الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من نذرٍ، أو قضاءٍ إذا ضاق وقته. انظر:"الفتح"(5195).
مسألة: هل يجوز للمتطوع أن يفطر إذا شاء
؟
في المسألة قولان:
الأول: جواز الفطر، وهو قول الجمهور من أهل العلم، وقال به من الصحابة عمر، وعلي،
(1)
وأبو الدرداء،
(2)
وابن عمر،
(3)
وابن عباس،
(4)
وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم
(5)
، وهو مذهب أحمد، وإسحاق، والشافعي.
واستدلوا بما يلي:
1 -
حديث عائشة رضي الله عنها في "صحيح مسلم"(1154)، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها في يوم فقال:«هل من طعام؟» قالت: لا. قال: «فإني إذًا صائم» ، قالت: ثم أتانا في يوم آخر فقلنا: يا رسول الله، أهدي لنا حَيْس. فقال:«أرينيه، فلقد أصبحت صائمًا» ، فأكل.
2 -
حديث أبي جُحَيفة في "البخاري"(1968)، أن سلمان زار أبا الدرداء، ثم أفطر أبو الدرداء فأكل مع سلمان.
(1)
أثر عمر وعلي أخرجه عبدالرزاق (4/ 272) بإسناد منقطع، ولكن له طريق أخرى صحيحة عند ابن حزم في "المحلى"(4/ 418)(773).
(2)
أثر أبي الدرداء أخرجه البخاري برقم (1968).
(3)
ذكره ابن حزم في "المحلى"(4/ 419) من طريق وكيع بإسناد صحيح.
(4)
أخرجه عبدالرزاق (4/ 271 - 272) بأسانيد صحيحة.
(5)
أخرجه عبدالرزاق (4/ 271 - 272) بإسناد حسن لولا عنعنة أبي الزبير.
3 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند ابن أبي شيبة (3/ 15)، وأحمد (2/ 336)، والنسائي (4/ 177)، وغيره، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وهو بِمَرِّ الظَّهران، فقال لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما:«ادنوا فكلا» ، قالا: إنَّا صائمان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارحلوا لصاحبيكم، اعملوا لصاحبيكم، ادنوا فكلا» ، وهو حديث يصححه الإمام الألباني رحمه الله.
ثم رأيت النسائي رحمه الله قد أعله بالإرسال كما في "الكبرى"(2572)(2575)، ورجح أنه من مراسيل أبي سلمة.
الثاني: أنه يلزمه الإتمام، وهو قول أبي حنيفة، وقول مالك أيضًا، ولكنه قيده بما إذا لم يكن له عذر.
واستدلوا:
1 -
بقوله تعالى: {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33].
2 -
بقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: «وصيام رمضان» ، قال هل عليَّ غيره؟، قال:«لا، إلا أن تَطَّوَّع»
(1)
، فقالوا: الاستثناء متصل، والمعنى: إلا أن تتطوع فيلزمك صومه.
والراجح هو القول الأول.
وأما عن أدلة القول الثاني:
الآية: {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33].
(1)
أخرجه البخاري برقم (46)، ومسلم برقم (11)، من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.