الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(31) بَابٌ: في الكُحْلِ عِنْدَ النَّوْمِ
(1)
2377 -
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِىُّ، نَا عَلِىُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ هَوْذَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
===
عن ثوبان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاث لا يفطرن"، الحديث، وقال: لا يروى هذا الحديث عن ثوبان إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب، انتهى.
(31)
(بَابٌ: في الكُحْلِ عِنْدَ النَّوْمِ)
2377 -
(حدثنا النفيلي، نا علي بن ثابت) الجزري، أبو أحمد، ويقال: أبو الحسن، مولى العباس بن محمد الهاشمي، عن أحمد: صدوق ثقة، وقال أبو داود: ثقة، وقال ابن معين: ثقة إذا حدث عن ثقة، وقد وثقه غيرهم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه الأزدي بلا حجة.
(حدثني عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة) الأنصاري، أبو النعمان الكوفي، قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: صدوق، روى له أبو داود حديثًا واحدًا عن أبيه عن جده هذا الحديث، وقال ابن المديني: عبد الرحمن بن النعمان مجهول.
(عن أبيه) نعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري، حجازي، روى عن أبيه، وعنه ابنه عبد الرحمن، ذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن جده) معبد بن هوذة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالإثمد المروح، الحديث، روى حديثه عبد الرحمن بن نعمان بن معبد عن أبيه عن جده، قلت: وجعل ابن منده وجماعة الضمير في قوله: "عن جده" للنعمان، وتكون الرواية والصحبة [لهوذة]، ونسبوه فقالوا: هوذة بن قيس بن عبادة بن دهيم، والله تعالى أعلم، قاله الحافظ في "تهذيب التهذيب"(2) في ترجمة [معبد بن] هوذة.
(1) زاد في نسخة: "للصائم".
(2)
"تهذيب التهذيب"(10/ 224).
عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَمَرَ بِالإِثْمِدِ الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ وَقَالَ: "لِيَتَّقِهِ الصَّائِمُ". [حم 3/ 499 - 500]
===
قلت: وقد صرح الحافظ في "الإصابة"(1) بكونه خطأ في ترجمة هوذة بن قيس، فقال: هوذة بن قيس بن عبادة بن دهيم الأنصاري، ذكره ابن شاهين وابن منده وَوَهِما فيه، وإنما الصحبة لولده معبد، فأخرج ابن شاهين من طريق صالح بن رزيق عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده. وأخرج ابن منده من طريق النفيلي، عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن النعمان بن هوذة، عن أبيه، عن جده.
والصواب ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن قانع من طرف عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده، فسقط من الرواية الأولى في نسب الراوي النعمان، ومن الثانية معبد، نبه عليه العلائي، فالصحبة لمعبد بن هوذة، وقد اغتر ابن الأثير بما ذكره ابن منده، فأخرج في هذه الترجمة من "مسند أحمد"، وساقه على سياق ابن منده، فوهم، وإنما هو في "المسند" بإثبات النعمان في السند، انتهى.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالإثمد)، قال في "القاموس": الإثمد بالكسر حجر للكحل (المروح)(2) أي المطيب بالمسك، كأنه جعل له رائحة تفوح بعد أن لم تكن له رائحة (عند النوم، وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليتقه) أي الإثمد أو الاكتحال بالإثمد (الصائم).
قال الشوكاني في "النيل"(3): وقد استدل بهذا الحديث ابن شبرمة
(1)(3/ 588).
(2)
الذي أضيف إليه المسك الخالص، كذا في "جمع الوسائل"(1/ 105).
(3)
"نيل الأوطار"(3/ 176).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وابن أبي ليلى، فقالا: إن الكحل يفسد الصوم، وخالفهما العترة والفقهاء (1) وغيرهم، فقالوا: إن الكحل لا يفسد الصوم، وأجابوا (2) عن الحديث بأنه ضعيف لا ينتهض للاحتجاج به، واستدلا بما أخرجه البخاري تعليقًا، ووصله البيهقي والدارقطني وابن أبي شيبة من حديث ابن عباس بلفظ:"الفطر مما دخل، والوضوء مما خرج"(3) ويجاب بأن في إسناده الفضل بن المختار، وهو ضعيف جدًا، وفيه أيضًا شعبة مولى ابن عباس، وهو ضعيف أيضًا، وقال ابن عدي: الأصل في هذا الحديث أنه موقوف.
واحتج الجمهور على أن الكحل لا يفسد الصوم بما أخرجه ابن ماجه عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتحل في رمضان وهو صائم"(4)، وفي إسناده بقية عن الزبيدي، واسمه سعيد بن أبي سعيد، وقال البيهقي: إنه مجهول، وقال النووي في "شرح المهذب" (5): إنه ضعيف، قال: وقد اتفق الحفاظ على أن رواية بقية عن المجهولين مردودة.
