عن الزُّهرِيِّ مُنقَطِعًا

(2)

. قال الشَّافِعِيُّ: والحديثُ المُنقَطِعُ عِندَنا لا يَكونُ حُجَّةً

(3)

.

قال الشيخ رحمه الله: ورَوَى الواقِدِيُّ عن ابنِ أبي سَبرَةَ عن فُطَيرٍ الحارِثيِّ قال: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعَشَرَةٍ مِنَ اليَهودِ مِن يَهودِ المَدينَةِ إلَى خَيبَرَ، فأَسهَمَ لَهُم كَسُهمانِ المُسلِمينَ

(4)

. وهَذا مُنقَطِعٌ وإِسنادُه ضَعيفٌ.

‌بابٌ: قِسمَةُ الغَنيمَةِ في دارِ الحَربِ

18029 -

أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو بكرٍ أحمدُ بن إسحاقَ بنِ أيّوبَ، أخبرَنا إسماعيلُ بن قُتَيبَةَ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن يَحيَى، أخبرَنا سُلَيمُ بن أخضَرَ، عن ابنِ عَونٍ قال: كَتَبتُ إلَى نافِعٍ أسألُه عن الدُّعاءِ قبلَ القِتالِ. قال: فكَتَبَ: إنَّما كان ذَلِكَ في أوَّلِ الاسلامِ؛ قَد أغارَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على بَنِي المُصطَلِقِ وهُم غارُّونَ

(5)

وأَنعامُهُم تُسقَى على الماء، فقَتَلَ مُقاتِلَتَهُم وسَبَى سَبيَهُم، وأَصابَ يَومَئذٍ - قال يَحيَى: أحسِبُه قال - جوَيريَةَ بنتَ

(1)

ابن أبي شيبة (33709).

(2)

سقط من: م.

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (33711) من طريق يزيد بن يزيد بن جابر به.

(3)

الأم 7/ 342.

(4)

الواقدي في المغازي 2/ 684.

(5)

غارون: غافلون. مشارق الأنوار 2/ 131.

ص: 183

الحارِثِ. وحَدَّثَنِي هذا الحديثَ عبدُ اللهِ بن عُمَرَ وكانَ في ذَلِكَ الجَيشِ

(1)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى، وأَخرَجَه البخاريُّ مِن وجهٍ آخرَ عن ابنِ عونٍ

(2)

.

18030 -

أخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بن عبد اللهِ الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي أبو عبد اللهِ الصوفيُّ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن أيُّوبَ (ح) قال: وأَخبَرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ - وهَذا حَديثُه - حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ قالا: حَدَّثَنَا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ، عن رَبيعَةَ، عن محمدِ بنِ يَحيَى بنِ حَبَّانَ، عن ابنِ مُحَيريزٍ أنَّه قال: دَخَلتُ أنا وأبو صِرمَةَ على أبي سعيدٍ، فسألَه أبو صِرمَةَ فقالَ: يا أبا سعيدٍ هَل سَمِعتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذكُرُ العَزلَ؟ قال: نَعَم؛ غَزَونا مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزوَةَ المُصطَلِق، فسَبَينا كَرائمَ العَرَب، وطالَت عَلَينا العُزبَةُ ورَغِبنا في الفِداءِ

(3)

، فأَرَدنا أن نَستَمتِعَ ونَعزِلَ، فقُلنا: نَفعَلُ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَينَ أظهُرِنا فلا نَسألُه؟! فسألنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: "لا عَلَيكُم ألَّا تَفعَلوا، ما كَتَبَ اللَّهُ خَلْقَ نَسَمَةٍ هِيَ كائنَةٌ إلَى يَومِ القيامَةِ إلَّا سَتَكونُ"

(4)

. رَواه البخاريُّ في

(1)

المصنّف في الصغرى (3654). وتقدم في (17940) من طريق يحيى بن يحيى، وسيأتي من طرق أخرى عن ابن عون في (18078، 18150، 18281).

(2)

مسلم (1730/ 1)، والبخاري (2541).

(3)

فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء: معناه احتجنا إلى الوطء وخفنا من الحبل فتصير أم ولد، يمتنع علينا بيعها وأخذ الفداء فيها. صحيح مسلم بشرح النووي 10/ 10.

(4)

أخرجه النسائي في الكبرى (5044) من طريق إسماعل بن جعفر به. وتقدم في (14423) من طريق ربيعة به، وسيأتي في (18127).

ص: 184

"الصحيح" عن قُتَيبَةَ، ورَواه مسلمٌ عن يَحيَى بنِ أيّوبَ وقُتَيبَةَ

(1)

.

