المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فتح مكة حرسها الله تعالى - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٨

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ السِّيَرِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الخَلقِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ البَعثِ والتَّنزيلِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الفَرضِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ على النّاسِ، وما لَقِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِن أذَى قَومِه في تَبليغِ الرِّسالَةِ على وجهِ الاختِصارِ

- ‌بابُ الإِذنِ بالهِجرَةِ

- ‌بابُ مُبتَدإِ الإذنِ بالقِتالِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَسخِ العَفوِ عن المُشرِكينَ، ونَسخِ النَّهيِ عن القِتالِ حَتَّى يُقاتِلوا، والنَّهيِ عن القِتالِ في الشَّهرِ الحَرامِ

- ‌بابُ فرضِ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في عُذرِ المُستَضعَفينَ

- ‌بابُ مَن خَرَجَ مِن بَيتِه مُهاجِرًا فأَدرَكَه المَوتُ في طَريقِهِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الإقامَةِ بدارِ الشِّركِ لمن لا يَخافُ الفِتنَةَ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ أن يَموتَ بالأرضِ التي هاجَرَ مِنها

- ‌بابُ ما جاءَ في التَّعَرُّبِ بَعدَ الهِجرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه في الفِتنَةِ وما في مَعناها

- ‌بابُ أصلِ فرضِ الجِهادِ

- ‌بابُ مَن لا يَجِبُ عَلَيه الجِهادُ

- ‌بابُ مَن له عُذرٌ بالضَّعفِ والمَرَضِ والزَّمانَةِ(2)والعُذرِ في تَركِ الجِهادِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ لا يَجِدُ ما يُنفِقُ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ عَلَيه دَينٌ فلا يَغزو إلَّا بإِذنِ أهلِ الدَّينِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَكونُ له أبَوانِ مُسلِمانِ أو أحَدُهُما فلا يَغزو إلَّا بإِذنِهِ

- ‌بابٌ: المُسلِمُ يَتَوَفَّى في الحَربِ قَتلَ أبيه، ولَو قَتَلَه لَم يَكنْ به بأسٌ

- ‌بابُ ما جاءَ في كراهيَةِ أخذِ الجَعائلِ(3)، وما جاءَ في الرُّخصَةِ فيه مِنَ السُّلطانِ

- ‌بابُ ما جاءَ في تَجهيزِ الغازِي وأَجرِ الجاعِلِ

- ‌بابُ مَنِ استأجَرَ إنسانًا لِلخِدمَةِ في الغَزوِ

- ‌باب: الإمامُ لا يُجَمِّرُ بالغُزَّى

- ‌بابُ شُهودِ مَن لا فُرِضَ عَلَيه القِتالُ

- ‌بابُ مَن لَيسَ لِلإِمامِ أن يَغزوَ به بحالٍ

- ‌بابُ ما جاءَ في الاستِعانَةِ بالمُشرِكين

- ‌بابُ مَن يُبدأُ بجِهادِه مِنَ المُشرِكينَ

- ‌بابُ ما يُبدأُ به مِن سَدِّ أطراف المُسلِمينَ بالرِّجالِ

- ‌باب ما يَفعَله الإمامُ مِنَ الحصونِ والخَنادِقِ وكلِّ أمرٍ دَفَعَ العَدوَّ قبلَ انتيابِهِ

- ‌بابُ ما يَجِبُ على الإمامِ مِنَ الغَزوِ بنَفسِه أو بسَراياه في كلِّ عامٍ على حُسنِ النَّظَرِ لِلمُسلِميَن، حَتَّى لا يَكونَ الجِهادُ مُعَطَّلًا في عامٍ إلَّا مِن عُذرٍ

- ‌بابٌ: الإمامُ يُغزِي مِن أهلِ دارٍ مِنَ المُسلِميَن بَعضَهُم، ويُخَلِّفُ مِنهُم في دارِهِم مَن يَمنَعُ دارَهُم

- ‌بابُ ما على الوالي مِن أمرِ الجَيشِ

- ‌بابُ مَن تَبَرَّعَ بالتَّعرُّضِ لِلقَتلِ رَجاءَ إحدَى الحُسنَيَينِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قَولِ اللَّهِ عز وجل: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]

- ‌بابٌ: الاختيارُ في التَّحَرُّزِ

- ‌بابُ النَّفيرِ، وما يُستَدَلُّ به على أنَّ الجِهادَ فرضٌ على الكِفَايَةِ

- ‌جماعُ أبوابِ السِّيَرِ

- ‌بابُ السِّيرَةِ في المُشرِكينَ عبدَةِ الأوثانِ

- ‌بابُ السِّيرةِ في أهلِ الكِتابِ

- ‌بابٌ: السَّلَبُ لِلقاتِلِ

- ‌بابٌ: الغَنيمَةُ لِمَن شَهِدَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الجَيشِ في دارِ الحَربِ تَخرُجُ مِنهُمُ السَّريَّةُ إلىَ بَعضِ النَّواحِي فتَغنَمُ أو يَغنَمُ الجَيشُ

- ‌بابُ سَهمِ الفارِسِ والرّاجِلِ

- ‌بابُ تَفضيلِ الخَيلِ

- ‌بابُ سُهمانِ الخَيلِ

- ‌بابُ العَبيدِ والنِّساءِ والصِّبيانِ يَحضُرونَ الوَقعَةَ

- ‌بابُ الرَّضخِ لِمَن يُستَعانُ به مِن أهلِ الذِّمَّةِ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابٌ: قِسمَةُ الغَنيمَةِ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ السَّريَّةِ تأخُذُ العَلَفَ والطَّعامَ

- ‌بابُ بَيعِ الطَّعامِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ ما فضَلَ فى يَدِه مِنَ الطَّعامِ والعَلَفِ فى دارِ الحَربِ

- ‌بابُ النَّهىِ عن نَهبِ الطَّعامِ

- ‌بابُ أخذِ السِّلاحِ وغَيِره بغَيِر إذنِ الإمامِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ فى استِعمالِه فى حالِ الضَّرورَةِ

- ‌بابٌ: الإمامُ إذا ظَهَرَ على قَومٍ أقامَ بعَرصَتِهِم ثَلاثًا

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بذَرارِىِّ مَن ظَهَرَ عَلَيهِ

- ‌بابُ ما يَفعَلُه بالرِّجالِ البالِغيَن مِنهُم

- ‌بابُ قَتلِ المُشرِكينِ بَعدَ الإسارِ بضَربِ الأعناقِ دونَ المُثلَةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِن صَبِر الكافِرِ بَعدَ الإسارِ بأَن يُتَّخَذَ غَرَضًا

- ‌بابُ المَنعِ مِن إحراقِ المُشرِكينَ بالنّارِ بَعدَ الإسارِ

- ‌بابُ جَرَيانِ الرِّقِّ على الأسيرِ وإِن أسلَمَ إذا كان إسلامُه بَعدَ الأسْرِ

- ‌بابُ مَن يَجرِي عَلَيه الرِّقُّ

- ‌بابُ تَحريمِ الفِرارِ مِنَ الزَّحفِ وصَبرِ الواحِدِ مَعَ الاثنَينِ

- ‌بابُ مَن تَوَلَّى مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أو مُتَحَيِّزًا إلَى فِئَةٍ

