الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.
[75] قال الحسين بن الفضل: (يعني أهل الإيمان من يؤمن ومن لا يؤمن)
.
الكشف والبيان للثعلبي
(1)
/ 326
(2)
وزاد القرطبي
(3)
(أي ما كنت تدري ما الكتاب ولا أهل الإيمان، وهو من باب حذف المضاف؛ أي من الذي يؤمن؟ أبو طالب أو العباس أو غيرهما).
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 16/ 53.
الدراسة
الحذف لغة: الإسقاط
(4)
واصطلاحاً: إسقاط جزء الكلام أو كله لدليل.
(5)
والحذف خلاف الأصل
(6)
، ولا تقبل دعواه إلا بدليل
(7)
وقد ذكر له أهل العلم شروطاً متعددة لا يحكم به إلا بتوفرها
(8)
وقد ذهب الحسين بن الفضل إلى وجود حذفين في قوله تعالى {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ}
الأول: أهل الإيمان.
الثاني: من يقابلهم وهم الكفار.
وقد قال البغوي: " يعني شرائع الإيمان ومعالمه
(9)
وقال ابن كثير: " أي على التفصيل الذي شرع لك في القرآن
(10)
".
وقوله تعالى في آية يوسف {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} كقوله هنا {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} وقوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى} على أصح التفسيرات.
(11)
وقال ابن خزيمة: الإيمان في هذا الموضع الصلاة، ودليله: قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143]
(12)
وقال السمعاني: " المعروف أن المراد به شرائع الإيمان وهذا قد حُكي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة وغيره من أهل السنة "
(13)
(1)
وافقه السمعاني في تفسيره 5/ 88 مختصراً.
(2)
ت: ابن عاشور.
(3)
وافقه أبو حيان في البحر المحيط 7/ 504/ 505 ونسب نحوه مختصراً الشوكاني في فتح القدير 4/ 674 إلى الحسين بن الفضل.
(4)
ينظر: لسان العرب (حذف)
(5)
البرهان في علوم القرآن 3/ 102 وينظر في فوائد تتعلق بالحذف: أسرار البلاغة للجرجاني 2/ 298.
(6)
ينظر: البرهان 3/ 104.
(7)
ينظر: المصدر السابق 108 وهناك أنواع من الأدلة التي يُستدل بها على الحذف، ينظر: المصدر السابق 108 –111 والإتقان 3/ 174 - 177.
(8)
ينظر: البرهان 3/ 111 والإتقان 3/ 174 - 178.
(9)
تفسيره 4/ 90.
(10)
تفسير 4/ 122 وينظر: الوجيز للواحدي 2/ 969 والتحرير والتنوير 25/ 205 وأضواء البيان 7/ 201 وتفسير السعدي ص: 762 ..
(11)
أضواء البيان 7/ 201.
(12)
ينظر: تفسير البغوي 4/ 122 وتفسير القرطبي 16/ 53 و يراجع: صحيح ابن خزيمة 2/ 189.
(13)
تفسيره 5/ 88 وينظر في تفصيل هذا القول: زاد المسير 7/ 298/ 299.
قال ابن الجوزي: " والقول ما قاله ابن قتيبة وابن خزيمة .. "
(1)
وقيل غير ذلك
(2)
وأما ما ذكره الحسين بن الفضل رحمه الله في الآية أنه على حذف مضاف فالجواب: إنَّ من أبواب الحذف أن تحذف المضاف وتقيم المضاف إليه مقامه وتجعل الفعل له
(3)
ولكن العرب إنما تحذف من الكلام ما يدل عليه ما ظهر منه، وليس في ظاهر هذا على هذا التأويل دليلٌ على باطنه، فلا بد أن يكون فيما أبقى دليل على ما ألغى فقد تقدم أن الأصل في الكلام هو عدم الحذف وإذا دار الأمر بين الحذف وعدمه كان الحمل على عدمه أولى؛ لأن الأصل عدم التغيير
(4)
.
ولا أرى في الآية دليلاً على قول الحسين ولا حتى قرينةً تشير إليه وقد يكون فيه تعظيمٌ للرسول صلى الله عليه وسلم من جهة عدم نسبه إلى عدم معرفة الإيمان - والله أعلم -
غاية ما هنالك: اختلاف العلماء في هذه الآية فظاهر الآية يدل على أنه ما كان قبل الوحي متصفاً عليه الصلاة والسلام بالإيحاء
(5)
مع الإجماع أنه لا يجوز أن يقال إن الرسل كانوا قبل الوحي على الكفر وذكروا في الجواب وجوهاً منها ما ذكره الحسين بن الفضل
(6)
ولكن ما أيسر أن يجاب بما ذكره السلف واختاره أهل السنة مما تقدم.
(1)
زاد المسير 7/ 298.
(2)
ينظر: تفسير القرطبي 16/ 53 والبحر المحيط 7/ 504/ 505 وروح المعاني 25/ 58/ 59.
(3)
ينظر في هذا و في أبواب الحذف: تأويل مشكل القرآن ص: 133 - 147.
(4)
ينظر: البرهان 3/ 104.
(5)
ينظر في هذا ومناقشته: تفسير القرطبي 16/ 50 - 53.
(6)
ينظر: تفسير الرازي 27/ 164.