الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الواقعة
قال تعالى {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [للواقعة: 79]
[92]
قال الحسين بن الفضل: (لا يعرف تفسيره وتأويله إلا من طهَّره الله من الشرك والنفاق)
الكشف والبيان للثعلبي
(1)
/ 192
(2)
.
الدراسة
في قوله تعالى ({فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} [للواقعة: 78] قولان:
1 -
اللوح المحفوظ قاله ابن عباس.
2 -
المصحف، وبه قال مجاهد.
(3)
فمن قال إنه اللوح المحفوظ فالمطهرون عنده الملائكة وهذا قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم
(4)
، وعلى هذا يكون الكلام خبراً.
(5)
واختار كونهم الملائكة البخاري،
(6)
ورجحه ابن القيم، ودلّل على هذا الترجيح بعشرة أدلة عزَّز بها اختياره
(7)
وهوقول أكثر المفسرين.
(8)
ومن قال إنه المصحف ففي المطهرين أقوال:
مطهرين من الأحداث، وهذا الذي عليه الجمهور، وظاهر الآية نفي ومعناها نهي
(9)
قال الكلبي: من الشرك
(10)
، وهذا القول متناسب مع قول الحسين السابق.
وقال الربيع بن أنس: من الذنوب والخطايا.
(11)
(1)
وافقه القرطبي في تفسيره 17/ 194.
(2)
ت: هبة الله بنت صادق أبو عرب، ج: ـ أم القرى.
(3)
ينظر: زاد المسير 8/ 151 وفي القول الأول: تفسير الطبري 27/ 239.
(4)
رواه عنهم الطبري في تفسيره 27/ 240 وينظر في قول مجاهد أيضاً: تفسير مجاهد 2/ 652 وفيما سبق زاد المسير 2/ 152.
(5)
ينظر: زاد المسير 8/ 152 وفي معنى (لا) البيان في غريب إعراب القرآن 2/ 418 وإملاء ما من به الرحمن 2/ 254.
(6)
كتاب (التفسير) سورة عبس ص: 880.
(7)
ينظر: التبيان في أقسام القرآن ص: 141 - 143.
(8)
ينظر: تفسير السمعاني 5/ 359.
(9)
ينظر: تفسير البغوي 4/ 315 وزاد المسير 8/ 152 وهو الذي نسبه إلى الجمهور، وقد ضعف ابن عطية كونه نهيا وبيَّن ذلك في المحرر الوجيز 5/ 252. ويراجع في حكم مس المصحف للمحدث: موطأ الإمام مالك كتاب (القرآن) بيان الأمر بالوضوء لمن مس القرآن ص: 1 وتفسير السمرقندي وأحكام القرآن لابن العربي وتفسير البغوي 4/ 315 وتفسير القرطبي 17/ 195 وتفسير ابن كثير 4/ 298.
(10)
ينظر: تفسير القرطبي 17/ 194.
(11)
ينظر: معاني القرآن وإعرابه 5/ 116 ولم ينسبه، وزاد المسير 8/ 152 وتفسير القرطبي 17/ 194.
وقال الفراء: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به.
(1)
وقريبٌ من قول الفراء هذا قول الحسين السابق، ولعل الأولى ـ والله أعلم ـ جواز كل ما ذُكر في معنى الآية.
وقد أخبر جَلَّ ثناؤه ـ أنه لا يمس الكتاب المكنون إلا المطهرون فعم بخبره المطهرين، ولم يخصص بعضاَ دون بعض فالملائكة من المطهرين والرسل والأنبياء من المطهرين وكل من كان مطهراً من الذنوب فهو مما استثني دخل في قوله {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}
(2)
وظاهر الآية متعلق بالمسِّ الحسي فنبهت على أنه لا يجوز أن يمس القرآن إلا طاهر.
مع العلم أن تفسير الحسين رحمه الله السابق يدخل في باب الإشارة والقياس، وهذا ما ذهب إليه ابن القيم، فقال:" ودلَّت الآية بإشارتها وإيمائها على أنه لا يدرك معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة وحرام على القلب المتلوث بنجاسة البدع والمخالفات أن ينال معانيه وأن يفهمه كما ينبغي .. "
(3)
(1)
ينظر: معاني القرآن 3/ 130.
(2)
ينظر: تفسير الطبري 27/ 241.
(3)
التبيان في أقسام القرآن ص: 144.