- ‌بابُ النَّهىِ عن قَصدِ النِّساءِ والوِلدانِ بالقَتلِ

- ‌بابُ قَتلِ النِّساءِ والصِّبيانِ في التَّبييتِ والغارَةِ مِن غَيِر قَصدٍ، وما ورَدَ في إباحَةِ التَّبييتِ

- ‌قَتلُ أبي رافِعٍ عبدِ اللهِ بنِ أبي الحُقَيقِ

- ‌قَتلُ كَعبِ بن الأشرَفِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُقاتِلُ فتُقتَلُ

- ‌بابُ قَطعِ الشَّجَرِ وحَرقِ المَنازِلِ

- ‌بابُ مَنِ اختارَ الكَفَّ عن القَطعِ والتَّحريقِ إذا كان الأغلَبُ أنَّها سَتَصيرُ دارَ إسلامٍ أو دارَ عَهدٍ

- ‌بابُ تَحريمِ قَتلِ ما له روحٌ إلَّا بأَن يُذبَحَ فيُؤكَلَ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في عَقرِ دابَّةِ مَن يُقاتِلُه في(3)حالِ القِتالِ

- ‌بابُ الأسيِر يوثَقُ

- ‌بابُ تَركِ قَتلِ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الرُّهبانِ والكَبيِر وغَيِرهِما

- ‌بابُ [مَن رأى](2)قَتْلَ مَن لا قِتالَ فيه مِنَ الكُفّارِ جائزًا، وإن كان الاشتِغالُ بغَيِره أولَى

- ‌بابُ أمانِ العَبدِ

- ‌بابُ أمانِ المَرأَةِ

- ‌بابُ كَيفَ الأمانُ

- ‌بابُ نُزولِ أهلِ الحِصنِ أو بَعضِهِم على حُكمِ الإمامِ أو غَيِر الإمامِ إذا كان المَنزولُ على حُكمِه مأمونًا

- ‌بابٌ: الكافرُ الحَربِىُّ يَقتُلُ مُسلِمًا ثُمَّ يُسلِمُ لَم يَكُنْ عَلَيه قَوَدٌ

- ‌بابُ جَوازِ انفِرادِ الرَّجُلِ والرِّجالِ بالغَزوِ في بلادِ العَدوِّ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَسرِقُ مِنَ المَغنَمِ وقَد حَضَرَ القِتالَ

- ‌بابٌ: الغُلولُ قَليلُه وكثيُره حَرامٌ

- ‌باب: لا يُقطَعُ مَن غَلَّ في الغَنيمَةِ ولا يُحرَّقُ مَتاعُه، ومَن قال: يُحرَّقُ

- ‌بابُ إقامَةِ الحُدودِ في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ مَن زَعَمَ: لا تُقامُ الحُدودُ في أرضِ الحَربِ حَتَّى يَرجِعَ

- ‌بابُ بَيعِ الدِّرهَمِ بالدِّرهَمَيِن في أرضِ الحَربِ

- ‌بابُ دُعاءِ مَن لَم تَبلُغه الدَّعوَةُ مِنَ المُشرِكينَ وُجوبًا ودُعاءِ مَن بَلَغَته نَظَرًا

- ‌بابُ جَوازِ تَركِ دُعاءِ مَن بَلَغَته الدَّعوَةُ

- ‌بابُ الاحتياطِ في التَّبييتِ والإِغارَةِ لِئَلَّا يُصيبَ مُسلِميَن بجَهالَةٍ

- ‌بابُ النَّهي عن السَّفَرِ بالقُرآنِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ حَملِ السِّلاحِ إلَى أرضِ العَدوِّ

- ‌بابُ ما أحرَزَه المُشرِكونَ على المُسلِميَن

- ‌بابُ مَن فرَّقَ بَيَن وُجودِه قبلَ القَسْمِ وبَيَن وُجودِه بَعدَه، وما جاءَ فيما اشتِرُى مِن أيدِى العَدوِّ

- ‌باب: مَن أسلَمَ على شَئٍ فهو لّهُ

- ‌بابُ الحَربّيِ يَدخُلُ بأَمانٍ ولَه مالٌ في دارِ الحَربِ ثُمَّ يُسلِمُ، أو يُسلِمُ في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ المُشرِكينَ يُسلِمونَ قبلَ الأسرِ وما على الإمامِ وغَيِره مِنَ التَّثَبُّتِ إذا تَكَلَّموا بما يُشبِهُ الإقرارَ بالإسلامِ ويُشبِهُ غَيَرهُ

- ‌بابُ فتحِ مَكَّةَ حَرَسَها اللَّهُ تَعالَى

- ‌بابُ ما قُسِمَ مِنَ الدُّورِ والأراضِي في الجاهِليَّة، ثُمَّ أسلَمَ أهلُها عَلَيها

- ‌بابُ تَركِ أخذِ المُشرِكينَ بما أصابوا

- ‌بابُ الرَّجُلِ مِنَ المُسلِميَن قَد شَهِدَ الحَربَ يَقَعُ على الجاريَةِ مِنَ السَّبي قبلَ القَسْمِ

- ‌بابُ المَرأَةِ تُسبَى مَعَ زَوجِها

- ‌بابُ وطءِ السَّبايا بالمِلكِ قبلَ الخُروجِ مِن دارِ الحَربِ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي وغَيِره في دارِ الحَربِ

- ‌بابُ التَّفريقِ بَينَ المَرأَةِ ووَلَدِها

- ‌بابُ مَن قال: لا يُفَرَّقُ بَينَ الأخَوَينِ في البَيعِ

- ‌بابُ الوَقتِ الَّذِي يَجوزُ فيه التَّفريقُ

- ‌بابُ بَيعِ السَّبي مِن أهلِ الشِّركِ

- ‌بابٌ: الوَلَدُ تَبَعٌ لأبَوَيه حَتَّى يُعرِبَ عنه اللِّسانُ

- ‌بابٌ: الحَميلُ(2)لا يُورَّثُ إذا عَتَقَ حَتَّى تَقومَ بنَسَبِه بَيِّنَةٌ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ المُبارَزَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في نَقلِ الرُّءوسِ

- ‌بابٌ: لا تُباعُ جِيفَةُ مُشرِكٍ

- ‌بابُ السَّوادِ

- ‌بابُ قَدْرِ الخَراجِ الَّذي وُضِعَ على السَّوادِ

- ‌بابُ مَن رأى قِسمَةَ الأراضِي المَغنومَةِ ومَن لَم يَرَها

- ‌بابُ الأرضِ إذا كانت صُلحًا رِقابُها لأهلِها وعَلَيها خَراجٌ يُؤَدّونَه فأَخَدها مِنهُم مسلمٌ بكِراءٍ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ شِراءَ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابُ مَن رَخَّصَ في شِراءِ أرضِ الخَراجِ

- ‌بابٌ: مَن أسلَمَ مِن أهلِ الصُّلحِ سَقَطَ الخَراجُ عن أرضِهِ

- ‌بابٌ: الأرضُ إذا أُخِذَت عَنوَةً فوُقِفَت لِلمُسلِميَن بطيبِ أنفُسِ الغانِميَن لَم يَجُز بَيعُها، [أو إِذا أسلَمَ مَن هِيَ في يَدَيهِ](1)لَم يَسقُط خَراجُها

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه العَهدُ ألَّا يَهرُبَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤمَنُ فلا يَكونُ له أن يَغْتالَهُم في أموالِهِم وأَنفُسِهِم

