الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- قَالَتْ: "بَيْنَا أَبِي في غَزَاةٍ في الْجَاهِليَّةِ إِذْ رَمِضُوا فَقَالَ رَجُلٌ: مَنْ يُعْطِينِي نَعْلَيْهِ، وَأَنْكِحُهُ أَوَّلَ بِنْتٍ تُولَدُ لِي؟ فَخِلَعَ أَبِي نَعْلَيْهِ، فَأَلْقَاهُمَا (1) إِلَيْهِ، فَوُلِدَتْ لَهُ جَارِيَةٌ، فَبَلَغَتْ، فَذَكَرَ نحْوَهُ، لَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ الْقَتِيرِ".
(28) بَابُ الصَّدَاقِ
(2)
2105 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ النُّفَيْلِيُّ، نَا عَبْدُ الَعَزِيزِ بْنُ
===
(قالت: بينا أبي في غزاة في الجاهلية، إذ رمضوا) أي اشتد بهم الحر (فقال رجل) ولعله (3) هو طارق بن المرقع: (من يعطيني نعليه، وأنكحه أول بنت تولد لي؟ فخلع أبي نعليه، فألقاهما إليه، فوُلدتْ له جارية فبلغت، فذكر)، أي إبراهيم بن ميسرة (نحوَه) أي نحو الحديث المتقدم (لم يذكر قصة القتير) والظاهر أن الحديثين في قصة واحدة، وأما الاختلاف في النعلين والرمح، فيحتمل أنه طلبهما، ويحتمل أنهما قصتان، والله أعلم.
(28)
(بَابُ الصَّدَاقِ)(4)، وهو: المهر
قال في "القاموس": والصَّدُقة: بضم الدال، وكغُرْفَةٍ، وصَدْمةٍ، وبضمتين، وبفتحتين، وككِتَابٍ، وسَحَابٍ: مهرُ المرأة، جمعُ الصَّدُقَةِ كنَدُسة: صَدُقاتٌ، وجمعُ الصُّدْقَة بالضم: صُدْقاتٌ وصُدَقاتٌ وصُدُقات، بضمتين، وهي أقبحها.
2105 -
(حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، نا عبد العزيز بن
(1) في نسخة: "بهما".
(2)
في نسخة: "أبواب الصداق".
(3)
وبه جزم ابن رسلان. (ش).
(4)
سمي به لأنه يظهر به صدق ميل الرجل إلى المرأة، كذا في "المرقاة"(6/ 355). (ش).
مُحَمَّدٍ، نَا يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:"سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن صَدَاقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: ثِنْتَا عَشْرَةَ أُوْقِيَّة وَنَشٌّ، فَقُلْتُ: وَمَا نَشٌّ؟ قَالَتْ: نِصْفُ أُوقِيَّةٍ". [م 1426، ن 3347، جه 1886، حم 6/ 93، دي 2199]
2106 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عن أَيُوبَ، عن مُحَمَّدٍ (1)، عن أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ
===
محمد، نا يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة قال: سألت عائشة عن صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أي عن صداق أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فقالت: ثِنْتا عَشْرةَ أُوقية ونَشٌّ، فقلت: وما نَشٌّ (2)؟ قالت: نصفُ أوقيَّةٍ).
والأوقية: أربعون درهمًا، فصار مجموعُ ثنتي عشر أوقية ونش: خمسمائة درهم، وأما مهر أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، فكان أربعة آلاف درهم أو أربعمائة دينار، ولكن ما أصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أصدقها النجاشيُّ وأدَّاها من عنده.
2106 -
(حدثنا محمد بن عبيد، نا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي العَجْفاء) بفتح أوله، وسكون الجيم، (السلمي) البصري، قيل: اسمه هرم بن نسيب، وقيل: نسيب بن هرم، وقيل: هرم بن نصيب، بالصاد المهملةِ بدل السين المهملة، قال ابن معين والدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس حديثه بالقوي.
(1) زاد في نسخة: "هو ابن سيرين".
(2)
ونش كل شيء نصفه، يقال: نش الرغيف أي نصفه. "المرقاة"(6/ 358). (ش).
قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ رضي الله عنه فَقَالَ: "أَلَا لَا تُغَالُوا بِصُدُقِ (1) النِّسَاءِ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَة في الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللهِ كَانَ (2) أَوْلَاكُمْ بِهَا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، مَا أَصْدَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، وَلَا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَي عَشْرَةَ أُوْقِيَّة". [ت 1114، جه 1887، ن 3349، حم 1/ 40، ق 7/ 234، ك 2/ 175]
===
(قال: خطبنا عمر رضي الله عنه فقال: ألا لا تغالوا بصُدُق النساء (3))، أي لا تُبالغُوا في كثرة الصداق، وأصل الغلاء: الارتفاع، ومجاوزة القدر في كل شيء، غاليت في الشيء وبالشيء، وغلوت فيه، إذا جاوزت فيه، (فإنها) أي: المغالاة في المهر (لو كانتْ مكْرُمَةً في الدنيا) أي ما يحمد به في الدنيا (أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ما أصدق (4) رسولُ الله عظَ امرأةً من نسائه، ولا أُصْدِقتْ) بصيغة المجهول (امرأةٌ من بناته (5) أكثر من ثنتي عشْرة أوقيةً).
