الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يخفى كيف استدل الحسين لاختياره (من هم أولو العزم من الرسل) في قوله في آخر آية الأنعام بعد ذكر هؤلاء الرسل {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فقد شهد الله لهم بالهداية وأمر خيرة أنبيائه بالاقتداء بهم، فأمره هنا في الأحقاف بالصبر كما صبروا؛ لأنه لا ينال تلك المكانة إلا من صبر بعزم.
ج ـ في قوله تعالى {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15]
قال الحسين بن الفضل: (كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته).
واستدل بهذه الآية بأن الله تعالى عند ما لم يوفقهم في الدنيا إلى الهداية وحجبهم عن توحيده وإخلاص العبادة له، استحقوا بذلك العقوبة، فلم يكونوا من عباده المؤمنين الذين يجزيهم الله بالنظر إلى وجهه الكريم، ولذلك حجبهم عن رؤيته.
المبحث السادس
منهجه في الاستنباط
تمتاز بعض أقوال الحسين رحمه الله باستنباطات موفقة، وهي تدلُّ بوضوح على حدَّة نظره، وجلاء فهمه، وعلوِّ شأنه في معرفة المعاني وما تدلُّ عليه، وله فيما وصلنا ما يقارب ثمانية استنباطات، وقد تكون استنباطات عقلية كما:
أ ـ في قوله في سبب تسمية سورة الفاتحة: (لأنها أول سورة نزلت من السماء).
ب- في قوله في سبب تسميتها أمَّ القرآن (سميت بذلك لأنها أمٌّ لجميع القرآن، تقرأ في كل ركعة، وتُقدم على كل سورة، كما أنَّ أم القرى إمامٌ لأهل الإسلام) أو غير ذلك
(1)
كما:
ج ـ في قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ}
…
[آل عمران 55].
قيل للحسين بن الفضل: (هل تجد نزول عيسى عليه السلام من السَّماء في القرآن؟ فقال: نعم
قوله: (وكهلاً) وهو لم يكتهل في الدُّنيا، وإنما معناه (وكهلاً) بعد نزوله من السماء).
د ـ في قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} [التوبة: 128].
(1)
وينظر: آل عمران (39) والتوبة (40) والمدثر (31).