- ‌بابُ الأسيِر يَستَعينُ به المُشرِكونَ على قِتالِ المُشرِكينَ

- ‌بابُ الأسيِر يُؤخَذُ عَلَيه أن يَبعَثَ إلَيهِم بفِداءٍ أو يَعودَ في إسارِهِم

- ‌بابُ ما يَجوزُ لِلأسيِر أو مَن قُدِّمَ ليُقتَلَ والرَّجُلِ بَيَن الصَّفَّيِن في مالِهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الأسيِر إذا قُدِّمَ ليُقتَلَ

- ‌بابُ المُسلِمِ يَدُلُّ المُشرِكينَ على عَورَةِ المُسلِميَن

- ‌بابُ الجاسوسِ مِن أهلِ الحَربِ

- ‌بابُ الأسيِر يُستَطلَعُ مِنه خَبَرُ المُشرِكينَ

- ‌بابُ بَعثِ العُيونِ والطَّلائعِ مِنَ المُسلِميَن

- ‌بابُ فضلِ الحَرَسِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ صَلاةِ الحَرَسِ

- ‌بابُ مَن أرادَ غَزوَةً فوَرَّى بغَيِرها

- ‌بابُ الخُروجِ يَومَ الخَميسِ

- ‌بابُ الابتِكارِ في السَّفَرِ

- ‌بابُ ما يُؤمَرُ به مِن انضِمامِ العَسكَرِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ تَمَنِّي لِقاءِ العَدوِّ، وما يَفعَلُ ويَقولُ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ أيِّ وقتٍ يُستَحَبُّ اللِّقاءُ

- ‌بابُ الصَّمتِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّكبيِر عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في الرَّجَزِ عِندَ الحَربِ

- ‌بابُ الصَّفِّ عِندَ القِتَالِ

- ‌بابُ سَلِّ السُّيوفِ عِندَ اللِّقاءِ

- ‌بابُ التَّرَجُّلِ عِندَ شِدَّةِ البأسِ

- ‌بابُ الخُيَلاءِ في الحَربِ

- ‌بابُ الغَزوِ مَعَ أئمَّةِ الجَورِ

- ‌بابُ ما يستَحَبُّ مِنَ الجُيوشِ والسَّرايا

- ‌بابٌ: في فضلِ الجِهادِ في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن رَمَى بسَهمٍ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ المَشي في سَبيلِ اللَّهِ

- ‌بابُ فضلِ الشَّهادَةِ في سَبيلِ اللَّهِ عز وجل

- ‌بابٌ: الشَّهيدُ يُشَفَّعُ

- ‌بابُ فضلِ مَن يُجرَحُ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ فضلِ مَن قَتَلَ كافِرًا

- ‌بابُ الرَّجُلَينِ يَقتُلُ أحَدُهُما صاحِبَه فيَدخُلانِ الجَنَّةَ

- ‌بابُ فضلِ مَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ مَن أتاه سهمُ غَرْبٍ(4)فقَتَلَهُ

- ‌بابُ مَن يُسلِمُ فيُقتَلُ مَكانَه في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ بَيانِ النِّيَّةِ التي يُقاتِلُ عَلَيها ليَكونَ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ ما جاءَ في السَّريَّةِ تُخفِقُ، وهو أن تَغزوَ فلا تَغنَمَ شَيئًا

- ‌بابُ تَمَنِّي الشَّهادَةِ ومَسأَلَتِها

- ‌بابُ الشَّجاعَةِ والجُبنِ

- ‌بابُ فضلِ النَّفَقَةِ(1)في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الذِّكرِ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌بابُ فضلِ الصَّومِ في سَبيلِ اللهِ

- ‌بابُ تَشييعِ الغازِي وتَوديعِهِ

- ‌بابُ ما جاءَ في حُرمَةِ نِساءِ المُجاهِدينَ

- ‌بابُ الاستِئذانِ في القُفولِ بَعدَ النَّهي

- ‌بابُ الإذنِ بالقُفولِ وكَراهيَةِ الطَّرقِ

- ‌بابُ البِشارَةِ في الفُتوحِ

- ‌بابُ ما جاءَ في إعطاءِ البُشَراءِ

- ‌بابُ استِقبالِ الغُزاةِ

- ‌بابُ الصَّلاةِ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ

- ‌بابُ قِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في فضلِ قِتالِ الرّومِ وقِتالِ اليَهودِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الَّذينَ يَنتَعِلونَ الشَّعَرَ، وقِتالِ التُّركِ

- ‌بابُ ما جاءَ في النَّهي عن تَهييجِ التُّركِ والحَبَشَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في قِتالِ الهِندِ

- ‌بابُ إظهارِ دينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على الأديانِ

الفصل: ‌باب فتح مكة حرسها الله تعالى

18319 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الصَّفّارُ وأبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفَقيهُ قالا: أخبرَنا بشرُ بنُ موسَى، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ يَزيدَ المُقرِئُ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ المُغيرَةِ، عن حُمَيدِ بنِ هِلالٍ قال: أتَينا نَصرَ بنَ عاصِمٍ اللَّيثِيَّ فقالَ نَصرٌ: حدثنا عُقبَةُ بنُ مالكٍ -وكانَ مِن رَهطِه- قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَريَّةً فأَغاروا على قَومٍ، فشَذَّ رَجُلٌ مِنَ القَومِ فاتَّبَعَه رَجُلٌ مِنَ السَّريَّةِ مَعَه السَّيفُ شاهِرًا، فقالَ الشّاذُّ مِنَ القَومِ: إنَى مسلمٌ. فلَم يَنظُرْ فيه فضرَبَه فقَتَلَه، فنُمِيَ الحديثُ إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ قَولًا شَديدًا، فقالَ القاتِلُ: والقَهِ يا رسولَ اللهِ ما قال الَّذِى قال إلا تَعَوُّذًا مِنَ القَتلِ. فأَعرَضَ عنه ثَلاثًا، فأَعادَه فأَقبَلَ عَلَيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُعرَفُ المَساءَةُ في وجهِه ثُمَّ قال:"إنَّ اللهَ عز وجل أبَى على مَن قَتَلَ مُؤمِنًا". قالَها ثَلاثًا

(1)

.

تابَعَه يونُسُ بنُ عُبَيدٍ عن حُمَيدِ بنِ هِلالٍ

(2)

.

‌بابُ فتحِ مَكَّةَ حَرَسَها اللَّهُ تَعالَى

18320 -

أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ ابنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ المُغيرَةِ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ واللَّفظُ له، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ

(1)

الحاكم 1/ 18، 19. وأخرجه أحمد (17008) من طريق سليمان به، وتقدم في (15961).

(2)

أخرجه أحمد (17009) من طريق يونس به.

