الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"الصحيح" مِن حَديثِ عبدِ الرَّزاقِ
(1)
.
قال الشيخُ رحمه الله: وإِنَّما امتَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِن تَخميسِه فيما رَوَى يونُسُ عن الزُهرِىِّ، أنَّه مالُ غَدرٍ، وفيما رَوَى عُقَيلٌ عن الزُّهرِيِّ قال: فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا نُخَمِّسُ مالًا أُخِذَ غَصبًا". فتَرَكَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المالَ في يَدَي المُغيرَةِ، وفِى ذَلِكَ دِلالَةٌ على أنَّه مَلَكَه
(2)
بالأخذِ، واللَّهُ أعلَمُ.
18308 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العباسُ الدُّورِيُّ، حدثنا أبو شَيخٍ الحَرّانِيُّ، حدثنا موسَى بنُ أعيَنَ، عن لَيثِ بنِ أبى سُلَيمٍ، عن عَلقَمَةَ، عن سُلَيمانَ بنِ بُرَيدَةَ، عن أبيه، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقولُ في أهلِ الذمَّةِ: "لَهُم ما أسلَموا عَلَيه مِن أموالِهِم وعَبيدِهِم وديارِهِم وأَرَضيهم
(3)
وماشيَتِهِم، لَيسَ عَلَيهِم فيه إلَّا الصدَقَةُ"
(4)
.
بابُ الحَربّيِ يَدخُلُ بأَمانٍ ولَه مالٌ في دارِ الحَربِ ثُمَّ يُسلِمُ، أو يُسلِمُ في دارِ الحَربِ
قال الشَافِعِيُّ رحمه الله: أسلَمَ ابنا سَعيَةَ القُرَظيّانِ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحاصِرٌ بَنِى قُرَيظَةَ، فأَحرَزَ لَهُما إسلامُهُما أنفُسَهُما وأَموالَهُما مِنَ النَّخلِ
= وابن حبان (4872). وتقدم في (10168، 14084)، وسيأتى في (18840).
(1)
البخارى (2731، 2732).
(2)
في س، م:"يملكه".
(3)
في س، ص 8، م:"أرضهم".
(4)
المصنف في الصغرى (3691). وتقدم تخريجه في (7574).
والأرضِ وغَيرِهِما.
18309 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنِى أبى، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، عن موسَى بنِ عُقبَةَ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أن يَهودَ بَنِى النَّضيرِ وقُرَيظَةَ حارَبوا رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأَجلَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَنِى النَّضيرِ، وأَقَرَّ قُرَيظَةَ ومَنَّ عَلَيهِم، حَتَّى حارَبَتِ قُرَيظَةُ بَعدَ ذَلِكَ، فقَتَلَ رِجالَهُم وقَسَمَ نِساءَهُم وأَموالَهُم وأَولادَهُم بَينَ المُسلِمينَ، إلَّا بَعضهُم لَحِقوا برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فآمَنَهُم وأَسلَموا. وذَكَرَ الحديثَ
(1)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ عبدِ الرَّزاقِ
(2)
.
18310 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى عاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، عن شَيخٍ مِن بَنِى قُرَيظَةَ أنَّه قال: هَل تَدرِى عَمَّ كان إسلامُ ثَعلَبَةَ وأَسيدِ ابنَى سَعيَةَ وأَسَدِ بنِ عُبَيدٍ، نَفَرٍ مِن هَدَلٍ
(3)
لَم يَكونوا مِن بَيى قُرَيظَةَ ولا نَضيرٍ، كانوا فوقَ ذَلِكَ؟ فقُلتُ: لا. قال: فإِنَّه قَدِمَ عَلَينا رَجُلٌ مِنَ الشّامِ مِن يَهودَ يُقالُ له: ابنُ الهَيَّبانِ
(4)
فأَقامَ عِندَنا، واللَّهِ ما رأينا رَجُلًا قَطُّ لا يُصلِّى الخَمسَ خَيرًا مِنه، فقَدِمَ عَلَينا قبلَ
(1)
أحمد (6367)، وعبد الرزاق (9988، 19364)، وتقدم تخريجه في (12982، 18076).
(2)
البخاري (4028)، ومسلم (1766/ 62).
