الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و أراد الحسين رحمه الله أن ينبه إلى أن النعمة ليست مطلق النعمة، وإنما فيها قيد زائد وهو إتمامها، بحيث لا يكون فيها نقص بوجه من الوجوه، كالنقص الذي ذكره في صاحب النعمة المحروب أو المسلوب، وهذا القيد لا يؤخذ من اللغة وإنما يؤخذ من طريق العقل، والمقصود أن قوله هذا لا ينافي قول غيره بل فيه زيادة قيد فقط، والله أعلم.
{آمِّينَ}
[11] (روي عن الحسن
(1)
وجعفر الصادق
(2)
التشديد، وهو قول الحسين بن الفضل من أمَّ إذا قصد أي نحن قاصدون نحوك
(3)
ومنه قوله تعالى {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
1/ 172.
الدراسة
قال الجوهريُّ
(4)
: " وتشديد الميم خطأ "
(5)
وقال ابن حجر " والتأمين: مصدر أمَّن بالتشديد، أي: قال: آمين، وهي بالمد و التخفيف في جميع الروايات وعن جميع القراء
…
إلى أن قال: التشديد مع المد والقصر
(6)
، وخطَّأهما جماعة من أهل اللغة .. إلى أن قال: "وقال من مدَّ وشدَّد: معناها قاصدين إليك ونُقل ذلك عن جعفر الصادق
(7)
".
وأمَّه يؤمُّه أمَّاً قصده
(8)
، وأممته أؤمُّه أمّاً إذا قصدت له
(9)
.
وكون (آمَِّين) بمعنى القصد لا إشكال فيه من جهة اللغة، وإنما يشكل عليه عدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم تشديد الميم في (آمين)، ولو ثبت لكان لما ذهب إليه الحسين وجه، ومن ثَمَّ فهذا القول ضعيف لا يعتمد عليه، لأن اللفظ من التأمين وليس من الأَمِّ، بمعنى: القصد، ولله أعلم.
(1)
الحسن هو يسار أبو سعيد البصري، الإمام التابعي، الفقيه الزاهد، من تصانيفه تفسير القرآن وكتاب الإخلاص توفي سنة (110 هـ). ينظر: البداية والنهاية (13/ 54)، هدية العارفين (5/ 265).
(2)
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب الهاشمي، أبو عبد الله المعروف بالصادق، صدوق، فقيه إمام توفي سنة (148 هـ). ينظر: تهذيب الكمال (1/ 419)،
…
التقريب (950).
(3)
وافقه الشوكاني في فتح القدير 1/ 33.
(4)
إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصرالفارابي، إمام في علم اللغة والأدب، له الصحاح في اللغة ينظر: معجم الأدباء (6/ 151)، نزهة الألباء (ص: 344).
(5)
الصحاح (أمن).
(6)
ذهب الزجاج إلى أن قول القائل بعد الفاتحة آمين فيه لغتان بالمد والقصر وأنشد له شاهداً من الشعر، ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 54.
(7)
فتح الباري 2/ 333.
(8)
تاج العروس (أمَّ).
(9)
تهذيب اللغة 1/ 206، وينظر: تفسير الطبري 4/ 397.