ص: 380

محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ وعِمرانُ بنُ موسَى قالا: حدثنا شَيبانُ بنُ فرّوخَ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ المُغيرَةِ، حدثنا ثابِتٌ البُنانِيُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ رَباحٍ -عن أبى هريرةَ- قال: وفَدَت وُفودٌ إلَى مُعاويَةَ وذَلِكَ في رَمَضانَ، فكانَ يَصنَعُ بَعضنا لِبَعضٍ الطَّعامَ، فكانَ أبو هريرةَ مِمّا يُكثِرُ أن يَدعوَنا إلَى رَحلِه، فقُلتُ: ألا أصنَعُ طَعامًا وأَدعوهُم إلَى رَحلِى. فأَمَرتُ بطَعامٍ فصنِعَ، ثُمَّ لَقِيتُ أبا هريرةَ مِنَ العَشِىِّ فقُلتُ: الدَّعوَةُ عِندِى اللَّيلَةَ. قال: سَبَقتَنِى. قُلتُ: نَعَم. فدَعَوتُهُم فقالَ أبو هريرةَ: ألا أُعَلِّمُكُم حَديثًا مِن حَديثِكُم يا مَعشَرَ الأنصارِ. ثُمَّ ذَكَرَ فتحَ مَكَّةَ فقالَ: أقبَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فبَعَثَ الزُّبَيرَ على إحدَى المُجَنِّبَتَينِ، وبَعَثَ خالِدَ بنَ الوَليدِ على المُجَنِّبَةِ الأُخرَى، وبَعَثَ أبا عُبَيدَةَ على الحُسَّرِ، فأَخَذوا بَطنَ الوادِى ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في كَتيبَتِه فنَظَرَ فرآنِى فقالَ:"أبو هريرةَ". قُلتُ: لَبَّيكَ يا رسولَ اللهِ. قال: فنَدَبَ الأنصارَ فقالَ: "لا يأتينا إلَّا أنصارِىٌّ". فأَطافوا به. زادَ أبو داودَ قال: فقالَ: "اهتِفْ بالأنصارِ، ولا تأتِنِى إلَأ بأَنصارِيٍّ". قال: ففَعَلتُه. قال: شَيبانُ في رِوايَتِه: وأَوبَشَت

(1)

قُرَيشٌ أو باشًا لَها وأَتباعًا فقالوا: نُقَدِّمُ هَؤُلاءِ، فإِن كان لَهُم شَئٌ كُنّا مَعَهُم، وإِن أُصيبوا أعطَينا الَّذِى سُئلنا. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تَرَونَ إلَى أوباشِ قُرَيشٍ وأَتباعِهِم؟ ". ثُمَّ قال بيَدَيه إحداهُما على الأُخرَى، ثُمَّ قال:"حَتَّى توافونِى بالصَّفا". زادَ أبو داودَ في رِوايَتِه: "احصُدوهُم

(1)

أوبشت: أى جمعت له جموعًا من قبائل شتى. النهاية 4/ 145، وينظر التاج 17/ 438 (و ب ش).

ص: 381

حَصدًا". قال شَيبانُ في رِوايَتِه: قال: وانطَلَقنا، فما شاءَ أحَدٌ مِنا أن يَقتُلَ أحَدًا إلَّا قَتَلَه، وما أحَدٌ يوَجِّهُ إلَينا شَيئًا. قال: فجاءَ أبو سُفيانَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ أُبيحَت خَضراءُ قُرَيشٍ

(1)

، لا قُرَيشَ بَعدَ اليَومِ. قال:"مَن دَخَلَ دارَ أبى سُفيانَ فهو آمِنٌ". زادَ أبو داودَ في رِوايَتِه: "مَن ألقَى السِّلاحَ فهو آمِنٌ". قال شَيبانُ في رِوايَتِه: فقالَتِ الأنصارُ بَعضُهُم لِبَعضٍ: أمّا الرَّجُلُ فأَدرَكَته رَغبَةٌ في قَريَتِه

(2)

ورأفَةٌ بعَشيرَتِه. فقالَ أبو هريرةَ: وجاءَ الوَحيُ، وكانَ إذا جاءَ لا يَخفَى عَلَينا، فإِذا جاءَ فلَيسَ أحَدٌ

(3)

يَرفَعُ طَرفَه إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَنقَضِى الوَحىُ، فلَمّا قُضِى الوَحيُ قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يا مَعشَرَ الأنصارِ". قالوا: لَبَّيكَ رسولَ اللهِ. قال: "قُلتُم: أمّا الرَّجُلُ فأَدرَكَته رَغبَةٌ في قَريَته (2) ". قالوا: قَد كان ذاكَ. قال: "كَلَّا، إنى عبدُ اللهِ ورسولُه، هاجَرتُ إلَى اللَّهِ وِإلَيكُم، المَحيا مَحياكُم والمَماتُ مَماتُكُم". فأَقبَلوا إلَيه يَبكونَ ويَقولونَ: واللَّهِ ما قُلنا الَّذِى قُلنا إلَّا الضِّنَّ باللَّهِ ورسولِهِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ ورسولَه يُصَدِّقانِكُم ويَعذِرانِكُم". فأَقبَلَ النّاسُ إلَى دارِ أبى سُفيانَ، وأَغلَقَ النّاسُ أبوابَهُم، وأَقبَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أقبَلَ إلَى الحَجَرِ فاستَلَمَه فطافَ بالبَيتِ، فأَتَى إلَى صَنَمٍ إلَى جَنبِ البَيتِ كانوا يَعبُدونَه. قال: وفِى يَدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوسٌ وهو آخِذٌ بسِيَةِ القَوسِ

(4)

، فلَمّا أتَى على الصَّنَمِ جَعَلَ يَطعُنُ في عَينِه ويَقولُ: "جاءَ

(1)

خضراء قريش: أى معظمهم. غريب الحديث لابن قتيبة 2/ 293.

(2)

في س، م:"قرابته".

(3)

بعده في ص 8: "منا".

(4)

سِيّة القوس: بالكسر مخففة؛ ما عُطِف من طرفيها. التاج 38/ 344 (س ى ى).

ص: 382

الحَقُّ وزَهَقَ الباطِلُ، إنَّ الباطِلَ كان زَهوقًا". فلَمّا فرَغَ مِن طَوافِه أتَى الصَّفّا فعَلا عَلَيه، حَتَّى نَظَرَ إلَى البَيتِ فرَفَعَ يَدَيه وجَعَلَ يَحمَدُ اللَّهَ ويَدعو بما شاءَ أن يَدعوَ

(1)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن شَيبانَ بنِ فرّوخَ، وأَخرَجَه مِن حَديثِ بَهزِ بنِ أسَدٍ عن سُلَيمانَ بنِ المُغيرَةِ، وذَكَرَ اللَّفظَةَ التى زادَها أبو داودَ

(2)

.

18321 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرَنا عَفّانُ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن ثابِتٍ البُنانِىِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ رَباحٍ، عن أبى هريرةَ. فذَكَرَ الحديثَ، قال فيه: فجاءَتِ الأنصارُ فأَحاطوا برسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم عِندَ الصَّفا، فجاءَ أبو سُفيانَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أُبيدَت خَضراءُ قُرَيشٍ، لا قُرَيشَ بَعدَ اليَومِ. فقالَ:"مَن دَخَلَ دارَه فهو آمِنٌ، ومَن ألقَى سِلاحَه فهو آمِنٌ، ومَن دَخَلَ دارَ أبى سُفيانَ فهو آمِنٌ، ومَن أغلَقَ بابَه فهو آمِنٌ"

(3)

. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ يَحيَى بنِ حَسّانَ عن حَمّادٍ، إلَّا أنَّه لَم يَذكُرْ قَولَه:"مَن دَخَلَ دارَه فهو آمِنٌ"

(4)

.

(1)

المصنف في الدلائل 5/ 55، 56، والطيالسى (2564). وأخرجه أحمد (10948)، وأبو داود (1872)، والنسائي في الكبرى (11298)، وابن خزيمة (2758)، وابن حبان (4760) من طريق سليمان بن المغيرة به.

(2)

مسلم (1780/ 84، 85).