(3)
في حاشية الأصل: "وقيل: هَدْل بالإسكان، والله أعلم".
(4)
ضبط في الأصل بفتح الياء المشددة وكسرها.
مَبعَثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بسِنينَ
(1)
، فكُنّا إذا أُقحِطنا
(2)
وقَلَّ عَلَينا المَطَرُ نَقولُ له: يا ابنَ الهَيَِّبانِ، اخرُجْ فاستَسقِ لَنا. فيَقولُ: لا واللَّهِ حَتَّى تُقَدَّموا أمامَ مَخرَجِكُم صَدَقَةً. فنَقولُ: كَم نُقَدِّمُ؟ فيَقولُ: صاعًا مِن تَمرٍ أو مُدَّينِ مِن شَعيرٍ. ثُمَّ يَخرُجُ إلَى ظاهِرَةِ حَرَّتِنا ونَحنُ مَعَه فيَستَسقِى
(3)
، فواللَّهِ ما يَقومُ مِن مَجلِسِه حَتَّى تَمُرَّ الشِّعابُ، قَد فعَلَ ذَلِكَ غَيرَ مَرَّةٍ ولا مَرَّتَينِ ولا ثَلاثَةٍ، فحَضرَته الوَفاةُ فاجتَمَعنا إلَيه فقالَ: يا مَعشر يَهودَ، ما تَرَونَه أخرَجَنِى مِن أرضِ الخَمرِ والخَميرِ إلَى أرضِ البُؤسِ والجوعِ؟ فقُلنا: أنتَ أعلمُ. فقالَ: إنَّه إنَّما أخرَجَنِى أتَوَقعُ خُروجَ نَبِىٍّ قَد أظَل زَمانُه، هذه البِلادُ مُهاجَرُه، فأَتَبِعُه، فلا تُسبَقُنَّ إلَيه إذا خَرَجَ يا مَعشَرَ يَهودَ، فإِنَه يَسفِكُ الدِّماءَ ويَسبِى الذَّرارِيَّ والنِّساءَ مِمَّن خالَفَه، فلا يَمنَعْكُم ذَلِكَ مِنه. ثُمَّ ماتَ، فلَمّا كانَت تِلكَ اللَّيلَةُ التى افتُتِحَت فيها قُرَيظَةُ قال أولَئكَ الفِتيَةُ الثَّلاثَةُ، وكانوا شَبابًا
(4)
أحداثًا: يا مَعشَرَ يَهودَ، [واللهِ إنه لَلرجلُ الذى]
(5)
كان ذَكَرَ لَكُمُ ابنُ الهَيَّبانِ. قالوا: ما هو. قالوا: بَلَى واللَّهِ إنَّه لَهو يا مَعشَرَ يَهودَ
(6)
، إنَّه واللَّهِ لَهو
(1)
في س، م:"بسنتين".
(2)
في س، م:"قحطنا".
(3)
كتبها في الأصل بالياء والنون بعد الفاء.
(4)
في س، م:"شبانا".
(5)
في النسخ: "للذى". والمثبت من حاشية الأصل، وحاشية ص 8.
(6)
في م: "اليهود".
لِصِفَتِه
(1)
. ثُمَّ نَزَلوا فأَسلَموا وخَلَّوا أموالَهُم وأَولادَهُم وأَهاليَهِم. قال: وكانَت أموالُهُم في الحِصنِ مَعَ المُشرِكينَ، فلَمّا فُتِحَ رُدَّ ذَلِكَ عَلَيهِم
(2)
.