وفِي هذا دِلالَةٌ على أنَّه قَسَمَ بَينَهُم غَنائمَهُم قبلَ الرُّجوعِ إلَى المَدينَةِ كما قال الأوزاعِيُّ والشَّافِعِيُّ

(2)

. قال أبو يوسُفَ: افتَتَحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بلادَ بَنِي المُصطَلِقِ وظَهَرَ عَلَيهِم، فصارَت بلادُهُم دارَ الإسلام، وبَعَثَ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ يأخُذُ صَدَقاتِهِم. قال الشّافِعِيُّ مُجيبًا له عن ذَلِكَ: أغارَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيهِم وهُم غارُّونَ في نَعَمِهِم، فقَتَلَهُم وسَباهُم وقَسَمَ أموالَهُم وسَبْيَهُم في دارِهِم سنةَ خَمسٍ، وإِنَّما أسلَموا بَعدَها بزَمانٍ، وإِنَّما بَعَثَ إلَيهِمُ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ مُصدِّقًا سنةَ عَشرٍ، وقَد رَجَعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنهُم ودارُهُم دارُ حَربٍ

(3)

.

قال الشيخُ: أمّا قَولُه أن ذَلِكَ كان سنةَ خَمسٍ، فكَذَلِكَ قالَه عُروَةُ وابنُ شِهابٍ:

18031 -

أخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا عثمانُ بن صالِحٍ، عن ابنِ لَهيعَةَ، حَدَّثَنَا أبو الأسوَد، عن عُروةَ (ح) قال: وحَدَّثَنا يَعقوبُ: وحَدَّثَنا إبراهيمُ بن المُنذِر، حَدَّثَنَا محمدُ بن فُلَيحٍ، عن موسَى بنِ عُقبَةَ، عن ابنِ شِهابٍ في ذِكرِ مَغازِي رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ثُمَّ قاتَلَ بَني المُصطَلِقِ وبَني لِحيانَ في شَعبانَ مِن سنةِ خَمسٍ

(4)

.

(1)

البخاري (4138)، ومسلم (438).

(2)

ينظر الأم 7/ 335.

(3)

الأم 7/ 335.

(4)

المصنّف في الدلائل 5/ 462، 463. وتقدم في (11413) من طريق إبراهيم بن المنذر به.

ص: 185

وهَذا أصَحُّ مِمّا رُوِىَ عن ابنِ إسحاقَ أن ذَلِكَ كان سنةَ سِتٍّ

(1)

18032 -

وأَمّا بَعْثُه الوَليدَ مُصَدِّقًا ففيما أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ كامِلٍ القاضِى، حدثنا محمدُ بنُ سَعدٍ العَوفِىُّ، حَدَّثَنى أبى سَعدُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَطيَّةَ، حَدَّثَنِى عَمِّى الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَطيَّةَ، حَدَّثَنِى أبى، عن جَدِّى عَطيَّةَ بنِ سَعدٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ بنِ أبى مُعَيطٍ إلَى بَنى المُصطَلِقِ ليأخُذَ مِنهُمُ الصَّدَقاتِ، وإِنَّه لَمّا أتاهُمُ الخَبَرُ فرِحوا، وخَرَجوا ليَتَلَقَّوا رسولَ

(2)

رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وإِنَّه لَمّا حُدِّثَ الوَليدُ أنَّهُم خَرَجوا يَتَلَقَّونَه رَجَعَ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ بَنى المُصطَلِقِ قَد مَنَعوا الصَّدَقَةَ. فغَضِبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن ذَلِكَ غَضَبًا شَديدًا، فبَينَما هو يُحَدِّثُ نَفسَه أن يَغْزوَهُم إذ أتاه الوَفدُ فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنّا حُدِّثنا أن رسولَكَ رَجَعَ مِن نِصفِ الطَّريقِ، وإِنّا خَشِينا أن يَكونَ إنَّما رَدَّه كِتابٌ جاءَه مِنكَ لِغَضَبٍ غَضبتَه عَلَينا، وإِنّا نَعوذُ باللهِ مِن غَضبِ اللهِ وغَضبِ رسولِه. وإِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم استَغشَّهُم

(3)

وهَمَّ بهِم، فأَنزَلَ اللهُ عز وجل عُذرَهُم فى الكِتابِ فقالَ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}

(4)

[الحجرات: 6].

(1)

ابن إسحاق - كما فى سيرة ابن هشام 2/ 289.

(2)

سقط من: ص 8، م.

(3)

فى الأصل، س، م:"استعتبهم"، وفى حاشية الأصل:"بل صوابه استغشهم".

(4)

أخرجه ابن جرير فى تفسيره 21/ 350، 351، وابن عساكر فى تاريخ دمشق 63/ 229، 230 من طريق محمد بن سعد به.

ص: 186

18033 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحَسَنِ القاضِى، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَينِ، حدثنا آدَمُ، حدثنا ورقاءُ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ قال: أرسَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الوَليدَ بنَ عُقبَةَ بنِ أبى مُعَيطٍ إلَى بَنِى المُصطَلِقِ لَيُصَدِّقَهُم، فتَلَقَّوه بالهَديَّةِ، فرَجَعَ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ له: إنَّ بَنِى المُصطَلِقِ قَد أجمَعوا لَكَ ليُقاتِلوكَ. فأَنزَلَ اللهُ تبارك وتعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} الآيَةَ

(1)

.