(3)

أخرجه أحمد (7922) من طريق حماد بن سلمة به. وتقدم في (11290).

(4)

مسلم (1780/ 86).

ص: 383

18322 -

أخبرَنا أبو على الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا مُسلِمُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا سَلَّامُ بنُ مِسكينٍ، حدثنا ثابِتٌ البُنانِيُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ رَباحٍ الأنصارِيِّ، عن أبى هريرةَ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لما دخَلَ مَكَّةَ سَرَّحَ الزُّبَيرَ بنَ العَوّامِ وأَبا عُبَيدَةَ ابنَ الجَرّاحِ وخالِدَ بنَ الوَليدِ على الخَيلِ وقالَ:"يا أبا هريرةَ اهتِفْ بالأنصارِ". قال: "اسلُكوا هذا الطَّريقَ، فلا يُشرِفَنَّ لَكُم أحَدٌ إلَّا أنَمتُموه

(1)

". فنادَى مُنادٍ

(2)

: لا قُرَيشَ بَعدَ اليَومِ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن دَخَلَ دارًا فهو آمِنٌ، ومَن ألقَى السِّلاحَ فهو آمِنٌ". وعَمَدَ صَناديدُ قُرَيشٍ فدَخَلوا الكَعبَةَ فغَصَّ

(3)

بهِم، وطافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وصلَّى خَلفَ المَقامِ، ثُمَّ أخَذَ بجَنَبَتَي

(4)

البابِ، فخَرَجوا فبايَعوا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم على الإسلامِ

(5)

.

18323 -

زادَ فيه القاسِمُ بنُ سَلَّامِ بنِ مِسكينٍ عن أبيه بهَذا الإِسنادِ قال: ثُمَّ أتَى الكَعبَةَ فأَخَذَ بعِضادَتَي البابِ فقالَ: "ما تَقولونَ وما تَظُنّونَ؟ ". قالوا: نَقولُ: ابنُ أخٍ وابنُ عَمٍّ حَليمٌ رَحيمٌ. قال: وقالوا ذَلِكَ ثَلاثًا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أقولُ كما قال يوسُفُ: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ

(1)

أنمتموه: أى قتلتموه. ينظر النهاية 5/ 131.

(2)

رسمها في الأصل هكذا: "منادى" تنوين وياء.

(3)

غص: أى امتلأ أو ضاق بهم. ينظر التاج 18/ 57 (غ ص ص).

(4)

في س، م:"جنبى".

(5)

أبو داود (1871، 3024). وأخرجه النسائي في الكبرى (11298) عن سلام بن مسكين به.

ص: 384

لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92] ". قال: فخَرَجوا كأنَّما نُشِروا مِنَ القُبورِ، فدَخَلوا في الإِسلامِ. أخبرَناه أبو بكرِ ابنُ المُؤَمَّلِ، أخبرَنا أبو سعيدٍ الرّازِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ أيّوبَ، أخبرَنا القاسِمُ بنُ سَلَّامٍ. فذَكَرَه

(1)

. وفيما حَكَى الشّافِعِيُّ عن أبى يوسُفَ في هذه القِصَّةِ أنَّه قال لَهُم حينَ اجتَمَعوا في المَسجِدِ: "ما تَرَونَ أنِّى صانِعٌ بكُم؟ ". قالوا: خَيرًا، أخٌ كَريمٌ وابنُ أخٍ كَريمٍ. قال:"اذهَبوا فأَنتُمُ الطُّلَقاءُ"

(2)

.

قال الشيخُ: وإِنَّما أطلَقَهُم بالأمانِ الأوَّلِ الَّذِى عَقَدَه على شَرطِ قَبولِهِم، فلَمّا قَبِلوه قال:"أنتُمُ الطُّلَقاءُ". يَعنِى بالأمانِ الأوَّلِ، واللَّهُ أعلَمُ.

18324 -

أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عثمانُ بنُ أبى شَيبَةَ، حدثنا يَحيَى بنُ آدَمَ، حدثنا ابنُ إدريسَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن الزُّهرِىِّ، عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُتبَةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الفَتحِ جاءَه العباسُ بنُ عبدِ المُطلِبِ بأَبِى سُفيانَ ابنِ حَربٍ فأَسلَمَ بمَرِّ الظَّهرانِ، فقالَ له العباسُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ أبا سُفيانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هذا الفَخرَ، فلَو جَعَلتَ له شَيئًا. قال:"نَعَم، مَن دَخَلَ دارَ أبى سُفيانَ فهو آمِنٌ، ومَن أغلَقَ بابَه فهو آمِنٌ"

(3)

.

(1)

المصنف في الدلائل 5/ 57، 58.

(2)

المعرفة عقب (5460)، والأم 7/ 361.

(3)

المصنف في المعرفة (5461)، والدلائل 5/ 31، وأبو داود (3021). وأخرجه ابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى (486)، والطحاوى في شرح المعانى 3/ 319 من طريق عبد الله بن إدريس به.=

ص: 385

18325 -

أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بن بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن عمرٍو الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بن الفَضل، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن العباسِ بنِ عبد اللَّهِ بنِ مَعبَدٍ، عن بَعضِ أهلِه، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: لما نَزَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ

(1)

الظَّهرانِ قال العباسُ: قلُتُ: واللهِ لَئن دَخَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ عَنوَةً قبلَ أن يأتوه فيَستأمِنوه إنَّه لَهَلاكُ قُرَيشٍ. فجَلَستُ على بَغلَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: لَعلِّي أجِدُ ذا حاجَةٍ يأتِي أهلَ مَكَّةَ فيُخبِرُهُم بمَكانِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليَخرُجوا إلَيه فيَستأمِنوه. وإِنِّي لأسيرُ سَمِعتُ كَلامَ أبي سُفيانَ وبُدَيلِ بنِ ورقاءَ فقُلتُ: يا أبا حَنظَلَةَ. فعَرَفَ صَوتِي، قال: أبو الفَضلِ؟ قُلتُ: نَعَم. قال: ما لَكَ فِداكَ أبي وأُمِّي؟ قُلتُ: هذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم والنّاسُ. قال: فما الحيلَةُ؟ قال: فرَكِبَ خَلفِي ورَجَعَ صاحِبُه، فلَمَّا أصبَحَ غَدَوتُ به على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَسلَمَ، قُلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ أبا سُفيانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هذا الفَخرَ، فاجعَلْ له شَيئًا. قال:"نَعَم، مَن دَخَلَ دارَ أبي سُفيانَ فهو آمِنٌ، ومَن أغلَقَ عَلَيه دارَه فهو آمِنٌ، ومَن دَخَلَ المَسجِدَ فهو آمِنٌ". قال: فتَفَرَّقَ النَّاسُ إلَى دورِهِم وإِلَى المَسجِدِ

(2)

.

18326 -

أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ محمدُ بن

= وحسَّنه الألباني في صحيح أبي داود (2611).

(1)

في س، م:"بمر".

(2)

المصنّف في الصغرى (3693)، وفي المعرفة (5463)، وأبو داود (3022). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1612).

