الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]
.
[9] قال الحسين بن الفضل: (الهدى في القرآن على وجهين:
الوجه الأول: هدى دعاء وبيان؛ كقوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] وقوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} [فصلت: 17].
والوجه الثاني: هدى توفيق وتسديد، كقوله تعالى:{يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [النحل: 93]، وقوله:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]).
الكشف والبيان للثعلبي 2/ 558/ 559
(1)
.
الدراسة
ما ذهب إليه الحسين في هذا المقطع من التفسير يرجع إلى ما يُعرفُ بعلم الوجوه والنظائر، حيث جعل الهدى على وجهين، وذكر في كل وجه النظائر من الآيات التي جاءت على معنى الوجه.
فالوجه الأول عنده أنَّ الهداية بمعنى الدعاء والبيان، وقد ذكر فيه ثلاثة نظائر وهذا المعنى الذي ذكره، وهو البيان هو أصل معنى اللفظ
(2)
فالهداية بمعنى الإرشاد والبيان، تقول: هديته الطريق؛ أي: بينْت له الطريق وأرشدته إليه. أما الدعاء فقد جعله أصحاب الوجوه والنظائر وجهاً من وجوه معاني لفظ الهدى، واستدلُّوا له بقوله تعالى {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، وهذا المعنى لا يخرج عن معنى البيان؛ لأنَّ الداعي هو الذي يبين لقومه ما ينفعهم
(3)
.
وإنما شأن أصحاب الوجوه والنظائر تكثير الوجوه، نظراً للسياق الذي وردت فيه اللفظة فيفسرونها بالمعنى المناسب لها سياقياً، ولهذا ذكروا لمعنى الهدى في القرآن أكثر من عشرة أوجه
(4)
.
والوجه الثاني الذي ذكره الحسين بن الفضل أن الهداية تأتي بمعنى هداية التوفيق والتسديد، ويظهر من الآيات التي ذكرها أنه يذهب إلى أن هذا النوع من الهداية مختصٌّ بالله.
(1)
ت: خالد العنزي، ج: أم القرى
(2)
قال ابن قتيبة: " أصل الهدى: الرشد؛ كقوله: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي} [القصص: 22]
…
" تأويل مشكل القرآن ص: 248.
(3)
ينظر على سبيل المثال: الأشباه والنظائر لمقاتل ص: 91، ونزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص: 627
(4)
ينظر على سبيل المثال: الأشباه والنظائر لمقاتل ص: 89 - 95، ونزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص: 625 - 630.