قال الشيخُ: والَّذِى يُستَدَلُّ به على أن ذَلِكَ كان بَعدَ غَزوَةِ بَنِى المُصطَلِقِ بمُدَّةٍ كَثيرَةٍ، ويُشبِهُ أن يَكونَ سنةَ عَشْرٍ كما حَفِظَه الشّافِعِىُّ رحمه الله، أن الوَليدَ بنَ عُقبَةَ كان زَمَنَ الفَتحِ صَبيًّا وذَلِكَ سنةَ ثَمانٍ، ولا يَبعَثُه مُصدِّقًا إلَّا بَعدَ أن يَصيرَ رَجُلًا:

18034 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ هو الأصَمُّ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن جَعفَرِ بنِ بُرقانَ، عن ثابِتِ بنِ الحَجّاجِ، عن أبى موسَى الهَمْدانىِّ، عن الوَليدِ بنِ عُقبَةَ قال: لَمّا افتَتَحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ جَعَلَ أهلُ مَكَّةَ يأتونَه بصِبيانِهِم، فيَمسَحُ رُءوسَهُم ويَدعو لَهُم، فجِئَ بى إلَيه وقَد خُلِّقتُ بالخَلوقِ، فلَمّا رآنى لَم يَمَسَّنِى، ولَم يَمنَعْه مِن ذَلِكَ إلَّا الخَلوقُ الَّذِى خَلَّقَتنِى أُمِّى

(2)

.

(1)

تفسير مجاهد ص 610، ومن طريقه ابن جرير فى تفسيره 21/ 351، والطبرانى 22/ 150 (404).

(2)

أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير 8/ 140 من طريق جعفر بن برقان به.

ص: 187

18035 -

وحَدَّثَنا بذَلِكَ أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا علىُّ بنُ حَمشاذَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنِى أبى، حدثنا فيّاضُ بنُ محمدٍ الرَّقِّىُّ، عن جَعفَرِ بنِ بُرقانَ، عن ثابِتِ بنِ الحَجّاجِ الكِلابِىِّ، عن عبدِ اللهِ الهَمْدانِىِّ، عن الوَليدِ بنِ عُقبَةَ قال: لَمّا فتَحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ. فذَكَرَه بمَعناه

(1)

.

قالَ أحمدُ بنُ حَنبَلٍ: وقَد رُوِىَ أنَّه سَلَحَ

(2)

يَومَئذٍ، فتَقَذَّرَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولَم يَمَسَّه ولَم يَدعُ له، ومُنِعَ بَرَكَةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِسابِقِ عِلمِ اللهِ فيهِ

(3)

.

18036 -

أخبرَنا علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا مُسَدَّدٌ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ الكَعبِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ أيّوبَ، أخبرَنا مُسَدَّدٌ وعَبدُ اللهِ بنُ عبدِ الوَهّابِ الحَجَبِىُّ قالا: حدثنا حَمَّادُ بنُ زَيدٍ، عن عبدِ العَزيزِ بنِ صُهَيبٍ وثابِتٍ البُنانىِّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الصُّبحَ بغَلَسٍ ثُمَّ رَكِبَ فقالَ:"اللهُ أكبَرُ، خَرِبَت خَيبَرُ، إنا إذا نَزَلنا بساحَةِ قَومٍ فساءَ صَباحُ المُنذَرينَ". فخَرَجوا يَسعَونَ فى السِّكَكِ وهُم يَقولونَ: محمدٌ والخَميسُ -قال مُسَدَّدٌ: قال حَمَّادٌ: والخَميسُ الجَيشُ- فظَهَرَ عَلَيهِم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقَتَلَ المُقاتِلَةَ وسَبَى الذَّرارِىَّ، فصارَت صَفيَّةُ لِدِحيَةَ

(1)

المصنف فى الدلائل 6/ 397، 398، والحاكم 3/ 100، وأحمد (16379). وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير 8/ 140، والصغير 1/ 116 من طريق فياض بن محمد الرقى به.

(2)

السلح: التغوط. المغرب فى ترتيب المعرب 1/ 407.

(3)

المصنف فى الدلائل 6/ 398، والحاكم 3/ 100.

ص: 188

الكَلبِىِّ، ثُمَّ صارَت صَفيَّةُ لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تَزَوَّجَها وجَعَلَ صَداقَها عِتقَها. قال عبدُ العَزيزِ لِثابِتٍ: يا أبا محمدٍ، أنتَ سألتَ أنَسًا ما أمهَرَها؟ فقالَ: أمهَرَها نَفسَها. فتَبَسَّمَ

(1)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ

(2)

.