ص: 386

إبراهيمَ المُزَكِّي، حَدَّثَنَا الحُسَينُ بن محمدِ بنِ زيادٍ، حَدَّثَنَا محمدُ بن العَلاء، حَدَّثَنَا أبو أُسامَةَ (ح) قال: وأَخبَرَنِي أحمدُ بن محمدٍ النَّسَوِيُّ واللَّفظُ له، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن شاكِرٍ، حَدَّثَنَا محمدُ بن إسماعيلَ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ بن إسماعيلَ، حَدَّثَنَا أبو أُسامَةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه قال: لما سارَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الفَتحِ فبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيشًا خَرَجَ أبو سُفيانَ بنُ حَربٍ وحَكيمُ بن حِزامٍ وبُدَيلُ بنُ ورقاءَ يَلتَمِسونَ الخَبَرَ عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأَقبَلوا يَسيرونَ حَتَّى أتَوا مَرَّ الظَّهران، فإِذا هُم بنيرانٍ كأنَّها نيرانُ عَرَفَةَ، فقالَ أبو سُفيانَ: ما هَذِهِ؟ لَكأنَّها نيرانٌ

(1)

. فقالَ بُدَيلُ بن ورقاءَ: نيرانُ بَنِي عمرٍو. قال أبو سُفيانَ: عمرٌو أقَلُّ مِن ذَلِكَ. فرآهُم ناسٌ مِن حَرَسِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَدرَكوهُم فأَخَذوهُم، فأَتَوا بهِم رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأَسلَمَ أبو سُفيانَ، فلَمّا سارَ قال لِلعباسِ: "احبِسْ أبا سُفيانَ عِندَ [خَطمِ الجَبَلِ]

(2)

حَتَّى يَنظُرَ إلَى المُسلِمينَ". فحَبَسَه العباسُ، فجَعَلَتِ القَبائلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَمُرُّ كَتيبَةً كَتيبَة على أبي سُفيانَ، فمَرَّت كَتيبَةٌ قال: يا عباسُ مَن هَذِهِ؟ قال: هذه غِفارُ. قال: ما لِي ولِغَفارَ. ثُمَّ مَرَّت جُهَينَةُ فقالَ مِثلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّت سَعدُ بن هُذَيمٍ فقالَ مِثلَ ذَلِكَ، ومَرَّت سُلَيمٌ فقالَ مِثلَ ذَلِكَ، حَتَّى أقبَلَت كَتيبَةٌ لَم يَرَ مِثلَها قال: مَن هَذِهِ؟ قال: هَؤُلاءِ الأنصارُ عَلَيهِم سَعدُ

(1)

في س، م:"نيران عرفة"، وضبب عليها في الأصل، وكتب فوقها:"كذا" وفي الحاشية، وحاشية ص 8:"عرفة".

(2)

في س، م:"حطم الخيل"، وفي ص 8:"حطم الجبل". وهما روايتان للبخاري "حطم الخيل" و"خطم الجبل". ينظر فح الباري 8/ 8. وخَطْم الجبل: طرفه. وحطم الخيل: حيث تجتمع ويحطم بعضها بعضًا لاجتماعها. مشارق الأنوار 1/ 139. وينظر النهاية 1/ 403.

ص: 387

ابنُ عُبادَةَ مَعَه الرَّايَةُ. فقالَ سَعدُ بن عُبادَةَ: يا أبا سُفيانَ، اليَومُ يَومُ المَلحَمَة، اليَومَ تُستَحَلُّ الكَعبَةُ. فقالَ أبو سُفيانَ: يا عباسُ، حَبَّذا يَومُ الذِّمارِ

(1)

. ثُمَّ جاءَت كَتيبَةٌ، وهِيَ أقَلُّ الكَتائب، فيهِم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَصحابُه، ورايَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الزُّبَيرِ بنِ العَوَّام، فلَمّا مَرَّ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بأَبِي سُفيانَ قال: ألَم تَعلَمْ ما قال سَعدُ بن عُبادَةَ؟ قال: "ما قالَ؟ ". قال

(2)

: كَذا وكَذا. قال: "كَذَبَ سَعدٌ، ولَكِن هذا يَومٌ يُعَظِّمُ اللهُ فيه الكَعبَةَ، ويَومٌ تُكسَى فيه الكَعبَةُ". قال: وأَمَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن تُركَزَ رايَتُه بالحَجونِ. قال عُروَةُ: فأَخبَرَنِي نافِعُ بن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ يقولُ

(3)

: سَمِعتُ العباسَ يقولُ لِلزُّبَيرِ بنِ العَوّامِ: يا أبا عبد الله، ههنا أمَرَكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن تَركُزَ الرَّايَةَ؟ قال: فأَمَرَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَومَئذٍ خالِدَ بنَ الوَليدِ أن يَدخُلَ مَكَّةَ مِن كَداءٍ

(4)

، ودَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِن كُدًى

(5)

، فقُتِلَ مِن خَيلِ خالِدِ بنِ الوَليدِ يَومَئذٍ رَجُلانِ؛ حُبَيشُ بنُ الأشعَرِ وكُرزُ بن جابِرٍ الفِهرِيُّ. أَخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" هَكَذا

(6)

.

(1)

الذمار: أي الهلاك. فتح الباري 8/ 8.

(2)

كتب فوقه في الأصل: "كذا"، وفي س، ص 8، م:"قال قال".

(3)

كتب فوقه في الأصل: "كذا"، وفي حاشيتها:"قال"، وفي س، م:"قال يقول".

(4)

في م: "كدى".

(5)

في حاشية الأصل: "يأتى بعده أنه صلى الله عليه وسلم من كداء بالمد والله أعلم"، وفي م:"كداء".

(6)

البخاري (4280)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (2662).

ص: 388

18327 -

أخبرَنا أبو نَصرِ بنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بن أحمدَ بنِ زَكَريّا الأديبُ، حَدَّثَنَا الحُسَينُ بن محمدِ بنِ زيادٍ القَبّانِيُّ، حَدَّثَنَا أبو كُرَيبٍ، حَدَّثَنَا زَيدُ بن الحُباب، حَدَّثَنِي عُمَرُ بن عثمانَ بنِ عبد الرَّحمَنِ بنِ سعيدٍ المَخزومِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي، عن أبيه، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال يَومَ فتحِ مَكَّةَ: "أمِنَ النّاسُ إلَّا هَؤُلاءِ الأربَعَةَ لا

(1)

يُؤمَنونَ في حِلٍّ ولا حَرَمٍ؛ ابنُ خَطَلٍ ومِقيَسُ بنُ صُبابَةَ

(2)

وعَبدُ اللَّهِ بن أبي سَرح وابنُ نُقَيدٍ". فأَمّا ابنُ خَطَلٍ فقَتَلَه الزُّبَيرُ بن العَوّام، وأَمّا عبدُ اللَّهِ بن سَعدِ بنِ أبي سَرحٍ فاستأمَنَ له عثمانُ فأومِنَ، وكانَ أخاه مِنَ الرَّضاعَةِ فلَم يُقتَلْ، ومِقيَسُ بن صُبابَةَ قَتَلَه ابنُ عَمٍّ له لَحًّا

(3)

قَد سَمّاه، وقَتَلَ على ابنَ نُقَيدٍ وقَينَتَينِ كانَتا لِمِقيَسٍ، فقُتِلَت إحداهُما وأَفلَتَتِ الأُخرَى فأَسلَمَت

(4)

. أبو جَدِّه سعيدُ بن يَربوعٍ المَخزومِيُّ، قالَه القَبّانِيُّ.

وفِي حَديثِ أنَس بنِ مالكٍ فيمَن أمَرَ بقَتلِه: أُمُّ سارَةَ مَولاةٌ لِقُرَيشٍ.