وما روي في الحديث الآتي أن صداقَ أم حبيبة رضي الله عنها كان أربعة آلاف درهم، فإنه مستثنى من قول عمر رضي الله عنه؛ لأنه أصدقها النجاشي بأرض الحبشة من غير تعيين النبي صلى الله عليه وسلم،
(1) في نسخة: "في صدوق"، وفي نسخة:"بصداق".
(2)
في نسخة: "لكان".
(3)
ولا يشكل بقوله تعالى: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} [النساء: 20]؛ لأنه يدل على الجواز لا الأولوية، كذا في "المرقاة"(6/ 359). (ش).
(4)
قال الحافظ في "التلخيص"(3/ 404): هذا باعتبار الأكثر، وإلا فخديجة وجويرية بخلاف ذلك، وصفية كان عتقها صداقها، وأم حبيبة أصدقها عنه النجاشي، انتهى. (ش).
(5)
واختلف في مهر فاطمة رضي الله عنها كما بسطه القاري (6/ 360). وأبو الطيب في "شرح الترمذي". (ش).
2107 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، نَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، نَا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن أُمِّ حَبِيبَةَ: "أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ فَمَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ،
===
وما روته عائشة من ثنتي عشْرة أوقية ونشًّا، يتجاوز عدد الأواقي التي ذكرها عمر، فلعله أراد عدَّ الأوقية ولم يلتفت إلى الكسر، مع أنه نفى الزيادة في علمه، ولعله لم يبلغه صداق أم حبيبة ولا الزيادة التي روتْ عائشة رضي الله عنها.
فإن قلتَ: نهيه عن المغالاة مخالف لقوله تعالى: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} (1)، قلت: النص يدل على الجواز، لا على الأفضلية؛ والكلام (2) فيها لا فيه.
2107 -
(حدثنا حجاج بن أبي يعقوب) يوسف بن حجاج (الثقفي) البغدادي، المعروف بابن الشاعر، وكان يوسف شاعرًا صحب أبا نواس، قال ابن أبي حاتم: ثقة من الحفاظ ممن يحسن الحديث، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(نا معلي بن منصور، نا ابن المبارك، نا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة، أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش) فهاجرت مع زوجها إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فتنصَّر بها، (فمات بأرض الحبشة،
(1) سورة النساء: الآية 20.
(2)
كذا في "المرقاة"(6/ 359)، وذكر الحافظ في "الفتح" (9/ 204): استدلت بذلك المرأة التي نازعت عمر رضي الله عنه إذ قالت: ليس ذلك إليك يا عمر، إن الله تعالى يقول:{وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} من ذهب، فقال عمر رضي الله عنه: امرأة خاصمت عمر فخصمته، وفي طريق آخر: امرأة أصابت ورجل أخطأ.
قلت: وقد ذكر الأثارَ السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 465 - 468)، والسخاوي في "المقاصد الحسنة"(ص 501)، والمتقي في "كنز العمال"(16/ 534 - 542). (ش).
فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَمْهَرَهَا عَنْهُ أَرْبَعَة آلَافٍ (1)، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ". [تقدَّم برقم 2087، وانظر: حم 6/ 427]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَسَنَةُ هِيَ أُمُّهُ (2).
2108 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عن ابْنِ الْمُبَارَكِ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ: "أَنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَ
===
فزوَّجها) أي أم حبيبة (النجاشيُّ النبي صلى الله عليه وسلم، وأمهرها عنه أربعة آلاف) درهم (وبعث بها) أي أم حبيبة (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل بن حسنة).
(قال أبو داود: حسنة هي أمه)، واسم أبيه: عبد الله، وهو شرحبيل ابن عبد الله بن المطاع بن قطن الغوثي- بالفتح والسكون ومثلثة-، قال ابن البرقي: كان من مهاجرة الحبشة، وكان واليًا في الشام لعمر رضي الله عنه، وحسنة قيل: إنها أمه، وقيل: إنها تبنته، هو وأخوه عبد الرحمن بن عبد الله صحابيان.
2108 -
(حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، نا علي بن الحسن بن شقيق) بن دينار العبدي مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي، قدم شقيق من البصرة إلى خراسان، روى عنه البخاري، وروى الباقون بواسطة ابنه محمد، ومحمد بن عبد الله بن قهزاز، ومحمد بن حاتم بن بزيع، تكلموا فيه في الإرجاء، وقد رجع عنه. قال في "التقريب": ثقةٌ حافظٌ.
(عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري: أن النجاشيَّ زوج
(1) زاد في نسخة: "درهم".
(2)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: عبيد الله بن جحش تنصر، ومات نصرانيًا، وأوصى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد ما تنصَّر. قال أبو داود: عقد النكاح عثمان بن عفان، وكان بأرض الحبشة. (انظر: "تحفة الأشراف" رقم 19400).