18037 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ صالِحِ بنِ هانئٍ وأبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ قالا: حدثنا السَّرِىُّ ابنُ خُزَيمَةَ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ المُغيرَةِ (ح) قال: وأخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا عبدُ اللهِ ابنُ هاشِمٍ، حدثنا بَهزٌ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ المُغيرَةِ، عن ثابِتٍ، حدثنا أنَسٌ قال: صارَت صَفيَّةُ لِدِحيَةَ فى مَقسَمِه، وجَعَلوا يَمدَحونَها عِندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ويَقولونَ: ما رأينا فى السَّبىِ مِثلَها. قال: فبَعَثَ إلَى دِحيَةَ فأَعطاه بها ما أرادَ، ثُمَّ دَفَعَها إلَى أُمِّى فقالَ:"أصلِحيها". قال: ثُمَّ خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن خَيبَرَ حَتَّى جَعَلَها فى ظَهرِه نَزَلَ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَيها القُبَّةَ، فلَمّا أصبَحَ قال:"مَن كان عِندَه فضلُ زادٍ فليأتِنا به". قال: فجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِئُ بفَضلِ التَّمرِ وفَضلِ السَّويقِ وفَضلِ السَّمنِ حَتَّى جَعَلوا مِن ذَلِكَ سَوادًا حَيسًا

(3)

، فجَعَلوا يأكُلونَ مِن ذَلِكَ

(1)

المصنف فى الدلائل 4/ 227. وأخرجه أحمد (12940، 13575)، ومسلم 2/ 1045 (5/ 85)، وابن ماجه (1957)، والنسائى فى الكبرى (8660) من طريق حماد به.

(2)

البخارى (947).

(3)

جعلوا من ذلك سوادًا حيسًا: أى جعلوا من ذلك كومًا شاخصًا مرتفعًا فخلطوه، وجعلوه حيسًا. صحيح مسلم بشرح النووى 9/ 226. والحيس كما تقدم فى (8413) هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن. مشارق الاْنوار 1/ 218.

ص: 189

الحَيسِ ويَشرَبونَ مِن حياضٍ إلَى جَنبِهِم مِن ماءِ السَّماءِ. قال: فقالَ أنَسٌ: وكانَت تِلكَ وليمَةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيها. قال: فانطَلَقنا حَتَّى إذا رأينا جُدُرَ المَدينَةِ مَشَينا إلَيها، فرَفَعنا مَطيَّتَنا

(1)

، ورَفَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَطيَّتَه. قال: وصَفيَّةُ خَلفَه قَد أردَفَها، فعَثَرَت مَطيَّةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فصُرِعَ وصُرِعَت، قال: فلَيسَ أحَدٌ مِنَ النّاسِ يَنظُرُ إلَيه ولا إلَيها حَتَّى قامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَستُرُها. قال: فأَتَيناه فقالَ: "لَم نُضَرَّ". قال: فدَخَلنا المَدينَةَ فخَرَجَ جَوارِى نِسائه يَتَراءَينَها ويَشمَتنَ بصَرعَتِها

(2)

. لَفظُ حَديثِ بَهزِ بنِ أسَدٍ. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن عبدِ اللهِ بنِ هاشِمٍ

(3)

.

وفِى هذا دِلالَةٌ على وُقوعِ قِسمَةِ غَنيمَةِ خَيبَرَ بخَيبَرَ.

قال أبو يوسُفَ: إنَّها حينَ افتَتَحَها صارَت دارَ إسلامٍ وعامَلَهُم على النَّخلِ

(4)

.

قال الشّافِعِىُّ: أمّا خَيبَرُ فما عَلِمتُه كان فيها مسلمٌ واحِدٌ، ما صالِحَ إلَّا اليَهودَ وهُم على دينِهِم، وما حَولَ خَيبَرَ كُلُّه دارُ حَربٍ

(5)

.

18038 -

أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أحمدُ بنُ حَنبَلٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا أبى، عن ابنِ

(1)

فرفعنا مطيتنا: كلفناها المرفوع من السير وهو دون العدو. ينظر تاج العروس 21/ 105 (ر ف ع).

(2)

تقدم مختصرًا فى (12885).

(3)

مسلم (1365/ 88).

(4)

ينظر الخراج لأبى يوسف ص 388.

(5)

الأم 7/ 335.

ص: 190

إسحاقَ، حَدَّثَنِى نافِعٌ مَولَى عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، أن عُمَرَ قال: أيُّها النّاسُ، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان عامَلَ يَهودَ خَيبَرَ على أنّا نُخرِجُهُم إذا شِئنا، فمَن كان له مالٌ فليَلحَقْ به؛ فإِنِّى مُخرِجٌ يَهودَ. فأَخرَجَهُم

(1)

.