وفِي رِوايَةِ ابنِ إسحاقَ في "المغازى": سارَةُ مَولاةٌ لِبَعضِ بَنِي عبد المُطَّلِب، وكانَت مِمَّن يُؤذيه بمَكَّةَ.

(1)

في س، م:"فلا".

(2)

بعده في س، م:"المخزومي".

(3)

لَحًّا: أي لاصق النسب. ينظر التاج 7/ 89 (ل ح ح).

(4)

المصنّف في الدلائل 5/ 62، 63. وأخرجه أبو داود (2684) عن أبي كريب به. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (575).

ص: 389

18328 -

أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بن محمدِ بنِ عبد اللهِ البَغدادِيُّ، حَدَّثَنَا أبو عُلاثَةَ محمدُ بن عمرِو بنِ خالِدٍ، حَدَّثَنَا أبو عمرِو بنُ خالِدٍ، حَدَّثَنَا ابنُ لَهيعَةَ، حَدَّثَنَا أبو الأسوَد، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ (ح) وأخبرَنا أبو الحُسَينِ بنُ الفَضلِ القَطَّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو بكرِ بن عَتابٍ، حَدَّثَنَا القاسِمُ الجَوهَرِيُ، حَدَّثَنَا ابنُ أبي أوَيسٍ، حَدَّثَنَا إسماعيلُ بن إبراهيمَ بنِ عُقبَةَ، عن عَمِّه موسَى بنِ عُقبَةَ - وهَذا لَفظُ حَديثِ موسَى، وحَديثُ عُروةَ بمَعناه - قال: ثُمَّ إنَّ بَنِي نُفاثَةَ مِن بَنِي الدِّيلِ أغاروا على بَنِي كَعبٍ وهُم في المُدَّةِ التي بَينَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وبَينَ قُرَيشٍ، وكانَت

(1)

بَنو كَعبٍ في صُلحِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكانَت بَنو نُفاثَةَ في صُلحِ قُرَيشٍ، فأَعانَت بَنو بكل بَنِي نُفاثَةَ وأَعانَتهُم قُرَيشٌ بالسِّلاحِ والرَّقيقِ. فذَكَرَ القِصَّةَ قال: فخَرَجَ رَكبٌ مِن بَني كَعبٍ حَتَّى أتَوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فذَكَروا له الَّذِي أصابَهُم وما كان مِن قُرَيشٍ عَلَيهِم في ذَلِكَ. ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ خُروجِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى مَكَّةَ، وقِصَّةَ العباسِ وأَبِي سُفيانَ حينَ أُتِيَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمَر الظَّهرانِ ومَعَه حَكيمُ بنُ حِزامٍ وبُدَيلُ بن ورقاءَ، قال: فقالَ أبو سُفيانَ وحَكيمٌ: يا رسولَ الله، ادعُ النّاسَ إلَى الأمان، أرأيتَ إنِ اعتَزَلَت قُرَيشٌ فكَفَّت أيديَها، آمِنونَ هُم؟ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"نَعَم، مَن كَفَّ يَدَه وأَغلَقَ دارَه فهو آمِنٌ". قالوا: فابعَثْنا نُؤَذِّنْ بذَلِكَ فيهِم. قال: "انطَلِقوا، فمَن دَخَلَ دارَكَ يا أبا سُفيانَ ودارَكَ يا حَكيمُ وكَفَّ يَدَه

(1)

في س، م:"كانوا".

ص: 390

فهو آمِنٌ". ودارُ أبي سُفيانَ بأَعلَى مَكَّةَ ودارُ حَكِيمٍ بأَسفَلِ مَكَّةَ، فلَمّا تَوَجَّها ذاهِبَينِ قال العباسُ: يا رسولَ الله، إنِّي لا آمَنُ أبا سُفيان أن يَرجِعَ عن إسلامِه، [فاردُدْه حَتَّى نَقِفَه]

(1)

ويَرَى جُنودَ اللَّهِ مَعَكَ. فأَدرَكَه عباسٌ فحَبَسَه، فقالَ أبو سُفيانَ: أغَدرًا يا بَنِي هاشِمٍ؟ فقالَ العباسُ: سَتَعلَمُ أنا لَسنا نَغدِرُ

(2)

، ولَكِن لِي إلَيكَ حاجَةٌ، فأَصبحْ حَتَّى تَنظُرَ جُنودَ اللهِ. ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ إيقافِ أبي سُفيانَ حَتَّى مَرَّت به الجُنودُ، قال: وبَعَثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الزُّبَيرَ بنَ العَوَّامِ على المُهاجِرينَ وخَيلِهِم، وأَمَرَه أن يَدخُلَ مِن كَداءٍ مِن أعلَى مَكَّةَ، وأَعطاه رايَتَه، وأَمَرَه أن يَغرِزَها بالحَجونِ ولا يَبرَحَ حَيثُ أمَرَه أن يَغرِزَها حَتَّى يأتيَه، وبَعَثَ خالِدَ بنَ الوَليدِ فيمَن كان أسلَمَ مِن قُضاعَةَ وبَنِي سُلَيمٍ وناسًا أسلَموا قبلَ ذَلِكَ، وأَمَرَه أن يَدخُلَ مِن أسفَلِ مَكَّةَ، وأَمَرَه أن يَغرِزَ رايَتَه عِندَ أدنَى البُيوتِ بأَسفَلِ مَكَّةَ، وبِأَسفَلِ مَكَّةَ بَنو بكرٍ وبَنو الحارِثِ بنِ عبد مَناةٍ وهُذَيلٌ ومَن كان مَعَهُم مِنَ الأحابيشِ قَدِ استَنصَرَت بهِم قُرَيشٌ، فأَمَرَهُم أن يَكونوا بأَسفَلِ مَكَّةَ، وبَعَثَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَعدَ بنَ عُبادَةَ في كَتيبَةِ الأنصارِ في مُقَدِّمَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأَمَرَهُم رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يَكُفّوا أيديَهُم فلا يُقاتِلوا أحَدًا إلَّا مَن قاتَلَهُم، وأَمَرَهُم

(3)

بقَتلِ أربَعَةِ نَفَرٍ؛ مِنهُم عبدُ اللهِ بن سَعدِ بنِ أبي سَرحٍ، والحارِثُ بن نُقَيدٍ، وابنُ

(1)

في س، م:"قال: رده حتى يقف".

(2)

في م: "بغدر".

(3)

في س، م:"وأمر".

