الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبدالرزاق، ولا ندري من أين جاء به عبد الرزاق. اهـ
قلتُ: الحديث مداره على عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة جعفر بن سليمان، وذكر أن هذا الحديث مما أنكر عليه.
قلتُ: فعلى ضعف الحديث فيفطر على ما تيسر؛ حتى ولو شربة من ماء، فقد ثبت عند أبي يعلى (3792)، وابن حبان (3504) من حديث أنس رضي الله عنه، قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر، ولو كان على شربة من ماء. وتقدم حديث ابن أبي أوفى (ص 56)، وفيه:«انزل فاجدح لنا» .
والجَدْحُ هو: تحريك السويق ونحوه بالماء بِعُودٍ، يقال له (المجدح)، وهو مجنح الرأس، والسويق هو دقيق القمح والشعير، يُقلى ثم يطحن.
مسألة: دعاء الإفطار
؟
جاءت أدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصح منها شيءٌ، فجاء عنه أنه كان يقول:«اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم» ، أخرجه الدارقطني (2/ 185)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفي إسناده: عبدالملك بن هارون بن عنترة، يرويه عن أبيه، وهو متروك، وأبو ه ضعيف.
وأخرجه الطبراني من حديث أنس رضي الله عنه، في "الأوسط"(7545)، و"الصغير" (912) بلفظ:«اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرتُ» ، وفي إسناده: إسماعيل بن عمرو ضعيف، وداود بن الزِّبْرِقان، وهو متروك. وجاء عند أبي داود
(2357)
، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، مرفوعًا أنه كان يقول:«ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى» ، ولكنه ضعيف أيضًا؛ ففي سنده: مروان بن سالم المُقَفَّع، وهو مجهول الحال. انظر:"الإرواء"(919 - 920).
فائدة:
حديث: «إن للصائم عند فطره دعوة لا تُردُّ» ، أخرجه ابن ماجه (1753) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، ولا يثبت؛ لأن في إسناده: إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وهو مجهول، وللحديث طريقٌ أخرى عند الطيالسي (2262)، وفي إسناده: أبو محمد المليكي.
قال الإمام الألباني رحمه الله: لم أعرفه، ويحتمل أنه عبدالرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني؛ فإن يكن هو فإنه ضعيف كما في "التقريب"، بل قال النسائي: ليس بثقة. وفي رواية: متروك الحديث. اهـ
وقد ضعفه الإمام الألباني رحمه الله في "الإرواء"(921)، وضعفه شيخنا الوادعي رحمه الله في تعليقه على "تفسير ابن كثير" عند قوله تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186].
ولكن قد صح عند ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبو اب السماء، ويقول: بعزتي،