18039 -

أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِىُّ، أخبرَنا إبراهيمُ بنُ هاشِمٍ البَغَوِىُّ وأبو يَعلَى المَوصِلِىُّ والحَسَنُ النَّسَوِىُّ قالوا: حدثنا هُدبَةُ، حدثنا هَمّامٌ، حدثنا قَتادَةُ، عن أنَسٍ، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم اعتَمَرَ أربَعَ عُمَرٍ، كُلُّهُنَّ فى ذِى القَعدَةِ، إلَّا التى فى حَجَّتِه؛ عُمرَةٌ فى الحُدَيبيَةِ -أو: زَمَنَ الحُدَيبيَةِ- فى ذِى القَعدَةِ، وعُمرَةٌ مِنَ العامِ المُقبِلِ، وعُمرَةٌ مِنَ الجِعرانَةِ حَيثُ قَسَمَ غَنائمَ حُنَينٍ فى ذِى القَعدَةِ، وعُمرَةٌ مَعَ حَجَّتِهِ. هذا حَديثُ إبراهيمَ، وقالَ الحَسَنُ: عُمرَةٌ مِنَ الحُدَيبيَةِ. وقالَ أبو يَعلَى: عُمرَتُه مِنَ الحُدَيبيَةِ

(2)

. رَواه البخارىُّ ومُسلِمٌ فى "الصحيح" عن هُدبَةَ

(3)

.

وفِى هذا دِلالَةٌ على أنَّه صلى الله عليه وسلم قَسَمَ غَنائمَ حُنَينٍ بها.

قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: فأَمّا ما احتَجَّ به أبو يوسُفَ، مِن أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَم يَقسِمْ غَنائمَ بَدرٍ حَتَّى ورَدَ المَدينَةَ، وما ثَبَتَ مِنَ الحديثِ بأَن قال: والدَّليلُ على ذَلِكَ أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أسهَمَ لِعُثمانَ وطَلحَةَ ولَم يَشهَدَا بَدرًا، فإِن كان كما

(1)

أبو داود (3007)، وأحمد (90)، وابن إسحاق - كما فى سيرة ابن هشام 2/ 357. وأخرجه البخارى (2730) من طريق نافع به بنحوه مطولًا.

(2)

تقدم فى (8863، 8904).

(3)

البخارى (4148)، ومسلم (1253/ 217).

ص: 191

قال فهو يُخالِفُ سُنَّةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه يَزعُمُ أنَّه لَيسَ لِلإمامِ أن يُعطىَ أحَدًا لَم يَشهَدِ الوَقعَةَ ولَم يَكُنْ مَدَدًا، ولَيسَ كما قال؛ قَسَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنائمَ بَدرٍ بسَيَرٍ

(1)

شِعبٍ مِن شِعابِ الصَّفراءِ قَريبٍ مِن بَدرٍ

(2)

:

18040 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: ومَضَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلَمّا خَرَجَ مِن مَضيقٍ يُقالَ له الصَّفراءُ خَرَجَ مِنه إلَى كَثيبٍ يُقالُ له: سَيرٌ

(3)

، على مَسيرَةِ لَيلَةٍ مِن بَدرٍ أو أكثَرَ، فقَسَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّفَلَ بَينَ المُسلِمينَ على ذَلِكَ الكَثيبِ

(4)

.

18041 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنى أحمدُ بنُ محمدٍ العَنَزِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارمىُّ، حدثنا يَحيَى بنُ سُلَيمانَ الجُعفِىُّ، حدثنا ابنُ وهبٍ، حَدَّثَنى حُيَىٌّ، عن أبى عبدِ الرَّحمَنِ الحُبُلِىِّ، عن عبدِ اللهِ ابنِ عمرٍو، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَومَ بَدرٍ بثَلاثِمِائَةٍ وخَمسَةَ عَشَرَ مِنَ المُقاتِلَةِ كما خَرَجَ طالوتُ، فدَعا لَهُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حينَ خَرَجَ فقالَ:"اللَّهُمَّ إنَّهُم حُفاةٌ فاحمِلْهُم، اللَّهُمَّ إنَّهُم عُراةٌ فاكْسُهُم، اللَّهُمَّ إنَّهُم جياعٌ فأَشبِعْهُم".

(1)

فى الأصل، ص 8:"بسبر"، وضبطت فى الأصل بسكون الباء، وقال فى الحاشية:"كذا بسبر ولعله بسير وهو مكان قريب من الصفراء والله أعلم".

وذكره فى النهاية 2/ 434 بتشديد الياء المكسورة، وفى معجم البلدان 3/ 32 بكسر الباء المشددة، وفى 3/ 214 بالياء المفتوحة.

(2)

الأم 7/ 335.

(3)

فى الأصل، ص 8:"سبر".

(4)

تقدم فى (12886).

ص: 192

ففَتَحَ اللهُ لَهُم يَومَ بَدرٍ، فانقَلَبوا وما مِنهُم رَجُلٌ إلَّا وقَد رَجَعَ بجَمَلٍ أو جَمَلَينِ، واكتَسَوا وشَبِعوا

(1)

.

قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: وكانَت غَنائمُ بَدرٍ -كما رَوَى عُبادَةُ بنُ الصّامِتِ- غَنِمَها المُسلِمونَ قبلَ أن تَنزِلَ الآيَةُ فى سورَةِ الأنفالِ، فلَمّا تَشاحُّوا عَلَيها انتَزَعَها اللهُ مِن أيديهِم بقَولِه:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية

(2)

[الأنفال: 1].

18042 -

أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ العباسُ بنُ الفَضلِ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ الحارِثِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَيّاشِ بنِ أبى رَبيعَةَ، عن سُلَيمانَ بنِ موسَى الأشدَقِ، عن مَكحولٍ، عن أبى سَلَّامٍ، عن أبى أُمامَةَ الباهِلِىِّ، عن عُبادَةَ بنِ الصّامِتِ قال: خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى بَدرٍ فلَقِىَ بها العَدوَّ، فلَمّا هَزَمَهُمُ اللهُ اتَّبَعَتهُم طائفَةٌ مِنَ المُسلِمينَ يَقتُلونَهُم، وأَحدَقَت طائفَةٌ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، واستَولَت طائفَةٌ على النَّهبِ

(3)

والعَسكَرِ، فلَمّا رَجَعَ الَّذينَ طَلَبوا العَدوَّ قالوا: لَنا النَّفَلُ؛ نَحنُ طَلَبنا العَدوَّ، وبِنا نَفاهُمُ اللهُ وهَزَمَهُم. وقالَ الَّذينَ أحدَقوا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم: ما أنتُم بأَحَقَّ به مِنّا بَل هو لَنا؛ نَحنُ أحدَقنا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم أن يَنالَه مِنَ العَدوِّ غِرَّةٌ. وقالَ الَّذينَ

(1)

المصنف فى دلائل النبوة 3/ 37، 38. وتقدم فى (12887).

(2)

الأم 7/ 335.

(3)

النهب: الغنيمة. غريب الحديث للخطابى 2/ 15.

ص: 193

استَولَوا على العَسكَرِ والنَّهبِ: ما أنتُم بأَحَقَّ به مِنّا بَل هو لَنا؛ نَحنُ استَولَينا عَلَيه وأَحرَزناه. فأَنزَلَ اللهُ عز وجل على رسولِه عليه السلام: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} الآيَة. فقَسَمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَينَهُم عن فَواقٍ

(1)

.

18043 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ، حدثنا أبو العباسِ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِى عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحارِثِ، عن سُلَيمانَ بنِ موسَى الأشدَقِ، عن مَكحولٍ، عن أبى أُمامَةَ الباهِلِىِّ قال: سأَلْتُ عُبادَةَ بنَ الصَّامِتِ عن الأنفالِ. فذَكَرَ الحديثَ بمَعناه، قال فى آخِرِه: فلَمّا اختَلَفنا وساءَت أخلاقُنا، انتَزَعَه اللهُ مِن أيدينا فجَعَلَه إلَى رسولِه، فقَسَمَه على النّاسِ عن بَواءٍ

(2)

، فكانَ فى ذَلِكَ تَقوَى اللهِ وطاعَتُه، وطاعَةُ رسولِه، وصَلاحُ ذاتِ البَينِ، يقولُ اللهُ عز وجل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}

(3)

.

وعن ابنِ إسحاقَ قال: سَمِعتُ الزُّهرِىَّ يقولُ: أُنزِلَت سورَةُ الأنفالِ بأَسرِها فى أهلِ بَدرٍ.

قال الشّافِعِىُّ: فكانَت لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّها خالِصًا، وقَسَمَها بَينَهُم، وأَدخَلَ مَعَهُم ثَمانيَةَ نَفَرٍ لَم يَشهَدوا الوَقعَةَ مِنَ المُهاجِرينَ والأنصارِ

(4)

. وقالَ

(1)

سعيد بن منصور فى سننه (982 - تفسير)، ومن طريقه الضياء فى المختارة (364). وتقدم فى (12841) من طريق سليمان به. وقوله:"عن فواق". تقدم تفسيره فى (12841).

(2)

فى م: "سواء". وقوله: "عن براء" تقدم تفسيره فى (12840).

(3)

تقدم فى (12840).

(4)

الأم 7/ 335.

ص: 194

فى مَوضِعٍ آخَرَ: سَبعَةً أو ثَمانيَةً

(1)

.