18311 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عُمَرُ بنُ الخطابِ أبو حَفصٍ، حدثنا الفِريابِىُّ، حدثنا أبانٌ -قال عُمَرُ: وهو ابنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أبى حازِم- قال: حَدَّثنِى عثمانُ بنُ أبى حازِمٍ، عن أبيه، عن جَدِّه صخرٍ، أن رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم غَزا ثَقيفًا، فلَمّا أن سَمِعَ ذَلِكَ صَخرٌ رَكِبَ في خَيلٍ يُمِدُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فوَجَدَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ انصَرَفَ ولَم يَفتَحْ، فجَعَلَ صَخرٌ حينَئذٍ عَهدَ اللَّهِ وذِمَّتَه ألَّا يُفارِقَ هذا القَصرَ حَتَّى يَنزِلوا على حُكمِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فلَم يُفارِقْهُم حَتَّى نَزَلوا على حُكمِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فكَتَبَ إلَيه صَخرٌ: أمّا بَعدُ فإِنَ ثَقيفًا قَد نَزَلوا على حُكمِكَ يا رسولَ اللهِ وأنا
(3)
مَقبِلٌ إلَيهِم وهُم في خَيلٍ. فأَمَرَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالصَّلاةِ جامِعَة، فدَعا لأحمَسَ عَشرَ دَعَواتٍ:"اللَّهُمَّ بارِكْ لأحمَسَ في خَيلِها ورِجالِها". وأَتاه القَومُ فتَكَلَّمَ المُغيرَةُ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ صَخرًا أخَذَ عَمَّتِى ودَخَلَت فيما دَخَلَ فيه المُسلِمونَ. فدَعاه فقالَ: "يا صَخرُ إنَّ القَومَ إذا أسلَموا أحرَزوا دَماءَهُم وأَموالَهم، فادفَعْ إلَى المُغيرَةِ عَمَّتَه". فدَفَعَها إلَىه، وسألَ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم ماءً لِبَنِى سُلَيمٍ قَد هَرَبوا عن الإِسلامِ وتَرَكوا ذاكَ الماءَ، فقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ أنزِلنيه أنا وقَومِى. قال: "نَعَم". فأَنزَلَه وأَسلَمَ، يَعنِى السُّلَميّينَ، فأَتَوا صَخرًا فسألوه
(1)
في حاشية الأصل، ص 8:"بصفته".
(2)
المصنف في الدلائل 2/ 80، 81، 4/ 31، 32، وابن إسحاق في سيرته (65) ص 64.
(3)
في النسخ عدا ص 8: "ولنا".
أن يَدفَعَ إلَيهِمُ الماءَ فأَبَى، فأَتَوا نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ أسلَمنا وأَتَينا صَخرًا ليَدفَعَ إلَينا ماءَنا فأَبَى عَلَينا. فدَعاه فقالَ: "يا صَخرُ إنَّ القَومَ إذا أسلَموا أحرَزوا أموالَهُم ودِماءَهُم، فادفَعْ إلَى القَومِ ماءَهُم". قال: نَعَم يا نَبِيَّ اللهِ. فرأيتُ وجهَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليهم وسلم- يَتَغَيَّرُ عِندَ ذَلِكَ حُمرَةً حَياءً مِن أخذِه الجاريَةَ وأَخذِه الماءَ
(1)
.
قال الشيخُ: الاستِدلالُ وقَعَ بقَولِه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ القَومَ إذا أسلَموا أحرَزوا أموالَهم ودَماءَهُم ". فأَمّا استِردادُ الماءِ عن صَخرٍ بعدما مَلَكَه بتَمليكِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إيّاه فإِنَّه يُشبِهُ أن يَكونَ باستِطابَةِ نَفسِه، ولِذَلِكَ كان يَظهَرُ في وجهِه أثَرُ الحَياءِ، واللَّهُ أعلَمُ.
وعَمَّةُ المُغيرَةِ فإِن كانَت أسلَمَت بَعدَ الأخذِ فكأنَّه رأى إسلامَها قبلَ القِسمَةِ يُحرِزُ مالَها، ويَحتَمِلُ أن يَكونَ إسلامُها قبلَ الأخذِ، واللَّهُ أعلَمُ.
وصَخرٌ هذا هو ابنُ العَيِّلَةِ. قالَه البخاريُّ
(2)
عن أبى نُعَيمٍ عن أبانٍ عن عثمانَ بنِ أبى حازِمٍ عن صَخرِ بنِ العَيِّلَةِ، لَم يَقُلْ: عن أبيه.
ورُوِى في قِصَّةِ رِعيَةَ السُّحَيمِيِّ ما دل [على ما دَلَّ]
(3)
عَلَيه ظاهِرُ قِصَّةِ عَمَّةِ
(1)
أبو داود (3067). وأخرجه الدارمى (1716) عن محمد بن يوسف الفريابى به. وضعف إسناده الألبانى في ضعيف أبى داود (670).
(2)
التاريخ الكبير 4/ 310، 311.
(3)
سقط من: م.