الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.
[38] قال الحسين بن الفضل: (من قال إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لإنكاره نص القرآن، وفي سائر الصحابة إذا أنكر يكون مبتدعاً، لا يكون كافراً)
.
معالم التنزيل للبغوي
(1)
/ 283
الدراسة
نوهت هذه الآية بقدر أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولا يخفى ما لأبي بكر رضي الله عنه من فضائل عظيمة
(2)
قال الإمام أحمد: " وخير هذه الأمة بعد نبيِّها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا في ذلك
…
ونذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما (كنَّا نعد ورسول الله حيٌّ وأصحابه متوافرون: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان
(3)
.. )
(4)
(1)
وافقه السمعاني في تفسيره 2/ 311، و الرازي في تفسيره 16/ 12 في قوله (من قال إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر).
(2)
على سبيل المثال، ينظر: صحيح البخاري كتاب (فضائل الصحابة) باب فضل أبي بكر رضي الله عنه عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم ص 613 وشرحه في فتح الباري 7/ 19 والسنة لأبي عاصم باب (ما ذكر من فضائل أبي بكر رضي الله عنه 2/ 575 وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل أبي بكر الصديق رضوان الله عليه) 7/ 1347 فصل في من هو أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم 2/ 522، وفصل في فضائل أبي بكر في كتاب الفوائد لابن القيم ص: 108 - 113.
(3)
صحيح البخاري كتاب (فضائل الصحابة) باب فضل أبى بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ح: 3655 ص: 613 ولفظ البخاري (كنا نُخيَّر بين الناس في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فَنُخَيَِّر أبا بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم.
(4)
أصول السنة ص: 35/ 36/ 38.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وقد اتفق عامة أهل السنة من العلماء والعباد والأمراء، والأجناد، على أن يقولوا: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ودلائل ذلك وفضائل الصحابة كثير "
(1)
وقال في العقيدة الواسطية: " لكن التي يضل فيها مسألة الخلافة، وذلك إنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضلُّ من حمار أهله"
(2)
وهو أحق الصحابة بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه أفضلهم وأسبقهم إلى الإسلام ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قدّمه في الصلاة؛ ولأن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على تقديمه ومبايعته ولا يجمعهم الله على ضلالة
(3)
وهذا هو اعتقاد أهل السنة والجماعة فيه
(4)
وهو خلاف ما تدعيه الرافضة
(5)
.
ودلَّت هذه الآية دلالة واضحة على فضيلة أبي بكر رضي الله عنه حينما وصفه عز وجل بالصحبة فقال وهو الصادق في قيله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ولا خلاف أن المراد بأحد الاثنين أبو بكر رضي الله عنه، وهو المراد كذلك بصاحبه
(6)
.
قالوا: من أنكر صحبة الصديق كفر لإنكاره النص الجلي
(7)
ونصّ على ذلك
(1)
الفتاوى 3/ 406.
(2)
التنبيهات السنيّة على العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ/ عبد العزيز الرشيد ص: 288 وينظرفي الشرح ص: 289 - 288
(3)
ينظر: لمعة الاعتقاد مع شرحها للعلامة ابن عثيمين ص 139 - 142.
(4)
للاستزادة ينظر: حاشية شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 7/ 1347.
(5)
هي فرقة من فرق الشيعة، وسمو بهذا الاسم لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر، وهم مجمعون على أن النبي صلى الله عليه وسلم نص: على استخلاف علي بن أبي طالب رضي الله عنه باسمه، وأن أكثر الصحابة ضلوا بتركهم الاقتداء بعلي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ينظر: مقالات الاسلاميين 1/ 89.
(6)
ينظر: الرياض النضرة لأحمد الطبري 2/ 99، ومنهاج السنة لابن تيمية 8/ 372 وروى ابن أبي حاتم في تفسيره 6/ 1800 أن أبا بكر رضي الله عنه حين خطب قال: أيكم يقرأ سورة التوبة؟ قال رجل: أنا، قال: اقرأ، فلما بلغ (إذ يقول لصاحبه لا تحزن) بكى أبو بكر وقال: أنا والله صاحبه.
(7)
فيض القدير للمناوي 1/ 90.
الشافعي
(1)
قال العيني: " وقالوا من أنكر صحبه أبي بكر فقد كفر لإنكاره كلام الله، وليس ذلك لسائر الصحابة".
(2)
ووصفه بالصحبة متلوٌّ إلى يوم القيامة، قال ابن تيمية:" و لهذا قال سفيان بن عيينة وغيره: إن الله عاتب الخلق جميعهم في نبيه إلا أبا بكر. وقال: من أنكر صحبة أبي بكر فهو كافر لأنه كذب القرآن "
(3)
قال القرطبي: " قال بعض العلماء من أنكر أن يكون عمر وعثمان أو أحد من الصحابة صاحب رسول الله فهو كذاب مبتدع، ومن أنكر أن يكون أبو بكر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر لأنه رد نص القرآن "
(4)
وهذا هو عين كلام الحسين.
وقال السعدي في تفسيره: " وفي هذه الآية الكريمة فضيلة أبي بكر الصديق بخصيصة لم تكن لغيره من هذه الأمة، وهي الفوز بهذه المنقبة الجليلة، والصحبة الجميلة، وقد أجمع المسلمون على أنه هو المراد بهذه الآية الكريمة ولهذا عدُّوا من أنكر صحبة أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم كافراً، لأنه منكر للقرآن الذي صرح بها
(5)
(1)
ينظر: الإجابة لما استدركت عائشة للزركشي 1/ 53.
(2)
عمدة القاري 16/ 173 و العيني هو محمود بن أحمد بن موسى المصري، أبو محمد بدر الدين العيني الحنفي، الحافظ الفقيه المؤرخ، له عدة مؤلفات، منها: عمدة القاري في شرح البخاري، مغاني الاخيار في رجال معاني الآثار، وغيرهما، توفي سنة (855 هـ)، ينظر: الضوء اللامع للسخاوي
…
(10/ 131)، (الأعلام 7/ 163).
(3)
منهاج السنة 8/ 381 وسفيان هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي، ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة، له: التفسير، توفي سنة (198 هـ)، ينظر: السير (8/ 454)، التقريب (2451)
(4)
تفسيره 8/ 133، وينظر: البحر المحيط 5/ 45.
(5)
ص: 338.