18044 -

أخبرَناه أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عمرُو بنُ خالِدٍ وحَسّانُ ابنُ عبدِ اللهِ قالا: حدثنا ابنُ لَهيعَةَ، عن أبى الأسوَدِ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ فى تَسميَةِ مَن شَهِدَ بَدرًا، ولَم يَشهَدْها ثُمَّ ضَرَبَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَهمِه؛ فمِمَّن لَم يَشهَدْها وضَرَبَ له بسَهمِه عثمانُ بنُ عَفّانَ بنِ أبى العاصِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمسٍ؛ تَخَلَّفَ بالمَدينَةِ على امرأتِه رُقَيَّةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكانَت وجِعَةً، فضَرَبَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَهمِه قال: وأَجرِى يا رسولَ اللهِ؟ قال: "وأَجرُكَ". وطَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ بنِ عثمانَ بنِ عمرِو بنِ كَعبِ بنِ سَعدِ بنِ تَيمِ بنِ مُرَّةَ قال: كان بالشّامِ فقَدِمَ، فكَلَّمَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فضَرَبَ له بسَهمِه، قال: وأَجرِى يا رسولَ اللهِ؟ قال: "وأَجرُكَ". وسَعيدُ بنُ زَيدِ بنِ عمرِو بنِ نُفَيلٍ قَدِمَ مِنَ الشَّامِ بَعدَما رَجَعَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إلَى المَدينَةِ، فضَرَبَ له النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بسَهمِه، فقالَ: وأَجرِى يا رسولَ اللهِ؟ قال: "وأَجرُكَ". فهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ مِنَ المُهاجِرينَ، وأَمّا مِنَ الأنصارِ فأبو لُبابَةَ خَرَجَ -زَعَموا- مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى بَدرٍ فأَمَّرَه على المَدينَةِ، وضَرَبَ له بسَهمِه مَعَ أصحابِ بَدرٍ، والحارِثُ بنُ حاطِبٍ رَجَعَه النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم -زَعَموا- إلَى المَدينَةِ، وضَرَبَ له بسَهمِه، وخَرَجَ عاصِمُ بنُ عَدِىٍّ فرَدَّه النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم، وضرَبَ له بسَهمٍ مَعَ أهلِ بَدرٍ، وخَوّاتُ بنُ جُبَيرِ بنِ النُّعمانِ ضَرَبَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسَهمِه فى أصحابِ بَدرٍ، والحارِثُ بن

(1)

الأم 7/ 339.

ص: 195

الصِّمَّةِ كُسِرَ بالرَّوحاءِ، فضَرَبَ له النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بسَهمٍ

(1)

.

وذَكَرَهُم أيضًا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ

(2)

، وذَكَرَهُم أيضًا موسَى بنُ عُقبَةَ إلَّا أنَّه لَم يَذكُرِ الحارِثَ بنَ حاطِبٍ فى الرَّدِّ إلَى المَدينَةِ

(3)

، واللهُ أعلَمُ.

قال الشَّافِعِىُّ رحمه الله: وإِنَّما أعطاهُم مِن مالِه، وإِنَّما نَزَلَت {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} بَعدَ غَنيمَةِ بَدرٍ

(4)

.

18045 -

أخبرَنا أبو نَصرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ العباسُ بنُ الفَضلِ النَّضرُوِىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ ابنُ مَنصورٍ، حدثنا هُشَيمٌ، عن أبى بشرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ قال: قُلتُ لابنِ عباسٍ رضي الله عنهما: سورَةُ الأنفالِ؟ قال: نَزَلَت فى أهلِ بَدرٍ

(5)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن سعيدِ بنِ سُلَيمانَ عن هُشَيمٍ

(6)

.

قال الشّافِعِىُّ: وأَمّا ما احتُجَّ به مِن وقعَةِ عبدِ اللهِ بنِ جَحشٍ وابنِ الحَضرَمِىِّ فذَلِكَ قبلَ بَدرٍ وقَبلَ نُزولِ الآيَةِ، وكانَت وقعَتُهُم فى آخِرِ يَومٍ مِنَ الشَّهرِ الحَرامِ، فتَوَقَّفوا فيما صَنَعوا حَتَى نَزَلَت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ

(1)

تقدم فى (12843) من طريق عمرو بن خالد.

(2)

أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق 25/ 67، 39/ 34.

(3)

تقدم فى (12843).

(4)

الأم 7/ 335.

(5)

سعيد بن منصور فى سننه (984 - تفسير). وأخرجه مسلم (3031/ 31) من طريق هشيم به.

(6)

فى م: "هشام". والحديث عند البخارى (4645).

ص: 196

الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} [البقرة: 217]. ولَيسَ مِمّا خالَفَ فيه الأوزاعِىُّ بسَبيلٍ

(1)

.

قال الشيخ: قَد ذَكَرنا قِصَّةَ ابنِ جَحشٍ مِن رِوايَةِ جُندُبِ بنِ عبدِ اللهِ

(2)

.