ص: 391

خَطَلٍ، ومِقيَسُ بن صُبابَةَ، وأَمَرَ بقَتلِ قَينَتَينِ لابنِ خَطَلٍ كانَتا تُغَنّيانِ بهِجاءِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فمَرَّتِ الكَتائبُ يَتلو بَعضُها بَعضًا على أبي سُفيانَ وحَكيمٍ وبُدَيلٍ، لا تَمُرُّ عَلَيهِم كَتيبَة إلَّا سألوا عَنها، حَتَّى مَرَّت عَلَيهِم كَتيبَةُ الأنصارِ فيها سَعدُ بن عُبادَةَ، فنادَى سَعدٌ أبا سُفيانَ: اليَومُ يَومُ المَلحَمَة، اليَومَ تُستَحَلُّ الحُرمَةُ. فلَمَّا مَرَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأَبِي سُفيانَ في المُهاجِرينَ قال: يا رسولَ الله، أمَرتَ بقَومِكَ أن يُقتَلوا؟ فإِنَّ سَعدَ بنَ عُبادَةَ ومَن مَعَه حينَ مَرُّوا بي نادانِي سَعدٌ فقالَ: اليَومُ يَومُ المَلحَمَة، اليَومَ تُستَحَلُّ الحُرمَةُ. وإِنِّي أُناشِدُكَ اللهَ في قَومِكَ. فأَرسَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى سَعدِ بنِ عُبادَةَ فعَزَلَه وجَعَلَ الزُّبَيرَ بنَ العَوَّامِ مَكانَه على الأنصارِ مَعَ المُهاجِرينَ، فسارَ الزُّبَيرُ بالنَّاسِ حَتَّى وقَفَ بالحَجون، وغَرَزَ بها رأيَةَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واندَفَعَ خالِدُ بن الوَليدِ حَتَّى دَخَلَ مِن أسفَلِ مَكَّةَ، فلَقِيَته بَنو بكرٍ فقاتَلوه فهُزِموا، وقُتِلَ مِن بَني بكرٍ قَريبٌ مِن عِشرينَ رَجُلًا، ومِن هُذَيلٍ ثَلاثَة أو أربَعَة، وانهَزَموا وقُتِلوا بالحَزوَرَةِ

(1)

حَتَّى بَلَغَ قَتلُهُم بابَ المَسجِد، وفَرَّ فضَضُهُم

(2)

حَتَّى دَخَلوا الدُّورَ، وارتَفَعَت

(3)

طائفَةٌ مِنهُم على الجِبالِ واتَّبَعَهُمُ المُسلِمونَ بالسُّيوف، ودَخَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المُهاجِرينَ الأَوَّلينَ في أُخرَياتِ

(1)

الحَزْوَرَة: سوق من أسواق مكة، يعرف اليوم باسم القشاشية، مرتفع يقابل المسعى من مطلع الشمس. ينظر المعالم الجغرافية ص 98.

(2)

فضضهم: من انفض من جمعهم. ينظر غريب الحديث للخطابى 2/ 518.

(3)

في س، م:"وارتقت".

ص: 392

النّاس، وصاحَ أبو سُفيانَ حينَ دَخَلَ مَكَّةَ: مَن أغلَقَ دارَه وكَفَّ يَدَه فهو آمِنٌ. فقالَت له هِندُ بنتُ عُتبَةَ وهِيَ امرأتُه: قَبَّحَكَ اللَّهُ مِن طَليعَةِ قَومٍ، وقَبَّحَ عَشيرَتَكَ مَعَكَ. وأَخَذَت بلِحيَةِ أبي سُفيانَ ونادَت: يا آلَ غالِبٍ اقتُلوا الشيخَ الأحمَقَ، هَلَّا قاتَلتُم ودَفَعتُم عن أنفُسِكُم وبِلادِكُم؟! فقالَ لَها أبو سُفيانَ: ويحَكِ اسكُتِي وادخُلِي بَيتَك، فإِنَّه جاءَنا بالخُلُقِ

(1)

. ولَمَّا عَلا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَنيَّةَ كَداءٍ نَظَرَ إلَى البارِقَةِ على الجَبَلِ مَعَ فضضِ المُشرِكينَ فقالَ: "ما هذا وقَد نَهَيتُ عن القِتالِ؟ ". فقالَ المُهاجِرونَ: نَظُنُّ أن خَالِدًا قوتِلَ وبُدِئَ بالقِتالِ فلَم يَكُنْ له بُدٌّ مِن أن يُقاتِلَ مَن قاتَلَه، وما كان يا رسولَ اللَّهِ ليَعصيَكَ ولا ليُخالِفَ أمرَكَ. فهَبَطَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الثَّنيَّةِ فأَجازَ على الحَجون، واندَفَعَ الزُّبَيرُ بن العَوَّامِ حَتَّى وقَفَ ببابِ الكَعبَةِ. وذَكَرَ القِصَّةَ قال فيها: وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِخالِدِ بنِ الوَليدِ: "لِمَ قاتَلتَ وقَد نَهَيتُكَ عن القِتالِ؟ ". فقالَ: هُم بَدءُونا بالقِتال، ووَضَعوا فينا السِّلاحَ، وأَشعَرونا

(2)

بالنَّبل، وقَد كَفَفتُ يَدِي ما استَطَعتُ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"قَضَاءُ اللّهِ عز وجل خَيرٌ"

(3)

.

18329 -

أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بن بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بن الصَّبَّاح، حَدَّثَنَا إسماعيلُ بن عبد الكَريم، حَدَّثَنِي

(1)

في س، م، وحاشية الأصل:"بالحق".

(2)

أشعرونا: أي طعنونا. ينظر النهاية 2/ 479.

(3)

المصنّف في المعرفة (5463، 5465)، والدلائل 5/ 39، 40.

ص: 393

إبراهيمُ بن عَقيلِ بنِ مَعقِلٍ، عن أبيه، عن وهب قال: سألتُ جايرًا: هَل غَنِموا يَومَ الفَتحِ شَيئًا؟ قال: لا

(1)

.

18330 -

وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن عبد الجَبَّار، حَدَّثَنَا يونُسُ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِي يَحيَى بن عَبَّادٍ، عن أبيه، عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضي الله عنهما في قِصَّةِ أبي قُحافَةَ وابنَةٍ له مِن أصغَرِ ولَدِه كانَت تَقودُه يَومَ الفَتح، حَتَّى إذا هَبَطَت به إلَى الأبطَحِ لَقِيَتها الخَيلُ وفِي عُنُقِها طَوقٌ لَها مِن ورِقٍ، فاقتَطَعَه إنسانٌ مِن عُنُقِها، فلَمّا دَخَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المَسجِدَ خَرَجَ أبو بكرٍ رضي الله عنه حَتَّى جاءَ بأَبيه. فذَكَرَ الحديثَ في إسلامِه، ثُمَّ قامَ أبو بكرٍ رضي الله عنه فأَخَذَ بيَدِ أُختِه فقالَ: أنشُدُهُم باللهِ والإسلامِ طَوقَ أُختِي. فواللهِ ما أجابَه أحَدٌ، ثُمَّ قال الثانيَةَ، فما أجابَه أحَدٌ، فقالَ: يا أُخَيَّةُ، احتَسِبِي طَوقَك، فواللهِ إنَّ الأمانَةَ اليَومَ في النّاسِ لَقَليلٌ

(2)

.

وهَذا يَدُلُّ على أنَّهُم لَم يَغنَموا شَيئًا، وأَنَّها فُتِحَت صُلحًا؛ إذ لَو فُتِحَت عَنوَةً لَكانَت وما مَعَها غيمَةً، ولَكانَ أبو بكرٍ لا يَطلُبُ طَوقَها.

18331 -

حَدَّثَنَا أبو عبد اللهِ الحافظُ إملاءً وقِراءَة قال

(3)

: حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا بَحرُ بن نَصرٍ الخَولانِيُّ، حَدَّثَنَا ابنُ

(1)

أبو داود (3023). وصحح إسناده الألباني في صحيح أبي داود (2612).

(2)

المصنّف في الدلائل 5/ 95، 96، والحاكم 3/ 46. وأخرجه أحمد (26956)، وابن حبان (7208)، والطبراني 24/ 88 (236) من طريق محمد بن إسحاق به. وقال الهيثمي في المجمع 6/ 174: رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات.

(3)

ليس في: س، م.

ص: 394