الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال تعالى {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " هما اسمان رقيقان أحدُهما أرقُّ من الآخر أي أكثر رحمة "
(1)
.
[5] وقال الحسين بن الفضل البجلي: (هذا وهمٌ من الرَّاوي، لأنَّ الرِّقة ليست من صفات الله ـ تعالى ـ في شيء، وإنَّما هما اسمان رفيقان، أحدُهما أرفقُ من الآخر، والرِّفق من صفات الله عز وجل، قال النبي: صلى الله عليه وسلم (إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق ويعطي على الرِّفق مالا يُعطي على العنف)
(2)
.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
(3)
/ 143.
الدِّراسة
قال الخطابي
(4)
: "وجاء في الأثر أنَّهما اسمان رقيقان، أحدهما أرقُّ من الآخر، وهذا مُشكل لأنَّ الرِّقَّة لا مدخل لها في شيءٍ من صفات الله سبحانه، ومعنى الرقيق هاهنا اللطيف يقول: أحدهما ألطف من الآخر، ومعنى اللُّطف في هذا: الغموض، دون الصِّغَرِ الذي هو نعت في الأجسام "
(5)
.
وقال ابن حجر: "وأَوردَ
(6)
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "الرَّحمن الرَّحيم" اسمان رقيقان أحدُهما أرقُّ من الآخر، وعن مقاتل
(7)
أنه نقل عن جماعة من التابعين مثله، وقال، قلتُ: والحديث المذكور عن ابن عباس لا يثبت لأنه من رواية الكلبي
(8)
عن أبى صالح
(9)
عنه، والكلبي متروك الحديث، وكذلك مقاتل، ونقل البيهقي عن الحسين بن الفضل البجلي أنه نسب رواية الحديث عن ابن عباس إلى التَّصحيف، وقال (إنما هو الرفيق بالفاء وقواه البيهقي بالحديث الذي أخرجه مسلم
(10)
عن عائشة مرفوعاً: (إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق، ويعطي عليه مالا يُعطي على العنف)
(11)
.
(1)
أخرجه البيهقي عن ابن عباس في الأسماء والصفات 1/ 139 وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره نحوه عن خالد بن صفوان التميمي 1/ 28 وأورده البغوي في التفسير 1/ 2 وابن كثير في تفسيره 1/ 20، والعيني في عمدة القارئ 18/ 79 والزبيدي في تاج العروس (رحم) وابن منظور في لسان العرب (رحم)
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب (البر والصلة) ح: 6601، ص: 1133:، وهو مخرج عند غيره.
(3)
وافقه البيهقي في الأسماء والصفات 1/ 140.
(4)
حَمْدُ بن إبراهيم بن الخطاب، من ولد زيد بن الخطاب، أبو سليمان البستي، كان محدثاً، فقيهاً أديباً، وشاعراً لغوياً، له كتاب غريب الحديث، وكتاب العزلة، توفي سنة (388 هـ)
ينظر: معجم الأدباء (10/ 268) والرسالة المستطرفة ص: 121.
(5)
شأن الدعاء (39).
(6)
الضمير يعود للخطابي.
(7)
مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخرساني، أبو الحسن البلخي، صاحب التفسير، وهو مطبوع، توفي سنة (150 هـ)، ينظر: تهذيب الكمال (7/ 209) التقريب (6868).
(8)
محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر الكوفي، النسابة المفسر، متهم بالكذب ورمي بالرفض وهو متروك الحديث ت 146 هـ. ينظر: تهذيب الكمال (6/ 318)، التقريب (5901).
(9)
باذان ويقال باذان أبو صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب ضعيف يرسل قال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به، ينظر: تهذيب الكمال (1/ 326)، التقريب (634).
(10)
مسلم بن الحجاج القشيري أبو الحسين النيسابوري صاحب الصحيح ثقة حافظ إمام مصنف عالم بالفقه توفي سنة (261 هـ). ينظر: تهذيب الكمال (7/ 95)، التقريب (6623).
(11)
فتح الباري لابن حجر 13/ 444.