18046 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى يَزيدُ بنُ رُومانَ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عبدَ اللهِ بنَ جَحشٍ إلَى نَخلَةَ، فقالَ له:"كُنْ بها حَتَّى تأتيَنا بخَبَرٍ من أخبارِ قُرَيشٍ". ولَم يأمُرْه بقِتالٍ، وذَلِكَ فى الشَّهرِ الحَرامِ، وكَتَبَ له كِتابًا قبلَ أن يُعلِمَه أينَ يَسيرُ؛ فقالَ:"اخرُج أنتَ وأَصحابُكَ، حَتَّى إذا سِرتَ يَومَينِ فافتَحْ كِتابَكَ وانظُرْ فيه، فما أمَرتُكَ به فامضِ له، ولا تَستَكرِهَنَّ أحَدًا مِن أصحابِكَ على الذَّهابِ مَعَكَ". فلَمّا سارَ يَومَينِ فتَحَ الكِتابَ فإِذا فيه: "أن امضِ حَتَّى تَنزِلَ نَخلَةَ فتأتيَنا مِن أخبارِ قُرَيشٍ بما يَصلُ إلَيكَ مِنهُم". فقالَ لأصحابِه حينَ قرأَ الكِتابَ: سَمعٌ وطاعَةٌ، مَن كان مِنكُم له رَغبَةٌ فى الشَّهادَةِ فليَنطَلِقْ مَعِى؛ فإِنِّى ماضٍ لأمرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ومَن كَرِهَ ذَلِكَ مِنكُم فليَرجِعْ؛ فإِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَد نَهانى أن أستَكرِهَ مِنكُم أحَدًا. فمَضَى مَعَه القَومُ، حَتَّى إذا كان ببَحرانَ أضَلَّ سَعدُ بنُ أبى وقّاصٍ وعُتبَةُ بنُ غَزوانَ بَعيرًا لَهُما كانا يَعتَقِبانِه، فتَخَلَّفا عَلَيه يَطلُبانِه، ومَضَى القَومُ حَتَّى نَزَلوا نَخلَةَ، فمَرَّ

(1)

الأم 7/ 335.

(2)

تقدم فى (17803).

ص: 197

بهِم عمرُو بنُ الحَضرَمِىِّ والحَكَمُ بنُ كَيسانَ وعُثمانُ والمُغيرَةُ ابنا عبدِ اللهِ مَعَهُم تِجارَةٌ قَدِموا بها مِنَ الطّائفِ أدَمٌ وزَبيبٌ، فلَمّا رآهُمُ القَومُ أشرَفَ لَهُم واقِدُ بنُ عبدِ اللهِ وكانَ قَد حَلَقَ رأسَه، فلَمّا رأوه حَليقًا قالوا: عُمّارٌ، لَيسَ عَلَيكُم مِنهُم بأسٌ، وائتَمَرَ

(1)

القَومُ بهِم -يَعنِى أصحابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم- فى آخِرِ يَومٍ مِن رَجَبٍ فقالوا: لَئن قَتَلتُموهُم إنَّكُم لَتَقتُلونَهُم فى الشَّهرِ الحَرامِ، ولَئن تَرَكتُموهُم لَيَدخُلُنَّ فى هذه اللَّيلَةِ الحَرَمَ، فليَمتَنِعُنَّ مِنكُم. فأَجمَعَ القَومُ على قَتلِهِم، فرَمَى واقِدُ بنُ عبدِ اللهِ التَّميمِىُّ عمرَو بنَ الحَضرَمِىِّ بسَهمٍ فقَتَلَه، واستأسَرَ عثمانُ بنُ عبدِ اللهِ والحَكَمُ بنُ كَيسانَ، وهَرَبَ المُغيرَةُ فأَعجَزَهُم، واستاقوا العيرَ، فقَدِموا بها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ لَهُم:"واللهِ ما أمَرتُكُم بالقِتالِ فى الشَّهرِ الحَرامِ". فأوقَفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأسيرَينِ والعيرَ، فلَم يأخُذْ مِنها شَيئًا، فلَمّا قال لَهُم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما قال أُسقِطَ فى أيديهِم، وظَنّوا أن قَد هَلَكوا، وعَنَّفَهُم إخوانُهُم مِنَ المُسلِمينَ، وقالَت قُرَيشٌ حينَ بَلَغَهُم أمرُ هَؤُلاءِ: قَد سَفَكَ محمدٌ الدَّمَ فى الشَّهرِ الحَرامِ، وأَخَذَ فيه المالَ، وأَسَرَ فيه الرِّجالَ، واستَحَلَّ الشَّهرَ الحَرامَ. فأَنزَلَ اللهُ تَعالَى فى ذَلِكَ:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} يقولُ: الكُفرُ باللهِ أكبَرُ مِنَ القَتلِ. فلَمّا نَزَلَ ذَلِكَ أخَذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم العيرَ وفَدَى الأسيرَينِ، فقالَ المُسلِمونَ: أتَطمَعُ لَنا أن تَكونَ غَزوَةً؟

(1)

ائتمر القوم: تشاوروا. المصباح المنير ص 9.

ص: 198