الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة: إذا نسي الصائم فأكل أو شرب
؟
في المسألة قولان:
الأول: أنه لا يفطر وصومه تام، وهو قول الجمهور، وأحمد، والشافعي.
واستدلوا بما يأتي:
1 -
قوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب:5].
2 -
قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286].
3 -
قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى تجاوز عن أمتى الخطأ، والنسيان» .
(1)
4 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه في "الصحيحين"
(2)
، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه» .
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وفي هذا الحديث دلالة من وجوه:
أحدها: أنه أمره بإتمام صومه؛ فَعُلِم أن هذا إتمام لصوم صحيح؛ ولو أراد وجوب الإمساك فقط؛ لقال: «فليتم صيامًا، أو فليصم بقية يومه» .
الثاني: أنه لم يأمره بالقضاء، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
الثالث: أنه قال: «الله أطعمك و سقاك» ؛ تعليلاً وجوابًا. ومعلوم أن إطعام
(1)
حديثٌ مُعل، جاء عن جمعٍ من الصحابة، انظر تخريجه في "جامع العلوم والحكم"(39).
(2)
أخرجه البخاري (1933)، ومسلم (1155).
الله، وإسقاءه للعبد على وجهين:
1 -
أن الله خلق له الطعام والشراب، والحركة التي بها يأكل ويشرب، وعلى هذا فالعامد والناسي، وجميع الخلق اللهُ أطعمهم وسقاهم، وهذا المعنى لم يقصده النبي صلى الله عليه وسلم.
2 -
أن يطعمه الله ويسقيه بغير فعل من العبد، ولا قصد، ولا عمد كما في هذه الصورة، فصار غير مكلف لأجل النسيان، فأضيف الفعل إلى الله قدرًا وشرعًا؛ فسقط قلم التكليف عن هذا الفعل، فقول النبي صلى الله عليه وسلم:«الله أطعمك وسقاك» معناه: لا صنع لك في هذا الفعل، وإنما هو فعل الله فقط، فلا حرج عليك فيه، ولا إثم؛ فَأَتْمم صومك. انتهى بتصرف
الثاني: أنه يفطر وعليه القضاء دون الكفارة، وهو قول مالك، وربيعة، قالوا: لأن الإمساك عن المفطرات ركن الصوم، فحكمه حكم من نسي ركنًا من الصلاة؛ فإنها تجب عليه الإعادة وإن كان ناسيًا.
والجواب: أن هذا القياس فاسد الاعتبار؛ لمخالفته للنصوص المتقدمة.
انظر: "الفتح"(1933)، "نيل الأوطار"(4/ 206 - 207)، "سبل السلام"(4/ 138)، "شرح المهذب"(6/ 324)، "المغني"(3/ 23)، "المحلى"(753)، "توضيح الأحكام"(3/ 179)، "كتاب الصيام"(1/ 457 - 458) بتصرف.