ورواه البيهقي من طريق محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتحل وهو صائم"(6)، قال أبو حاتم:
(1) قلت: لكن قال القسطلاني (4/ 549): ليس بالكحل بأس، ولو تشربته المسام، لأنه لم يصل في منفذ مفتوح، وهذا مذهب الشافعية والحنفية، وقال المالكية والحنابلة: إن اكتحل بما يتحقق معه الوصول إلى حلقه من كحل أو صبر أفطر، انتهى. وقال القاري (4/ 505): الاكتحال لا يكره، به قال الأكثرون، وقال مالك وأحمد وإسحاق: مكروه، وقال المظهر: الاكتحال ليس بمكروه عند الثلاثة، وكرهه أحمد. (ش).
(2)
وفي "التقرير": أن النهي سدًا لباب الوسوسة لئلا يتوهم الفطر. (ش).
(3)
علقه البخاري، 3 - كتاب الصوم، 32 - باب الىحجامة والقيء للصائم، ووصله ابن أبي شيبة (3/ 51)، والبيهقي (4/ 261)، والدارقطني (553).
(4)
أخرجه ابن ماجه (1678)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 262).
(5)
انظر: "المجموع"(6/ 388).
(6)
أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 262).
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ مُنْكَرٌ، يَعْنِي حَدِيثَ الْكُحْلِ.
2378 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُتْبَةَ عَنْ أَبِى مُعَاذٍ،
===
هذا حديث منكر، ومحمد منكر الحديث، وكذا قال البخاري، ورواه ابن حبان في "الضعفاء" من حديث ابن عمر، قال في "التلخيص" (1): وسنده مقارب.
ورواه ابن أبي عاصم في "كتاب الصيام" له من حديث ابن عمر أيضًا بلفظ: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مملوءتان من الإثمد، وذلك في رمضان، وهو صائم".
ورواه الترمذي (2) من حديث أنس في الإذن فيه لمن اشتكت عينه، وقال: إسناده ليس بالقوي، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء، ورواه أبو داود من فعل أنس، قال الحافظ (3): ولا بأس بإسناده، قال: وفي الباب عن بريرة مولاة عائشة في الطبراني، وعن ابن عباس في "شعب الإيمان" للبيهقي، انتهى.
قلت: وقال في "البدائع"(4): ولا بأس بأن يكتحل الصائم بالإثمد وغيره ولو فعل لا يفطره، وإن وجد طعمه في حلقه عند عامة العلماء، لما رُوينا "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتحل وهو صائم"، ولما ذكرنا أنه ليس للعين منفذًا إلى الجوف، وإن وجده في حلقه فهو أثره لا عينه.
(قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو منكر، يعني حديث الكحل) لأنه مخالف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه اكتحل وهو صائم.
2378 -
(حدثنا وهب بن بقية، أنا أبو معاوية) الضرير، (عن عتبة أبي معاذ)
(1)(2/ 412).
(2)
"سنن الترمذي"(726).
(3)
انظر: "التلخيص الحبير"(2/ 412).
(4)
"بدائع الصنائع"(2/ 244).
عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ.
2379 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (1) الْمُخَرِّمِىُّ وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِىُّ قَالَا، نَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى،
===
هو عتبة بن حميد الضبي أبو معاذ، ويقال: أبو معاوية البصري، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال أحمد: ضعيف ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس) بن مالك، أبو معاذ الأنصاري، روى عن جده، وقيل: عن أبيه عن جده، قال أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن أنس بن مالك أنه كان يكتحل وهو صائم).
2379 -
(حدثنا محمد بن عبيد الله)، هكذا في النسخة القادرية والكانفورية والمجتبائية والمكتوبة الأحمدية بالتصغير، وهو تصحيف، والصواب عبد الله مكبرًا كما في النسخة المصرية ونسخة "العون"، وقد تقدم ترجمته في المجلد الأول (2) ص 108 في "باب الرجل يدلك يده بالأرض إذا استنجى".
(المخرمي، ويحيى بن موسى البلخي قالا: نا يحيى بن عيسى) بن عبد الرحمن، ويقال: ابن محمد التميمي النهشلي، أبو زكريا الكوفي الفاخوري بالفاء والخاء المعجمة، الجرار بفتح الجيم وتشديد الراء بعدها ألف وفي آخرها راء مهملة، هذه النسبة إلى عمل الجرار، وهو جمع جرة يعني الحنتم الذي يشرب منه، سكن الرملة، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما أقرب حديثه،
(1) في نسخة: "عبد الله".
(2)
من الطبعة الهندية.